روح القانون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الأستشارات القانونيه نقدمها مجانا لجمهور الزائرين في قسم الاستشارات ونرد عليها في الحال من نخبه محامين المنتدي .. او الأتصال بنا مباشره موبايل : 01001553651 _ 01144457144 _  01288112251

    قانون حمورابي ملك بابل (حوالى 1780 ق.م.) منقول

    محمد راضى مسعود
    محمد راضى مسعود
    المدير العام
    المدير العام


    عدد المساهمات : 7032
    نقاط : 15679
    السٌّمعَة : 118
    تاريخ التسجيل : 26/06/2009
    العمل/الترفيه : محامى بالنقض

    قانون حمورابي ملك بابل       (حوالى 1780 ق.م.) منقول Empty قانون حمورابي ملك بابل (حوالى 1780 ق.م.) منقول

    مُساهمة من طرف محمد راضى مسعود الخميس نوفمبر 25, 2010 10:04 pm


    دراسة تحليلية لمواد التشريع مؤشراً لإعادة تركيب الحياة الاجتماعية-الاقتصادية فى المجتمع البابلى

    لا شك فى أن حمورابى كان الملك الذى أسس عظمة بابل، الدولة العاصمة المتروبول الأولى فى التاريخ. العديد من آثار عهد حمورابى (1795-1750 ق.م.) تم الإحتفاظ بها، ويمكننا اليوم دراسة سيرة هذا الملك العظيم.. مشرعاً حكيماً كما يتجلى ذلك فى تشريعه المشهور، النموذج الأول المعروف لحاكم قدم لشعبه جسماً متكاملاً من القوانين المرتبة فى مجموعات منتظمة بحيث يقرأها كافة الناس ويعرفون ما هو مطلوب منهم. يمثل تشريع جمورابى المصدر الأكثر أهمية لدراسة الحياة الاقتصادية والاجتماعية للمملكة البابلية. نقش التشريع على حجر تذكارى أسود، وكرس بكامل الوضوح ليكون مقروءاً للجماهير. فى الجزء الأعلى للحجر التذكارى صور الملك متربعاً على كرسى العرش بينما غطيت الأجزاء المتبقية كلها بنص بالكتابة المسمارية العتيقة يتكون من 247 مادة قانونية. مسحت خمسة أعمدة، إحتمالاً، من قبل أحد الغزاة العيلاميين الذى حمل هذا الحجر التذكارى المشهور غنيمة الى سوزى حيث تم العثور عليه فى عام 1901. إلا أن النقص فى النص والناجم عن عملية المسح قد أصبحت إعادة تركيبه ممكنة بفضل نسخ التشريع التى تم الكشف عنها والتى كانت مخصصة للكتبة والقضاة لإستخدامها مراجع للدراسة أو دليلاً للإجراءات القضائية.

    مع ذلك فإنه مع هذه السلسلة من القوانين المبكرة، كما هو الحال مع معظم الأشياء فى بابل، نجد أنفسنا نتعامل مع نهايات الأشياء أكثر من التعامل مع بداياتها. لم يكن تشريع حمورابى هو الأقدم. يشكل تشريع حمورابى تطويراً لاحقاً للقوانين السومرية القديمة وتشريعاً لها، وهى التى أثرت تأثيراً قوياً على سن القوانين البابلية. كانت إجراءات حمورابى القانونية أكثر ترتيباً مقارنة بمجموعة الإجراءات القانونية السومرية حيث تتجلى فيها نزعة المشرع الى توحيد مجموعة القوانين ذات الصلة من حيث محتواها. إلا أنه لا يجوز مع ذلك عده تشريعاً بالمعنى المحدد للمصطلح بقدر ما هو مجموعة قرارات قانونية متفرقة (قانون عرفى). اختفت سلاسل القوانين السابقة، لكن وجدنا العديد من آثارها، ويدلل تشريع حمورابى على وجودها. بالتالى فإنه يعيد ترتيب نظام قانونى تم تأسيسه منذ أزمان سابقة له.

    يتألف تشريع حمورابى من ثلاثة أجزاء : 1. مقدمة؛ 2. القانون فى حد ذاته؛ 3. خاتمة.

    فى التصدير وضح المشرع أن الهدف من سلسلة القوانين هذه هو إقرار العدالة فى البلاد. يلى ذلك تعداد ألقاب الملك وعبارات التبجيل والتعظيم بحقه وتعداد أفضاله وخدماته التى أسداها للبلاد. فى الجزء الأوسط، القانون فى حد ذاته، عددت مواد القانون الجنائى، وإجراءات المحاكم، والعقوبات على خرق قانون الملكية الخاصة والعامة، وقانون حقوق الجنود. وتتحدث مواد متفرقة عن حقوق الملكية غير المنقولة، وعن التجارة، والضرائب، وقانون الأسرة، والإصابات الجسدية، وعن العمل المأجور والعبودية. وفى الخاتمة تعدد مآثر الملك الذى يطلب الرحمة من الآلهة لأولئك الملوك الذين سيطبقون تشريعه، ويكيل اللعنات على أولئك الذين لن يلتزموا به أو بقرروا عدم الإكتراث له.

