يبدو أن اسرائيل لاتمل من استخدام نظريات الحرب النفسية القديمة والمكشوفة التي اعتادت عليها واخرها ماقاله عاموس يادلين الرئيس السابق للمخابرات الإسرائيلية العسكرية " امان " التي امتلأت كذبا وبهتانا وهو ما أكده الخبراء الاستراتجيون و الدبلوماسيون لـ«الوطني اليوم» حيث يقول اللواء الدكتور محمود خلف المحلل العسكري والاستراتيجي البارز في تصريحات خاصة: إن ما قاله يادلين يقع تحت طائلة توزيع الادوار في المؤسسة العسكرية الاسرائيلية التي تحترف الكذب حيث نقلت هذه المؤسسة ساحة الحرب مع مصر من المواجهة في ميدان القتال الذي تعرف انها لن تتمكن من تحقيق اي شئ فيه الي ميادين جديدة باستخدام التقنيات الحديثة لأنها تعرف أن الشباب المصري متطلع لمعرفة ما يتعلق بوطنه وهو ما يجعلني اوجهه رسالة الي الشباب المصري للعودة الي التاريخ وقراءة و ثائقهم نفسها فهاهي لجنة اجرانات التي شكلت بعد حرب اكتوبر تصف حالة الانهيار العصبي الذي عاني منه بيجن يوم 7 اكتوبر حين اعترف انه لاقوه علي الأرض تستطيع ردع المصريين الآن وإعادتهم للخلف هذه هي وثائقهم ثم نجدهم يكذبون ويقولون انهم كانوا يعرفون معاد الحرب.. إذن كيف تحققت المفاجأة ثم يتحول الي الدكتور اشرف مروان لمجرد التشهير به لانه من بيت الرئيس جمال عبد الناصر الذي يمثل لنا في مصر قيمة كبيره إنهم يريدون أن يشوهوا كل ما نعرف من قيم وثوابت فهم يستخدمون نمط التخويف وإيهام الآخر بالادعاء بأن المشاكل الطبيعية الموجوده هي من صنعهم ونحن نقول: إن اسرائيل لاتستطيع بأجهزة مخابراتها كلها أو أية اجهزه اخري ان تحرك عشرة افراد في مصر فهم يستخدمون الكذب المشابه للحقائق وهذه استراتيجية قديمة موجودة لديهم كيهود وهي تخويف الآخر باستخدام أنصاف الحقائق.. نحن نعلم ان لدينا مشاكل وهي مشاكل طبيعية في كل الدول المتقدمة و الديموقراطيه و لك ان تنظر الي ماحدث في فرنسا منذ ايام وما يحدث في كل الدول من توترات وقلاقل لماذا لم تدع أية اجهزة استخباراتية ضلوعها وراء هذه المشاكل؟!
ان يادلين يستخدم استراتيجيه في معروفه لدينا وتسمي بالتخويف بالقوة الرابعة التي تعاني من فشل ذريع داخليا فهم غير قادرين علي محاربة حزب الله أو تحديد مواقع اطلاق الصواريخ في غزة كل هذه الاقاويل التي يدعونها تقع تحت مفهوم الحرب النفسية التي علينا ان نعيها جيدا وأنا أعلم أن الشباب المصري واع وأن الشعب المصري لديه من الفطنه والدراية ما يجنبه السقوط في براثن هذه الادعاءات الهاوية التي يمكن تفنيدها بسهولة.
اما السفير محمد بسيوني رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشوري وسفير مصر السابق بتل أبيب فقد اكد لـ«الوطني اليوم» ان جهاز المخابرات المصري قادر علي مقاومة مثل هذه الأعمال وأن الشعب المصري واع و لديه حس أمني يجعل من المستحيل علي اسرائيل تحقيق مثل هذه الاختراقات فمن يقول - يقول - وهو شخص اصبح خارج الخدمه ويسعي لتلميع نفسه و سد ثغرات فشلة ولكننا واعون و الأجهزة المختصة لدينا قادرة علي مواجهة اي من هذه الأفعال كما ان ما يقوله ليس له اي قدر من الأهمية فله أن يقول ما يريد و لكن المهم مانعرفة نحن ونوقنه كما لو ان هذه المعلومات صحيحة لوجب ان يسأل قانونيا لانتهاكه ميثاق السرية المعمول به في جميع الأجهزة الاستخباراتية حول العالم وهو مايعطي دلالة حول سفه مايقول و المصريون " لاتخيل " عليهم هذه الحركات و نحن قادرون علي صد هذه المحاولات وما يفعلة هو محاولة يائسة للانضمام لليمين المتطرف من خلال انتصارات و هميه لتحقيق مكاسب شخصية في اطار حرب نفسية مستمرة و قديمة وفاشلة.
