كنت قد وعدت القراء في مقالي الأول فتحي نصاب محامي أم شيطان أفاق أن أتابع العمل على كشف حقيقة هذا المحامي المفسد الخطير، ولم يثنيني عن تنفيذ وعدي آلاف الرسائل التي تواردت إلى بريدي الالكتروني ورقم جوالي حول صعوبة الأمر وأن فتحي نصار فوق القانون منذ عام 1996 رغم تورطه الظاهر للعيان، ولم يستطع أحد أن يكشف خباياه ومصائبه التي يتستر بها خلف ستار القانون والعدالة.
ربما تأخرت أربعة عشرة يوماً في نشر مقالي الثاني حول فتحي نصاب وآفاته المنتشرة على جميع الأصعدة والمعلنة لكل صغير وكبير، لكن التأخير مفيد في حالتنا هذه إن صدَّقنا المثل العربي ( كل تأخيرة فيها خيرة) ولم يكن الخير هو ذخيرتنا التي جمعناها في تلك الفترة بل مزيد من الفضائح والجرائم والانتهاكات والسلب تحت شعار القانون والمحاماة، مما جعل الأمر أكثر خطورة وألم.. فليس تلك الشابة المعلقة هي القصة الوحيدة التي قابلتها.. فمن خلال بحثي عن حقائق وأرقام وأوراق ثبوتية قابلني سيل من النساء المعلقات المظلومات والخائفات اللاتي لم يجدن لهن حماية من قانون أو محكمة وكأني بالكون كله يتآمر على ضعفهن.. والآلاف منهن ضحايا لفتحي نصاب وأمثاله الذين يجوبون في المحاكم يمنة ويسرى بكذبة هنا ووشية هناك، لتنطلق القضية بنا إلى نقابة المحامين الأفاضل والرسوم اللاتي تطلبها النقابة من أي مدعي ليقدم شكوى في محامي قانوني أو شرعي، رغم أنه يلجأ للنقابة عند نهايته وضياع كل حقه على يد محاميهم فلا تكن إلا ستاراً يحمي المحامين والقانونيين ويدافع عنهم.. ويضيع الحق بين المواصلات من هنا وهناك وغبار الطريق وعرق الفقراء والمظلومين ...
لم يكن الأمر كذلك يسيراً بأن لا أبكي وأنا أستمع لقصص الضحايا .. ليسوا ضحايا الاعتداء والسرقة والنهب من آخرين فحسب بل ضحايا محامينا .. ضحايا الحق والعدل والقانون ... ضحايا المحاكم ... وضحايا النظرات المهينة إليهم من كل من يراهن تخطين عتبات الحكمة لتصور لي أحدهم نظرة الآخرين فتقول: (في المحكمة ينظرون إلينا نظرة العين كأننا زانيات وقادمات لأخذ العقاب ليسوا كمجني عليهن ومظلومات نطالب بحقوقنا).
آلاف القصص الموجعة تنتشر على وجوه النساء المعلقات والمطلقات والقادمات لرفع نفقة أو ضم طفلة رضيعة أو مجني عليها بسرقة ذهب أو مال أو راتب .. وآلاف الوجوه من المحامين والأفاقين تتلاعب بالضعف وقلة الحيلة فيأخذونهن شوطاً يمين وآخر يسار. وليس من العجيب كذلك أن أقابل في تلك المحاكم ضحية أو اثنتين لبطل مقالنا المحامي الأفاق فتحي نصاب ..
تقول ص. ر. شابة من مدينة رفح – 26 عاماً بعيون باكية..
" تزوجت في عمر الثامنة عشر من أحد أقاربي وأنا يتيمة منذ الطفولة وليس لي في الدنيا إلا أمي وبقيت مع زوجي في بيتي أنا وأمي سنين طويلة دون أن نرزق بطفل ودون أن يرزقه الله زوجي بعمل، فطلبت حقي الشرعي في أن أكون أماً ولي أولاد خاصة بعد إجراء الفحوص وأن المشكلة في الإنجاب من زوجي، وبعد صبري معه على القدر تسع سنوات .. رفض زوجي أن يطلقني بالرضا والاتفاق، فرفعت عليه قضية عند المحامي فتحي نصاب.. ومن يوم أن رفعتها هذه هي السنة الخامسة التي لم يعطيني فيها حق ولا باطل ولم أجلب من وراء توكيله إلا كلمة معلقة ... ولا زلت لم أكسب حق ولا باطل وتوقفت عن المطالبة بحقي ونسيت الأمر وتنازلت عن كل ما أملك بسبب فتحي نصاب وتواطؤه وأفعاله المستمرة والمشينة وكذلك رفض النصاب أن يعطيني حقي مما دفعته من أتعاب لم ينتج فيها حق يذكر انا يتيمة وليس لي سند ولا نريد مزيد من الفضائح والألف دينار لن أسامح فيها هناك رب كبير سيحمين " .