    ينسق تشريع حمورابى من ثم فى سطور واضحة ومحددة تنظيم المجتمع. القاضى الذى يخطئ فى قضية قانونية يتوجب فصله من منصبه الى الأبد، ويغرم غرامة كبيرة. الشاهد الذى يشهد بالزور يتوجب قتله. بالطبع، كان الموت عقاباً لكل الجرائم الكبرى. إذا بنى شخصاً منزلاً بطريقة سيئة، وسقط المنزل وقتل مالكه، فإن البانى سيعاقب بالموت. إذا قُتل ابن صاحب المنزل فإن الموت سيكون جزاء ابن البانى. هنا نجد من أين تعلم اليهود قانونهم الذى ينص على "العين بالعين". تلك العقوبات الإنتقامية الشرسة لا تعير إنتباهاً للأعذار والتفسيرات، لكن فقط للحقيقة - مع إستثناء مدهش أوحد. سمح للشخص المتهم أن يرمى بنفسه فى "النهر"، الفرات. واضح أن فن السباحة ما كان معروفاً؛ بحيث أنه لو جرفه التيار الى ضفة النهر حياً فسيتم إعلان براءته، واذا غرق ففى ذلك إثبات على أنه مذنب. هكذا ندرك أن الإيمان بعدالة الآلهة الحاكمة كان قد اكتمل تمثله، ولو بأسلوب طفولى، فى أذهان الناس.

    المادة المتوفرة لدراسة القانون البابلى بإنفراد واسعة دون أن تكون شاملة. فما يسمى بـ "العقود"، بما فى ذلك أعمال، وسندات، وإيصالات، وحسابات شديدة التنوع، والأكثر أهمية من بينها، القرارات القانونية الفعلية التى يصدرها القضاة فى المحاكم، كل تلك توجد بالآلاف. النقوش التاريخية، والمراسيم الملكية، والرسائل الخطية للملوك، والمكاتبات، والرسائل الشخصية، والنصوص الأدبية العامة تقدم معلومات إضافية قيمة. هذا فضلاً عن الأعمال النحوية والمعجمية، المكرسة فقط لتيسير دراسة الأدب القديم وتحتوى مقتطفات وجمل قصيرة ذات علاقة بالقانون والعرف. كذلك تم الإحتفاظ بما يسمى "قوانين الأسرة السومرية". إن إكتشاف تشريع حمورابى الذى نال الآن شهرة (من الآن فصاعداً سنشير اليه فقط بالتشريع) قد جعل، على كل، الدراسة أكثر إنتظاماً بدلاً عن كونها مجرد تصنيف للمادة وتفسيرها. بعض شظايا من التشريع موجودة وقد تم نشرها؛ لكن لازال هناك الكثير من النقاط التى لا نمتلك بينة لها.

    يرجع تاريخ المادة الى فترة تمتد من أكثر الأزمان المبكرة حتى بداية العصر المسيحى. قد تكون البينة بشأن نقطة معينة مكتملة جداً فى فترة محددة لكنها غائبة كلياً فى فترة أخرى. يمثل التشريع عظمة الظهر لمخطط هيكلى نحاول هنا إعادة تركيبه. شظاياه التى تمت إستعادتها من مكتبة أشور بانيبال فى نمرود، والنسخ البابلية اللاحقة تظهر أنه قد تمت دراستها، وقسمت الى فصول حملت عنوان "نينو إيلو سيروم" منذ إنطلاقة كلماتها الإفتتاحية، وأعيد نسخها على مدى الف وخمسمائة سنة أو ما يزيد. الجزء الأعظم منها ظل مطبقاً، حتى خلال الغزو الفارسى، والإغريقى، والبارثى، والذى لم يؤثر إلا قليلاً على الحياة الخاصة البابلية، وبقيت لتؤثر على القانون السورى-الرومانى، والإسلامى اللاحق فى بلاد الرافدين. القانون والعرف الذى سبق التشريع سنسميه "المبكر"، بينما نسمى الخاص بالامبراطورية البابلية الحديثة (وكذلك الفارسية، والإغريقية) بـ "المتأخر". اشتق القانون فى أشور من القانون البابلى لكنه حافظ على سمات مبكرة كانت قد اختفت منذ أزمان فى أماكن أخرى.

    عندما استقرت القبائل المتحدثة بلغات سامية فى مدن بابل، أجرت أعرافها القبلية على قانون المدينة. التاريخ المبكر للبلاد هو تاريخ صراع من أجل السيادة بين المدن. فرضت العاصمة الجزية والدعم العسكرى على المدن التابعة لها لكنها تركت معبودات تلك المدن وأعرافها دون مساس. لقد تم الإعتراف بحقوق المدينة من قبل الملوك والغزاة على حد سواء.

