لن تنتهي أفراحنا بانتصارنا علي العدو الإسرائيلي في حرب أكتوبر عام 1973
ولن تنتهي أحزاننا علي ما جري لنا بأيدينا بعد 37 سنة من الانتصار علي العدو «الواضح» و«الظاهر» و«المعروف» و«المقيم» أمامنا علي مسافة مائة متر من المياه في قناة السويس.
إن الرجال الذين صنعوا البطولات وحققوا الأمجاد ورفعوا الرؤوس، وملأوا الصدور بالزهو والشرف، ليسوا هم الرجال الذين سلبوا الوطن، ومزقوا وحدته، ورفعوا أسعار لقمة العيش، وأفسدوا العلاقات، واستولوا علي الأراضي، وبرروا الكذب ودافعوا عن النفاق، وجعلوا تراب مصر الغالي أرخص من أطماعهم، وأبخس من مصالحهم.
صارت مصر هي السفلي.. وصار اللصوص هم الأعلي.
صنع الرجال نصر أكتوبر العظيم وسرقه اللصوص المعاصرون..
بدأت سنوات صبانا قتالاً عبر قناة السويس.. وانتهت في كهولتنا وشيبتنا إلي عمليات استطلاع أرضي يومي لأسعار الطماطم والخيار!
أي انحدار.. وأي تردٍ.. وأي جحيم هوينا إليه؟!
معركتنا الصعبة القاسية بل المستحيلة ضد العدو الإسرائيلي كسبناها بالعزيمة وبالإصرار.. بالجيش المصري.. بأنور السادات.. بمحمد حسني مبارك.. بأبطال المدفعية.. والمشاة.. والبحرية.. والمدرعات.. والدفاع الجوي.. والشئون المعنوية.. بأي مواطن مصري عاش سنوات الذل في 1967 .. وسنوات الصمود من 1967 حتي 1970 فيما عرفناه وقتها بحرب الاستنزاف العظيمة التي مهدت لحرب أكتوبر ونيل الانتصار.. ثم سنوات اللا سلم واللا حرب التي امتدت حتي الساعة الثانية بعد ظهر يوم 6 أكتوبر عام 1973 .. حين عبرت قواتنا إلي الضفة الشرقية لقناة السويس.. سبقتها موجات وراء موجات خطط لها وقادها محمد حسني مبارك.. فكانت الضربة الجوية هي مفتاح النصر.. حلقت الطائرات علي ارتفاعات منخفضة جداً حتي لا ترصدها رادارات العدو.. حلقت كأنها تمشي علي الأرض.. كأنها سيارات طائرة بالفعل.. وأدت المهمة وحطمت عظام مواقع العدو.. وعادت سليمة وسط دموع وتهليلات جيوشنا التي راحت تعبر في ست ساعات هزيمة 1967 التي استقرت مراراتها بحلوقنا وصدورنا ست سنوات.
انتصرنا إذن.. ضد عدو واضح!
وانكسرنا إذن.. ضد عدو لم نكن نعرفه!
هل تعرفون من هو العدو الذي هزمنا؟!.. من هو العدو الذي يعربد ويحطم ويستوطن الآن؟! إنه أقوي من إسرائيل.. إسرائيل هزمناها.. وعلمناها أدب احترام المقاتل المصري.. والمخطط المصري ورجل الدولة المصري..
أما العدو الأقوي منها فهو أنفسنا! نحن أعداؤنا.. نحن أعداء أنفسنا.. نحن هزمنا أنفسنا.. نحن أسوأ علينا من أي عدو!
العدو الواضح.. حاربناه وهزمناه وانتهت المعركة.. لكن العدو الذي بداخلنا هو الموظف المرتشي.. والموازنة الفاشلة.. والكذب الإعلامي.. وتبرير الإخفاق.. ولص الأراضي.. ولص الأعراض.. والتحايل علي القانون.. والاحتكار واللسان البذيء.. والصغير في مقعد كبير.. لا يستحقه.. إنما هو صدفة حقيرة في زمن لا يعرف أقدار الرجال!