أما عن ن. ر. شاب من مدينة رفح 33 عاماً قال بسخط على المحامين والمحاكم والقضاة..
" بعد وفاة والدي رفع علي أحد أعمامي قضية حجر حتى لا آخذ نصيبي من ميراث والدي، فتوجهت انا ووالدتي المريضة إلى أول محامي قابلناه على دوار العودة في رفح فكان مكتب فتحي نصاب المحامي، قصصنا عليه القصة وطلبنا أن يترافع عن حقنا في المحكمة كان هذا في الساعه مساء الأحد الساعه التاسعه مساءً وطلب مبلغ 400 دينار ووعد بأن يحلها في أرضها، في اليوم التالي في التاسعه صباحاً سحب الدعوة عني عمي وألغاها في المحكمة، فذهبت فرحاً إلى فتحي نصاب أخبره بأن الدعوة سقطت وأريد ما دفعت – ما يسميه أتعاب – في حين أنه لم يتحرك من مكانه بأمر قضيتي، رفض أن يرد لي دينار واحد، وطردني من المكتب، لم أبحث عن حقي لأنني ضعيف وهو ستاره القانون وحاميه القضاء، وأنا لا يحميني إلا الله "
س. خ . شابة من نصف ضحية من رفح قالت بابتسامة ميتة:
تزوجت من رجل سيء لم يترك شيئاً مؤلماً وقاتلاً إلا فعله بي، هربت لبيت أهلي ليحموني، وتبعت أبي إلى مكتب المحامي فتحي نصاب ليرفع لي قضية على زوجي واستمرت القضية ستة أشهر دون أي تحسن ودون أخذ أي حقوق لي، بل قمة النصب والاحتيال في الألفاظ والتصرفات، ورغم أن والدي مدرس محترم ومشهور في رفح إلا أنه لم يستطع أن يهبني حقي المسلوب من المحامي أو الزوج السيئ، فاضطررنا بأن نسحب توكيل فتحي نصاب ولم نسترد أي شيكل من الأتعاب التي لم يتعب فيها أصلاً ووكلنا محامي آخر من مدينة خانيونس وها هي القضية في طريقها للحل".
الضحية الكبرى قصتي وقصة المجتمع...
الضحية الأساسية في مقالي هي الشابة التي وجدتها باكية حزينة متألمة على ضياع حقوقها مع فتحي نصاب لمدة عام وتسعة أشهر دون أي تحسن يطرأ ، واكتشافها بطلب فتحي نصاب في كل القضايا الشرعية إحالتها إلى الإصلاح رغم عدم طلبها منه أبداً بالتعامل بالإصلاح، وقد تحولت القضية إلى الإرشاد الأسري ولم تطرح أي نتائج جديدة، بعد سحبها القضية وقيام فتحي نصاب بإخبار عائلة الزوج بسحب الموكلة القضية بدأ العكاز الذي يعتمد عليه الزوج السيئ الفظ بالاهتراء فذهب فتحي نصاب مصدر الأسرار والتطورات التي كان يسردها إلى الزوج وعائلته بالتفصيل .. نعم انكسر العكاز الأفاق المتواطئ والمتآمر على مصلحة الضعيفة ... بعدها بدأ أهل الزوج بعد عامين بالبحث عن حل للقضية وارسال رجال الإصلاح الذين اندهشوا بل انقلبت وجوههم المبتسمة إلى وجوه معتمة حزينة على ما سمعوه من الضحية ..
فلنعمل العقل والتفكير هنا ...
عائلة الزوج منذ عامين لم ترسل رجل إصلاح أو جاهة ليسأل عن الضحية وابنتها .. لماذا بعد سحب القضية من فتحي نصاب وإحالتها إلى محامي آخر بدأوا يتحركون ويبحثون عن الضحية وابنتها بعد عامين من النزاع والقتال ... هل لفتحي نصاب يد خفية في الأمر ... لن أثبت كل الأمور بنفسي بل سيكون القراء شركاء في إيجاد الحلقة المفقودة.
فتحي نصاب محامي فوق القانون ..
وقد توارد على بريدي الالكتروني الكثير من الإميلات التي تظهر تورط فتحي نصاب في قضايا أخلاقية في شقته بغزة في برج الكرمل وإدانة الفتيات اللاتي كن هناك ليصبح فتحي نصاب الذئب المسكين المفترى عليه ،قضايا اختلاسات، وسرقة أموال للفقراء، وفي قضايا أراضي ومستحقات، وقضايا لم يترافع فيها ورفض إعادة الأتعاب.. والصفقات المشبوهة .. والظلم المقيم في كل مكان حول فتحي نصاب ..