    فى وقت متأخر يرجع الى تاريخ إعتلاء كل من اشوربانيبال وسمس-سوم-يوكين العرش نجد البابليين يحتكمون الى قانون مدينتهم الذى يسمح للأجانب بعدد عشرين فرداً للدخول دفعة واحدة بحرية الى المدينة، النساء الأجنبيات اللائى كن فى وقت ما زوجات لأزواج بابليين لا يمكن استرقاقهن ولا يمكن قتل من يدخل المدينة حتى لو كان كلباً بدون محاكمة.

    كان سكان بابل من أعراق مختلفة منذ الأزمان المبكرة وكانت الصلات المتبادلة بين المدن مستمرة. فى كل مدينة يوجد العديد من المقيمين الأجانب. هذه الحرية للتواصل كان لا بدَّ وأن تنزع الى إنصهار الأعراف. ولقد تم الإحتفاظ بالفضل، على كل، لعبقرية حمورابى أن يجعل بابل عاصمة له ويلحم فى كل واحد امبراطوريته المترامية بنظام قانونى موحد.

    اختفت تقريباً كل الأعراف القبلية من مواد التشريع. انها دولة- قانون، اختفت فيها المساعدة الذاتية، واستبعد الثأر الدموى، والزواج القسرى بالأسر؛ رغم أن التعاون الأسرى، والمسئولية الإقليمية، والضغينة كانت سمات بدائية حافظت على الوجود. الملك هو ارستقراطى فاضل، يتيسر الوصول اليه من قبل أفراد رعيته، وقادر على حماية الضعيف ضد المُضطهد المتمتع بوضع متميز، وراغب فى تقديم تلك الخدمة. السلطة الملكية، يمكن أن تعفو فقط عندما يتم إسترضاء الإستياء الشخصى. يتم الإشراف الحازم على القضاة وتتوفر فرصة الإستئناف. تغطى الأرض كلها بالأملاك الإقطاعية، وجامعى الضرائب، والشرطة الخ. هناك نظام مرتب وفاعل للبريد. الأمن البابلى منضبط للدرجة التى تسمح للأفراد بعدم التردد فى ركوب مركباتهم من بابل الى ساحل الأبيض المتوسط.

    لم يحتو التشريع فقط العرف المعاصر أو يحتفظ بالقانون القديم. حقيقة أن قرون من الإلتزام بالقانون والمشاكسات العادية تراكمت فى أرشيفات كل مدينة فى شكل ترسانة ضخمة من الأعمال السابقة القديمة وسجلات القرارات القضائيَّة، وأدى ذلك التلاقح الى إنصهار أعراف المدن. زاد الإنتشار الواسع للكتابة والتحول الى العقود المكتوبة من تعديل العرف البدائى والسوابق القديمة. فى حالة إتفاق الأطراف فإنَّ القانون سمح لهم فى العادة للتعاقد فيما بينهم. عملية الإتفاق يتم تسجيلها فى المعبد من قبل كاتب عدل عام، ويوثق بقسم "بإسم الإله وباسم الملك". يتم ختم الإتفاق علناً ويشهد عليه شهود ومتخصصون، الى جانب الأطراف المعنية. يضمن العرف أو الرأى العام بأن لا يكون إتفاق الأطراف على غير وجه حق. فى حالة النزاع يتعامل القضاة بداية مع العقد. قد لا يمكنهم إثباته، لكن إذا لم يظهر إعتراض من الأطراف، فللقضاة الحرية فى إعتماده. يمكن أن يتم إستئناف قرار القضاة. الكثير من العقود تحتوى على شرط بأنه فى حالة نزاع مستقبلى فإنَّ الأطراف المعنية تتقيد "بقرار الملك". يعلن التشريع عن نوعية الحكم الصادر فى العديد من القضايا، ويتم إرجاع العديد من الإستئنافات المرفوعة للملك الى القضاة بتعليمات للبت فيها طبقاً للحالة. رتب التشريع نفسه بعناية وبمنطقية وحتم تنظيم أقسامه وفق مادة موضوعها.

