نشرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية اليوم الأربعاء، تقريراً مفصلاً عن الخطة الذى يتبناها الرئيس الأمريكى باراك أوباما لتطبيع العلاقات بين إسرائيل وبين الدول العربية فى أقرب فرصة ممكنة، على أن يكون التطبيع بين إسرائيل والعرب قائماً على السلام بين الجانبيين.
وأوضحت الصحيفة أن الرئيس أوباما قام مؤخرا بإرسال خطابات بخط يده إلى زعماء 7 دول عربية، كان على رأس هذه الدول، مصر، والسعودية، والأردن، والبحرين، والإمارات، حيث طالب أوباما الرؤساء العرب بضرورة اتخاذ إجراءات فى المرحلة المقبلة لبناء الثقة وبدء علاقات تطبيع مع إسرائيل، وذلك مقابل مطالبة تل أبيب بالالتزام بتطبيق اتفاق خارطة الطريق الموقع بين الفلسطينيين وإسرائيل عام 2003، بجانب الضغط عليها لوقف بناء المستوطنات اليهودية على الأراضى الفلسطينية، وتفكيك البؤر الاستيطانية فى الضفة الغربية والقدس.
وأكدت الصحيفة أن الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة أوباما تمارس ضغوطاً مستمرة على الرؤساء والقادة العرب لقبول برنامج تطبيعى مع إسرائيل، مشيرة الصحيفة إلى أن رسائل أوباما التى طالب فيها قادة الدول العربية بالبدء فى التطبيع مع إسرائيل، غلب عليها صيغة الوجوب وضرورة تنفيذ برنامج تطبيع العلاقات بين الجانبين عن طريق تخلى الطرفين على تعنتهم فى الخلافات الرئيسية التى شكلت الصراع العربى _ الإسرائيلى.
وترمى الخطة الأمريكية لتطيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل إلى بدء فتح العلاقات بين الجانبين على مراحل متتالية، تبدء أولاً بالخطوات الرمزية مثل المصافحة بين قادة إسرائيل وقادة الدول العربية إذا التقوا فى أى مؤتمر أو محفل دولى، بالإضافة إلى حث الدول العربية على فتح مكاتب تجارية إسرائيلية داخل أراضيها، والسماح للطائرات التجارية الإسرائيلية بالمرور عبر المجال الجوى للدول العربية، هذا بجانب تطبيع العلاقات فى مجال السياحة بين إسرائيل والدول العربية، ليتمكن الإسرائيليون والعرب من تبادل الزيارات، والسياحة.
ورأت الصحيفة أن معظم قادة الدول العربية من الصعب أن يرفضوا السلام والتطبيع مع إسرائيل، واعتبرت أن الكثير من قادة العرب مستعدون تماماً لتطبيع العلاقات مع تل أبيب، ومنهم من دعا بالفعل إلى إنهاء ضرورة إنهاء الصراع العربى _ الإسرائيلى، وبدء تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهذا ما فعله ولى عهد البحرين الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة من خلال مقال نشر له فى صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.
الجدير بالذكر أن جورج ميتشيل المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط عرض على الرئيس مبارك خلال اجتماعهما منذ يومين فى القاهرة، مبادرة سلام أمريكية تهدف إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، على أن تطبيق المبادرة عن طريق التوصل إلى تسوية سياسية الجانبين بعد استئناف مفاوضات السلام بين إسرائيل والعرب على عدة مسارات، بحيث يتم التفاوض بين إسرائيل والفلسطينيين من جانب وبين إسرائيل وسوريا وبين إسرائيل ولبنان من جانب آخر.