هؤلاء هم الأعداء الحقيقييون حين نصبح أرخص علي أرضنا.. حينما يضربنا الجزائريون مرة بل مرات.. ثم التوانسة أخيراً.. حين نصبح ملطشة للضيوف.. يدخلون علينا.. نرحب بهم.. يقررون فجأة أننا نستحق الضرب والركل.. فهذه ليست قلة أدب منهم.. بل قلة أدب وقلة احترام منا لأنفسنا!
من الذي جعلنا أرخص؟!
نحن!
ما نحن فيه نستحقه.. وأيام أسود من هذه سوف تأتي.. لأننا نتعامل مع بعضنا البعض وفي الحسبان أن هذه اللقمة بفمي هي آخر الزاد.. وهذه الشربة في فمك هي آخر الزاد.. وأن هذا البلد سداح مداح!
الرجال الذين صنعوا مجد أكتوبر لا يمكن أن ينجبوا هذا النسل المهترئ.. المشتت.. جزء منه مسعور ينشب أنيابه في لحم الوطن.. يركز الثروة.. يمارس البلطجة.. يتصور أن البلد ملك له!
هذا الوهم.. هو في حد ذاته المشنقة التي ستلتف حول لصوص انتصار أكتوبر!
كل من سرق ثقتنا.. ونهب خيراتنا.. ورفع أسعار الطعام علينا.. وكوّش لحسابه وحساب أولاده وسكت عن فساد وأغمض عينيه.. هو لص سمحنا له بسرقة مجد أكتوبر، بسرقة دماء الشهداء الذين منحوا أرواحهم لتحرير الأرض من إسرائيل.. ولم يمنحوها للذين يمارسون احتكار الطعام.. واحتكار البناء.. واحتكار الأراضي.. واحتقار الشعب!
تلك هي الهزيمة الحالية.. بحق!
كل من سرق ثقتنا.. ونهب خيراتنا.. ورفع أسعار الطعام علينا.. وكوّش لحسابه وحساب أولاده وسكت عن فساد وأغمض عينيه.. هو لص سمحنا له بسرقة مجد أكتوبر وامتصاص دماء الشهداء
ولن تنتهي أحزاننا علي ما جري لنا بأيدينا بعد 37 سنة من الانتصار علي العدو «الواضح» و«الظاهر» و«المعروف» و«المقيم» أمامنا علي مسافة مائة متر من المياه في قناة السويس.
إن الرجال الذين صنعوا البطولات وحققوا الأمجاد ورفعوا الرؤوس، وملأوا الصدور بالزهو والشرف، ليسوا هم الرجال الذين سلبوا الوطن، ومزقوا وحدته، ورفعوا أسعار لقمة العيش، وأفسدوا العلاقات، واستولوا علي الأراضي، وبرروا الكذب ودافعوا عن النفاق، وجعلوا تراب مصر الغالي أرخص من أطماعهم، وأبخس من مصالحهم.
صارت مصر هي السفلي.. وصار اللصوص هم الأعلي.
صنع الرجال نصر أكتوبر العظيم وسرقه اللصوص المعاصرون..
بدأت سنوات صبانا قتالاً عبر قناة السويس.. وانتهت في كهولتنا وشيبتنا إلي عمليات استطلاع أرضي يومي لأسعار الطماطم والخيار!
أي انحدار.. وأي تردٍ.. وأي جحيم هوينا إليه؟!
