تساءلت صحيفة "الجارديان" البريطانية عما إن كان هناك دور حقيقى للمعارضة الحزبية على الساحة السياسية فى مصر، واصفة إياها أنها بلا أنياب، وذلك من خلال تقرير موسع عن الأحزاب المصرية التى يبلغ عددها حاليا 23 حزبا سياسيا معارضا بينها اثنان مجمدان هما حزب العمل الاشتراكي وحزب العدالة الاجتماعية، إلى جانب أربعة أحزاب تحت التأسيس، مشيرة فى الوقت نفسه إلى الحركات المعارضة الجديدة مثل الجمعية الوطنية للتغيير وحركة شباب 6 أبريل، و"كفاية".
وخلص التقرير إلى أن الأداء السياسي والجماهيرى لتلك الأحزاب والحركات لم يكن إطلاقا على المستوى المأمول، وحتى عندما تصدرت حركة الإخوان "المحظورة" المشهد السياسى خلال الأعوام الماضية، فإن الضجيج الذى أحدثه هذا الأداء القوى لم يستمر كثيرا، نتيجة انكشاف كثير من سلبيات الجماعة أمام الرأى العام، إلى جانب الضربات الأمنية والإعلامية التى وجهتها حكومة الحزب الوطنى الحاكم لها، عقابا لها على الاجتراء على فعل ما لم تستطع أى جهة معارضة حزبية أخرى أن تفعله.
الرئيس مبارك مستعد الآن للتقاعد ولكن لصالح من؟؟ هذا هو السؤال الذى أكدت صحيفة "التايمز" البريطانية أنه يشغل فكر الرئيس وعقول الكثيرين من الخبراء والمراقبين السياسيين وحتى المصريين عموما فى الوقت الراهن، وذلك بالرغم من أن الحملة الانتخابية لمبارك – الرئيس – قد تم تدشينها بالفعل قبل أيام قليلة، حيث بدا وكأنه فى منافسة مع "مبارك – الابن" الذى بدأ حملته الخاصة قبل أسابيع بمساندة عشرات من رجال الأعمال المنتمين لأمانة السياسات التى يرأسها جمال.
المثير فى الأمر أن الرئيس مبارك نفسه يعتبر أحد أهم العقبات فى مواجهة خيار "جمال" الرئاسى، وذلك فى ظل رغبة غير معلنة من جانب "مبارك – الأب" فى الاطمئنان على ضمان انتقال آمن للسلطة عبر العائلة ذاتها، دون مخاطر أمنية أو رفض شعبى، هو الأمر الذى ما يزال محل شك كبير.