روح القانون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الأستشارات القانونيه نقدمها مجانا لجمهور الزائرين في قسم الاستشارات ونرد عليها في الحال من نخبه محامين المنتدي .. او الأتصال بنا مباشره موبايل : 01001553651 _ 01144457144 _  01288112251

    الكنيسة والأزهر والإخـوان أصبحـوا أحزابـا سياسية في غياب المعارضة الشرعية

    رمضان الغندور
    رمضان الغندور
    مؤسس ومصمم المنتدي والدعم الفني
    مؤسس ومصمم المنتدي والدعم الفني


    عدد المساهمات : 7758
    نقاط : 21567
    السٌّمعَة : 16
    تاريخ التسجيل : 31/05/2009
    العمر : 67
    العمل/الترفيه : محامي حر

    7عييؤءث الكنيسة والأزهر والإخـوان أصبحـوا أحزابـا سياسية في غياب المعارضة الشرعية

    مُساهمة من طرف رمضان الغندور الإثنين أغسطس 16, 2010 3:39 pm


    أكد القس الدكتور اكرام لمعي أستاذ اللاهوت الإنجيلي ورئيس لجنة الإعلام بالكنيسة الإنجيلية في حواره مع الأهرام المسائي أن مصر تشهد ضعف الثقافة
    والتمسك بالفكر القديم لتفسير النصوص الدينية‏ وقال إن الكنيسة والأزهر والإخوان أصبحوا أحزابا سياسية قوية‏,‏ وأصبحت الكنيسة دولة داخل الدولة‏.‏
    وفسر لمعي اعتماد المصريين علي رجال الدين في مختلف شئون حياتهم بسبب سيطرة المؤسسة الدينية علي عقول المصريين‏,‏ مشيرا إلي أن الرهبنة أصبحت تلعب دورا في التشدد الديني المسيحي وأن مناهج التعليم الابتدائية والإعدادية تحث علي التعصب الديني‏.‏
    وتمني القس إكرام لمعي عودة روح المحبة بين المصريين والاعتماد علي مبدأ المواطنة في أمور حياتنا اليومية‏.‏
    وإلي نص الحوار‏:‏
    ‏*‏ هل توجد أزمة في الفكر الديني في مصر سواء كان الإسلامي أو المسيحي؟
    ‏**‏ طبعا مصر تعاني من عدة أزمات‏,‏ حيث توجد أزمة في الفكر الديني وأزمة في الفقه‏,‏ وأخري في الإعلام والصحافة الدينية‏.‏
    ‏*‏ هل هذه الأزمات حديثة في مصر أم لها سوابق تاريخية؟
    ‏**‏ هذه الأزمات ليست حديثة بل لها مئات السنين ولكنها ظهرت وأصبحت أكثر تصاعدا في السبعينيات من القرن الماضي ومازالت موجودة حتي الآن‏.‏
    ‏*‏ ما هي ملامح هذه الأزمات من وجهة نظرك؟
    ‏**‏ ملامح أزمة الفكر الديني تجدها في غلق باب الاجتهاد وسيادة الفكر الأصولي سواء كان في المسيحية أو في الإسلام‏,‏ والعودة إلي الفكر المتجمد القديم في المسيحية والإسلام‏,‏ ففترة السبعينيات والثمانينيات كانت مرحلة مهمة وخطيرة في الفكر الديني حيث سافر آلاف من المصريين إلي دول الخليج ورجعوا الي مصر بالفكر الوهابي‏,‏ بالإضافة إلي تدني الفكر الثقافي والتنويري وتدني مستوي التعليم‏,‏ وكان لهزيمة‏1967‏ تأثير كبير في تجميد الفكر الديني حيث حاولت الدولة ابعاد الأنظار عن الهزيمة وقامت بالتركيز علي الأمور الدينية سواء كانت للمسلمين أو المسيحيين‏,‏ ولعب الإعلام في تلك الفترة دورا مهما وخطيرا حيث تم عمل برامج دينية تصدي لها رجال دين أصوليون‏,‏ وبالتالي أدي ذلك إلي ظهور مظاهر تدين في الشوارع والنوادي والجامعات والأماكن العامة‏.‏ وكل هذه الأشياء شكلت ملامح أزمة في الفكر الديني‏.‏