    ونظر التشريع للسكان بوصفهم ينقسمون الى ثلاث طبقات، أميلو، وموسكينو، وأردو. الأميلو هو الارستقراطى، المنتمى الى أسرة أرستقراطية، ويكون ميلاده وزواجه وموته مسجلاً، وله أملاك من أسلافه وله كافة الحقوق المدنية. له إمتيازات وعليه واجبات أرستقراطية، وله حق الإنتقام للإصابات الجسديَّة، والمسئولية القانونية التى تجعله عرضة للعقاب الشديد على الجرائم والجنح، ويتوجب عليه دفع الرسوم والغرامات الباهظة. ينتمى الى هذه الطبقة الملك وبلاطه، وكبار الموظفين، والمتخصصون والحرفيون. لكن المصطلح أصبح مع مرور الزمن لقباً للمجاملة. ففى التشريع، عندما لا يكون المنصب معنياً، فإنَّ المصطلح يستخدم ليعنى "أى شخص". لا يرتبط المصطلح بالملكية الشخصية كما ولا يظهر أن له بعداً عرقياً. من الصعوبة بمكان وصف الموسكينو بدقة. ظهر المصطلح فى وقته بمعنى "الشحات" وبهذا المعنى إنتقل عبر اللغتين الارامية والعبرية الى العديد من اللغات الحديثة؛ لكنه رغم أنَّ التشريع لا يعده بالضرورة فقيراً، فيبدو أنه لا يمتلك أرضاً. كان الموسكينو حراً، لكن عليه قبول التعويض المالى عن الإصابات الجسديَّة، ويدفع رسوم وغرامات أقل، بل ويقدم هبات أقل للآلهة. يسكن الموسكينو فى حى خاص بهم فى المدينة. ليس هناك من سبب يدعو لعد الموسكينو مرتبطاً بصفة خاصة بالقصر، كمتقاعد ملكى، ولا بوصفه منتمياً الى طبقة تؤلف أغلبية السكان. شحة الإشارات اليه فى الوثائق المعاصرة تجعل محاولة تصنيف أبعد من ذلك للموسكينو ضرباً من التخمين. كان الأردو عبداً، أثاثاً لسيدة، وشكل طبقة كبيرة العدد. يمكنه أن يقتنى ملكية بل حتى أن يمتلك عبيداً. يقوم سيده بكسوته وإطعامه، ويدفع عنه تكاليف الطبيب، لكن السيد ينال كل تعويض يدفع للأردو نظير إصابة لحقت به. عادة ما يجد له سيده جارية لتصبح زوجة له (ويولد الأطفال فى هذه الحال بوصفهم عبيداً)، يضعه السيد عادة فى منزل (مع مزرعة أو ورشة) ويأخذ إيجاراً سنوياً منه. خلاف ذلك يمكن للأردو أن يتزوج من إمرأة حرة (فى هذه الحال يكون الأطفال أحراراً)، والتى يمكنها أن تجلب له ميراثاً لا يستطيع سيده أن يمسه، ولدى وفاة العبد يذهب نصف ممتلكاته الى سيده والنصف الآخر لوريثه. يمكنه أن ينال حريته بالشراء من سيده، أو يمكن عتقه ليكرس لمعبد، أو حتى تبنيه، عندها يكون قد أصبح أميلو لا موسكينو. العبيد تم إمتلاكهم عن طريق الشراء من الخارج، ومن الأسرى فى المعارك، ومن الأحرار الذين انحدروا الى مرتبة العبودية نتيجة الدين أو الجريمة. العبد عادة ما يهرب، فإذا قبض عليه، فإنَّ على من قبضه إرجاعه الى سيده، ويحدد التشريع مكافأة يتوجب على السيد أن يدفعها لمن قبض على العبد وأرجعه له. وكانت نسبة المكافأة تبلغ عشر القيمة الفعلية للعبد. وكانت عقوبة الإعدام توقع على من يأوى أو يأسر عبداً هارباً. كذلك كانت العقوبة فى حالة محاولة جعله يغادر المدينة. يحمل العبد علامة تعريف، والتى يمكن إزالتها فقط عن طريق عملية جراحيَّة، والتى أصبحت لاحقاً تتكون من اسم سيده بالوشم أو الوسم على ذراع العبد. فى الملكيات الكبيرة فى أشور والولايات الخاضعة لها كان هناك العديد من الأقنان، عادة من جنسيات خاضعة، وأسرى مقيمين، أو عبيد سابقين، مرتبطين بالأرض التى يفلحونها ويباعون مع الملكيات لكنهم قادرون على إمتلاك أرض وممتلكات خاصة بهم . هناك آثار قليلة دالة على وجود الأقنان فى بابل، إلا إذا كان من الجائز عد الموسكينو أقناناً.

