من طرف الأربعاء, 2009.07.01, 09:17pm (GMT)
أمل عوض:
شهادة الزور سبب لزرع الأحقاد والضغائن فى القلوب، لأن فيها ضياع حقوق الناس وظلمهم وطمس معالم العدل والإنصاف، ومن شأنها أن تعين الظالم على ظلمه وتعطى الحق لغير مستحقه، وتقوض أركان الأمن، وتعصف بالمجتمع وتدمره، ولقد بلغت الاستهانة وقلة التقوى بالبعض حتى أنه يقف بأبواب المحاكم مستعداً لشهادة الزور رجاء جنيهات معدودة، فتحولت الشهادة عن وظيفتها فأصبحت سنداً للباطل ومضللة للقضاء، ويستعان بها على الإثم والبغى والعدوان، فشهادة الزور نوع خطير من الكذب، يتوصل بها إلى الباطل من إتلاف نفس أو أخذ مال أو تحليل حرام أو تحريم حلال، وبالإجماع أن شهادة الزور كبيرة من الكبائر، ولا فرق بين أن يكون المشهود به قليلاً أو كثيراً، وعند الله يجتمع الخصوم، يقول تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} (الانبياء:47).
ـ أضرار شهادة الزور: ضياع الحقوق؛ فشاهد الزور يقتطع مال أخيه لغيره بيمين كاذبة يضلل بها الحاكم، الكذب والتدليس، إعانة الظالم على ظلمه وهذا يعرض لسخط الله تعالى، طمس معالم الحق؛ فشاهد الزور يقف ضد الله تعالى، ويحارب عدالته فى الأرض فهو يعلن الحرب على الحق والعدل.
أكل الحرام؛ فشاهد الزور ـ غالباً ـ يبيع شهادته ويمينه بثمن بخس، والله تعالى يقول {وَلاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ}، وفى كل ما سبق تحذير شديد للذين باعوا ضمائرهم واشتروا العاجلة وآثروا الدنيا، فعن ابن عمر قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: Xلن تزول قدم شاهد الزور حتى يوجب الله له النارZ، وفى هذا وعيد شديد لشاهد الزور حيث أوجب الله له النار قبل أن ينتقل من مكانه، أما لو تاب وأكذب نفسه قبل العمل بشهادته فالله يقبل التوبة عن عباده.
ـ النهى عن شهادة الزور فى الكتاب والسنة: نظرا لما لشهادة الزور من أضرار ومخاطر على الأفراد والمجتمعات فقد ورد ذمها فى كتاب الله وفى سنة رسوله، يقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً} (الفرقان:72)، ويقول: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} (الحج: من الآية30)، ويقول: {وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً ) (المجادلة: من الآية2}.
ـ عقوبة شهادة الزور فى القانون: يقول المستشار إبراهيم صالح نائب رئيس محكمة النقض الأسبق أن المشرع قدر الخطورة التى تترتب على من يشهد زوراً، سواء كان لصالح المتهم أو ضده، وجعل العقوبة الحبس مدة لاتزيد عن 3 سنوات، وسوى المشرع بين شهادة الزور واليمين الكاذب، وجعل العقوبة أيضاً لاتزيد عن 3 سنوات، وأيضاً قد تصل العقوبة فى الشهادة الزور أمام محاكم الجنايات إلى الأشغال الشاقة المؤقتة أو السجن، أما إذا كانت العقوبة التى لحقت بالمتهم نتيجة الشهادة الزور هى الإعدام ونفذ الحكم، فيحكم على شاهد الزور بالإعدام أيضاً، وأقر المشرع بأن كل من شهد زوراً فى جنحة أو مخالفة يعاقب بالحبس مدة لاتزيد عن سنتين، وقد اعتبر المشرع شاهد الزور وكأنه موظف عام مرتشي، وقرر أنه من شهد زوراً فى دعوى مدنية أو جنائية وطلب رشوة يحكم عليه ومن أعطاه رشوة بالعقوبات المقررة للرشوة أو للشهادة الزور، كما أن المشرع عاقب الشاهد إذا كان طبيباً أو جراحاً وأدلى بشهادة زور بشأن حمل سيدة أو مرض أو عاهة، فيعاقب بنصوص المواد المقررة فى الرشوة، كما أن المشرع أورد نصاً خاصاً لكل من أكره شاهداً على الشهادة الزور، فعاقبه بمثل عقوبة شاهد الزور، وعاقب المشرع أيضاً من قررت المحكمة تحليفه اليمين وحلف كذباً فى دعوى مدنية يحكم عليه بالحبس وغرامة لاتزيد عن 100 جنيه.
ويضيف المستشار محمد سعيد العشماوى أن فى القانون مادة تنص على العقاب لمن يدلى بالشهادة الزور، ومنها بدعة "شهود المحكمة" التى هى تمثيلية يشترك فيها القاضى، وقد علمت أن بعض الناس يقسمون فى الصباح يميناً بأنهم لن يقولوا كلمة حق طوال اليوم، ولاحظت أن بعض الشهود يقسمون اليمين أمام المحكمة بقولهم (والله العظيم لا أقول الحق)؛ مع أنها (والله العظيم أقول الحق)، وقد كنت أشدد وأتشكك فى الشاهد الذى يقسم بإضافة لفظ "لا" مع إضغامه فى الكلمة التى بعدها ليكون القسم (والله العظيم لأقول الحق)؛ بينما هو فى الحقيقة ينفى قول الحق بلفظ "لا" مع إلحاقه بلفظ أقول، وصادفت عنتاً كثيراً من الشهود لأمنعهم من قولة "لا" حتى مع إضغامهم لها لتبدوا للمحكمة كأنها ملحقة بلفظ أقول وليست نفياً لها.