    ‏*‏ ما أسباب تزايد حالة الاحتقان الديني في مصر؟
    ‏**‏ زيادة حالة التوتر والاحتقان الديني في الوقت الحالي ترجع لعدة أسباب ومنها الأسباب السياسية‏,‏ لأن الدولة تمر بمرحلة انتقالية‏,‏ وبالتالي لا نستطيع أن نميز هل نحن نعيش في دولة دينية أو مدنية‏.‏ فمثلا نجد أن بعض الأحكام القضائية ترجع إلي الأزهر أو الكنيسة قبل صدور الحكم‏,‏ ونجد أن الدولة تأخذ رأي الكنيسة في الأفلام التي تتناول أمورا مسيحية‏.‏ ورأي الأزهر كذلك في أعمال فنية مثل الروايات أو الأفلام السينمائية أو المسرحيات‏...‏ إلخ‏.‏
    كما ساهم عدم وجود أحزاب سياسية قوية معارضة في زيادة التوتر الديني لأن الكنيسة أصبحت حزبا سياسيا قويا‏,‏ وكذلك أصبح الأزهز وجماعة الإخوان المسلمين أحزابا سياسية دينية قوية‏,‏ فأصبح المواطنون لا يجدون المجال السياسي المدني وتم اختلاط السياسة بالدين وهذا خطأ كبير‏.‏ فنجد مثلا المرشح الذي يريد أن ينجح في الانتخابات يرفع شعارات دينية‏.‏ والمسيحي الذي تختاره الدولة لشغل منصب معين يجب أن يكون منتميا للكنيسة وهي التي تقوم بترشيحه للحكومة‏.‏ وكذلك كان للجانب الاقتصادي دور في زيادة حالة التوتر الديني‏.‏ مثل ارتفاع نسبة البطالة والفقر وانتشار المناطق العشوائية والأمراض‏.‏
    وشجع ذلك علي انتشار الغيبيات والحكومة تقوم بتشجيع هذه التوجهات الدينية كنوع من السياسة‏.‏
    ‏*‏ هل التعليم له دور في أزمة الفكر الديني؟
    ‏**‏ طبعا التعليم له دور في الأزمة‏.‏ فمثلا لا نجد ذكرا للحقبة التاريخية القبطية كأنها أسقطت من التاريخ‏.‏ وفي نفس الوقت هناك ضعف في المناهج التعليمية‏,‏ فلا تحث علي التنوير ولا قبول الآخر‏.‏ بل توجد مناهج كثيرة تركز علي رفض الآخر‏,‏ بالإضافة إلي انتشار مدارس وحضانات اسلامية بحتة‏,‏ ومدارس وحضانات مسيحية بحتة أدت إلي تقسيم المجتمع إلي قسمين أو أكثر‏.‏
    ‏*‏ هل لعبت الفضائيات مؤخرا دورا في زيادة أزمة الفكر الديني؟
    ‏**‏ الفضائيات في وقتنا الحالي تعتمد علي الخرافة مثل تفسير الأحلام‏,‏ واخراج الجن من الجسد والحديث عن المعجزات‏.‏ وهي فضائيات اسلامية ومسيحية والقائمون عليها يقومون بتأكيد تلك الخرافات عن طريق الدين‏.‏
    ‏*‏ وما دور الصحف المستقلة والمعارضة والرقمية في الأزمة؟
    ‏**‏ الصحافة المستقلة والمعارضة تركز علي الموضوعات الدينية من أجل تحقيق نسبة مبيعات أكبر‏,‏ اعتمادا علي مشاعر المسلمين والمسيحيين‏.‏
    ‏*‏ وما ملامح أزمة الخطاب الديني في الوقت الحالي؟
    ‏**‏ توجد أزمة في الخطاب الديني لأن رجال الدين ليسوا علي قدر من الثقافة الكافية لكي يدركوا الجوانب السياسية والاقتصادية والفكرية الحديثة في خطاباتهم الدينية‏.‏
    ‏*‏ لماذا يلجأ غالبية المصريين إلي المشايخ أو القساوسة في تدبير أبسط شئونهم الدنيوية؟