    كان إله المدينة فى الأصل هو مالك الأرض، والتى تحاط فى دائرة داخلية من الأرض المروية الصالحة للزراعة وعلى حافتها مراعى، وكان المواطنون هم المستأجرون منه. وقد توقف الإله، ونائبه الوصى، الملك، عن إعاقة مدة الإيجار واكتفيا بتحصيل المستحقات فى شكل ريع عينى، أو نقدى، أو خدماتى (سخرة). واحد من أقدم الآثار يسجل شراء ملك ملكية كبيرة لابنه، بعد أن دفع قيمة تتناسب وسعر السوق مضافاً اليها قيمة أتعاب معتبرة للمالكين فى شكل ملابس، وأوانى، وأثاثات باهظة الثمن. يعترف التشريع بالملكية الكلية الخاصة على الأرض، لكن يبدو أن المنذورين*، والتجار (والمقيمين الأجانب؟) كان لهم الحق فى إمتلاك أرض. لكن كل أرض تباع وفقاً لرسومها المحددة. ويمكن للملك أن يعفى، على كلٍ، أرضاً من تلك الرسوم بمرسوم يصدره، وهو أسلوب كان شائعاً لمكافأة أولئك الذين يستحقون ذلك نظير خدمات أسدوها للدولة. انه من واقع تلك المراسيم ندين بكل ما نعرفه عن الإلتزامات الخاصة بالأرض. إحتاجت الدولة للجيش والسخرة وكذلك للمستحقات العينية. تم تخصيص مساحة خاصة لإعالة النبال سوياً مع الرماح والمرتبط بهما (الذى يحمل الدرع للإثنين) ومدهم بالمؤن للحملة. هذه المساحة أطلقت عليها منذ القرن الثامن ق.م.تسمية "القوس"، لكن الإستخدام كان أقدم من ذلك. لاحقاً، كان "الفارس" دخلاً آخر مستحقاً من مساحات محددة. كان على الرجل أن يخدم فى الجندية عدة مرات (ست مرات؟)، لكن الأرض كانت تحتاج لإيجاد رجال سنوياً. تمَّ تنفيذ الخدمة عادة عن طريق العبيد والأقنان، لكن الأميلو (وإحتمالاً الموسكينو) ذهبوا للحرب. جمعت "الأقواس" فى عشرات ومئات. الرماح كانت أقل إنتظاماً. رسائل حمورابى عادة ما كانت تتعلق بالإعفاءات. الموظفون الدينيون والرعاة القائمين على رعاية القطعان كانوا معفيين من الجندية. مسئوليات خاصة وقعت على عاتق ملاك المرممين لترميم القنوات، والجسور، وأرصفة الموانى الخ. طالبت الدولة بنسب محددة من المحاصيل، والعلف الخ. ويمكن لرسل الملك الإستيلاء على ملكية أى مواطن، وإعطاءة إيصالاً بذلك. بالإضافة، كانت كل مدينة تجبى مستحقات فى شكل الرسوم المفروضة على السلع المجلوبة اليها، وفى شكل الضرائب، ومستحقات العبارات، والطرق، ورسوم المياه. توقف الملك منذ أزمان أن يكون، إذا كان هو كذلك فى أى فترة، المالك للأرض. لديه ملكياته الملكية الخاصة ومستحقاته من كافة رعاياه. كبار الموظفين كانت لهم هبات ومقرات رسمية. ينظم التشريع وضع بعض الطبقات التى يقتطع لها الملك ضيعات تتألف من منزل، ومزرعة، وحقل، وقطعان، ومرتب، نظير خدمة شخصية تنفيذاً لمهام ملكية. لا يحق لهم تفويض الخدمات فى حالة الوفاة. عندما يكلفون بمهام خارجية يمكنه أن يعين ابنه، إذا كان مقتدراً، أن يستلم الضيعة ويقوم بالمهمة. إذا لم يكن له ابن قادر توضع الضيعة تحت النائب، لكن الثلث منها يكون لزوجته لإعالة نفسها والأطفال. الضيعة كانت غير قابلة للنقل،ولا يمكن بيعها، أو إستبدالها، أو تأجيرها، أو إزالتها. أرض أخرى يحتفظ بها فى الضيعة للإيجار. الضيعات العائلية ترتبط كلياً بالعائلة. إذا باعها المالك، فللعائلة الحق فى التعويض ويبدو أنه لم يكن هناك سقف زمنى لهذه الممارسة.
    محمد راضى مسعود
    محمد راضى مسعود
    المدير العام
    المدير العام


    عدد المساهمات : 7032
    نقاط : 15679
    السٌّمعَة : 118
    تاريخ التسجيل : 26/06/2009
    العمل/الترفيه : محامى بالنقض

    قانون حمورابي ملك بابل       (حوالى 1780 ق.م.) منقول Empty رد: قانون حمورابي ملك بابل (حوالى 1780 ق.م.) منقول

    مُساهمة من طرف محمد راضى مسعود الخميس نوفمبر 25, 2010 10:06 pm

    احتل المعبد الموقع الأكثر أهمية. تمثل دخله مما تدفعه الضيعات، ومن الأعشار وغيرها من المستحقات، الى جانب الاضحيات (نصيب مألوف) وغيرها من الهبات التى يقدمها المؤمنون، كميات كبيرة من الهبات العينية؛ بالإضافة الى النقود والهدايا الدائمة.يوجد فى المعابد الكبيرة أعداد كبيرة من الموظفين والخدم. فى الأصل، إحتمالاً، تجمعت كل مدينة حول معبد، ولكل رأس عائلة الحق فى الخدمة هناك وينال نصيبه من الدخل. ومع نمو المدينة، استقر حق الخدمة لأيام محددة من السنة فى ضريح (أو فى "مدخله") فى عائلات بعينها وأصبح نوعاً من الملكية يمكن إدعاءه، وتأجيره، أو إقتسامه داخل العائلة، لكن ليس نزعه. رغم كل تلك المتطلبات، على كلٍ، أصبحت المعابد مصادر ومخازن؛ كما كانت أيضاً أرشيفات للمدينة. قام المعبد بمهامه ومسئولياته. إذا أسر مواطن من قبل العدو ولم يتمكن من دفع الفدية لتحرير نفسه فإنَّ معبد المدينة يقوم بالدفع نيابة عنه. جاء الى المعبد الفلاح الفقير لإستلاف بذور القمح أو مؤن الحصاد الخ. وهى سلفيات يسددها بدون أرباح. سلطة الملك على المعبد ليست تملكية وإنما إدارية. يمكنه أن يستلف من المعبد لكنه يسدد مثله مثل المستدينين الآخرين. كانت الأعشار فيما يبدو بمثابة الإيجار المستحق للإله على أرضه. ليس واضحاً عما إذا كانت كل الأراضى تدفع الأعشار.