معركتنا الصعبة القاسية بل المستحيلة ضد العدو الإسرائيلي كسبناها بالعزيمة وبالإصرار.. بالجيش المصري.. بأنور السادات.. بمحمد حسني مبارك.. بأبطال المدفعية.. والمشاة.. والبحرية.. والمدرعات.. والدفاع الجوي.. والشئون المعنوية.. بأي مواطن مصري عاش سنوات الذل في 1967 .. وسنوات الصمود من 1967 حتي 1970 فيما عرفناه وقتها بحرب الاستنزاف العظيمة التي مهدت لحرب أكتوبر ونيل الانتصار.. ثم سنوات اللا سلم واللا حرب التي امتدت حتي الساعة الثانية بعد ظهر يوم 6 أكتوبر عام 1973 .. حين عبرت قواتنا إلي الضفة الشرقية لقناة السويس.. سبقتها موجات وراء موجات خطط لها وقادها محمد حسني مبارك.. فكانت الضربة الجوية هي مفتاح النصر.. حلقت الطائرات علي ارتفاعات منخفضة جداً حتي لا ترصدها رادارات العدو.. حلقت كأنها تمشي علي الأرض.. كأنها سيارات طائرة بالفعل.. وأدت المهمة وحطمت عظام مواقع العدو.. وعادت سليمة وسط دموع وتهليلات جيوشنا التي راحت تعبر في ست ساعات هزيمة 1967 التي استقرت مراراتها بحلوقنا وصدورنا ست سنوات.
انتصرنا إذن.. ضد عدو واضح!
وانكسرنا إذن.. ضد عدو لم نكن نعرفه!
هل تعرفون من هو العدو الذي هزمنا؟!.. من هو العدو الذي يعربد ويحطم ويستوطن الآن؟! إنه أقوي من إسرائيل.. إسرائيل هزمناها.. وعلمناها أدب احترام المقاتل المصري.. والمخطط المصري ورجل الدولة المصري..
أما العدو الأقوي منها فهو أنفسنا! نحن أعداؤنا.. نحن أعداء أنفسنا.. نحن هزمنا أنفسنا.. نحن أسوأ علينا من أي عدو!
العدو الواضح.. حاربناه وهزمناه وانتهت المعركة.. لكن العدو الذي بداخلنا هو الموظف المرتشي.. والموازنة الفاشلة.. والكذب الإعلامي.. وتبرير الإخفاق.. ولص الأراضي.. ولص الأعراض.. والتحايل علي القانون.. والاحتكار واللسان البذيء.. والصغير في مقعد كبير.. لا يستحقه.. إنما هو صدفة حقيرة في زمن لا يعرف أقدار الرجال!
هؤلاء هم الأعداء الحقيقييون حين نصبح أرخص علي أرضنا.. حينما يضربنا الجزائريون مرة بل مرات.. ثم التوانسة أخيراً.. حين نصبح ملطشة للضيوف.. يدخلون علينا.. نرحب بهم.. يقررون فجأة أننا نستحق الضرب والركل.. فهذه ليست قلة أدب منهم.. بل قلة أدب وقلة احترام منا لأنفسنا!
من الذي جعلنا أرخص؟!
نحن!
ما نحن فيه نستحقه.. وأيام أسود من هذه سوف تأتي.. لأننا نتعامل مع بعضنا البعض وفي الحسبان أن هذه اللقمة بفمي هي آخر الزاد.. وهذه الشربة في فمك هي آخر الزاد.. وأن هذا البلد سداح مداح!
الرجال الذين صنعوا مجد أكتوبر لا يمكن أن ينجبوا هذا النسل المهترئ.. المشتت.. جزء منه مسعور ينشب أنيابه في لحم الوطن.. يركز الثروة.. يمارس البلطجة.. يتصور أن البلد ملك له!
هذا الوهم.. هو في حد ذاته المشنقة التي ستلتف حول لصوص انتصار أكتوبر!
كل من سرق ثقتنا.. ونهب خيراتنا.. ورفع أسعار الطعام علينا.. وكوّش لحسابه وحساب أولاده وسكت عن فساد وأغمض عينيه.. هو لص سمحنا له بسرقة مجد أكتوبر، بسرقة دماء الشهداء الذين منحوا أرواحهم لتحرير الأرض من إسرائيل.. ولم يمنحوها للذين يمارسون احتكار الطعام.. واحتكار البناء.. واحتكار الأراضي.. واحتقار الشعب!
تلك هي الهزيمة الحالية.. بحق!
كل من سرق ثقتنا.. ونهب خيراتنا.. ورفع أسعار الطعام علينا.. وكوّش لحسابه وحساب أولاده وسكت عن فساد وأغمض عينيه.. هو لص سمحنا له بسرقة مجد أكتوبر وامتصاص دماء الشهداء