القانون والمحكمة والمحامين في عهد فتح وعهد حماس...
لماذا كل من تسأله عن فتحي نصاب يقول هذا نصاب وحرامي كبير وكلنا نعرفه، لماذا يرسل أكثر من عشرين شخص طلبه بالمساعدة في كشف مصائبه وتستره خلف ستار القانون، لماذا يطلب الجميع إيقافه وإيقاعه في شرك أعماله.
أين كان القانون منذ عام 1996 ؟ هل كان فتحي نصاب فوق القانون بغطاء من حركة فتح لأنه فتحاوي، وليس مجالنا التشكيك في حركة فتح، والآن كل المصائب التي يجنيها فتحي نصاب وكل المشكلات التي يسببها والانتهاكات لماذا هو فوق القانون أم أن لديه غطاء كذلك من حركة حماس لأنه حمساوي، وليس مجالنا التشكيك في حركة حماس .. لكننا لم نعد نعرف هل فتحي فتح فكانت تحميه أم حماس فلازالت تحميه.
رجل فوق القانون ..
الحقيقة أن مصيبتنا مصيبة لأننا في جبهة من رجل فوق القانون .. عذراً لكل الفقراء والضعفاء والمغلوب على أمرهم عذراً لكل فلسطين ولكل المحاكم والعدل والقانون.. لأن رجل النصب والاحتيال هو فوق القانون .. غطاؤه دستور ، وفراشه عدل .. ولن يثنيه قلمنا عن أفعاله ولن يوقفه عن سرقته واختلاسه إلى إذا أخذت الحكومة إجراءاتها الطبيعية في مثل هذا الأمر ..
لماذا لا تفتح ملفات فتحي نصار والقضايا التي يترافع فيها منذ 1996 حتى 2010م ، وتبحث عن سندات القبض والدفع التي يصدرها .. نسيت معلومة هامة محامينا الأفاضل ليس لديهم سندات قبض أو دفع نهائياً فهم كذلك فوق القانون من يضمن للضعيف حقه بأنه قد دفع لهذا المحامي أو ذلك الـأتعاب ومن أين الشهود .
لماذا ستظل أصابع الاتهام تشار إلى فتحي نصاب وأمثاله دون وقوف أحد أمامهم ودون سلطة لعدالة هل هو قانون الغاب ..
إعلان باستمرار الحملة ضد الظلم ...
إنني أعلن باستمرار حملتي ضد هذا الأفاق وأمثاله من المحامين فالقضية ليست قضية شابة واحدة قابلتها مصادفة تبكي حالها للدنيا ، بل إنها قضية آلاف المعلقات وآلاف الفتيات التي تبحث عن حقها المسلوب في المحاكم ومكاتب المحامين ... آلاف الأسر المسكينة المعدمة التي أنعم الله عليها بالستر وتخاف الفضائح.. آلاف العيون المليئة بالكلمات وتصمت فتصب الدمع بدلاً عن العيون.. إن الضعف يسكن كل الضحايا .. وقلة الحيلة تمنعهم عن المسير .. فليس هناك من يسندهم أو يكون ظهرهم ليستعيدوا حقوقهم من الظالم والمحامي المتآمر ... إن حملتي ستستمر من أجل رفع الظلم عن المظلومين وأعلن كذلك عن طلبي لكل شريف وناشط حقوقي ولكل مراكز حقوق الإنسان وكرامته بأن تتبنى قضايا المعلقات وضحايا المحامين بكامل تفاصيلها من أجل إحقاق الحق.
نداء للدكتور حسن الجوجو ..
كما أنني أطالب قاضي القضاة الدكتور حسن الجوجو – رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي –بأن ينظر بعين العطف لألوف مألفة من المعلقات وعشرات من المحامين الذين يتسترون بالقانون ، وأن يوقع أقسى العقوبات على أولئك الأفاقين الذين أساؤوا لمهنة المحاماة والمحامين، وتعاملوا معها كتجارة يراهنون فيها على حقوق الغلابة والمساكين ..
يا دكتور حسن هناك آلاف لا تعرف اسمك ولا مكتبك ولن تصل إليك يوماً ولكنك أملهم في إحقاق الحق ورفع الظلم ... ولن يخرس والله قلماً استله الله في وجه الظلم ...
لم تكن هنا النهاية ... لا زالت تتكشف أمور كثيرة ... قريبا ستكشف الضحية الستار وتستل سهماً في قلب الظلم وسيساعدها كل الشرفاء ...
بقلم ـ إيناس عاصم عمران *
* صحفية فلسطينية