    يتناول التشريع طبقة أشخاص كرسوا حياتهم لعبادة إله، كراهبات خادمات فى الهيكل. الراهبات يقسمن على العفة، ويعشن سوياً فى دير كبير للراهبات، ويمنعن من فتح حانات أو دخولها، وسوياً مع المنذورين الآخرين يتمتعن بإمتيازات كثيرة.

    يعترف التشريع بوسائل عديدة للتخلص من الملكية: البيع، والإيجار، والمقايضة، والإهداء، والتكريس، والإيداع، والقرض، والوعد، وكلها مسائل ترتبط بعقد. كان البيع هو تسليم المشترى (فى حالة الضيعة الفعلية يتجسد فى موظفين، ومفتاح، أو إجراء نقل الملكية الى المشترى) نظير المبلغ المدفوع للبائع، ويعطى إيصال لكل من البائع والمشترى. يعد الإعتماد، فى حالة دفعه، ديناً، ويقدم كقرض من البائع واجب السداد من قبل المشترى الذى يقدم سنداً بذلك. لا يعتمد التشريع أى إدعاء غير مدعوم بوثائق أو قسم شهود. على المشترى أن يقنع نفسه بلقب البائع. إذا اشترى (أو استلم كوديعة) من من هو أدنى منه أو من عبد بدون سلطة محامى، فإنه سيعاقب بوصفه لصاً. إذا كانت السلع مسروقة وطالب بها مالكها الفعلى، فعلى من اشتراها أن يثبت صحة إجراءات الشراء أو شهود على ذلك. خلاف ذلك فإنه يكون عرضة للمحاكمة بوصفه لصاً ويقتل. إذا أثبت صحة الشراء، عليه أن يتنازل عن السلع لكنه ينال تعويضه من البائع أو، إذا كان البائع قد مات، فيجوز له أن يطالب بخمسة أضعافها من ممتلكاته. الرجل الذى يشترى عبداً من الخارج، قد يكتشف أنه قد سرق أو أسر من بابل، وعليه أن يعيده الى سيده السابق دون تحقبق ربح من ذلك. إذا اشترى ممتلكات تخص ضيعة، أو هيئة عامة، فعليه إعادتها ويغرم بقدر ما دفعه فى شرائها.بإمكانه رفض الإعتراف بشراء عبد أصيب بمرض "بنو" خلال شهر (لاحقاً مائة يوم)، وتمنح له جارية خلال ثلاثة أيام من الموافقة. أى خلل فى اللقب أو مسئولية غير معلنة تلقى صلاحية البيع فى أى وقت.

    كثيراً ما يقوم ملاك الأراضى بفلاحة أراضيهم بأنفسهم لكنهم قد يوظفون فلاحاً أو يؤجرونها. يجب على الفلاح أن يقوم بعملية الفلاحة على الوجه الأمثل، يزرع محصولاً عادياً ويترك الحقل محروثاً بصورة جيدة. فى حالة فشل المحصول يثبت التشريع عائداً قانونياً. يمكن تأجير الأرض بإيجار محدد فى حين شرع التشريع بأن تعد الخسارة الصدفية على حساب المستأجر. إذا كان الإيجار عن طريق تقاسم الربح، فإن مالك الأرض والمستأجر يتقاسمان الخسارة بالمعدل المشروط فى تقاسم الربح. إذا دفع المستأجر الإيجار وترك الأرض محروثة بصورة جيدة، فإن مالك الآرض ل يستطيع التدخل كما ولا يستطيع أن يمنع التأجير الى طرف ثالث. تؤجر الأرض البور القابلة للإسترداد، لا يدفع المستأجر إيجاراً فى الثلاث سنوات الأولى ويدفع الإيجار المشترط فى السنة الرابعة. إذا تجاهل المستأجر إسترداد الأرض فإن التشريع نص بأنه لا بدَّ من تسليمها محروثة بصورة جيدة وحدد إيجاراً قانونياً. البساتين والمزارع تؤجر بالشروط نفسها، لكن بالنسبة لبساتين النحيل فقد سمح بأربع سنوات بلا إيجار. على المالك أن يوفر الأرض، والعمال، والثور للحرث ولتحريك النواعير، وبذور القمح، والأكل للعمال والعلف للماشية. عادة ما يكون للمستأجر، أو الوكيل، أرضاً أخرى خاصة به. إذا سرق من البذور، أو من حصص طعام العمال أو من علف الماشية، نص التشريع بقطع أصابعه. إذا خصخص أو باع الأدوات، أو جوع الماشية أو أجرها الى آخر، فإنه يغرم غرامة كبيرة وفى حالة العجز عن دفعها يحكم عليه بالتقطيع إرباً بالماشية فى الحقل. التأجير كما مبين فى العقد.

