أثار سفر قيادات حزبية مصرية إلي الولايات المتحدة الأمريكية لحضور دورة تدريبية وجهها ناشط مصري مقيم بواشنطن عبر مقر مؤسسته بالقاهرة عن كيفية إدارة الانتخابات البرلمانية. جدلا واسعا داخل الأوساط السياسية حول مصدر تمويلها. حيث رفضت أحزاب الوفد والتجمع والناصري دعوي السفر باعتبار الدورة تنظمها مؤسسة مجهولة الهوية لا يعرف مصادر تمويلها. فيما قبل مرشحوا الحزب الحاكم وحزب الغد وعضوا بالهيئة العليا لحزب الوفد السفر، باعتبار أن المؤسسة وجهت إليهم دعوات شخصية بعيدة تماما عن الأحزاب.
كانت مؤسسة "أيد في أيد من أجل مصر" التي يترأسها الناشط المصري بواشنطن مايكل منير. قد وجهة الدعوة إلي 17 قيادي بالحزب الحاكم وأحزاب الوفد والتجمع والناصري والغد، لحضور دورة "إدارة حملة انتخابات ناجحة لمرشحي مجلس الشعب 2010"، والذي بدأ جزءها الأول قبل عدة أشهر في القاهرة، ورصدت 3 مليون جنية لتمويل الدورة.
ومن جانبه قال سيد عبد العال الأمين العام لحزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي أن مؤسسة "أيد في أيد" أرسلت فاكسا إلي الحزب لتدريب عدد من المرشحين علي كيفية التعامل مع الانتخابات القادمة، وأول سؤال تم سؤاله لمسئولي المؤسسة عن مصادر تمويل الدورة. فأجابوا أنها تمويل مصري 100% من رجال أعمال مصريون، وبالفعل تم إرسال عدد من المرشحين للتدريب وعقب انتهاء الدورة التدريبية أخبروهم أن هناك جزء من برنامج التدريب سوف يستكمل في الولايات المتحدة الأمريكية. واستكمل عبد العال "رفضا طبعا هذا الجزء". واعتبرنا ذلك السلوك تضليل من قبل المؤسسة، لأنها أكدت لهم من أول يوم في الدورة، أن الدورة ودعوة السفر إلى أمريكا تتحملها بالكامل المؤسسة، وهى مؤسسه مصرية وليس هناك أي راع أو تمويل أجنبي للدورة. وأكد عبد العال أن حزب التجمع لا يقبل أي دعوات من أي مؤسسات أمريكية، وأصدر تعليمات مشددة لمرشحي الحزب بعدم المشاركة في الجزء الثاني من الدورة.
فيما أكد أحمد عبد الحفيظ الأمين العام المساعد للحزب الناصري علي "إننا أصحاب مبدأ.. فالحزب الناصري وأعضاؤه لا يتعاملون مع أي جهات تخص الإدارة الأمريكية، وأنه بمجرد علمنا أن الدعوة موجهة من المعونة الأمريكية انسحبنا فورا وقررنا الاعتذار عن السفر". وقال: "إن الحزب الناصري لا ينظر إلي مثل هذه الأنواع من الدورات نظرا لطبيعة المنظمات التي تنظمها. خاصة انه ليس لدي الحزب أي معلومات عن هذه المنظمات وعلاقتها بالكيان الصهيوني، وموقفها من العراق والقضية الفلسطينية.
وأضاف ياسر حسان عضو الهيئة العليا لحزب الوفد انه لم تصل إلي حزب الوفد أية دعوات رسمية بشأن المشاركة في دورة المؤسسة، وإنما كانت دعوة شخصية وجهت إلي عصام شيحة عضو الهيئة العليا للحزب والذي بالفعل سافر، وقد فوجئ الجميع بالحزب بسفره.
وقال حسان: "إن الحزب لا يمانع في قبول أي دورات تصل إليه بطريقة شرعية محدد فيها معلومات عن المؤسسة تنظمها وجهة تمويلها، وتكون عن طريق السفارة الأميركية، أما الجهات التي وصفها حسان بـ "الطياري" المشكوك في مصدر تمويلها، فإن حزب الوفد يرفضها، وضرب مثل بدورات المعهد الديمقراطي ومعهد أولبرايت والمعهد الجمهوري.
وأكد حسان علي أن حزب الوفد يستثني دورتين فقط هما دورة إعداد القادة، ودورة إعداد الزائر المتجول بأميركا، حيث تمولهما جهة رسمية وتتم بالتنسيق مع السفارة الأميركية والأمن المصري. وأوضح إنني حضرت من قبل دورة إعداد القادة في أمريكا عام 2007، مع عضوين من الحزب، وتم توجيهنا من قيادات الحزب علي أساليب الرد علي الأسئلة، خاصة التي تخص سياسة حزب الوفد. واستبعد حسان اتخاذ أي إجراء من الحزب ضد عضو الهيئة العليا.