نقلا عن مجلة عيون المستقبل
أمل عوض:
شهادة الزور سبب لزرع الأحقاد والضغائن فى القلوب، لأن فيها ضياع حقوق الناس وظلمهم وطمس معالم العدل والإنصاف، ومن شأنها أن تعين الظالم على ظلمه وتعطى الحق لغير مستحقه، وتقوض أركان الأمن، وتعصف بالمجتمع وتدمره، ولقد بلغت الاستهانة وقلة التقوى بالبعض حتى أنه يقف بأبواب المحاكم مستعداً لشهادة الزور رجاء جنيهات معدودة، فتحولت الشهادة عن وظيفتها فأصبحت سنداً للباطل ومضللة للقضاء، ويستعان بها على الإثم والبغى والعدوان، فشهادة الزور نوع خطير من الكذب، يتوصل بها إلى الباطل من إتلاف نفس أو أخذ مال أو تحليل حرام أو تحريم حلال، وبالإجماع أن شهادة الزور كبيرة من الكبائر، ولا فرق بين أن يكون المشهود به قليلاً أو كثيراً، وعند الله يجتمع الخصوم، يقول تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} (الانبياء:47).
ـ أضرار شهادة الزور: ضياع الحقوق؛ فشاهد الزور يقتطع مال أخيه لغيره بيمين كاذبة يضلل بها الحاكم، الكذب والتدليس، إعانة الظالم على ظلمه وهذا يعرض لسخط الله تعالى، طمس معالم الحق؛ فشاهد الزور يقف ضد الله تعالى، ويحارب عدالته فى الأرض فهو يعلن الحرب على الحق والعدل.
أكل الحرام؛ فشاهد الزور ـ غالباً ـ يبيع شهادته ويمينه بثمن بخس، والله تعالى يقول {وَلاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ}، وفى كل ما سبق تحذير شديد للذين باعوا ضمائرهم واشتروا العاجلة وآثروا الدنيا، فعن ابن عمر قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: Xلن تزول قدم شاهد الزور حتى يوجب الله له النارZ، وفى هذا وعيد شديد لشاهد الزور حيث أوجب الله له النار قبل أن ينتقل من مكانه، أما لو تاب وأكذب نفسه قبل العمل بشهادته فالله يقبل التوبة عن عباده.
ـ النهى عن شهادة الزور فى الكتاب والسنة: نظرا لما لشهادة الزور من أضرار ومخاطر على الأفراد والمجتمعات فقد ورد ذمها فى كتاب الله وفى سنة رسوله، يقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً} (الفرقان:72)، ويقول: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} (الحج: من الآية30)، ويقول: {وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً ) (المجادلة: من الآية2}.
ـ عقوبة شهادة الزور فى القانون: يقول المستشار إبراهيم صالح نائب رئيس محكمة النقض الأسبق أن المشرع قدر الخطورة التى تترتب على من يشهد زوراً، سواء كان لصالح المتهم أو ضده، وجعل العقوبة الحبس مدة لاتزيد عن 3 سنوات، وسوى المشرع بين شهادة الزور واليمين الكاذب، وجعل العقوبة أيضاً لاتزيد عن 3 سنوات، وأيضاً قد تصل العقوبة فى الشهادة الزور أمام محاكم الجنايات إلى الأشغال الشاقة المؤقتة أو السجن، أما إذا كانت العقوبة التى لحقت بالمتهم نتيجة الشهادة الزور هى الإعدام ونفذ الحكم، فيحكم على شاهد الزور بالإعدام أيضاً، وأقر المشرع بأن كل من شهد زوراً فى جنحة أو مخالفة يعاقب بالحبس مدة لاتزيد عن سنتين، وقد اعتبر المشرع شاهد الزور وكأنه موظف عام مرتشي، وقرر أنه من شهد زوراً فى دعوى مدنية أو جنائية وطلب رشوة يحكم عليه ومن أعطاه رشوة بالعقوبات المقررة للرشوة أو للشهادة الزور، كما أن المشرع عاقب الشاهد إذا كان طبيباً أو جراحاً وأدلى بشهادة زور بشأن حمل سيدة أو مرض أو عاهة، فيعاقب بنصوص المواد المقررة فى الرشوة، كما أن المشرع أورد نصاً خاصاً لكل من أكره شاهداً على الشهادة الزور، فعاقبه بمثل عقوبة شاهد الزور، وعاقب المشرع أيضاً من قررت المحكمة تحليفه اليمين وحلف كذباً فى دعوى مدنية يحكم عليه بالحبس وغرامة لاتزيد عن 100 جنيه.
ويضيف المستشار محمد سعيد العشماوى أن فى القانون مادة تنص على العقاب لمن يدلى بالشهادة الزور، ومنها بدعة "شهود المحكمة" التى هى تمثيلية يشترك فيها القاضى، وقد علمت أن بعض الناس يقسمون فى الصباح يميناً بأنهم لن يقولوا كلمة حق طوال اليوم، ولاحظت أن بعض الشهود يقسمون اليمين أمام المحكمة بقولهم (والله العظيم لا أقول الحق)؛ مع أنها (والله العظيم أقول الحق)، وقد كنت أشدد وأتشكك فى الشاهد الذى يقسم بإضافة لفظ "لا" مع إضغامه فى الكلمة التى بعدها ليكون القسم (والله العظيم لأقول الحق)؛ بينما هو فى الحقيقة ينفى قول الحق بلفظ "لا" مع إلحاقه بلفظ أقول، وصادفت عنتاً كثيراً من الشهود لأمنعهم من قولة "لا" حتى مع إضغامهم لها لتبدوا للمحكمة كأنها ملحقة بلفظ أقول وليست نفياً لها.
نقلا عن مجلة عيون المستقبل