    كان الرى ضرورياً. إذا أهمل المزارع إصلاح قناته، أو ترك ساقيته دائرة وتسببت فى فيضان، عليه أن يصلح الأضرار التى لحقت بمحصول جاره، أو يباع هو وأفراد أسرته لسداد التكلفة. سرقة آلة رى، أو سطل ماء أو أية أدوات زراعية أخرى ينتج عنه دفع غرامة كبيرة.

    تؤجر المنازل عموماً لمدة عام، لكن أيضاً لفترات أطول، ويدفع الإيجار مقدماً، كل نصف عام. دائماً ما يحدد العقد أن يكون المنزل مصان جيداً، وعلى المستأجر أن يحافظ عليه مصاناً. المصنوعات الخشبية، بما فيها الأبواب، وحلقات الأبواب، قابلة للإستبدال ويجوز للمستأجر أن يستبدلها بتلك الخاصة به. ويؤكد التشريع على أن مالك العقار إذا رجع للإقامة فى منزله قبل إنقضاء الفترة المنصوص عليها فى العقد، يتوجب عليه إعادة نسبة معقولة من الإيجار للمستأجر. تؤجر الأرض لبناء منازل أو مبان أخرى، المستأجر لا يدفع إيجاراً عليها لمدة ثمان الى عشر سنوات، يؤول بعدها المنزل أو المبنى الى ملكية صاحب الأرض.

    رغم كثرة العبيد فإن الطلب على العمل المأجور ظل قائماً، بخاصة فى موسم الحصاد. كان ذلك يتم عن طريق التعاقد، ويحق للمستأجر، الذى عادة ما يدفع الأجر مقدماً، أن يطلب ضماناً على تنفيذ العمل. كانت المواشى تؤجر للقيام بحرث الأرض، ولتشغيل السواقى، وللدرس الخ. ثبت التشريع أجراً قانونياً لمن يبذر الأرض، ولمن يقود الثيران، وللعمال الزراعيين الخ.

    كان هناك الكثير من القطعان والأسراب. أعطيت الأسراب الى راعى يقدم إيصالاً بإستلامها لأخذها الى المرعى. حدد التشريع له أجراً. يكون مسئولاً عن الإعتناء بها، وعليه أن يعيد ثوراً بثور، وشاة بشاة، وعليه أن يعلفها على أفضل وجه. أى استخدام غير شريف للسرب لا بدَّ أن يدفع عنه عشرة أضعافه، لكن الفقدان نتيجة مرض أو حيوانات كاسرة يتحمله المالك. يكون الراعى مسئولاً عن أى إهمال من جانبه. إذا ترك السرب يأكل فى حقل قمح فعليه دفع الخسارة أربعة أضعافها الى مالك الحقل.

    فيما يتعلق بالمسائل التجارية، كان الدفع عيناً لازال شائعاً، رغم أنَّ العقود تنص عادة على الدفع نقداً، محددة العيار المتوقع، وهو الخاص ببابل، ولارسا، وأشور، وكارشميش وما الى ذلك. يثبت التشريع، على كلٍ، أن يسمح للمدين أن يدفع عيناً طبقاً للعيار القانونى. إذا كان المدين لا يمتلك لا النقد ولا المحصول، فإنه لا يتوجب على الدائن رفض البضائع.

    يبقى الدين على عاتق المدين. الحجز على قمح المدين يمنع طبقاً للتشريع؛ لا يجب على الدائن أن يرجعه فحسب، بل أن تصرفه اللاقانونى يجعله يخسر دعواه كلياً. الإستيلاء غير المبرر تكون نتيجته الغرامة، وكذلك الأمر بالنسبة للحجز على ثور شغال. المدين الذى يستولى عليه يمكن أن يصبح رهينة يعمل سداداً للدين هو، أو زوجته، أو ابنه، أوعبده. الدائن يجوز له أن يحجز الزوجة أو الطفل كرهائن سداداً للدين لما لا يزيد عن ثلاث سنوات. إذا مات الرهينة موتاً طبيعياً خلال حيازة الدائن له فإن الأخير لا يكون عرضة للمسائلة؛ لكن إذا كان هو المتسبب فى الموت بفعل القسوة، فعليه أن يعطى ابناً بابن، أو يدفع إذا كان عبداً. يمكن للدائن أن يبيع عبداً رهينة، إلا إذا كانت جارية أنجبت لسيدها أطفالاً. لا بدَّ من أن يتم تعويضها من قبل مالكها.