    ‏**‏ يرجع غالبية المصريين إلي رجال الدين في أبسط أمور حياتهم لسببين هما سيطرة المؤسسة الدينية علي حياة المصريين‏,‏ وسيطرة رجال الدين بوضع هالة حولهم‏.‏
    وثانيا لأن الناس تفهم الدين بشكل خاطئ‏,‏ حيث يعتبرون أن علاقتهم بربنا لابد ان تمر من خلال رجال الدين‏,‏ في حين أن الإنسان البسيط يستطيع معرفة القرآن والكتاب المقدس من غير رجل الدين ويستطيع أيضا تفسيره لنفسه‏.‏ وأهم شيء هو تحكيم الضمير‏.‏
    فنجد مثلا تضاربا وتعارضا في الفتاوي الصادرة من رجال الدين في بعض الموضوعات كالخلاف بين شيخ الأزهر وبين مفتي الجمهورية حول أرباح البنوك ونفس الخلافات تقريبا تحدث في المسيحية في التفسير اللاهوتي‏.‏
    ‏*‏ ما سر تركيز بعض رجال الدين الإسلامي والمسيحي علي المعجزات والتفسيرات التي تميل إلي اشاعة بعض الأساطير؟
    ‏**‏ أعتقد أن سبب رجوع بعض رجال الدين في خطاباتهم وتفسيرهم إلي المعجزات لأنهم عاجزون فكريا وغير قادرين علي إقناع الناس بالعقل والمنطق‏,‏ وبالتالي يذهبون في خطاباتهم الي أمور ليس فيها نقاش ولا حوار لأنهم لا يعتمدون علي الفكر والمنطق‏.‏
    ‏*‏ ذكرت أن هناك أزمة في الصحافة والإعلام الديني ما أسبابها؟
    ‏**‏ الإعلام الديني يركز علي الخرافات والأمور الغيبية وعلي المعجزات وكلما كانت الفكرة قديمة والشخص الذي يقولها مشهورا تكون أقوي وبذلك تنقل الصحافة والإعلام الديني الفكر الجامد الذي يؤدي إلي أزمة في التنوير‏.‏
    ‏*‏ كيف يمكن تطوير الخطاب الديني من وجهة نظرك؟
    ‏**‏ الخطاب الديني الحالي خطاب فاشل لعدة أسباب أولا أنه يتكلم عن المطلقات‏,‏ ودائما يركز علي أن الحياة أسود وأبيض فقط بلا منطقة رمادية‏.‏ ودائما يتحدي الخطيب الديني ـ مسلما أو مسيحيا ـ بلسان الرب ولا يوضح رجال الدين أن هذا التفسير للنص هو تفسير شخصي له وليس نصا دينيا‏.‏
    والمشكلة الثانية في الخطاب الديني أن رجال الدين دائما يقولون أحكاما قاطعة ـ حرام وحلال ـ ويعتمد الخطاب الديني علي التكفير وما أبسط التكفير في مصر‏.‏ والمشكلة الثالثة هي سطحية الخطاب الديني‏,‏ فدائما الخطيب يعتمد علي الحماسة والأمور العاطفية أكثر من الاعتماد علي الإقناع العقلي‏.‏
    ‏*‏ لماذا يلجأ الحكام إلي رجال الدين؟ وكيف تري العلاقة بينهم؟
    ‏**‏ لأن الحكام دائما يحتاجون إلي شعبية‏,‏ فبالتالي يجب أن تؤيد المؤسسة الدينية الحكام‏,‏ لأن الجانب العاطفي عند المصريين كبير جدا ولذلك يركز الحكام علي هذا ويحاولون إرضاء رجال الدين والمؤسسة الدينية بطريقة أو بأخري‏.‏
    ‏*‏ ذكرت أن الأحزاب السياسية ضعيفة وأصبح الأزهر وجماعة الإخوان والكنيسة أحزابا سياسية قوية‏.‏ ما دليلك علي ذلك؟
    ‏**‏ أصبحت الكنيسة دولة داخل دولة لأنها أصبحت ذات دور سياسي‏.‏ فمثلا عند ترشيح أحد الأشخاص في انتخابات معينة تقوم الكنيسة بدعمه لضمان الأصوات له‏,‏ وكذلك الأزهر أو جماعة الإخوان وهنا يجب أن تأخذ الدولة مكانها وتعلن أننا دولة مدنية تعلي شأن القانون المدني‏.‏
    وأصبح الإخوان ـ تحديدا ـ والكنيسة أقوي الأحزاب السياسية المعترف بها‏,‏ ولكنها تلعب دورا كبيرا في أزمة الفكر الديني‏.‏
