خبر صادم قراته أصابنى بالذهول .. الخبر يقول "قام 3 لصوص بذبح طالب ثانوي من رقبته أمام مدرسة ثانوية بالعمرانية، حاولوا سرقته هو واثنين من زملائه تحت تهديد السلاح، وعندما قاومهم المجني عليه قاموا بذبحه...
وأن الرائد أحمد عصام رئيس الدورية الأمنية، فوجئ أثناء مروره والقوة المرافقة له بطلاب المدرسة يستغيثون به واخبروه بأن زميلهم حسن "17سنة" مصاب بجرح ذبحي بالرقبة، وأن 3 أشخاص سرقوه واثنين من زملائه، واستولوا على ما بحوزتهم من مبالغ وهواتف محمولة بعدما هددوهم بالاسلحة البيضاء، وعندما قاومهم المجني عليه ذبحوه من رقبته وفروا هاربين"..
انتهى الخبر الذى أفقدنى التركيز لفترة حتى تمكنت من استعادة تفكيرى فيما وصلنا اليه من فوضى وعنف وبلطجة أصبحت تتحكم فى الشارع المصرى وتسيطر عليه .. بالأمس كنا نتحدث عن العنف فى المدارس وكيف أنه لا يمر يوم إلا ونسمع عن معركة بين مدرس وطالب أو بين طالبين أومجموعة من الطلبة بالمطاوى والسنج ونسمع عن سقوط جرحى وقتلى فى بعض الأحيان إلا اننا أمام هذا الخبر لابد أن نعرف ما الذى يدفع ثلاثة شبان إلى ذبح طالب ثانوى لمجرد أنه حاول أن يقاومهم ورفض أن ينفذ أوامرهم ويسلمهم ما معه من اموال ومحمول فكان جزاؤه الذبح من رقبته وليس مجرد جرح كما يحدث فى الغالب أو حتى طعنة .. انه هذه المرة ذبح من الرقبة وعندما تمكن ضابط الدورية من القبض على اثنين من القتلة بعد أن فر الثالث كانت اعترافاتهم متوقعة ..
لقد كانوا مفلسين لكنهم فى حاجة ماسة وملحة لشراء المخدرات فلم يجدوا أمامهم حلا إلا يقفوا أمام المدرسة الثانوية بالعمرانية لتهديد الطلبة والسطو على ما معهم من نقود .. إلا أن حظهم العاثر أوقعهم مع هذا الطالب الذى رفض أن يستسلم لهم وقاومهم فلم يجدوا حلا إلا بقتله وذبحه كما تذبح الشاة الأمر ياسادة يحتاج إلى دراسة جادة ومتانية فى الوقع المصرى وما وصلنا إليه من تفسخ وانحلال وانحراف وبلطجة وصلت إلى حد الفجور وملأت الشارع المصرى بدرجات مختلفة ..
فالكل متحفز للكل والقوى متربص بالضعيف والضعيف يتحين الفرصة للقضاء القوى والغنى يحتقر الفقير والفقير يحقد على الغنى وينتظر الفرصة لينقض عليه بلا رحمة انتقاما منه .. هذا هو الحال الان ..
وما زاد هو انتشار المخدرات بشكل ملفت للنظر رغم كل مجهودات وزارة الداخلية وادارة مكافحة المخدرات إلا أن الأمر أصبح ينذر بالخطر .. فإذا كنا نقول فى الماضى إن الخمر هى أم الشرور .. فقد أصبحت المخدرات الان هى أم الشرور وأباها وكل عائلتها الملعونة .. ولننظر إلى معظم جرائم القتل فسوف نجد أن المخدرات عامل مشترك فيها ..
ولو نظرنا إلى جرائم الأحداث عموما فسوف نجد أن المخدرات هى العامل المشترك الأعظم فى هذه الجرائم .. إما بسبب تعاطيها او بسبب محاولة الحصول عليها .. أو بسبب الإتجار فيها نعم لقد أصبحت المخدرات هى العامل الرئيسي فى انتشار الجريمة إلى جانب عوامل أخرى لا ينبغى أن نقلل منها تسببت فى انتشار العنف فى المدارس وفى الشارع بل وفى المنازل بين أفراد العائلة الواحدة التى أصبح أفرادها يقتلون بعضهم البعض لأسباب أقل ما يقال عنها إنها تافهة .. ولكنها فى النهاية تنتهى بجريمة قتل الأخ لأخيه والابن لأبيه والأم لابنها إن ما يحدث فى مصر الآن هو أمر جلل ينذر بالخطر ويحتاج إلى وقفة جادة من كل الجهات المعنية بالدولة لتواجه خطرا قادما سيدمر مصر فى شعبها ورجالها ونسائها وشبابها.. خطر يهدد مصر كلها فهل نواجه الخطر قبل فوات الأوان أم نضع رؤسنا فى الرمال كعادتنا ثم نصحو فجاة لنبكى على اللبن المسكوب !!