كما حذر خبير سياسي في الشئون الإسرائيلية من الانسياق وراء ما تبثه اسرائيل الي الاعلام العربي حيث قال: الدكتور مصطفي فهمي إسماعيل، رئيس وحدة إسرائيل في المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، إن نشر هذه التصريحات تضخم من عمل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية؛ بهدف نشر وتأكيد فكرة التفوق الإسرائيلي في المنطقة، ونشر الإحباط بين الشعوب والأنظمة العربية، إضافة إلي الترويج لقادة هذه الأجهزة ليحصلوا علي فرص عمل ومناصب قيمة بعد ترك مناصبهم الحالية نهاية نوفمبر الجاري.
وتناقلت وسائل إعلام عربية تصريحات قيل إن الجنرال عاموس يادلين، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الحربية "أمان"، أدلي بها خلال تسليمه مهامه لخلفه الجنرال آفيف كوخفي، والتي وصفها بالاختراقات الكبيرة في مصر والسودان ولبنان وسوريا وإيران.
ومما جاء فيها: "لقد أنجزنا في السنوات الأربع ونصف السنة الماضية جميع المهام الموكلة لنا، ومصر كانت الملعب الأكبر لنشاطنا، والعمل في مصر تطور حسب الخطط المرسومة منذ عام 1979".
وأضاف: "أحدثنا في مصر اختراقات سياسية وأمنية واقتصادية وعسكرية في أكثر من موقع، ونجحنا في تصعيد التوتر والاحتقان الطائفي والاجتماعي لتوليد بيئة متصارعة ومتوترة ومنقسمة؛ لكي يعجز أي نظام في معالجة الانقسام والتخلف والوهن المتفشي في مصر".
وفيما يخص السودان قال يادلين : "ساعدنا الحركات الانفصالية بالجنوب السوداني، ونظمنا خط إيصال السلاح للقوي الانفصالية، ونشرف علي تنظيم الحركة الشعبية الانفصالية في دارفور".
أما في لبنان: فقد أعدنا صياغة عدد كبير من شبكات التجسس، وشكلنا أخري جديدة، وبسطنا سيطرتنا علي قطاع الاتصالات، ونجحنا في تنفيذ عدد من عمليات الاغتيال والتفجير، وأبعدنا الجيش السوري عن لبنان، ونجحنا في حصار حزب الله.. أما اغتيال القيادي في الحزب عماد مغنية، في دمشق فهو أحد أخطر العمليات التي قمنا بها".
كما إن أجهزة المعلومات الإسرائيلية حينما تشير إلي بعض أعمالها مثل تلك التي جاءت علي لسان عاموس يادلين فإنها تتحدث عنها علي شكل خطط، ولا تبوح بالتفاصيل، فمثلاً رئيس جهاز الشاباك السابق "آفي ديختر" ألقي محاضرة شهيرة عن مخطط تقسيم الدول العربية مثل العراق وفلسطين والسودان، ولكنه كان يتحدث عنها كخطط تأمل إسرائيل تنفيذها لضمان أمنها، ولم يتحدث البتة عما تم أو لم يتم في إنجاز هذه الخطط، وهو حديث يحقق هدفه السياسي، وفي نفس الوقت لا يحاسب عليه أمام القضاء الإسرائيلي؛ لأنه لم يكشف عن تفاصيل أو أعمال تمت".
وايضا "أجهزة المعلومات الإسرائيلية، يوجد بها ما يسمي بوحدة الإعلام الموجه، ومهمتها نشر أخبار مضللة ومزورة ومدسوسة، خاصة في الشرق الأوسط؛ بهدف إحباط الشعوب العربية والأنظمة العربية، وتضخيم القوة الإسرائيلية كجزء من حرب نفسية".
وفي تقدير رئيس وحدة إسرائيل في المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط فإنه: "إذا كان ما قاله عاموس يادلين صحيحاً فليقل ما هي شواهده وأدلته لإثباتها، أما هذه التصريحات فهي كلام مرسل، ولو كان صحيحاً في مجمله لتباهت به إسرائيل بالأدلة لتثبت قوتها وتفوقها".