    ‏*‏ ما أثر الصراعات الطائفية المسيحية علي أزمة الفكر الديني والتشديد فيه؟
    ‏**‏ توجد بالفعل صراعات دينية بين الطوائف المسيحية وذلك يرجع إلي التخلف الثقافي في مصر‏.‏ ولذا لا نجد هذه الصراعات في الدول المتقدمة‏,‏ لأن الثقافة والتنوير علي مستوي كبير وهذه الصراعات تؤدي إلي التشدد الديني‏.‏
    ‏*‏ ما تفسيرك لميل بعض الخطابات الدينية الإسلامية والمسيحية إلي الجوانب الجبرية والطاعوية وإغفالها لقيم الحرية ومناهضة الاستبداد؟
    ‏**‏ ذلك بسبب ضعف ثقافة الخطيب الديني وعدم اعتماده علي العقل والتفكير المنطقي لذلك اسهل شيء لديه أن يتحدث في خطابه بشكلل اجباري حتي لا يجد من يخالفه‏,‏ ودائما يعتمد علي الحرام والحلال ويقوم بتفكير من يختلف معه في الرأي بدون مناقشة عقلانية منطقية‏.‏
    ‏*‏ هل الرهبنة في المسيحية لها دور في تطوير الخطاب الديني أم انها تؤدي إلي التشدد؟
    ‏**‏ الطائفية الإنجيلية لا يوجد فيها رهبنة ولكن أنا أعتقد أن الرهبنة أدت إلي التشدد الديني بلا شك‏,‏ لأن الراهب يعيش في الدير بالصحراء ويخرج منه بعد سنوات عندما يصبح قسيسا أو أسقفا‏,‏ فيكون بالتالي غير متفاعل مع مشاكل الناس والمجتمع وذلك يؤدي إلي التشدد الفكري والديني‏.‏
    ‏*‏ هل الثقافة لها دور في أزمة الفكر الديني؟
    ‏**‏ الثقافة لها دور كبير في أزمة الفكر الديني وذلك لأن احدي الاحصائيات كشفت أن نصيب المواطن المصري من القراءة سنويا نصف صفحة فقط بينما نجد المواطن الأمريكي نصيبه من القراءة‏14‏ كتابا‏.‏ وفي اسرائيل‏9‏ كتب في السنة‏,‏ ويتم احتساب ذلك عن طريق حساب عدد الكتب المترجمة والمؤلفة في البلد واقتسامها علي عدد السكان الذين يستطيعون القراءة وذلك دليل علي أن مستوي الثقافة عند المصريين هابط جدا‏.‏ كما أن الجامعات المصرية في حالة كبيرة من التردي حيث لا توجد أي جامعة مصرية ضمن أفضل‏500‏ جامعة علي مستوي العالم‏.‏ وهذا يؤدي بالضرورة إلي الجمود الفكري وحدوث أزمة في الفكر الديني بلا شك‏.‏
    ‏*‏ كيف يمكن اصلاح الفكر الديني من وجهة نظرك؟
    ‏**‏ أولا‏:‏ أن تتخذ الدولة موقفا ضد التعصب الديني مع زيادة التنوير الثقافي ونشر ثقافة قبول الآخر وحق الاختلاف‏.‏ ويتم ذلك عن طريق القنوات التليفزيونية والصحافة الأكثر تأثيرا في الناس‏.‏
    وثانيا‏:‏ رفع المستوي الثقافي لرجال الدين عن طريق عمل دورات تدريبية لكي يكونوا أكثر انفتاحا وفهما لتطوير الفكر الديني‏.‏
    وثالثا‏:‏ يجب تغيير المناهج التعليمية في المدارس التي ترفض الاعتراف بالآخر‏,‏ وتؤدي إلي التعصب‏.‏ وادخال مناهج أكثر انفتاحا وتطويرا‏.‏ ويجب اصدار أي قرار علي أساس المواطنة‏.‏
    ‏*‏ هل يوجد اضطهاد ديني في مصر؟
    ‏**‏ لا يوجد اضطهاد ديني في مصر ولكن يوجد تمييز ديني‏.‏ فمثلا يحدث تمييز في شغل الوظائف العليا ورؤساء الجامعات والمحافظين‏.‏

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد نوفمبر 24, 2024 11:16 pm