    يمكن للمدين أن يوعد بممتلكاته، وفى العقود عادة ما يوعد بمنزل ريفى أو بمحصول. يثبت التشريع، على أية حال، دائماً أن يأخذ المدين المحصول بنفسه ليدفع منه للدائن. إذا فشل المحصول، يرجأ السداد ولا يجوز المطالبة بالأرباح فى ذلك العام. إذ لم يفلح المدين الحقل بنفسه فعليه أن يدفع للفلاحة، لكن إذا كانت الفلاحة قد اكتملت فيتوجب عليه أن يحصد المحصول بنفسه ويسدد منه الدين. إذ لم يحصل الفلاح على محصول فإن ذلك لا يلغى العقد. عادة ما يتم اللجوء للوعود عندما تكون القيمة الفعلية للموضوع مساوية لقدر الدين.

    كانت التجارة شاملة ورائجة. طريقة شائعة فى العمل التجارى كانت تتمثل فى أن يعهد التاجر ببضاعته أو أمواله الى وكيل سفرى، يبحث عن سوق لبضاعته. سافرت القوافل بعيداً الى ما وراء حدود الإمبراطورية. يصر التشريع على أن يقوم الوكيل بجرد البضاعة ويعطى إيصالاً بكل ما يستلمه. لا يجوز إدعاء ما هو غير مضمن فى الإيصال. وعلى الوكيل، حتى وإن لم يحقق ربحاً، أن يعيد ضعف ما استلمه، إذا حقق ربحاً ضئيلاً عليه أن يغطى النقص، لكنه غير مسئول عن الفاقد نتيجة نهب أو إبتزاز فى أسفاره. لدى رجوعه، على التاجر أن يقدم إبصالاً بما سلمه له الوكيل. أى إدخال أو إدعاء من قبل الوكيل يعاقب بغرامة تبلغ ثلاثة أضعافه، ومن قبل التاجر بستة أضعاف. فى الحالات العادية تقتسم الأرباح طبقاً للعقد، عادة مناصفة.

    نفذت كمبات معتبرة من الشحن عن طريق القوافل. يقدم الحامل إيصالاً بالشحنة، ويتحمل كامل المسئولية ويحرر إيصالاً عند التسليم. إذا تخلف فى التسليم فسيدفع خمسة أضعاف الشحنة. عادة ما يدفع له الأجر مقدماً. الوديعة، بخاصة مستودعات الحبوب، تببلغ القيمة المدفوعة لها السدس. يتحمل صاحب المستودع كل المخاطر، ويدفع الضعف عن الفاقد، لكن لا يمكن رفع أية دعوى إلا إذا قد أعطى أيصالاً ممهوراً بشاهد. الإبحار فى مياه الفرات وفى القنوات مشهود منذ مراحل مبكرة. السفن، التى تقدر حمولتها بما يمكنها حمله من حبوب، يتم استئجارها باستمرار لنقل مختلف البضائع. ثبت التشريع سعراً لبناء السفن وشدد على أن يقدم البناء ضمانة سنة فى الإبحار. ويحدد التشريع مستأجر السفينة والبحارة. كان القبطان مسئولاً عن الشحن والسفينة؛ وعليه أن يعوض كافة الخسائر. فى حالة الإبحار الخاطئ يدفع غرامة تبلغ نصف قيمة السفينة الغارقة. فى حالة الإصطدام تتكفل السفينة المبحرة بتغطية الخسائر التى تلحق بالسفينة الراسية. ثبت التشريع أيضاً حركة السوائل، وثبت سعراً للجعة ويمنع التغاضى عن مديرة الحانة (عادة ما تكون إمرأة) فى حال سلوك منحرف أو تجمع تآمرى، تحت ألم الموت. عليها أن تسوق المنتهكون الى القصر، وهو ما يشير الى وجود نظام فاعل للشرطة يتيسر الوصول اليه.

    الدفع عن طريق مصرفى أو عن طريق حوالة من وديعة كان أمراً شائعاً. عدت السندات قابلة للتداول. الأرباح على السلفيات التى يقدمها المعبد أو ملاك الأرض الأثرياء للمحتاجين نادراً ما تفرض. تفرض ارباح هائلة على السلفيات المستحقة السداد من هذا النوع. يقدم التجار (وفى حالات حتى المعابد) قروضاً تجارية بنسبة فائدة تبلغ 20-30%.

    اتخذ الزواج شكل الشراء، لكنه فى الأساس عقد بين رجل وزوجة معاً. زواج الفتيان والفتيات عادة ما يكون أمراً يرتبه الأقرباء، يقدم والد العريس سعر العروسة، والذى يقدمه الخطيب مع هدايا أخرى فى إحتفال الى والد العروسة. عادة يقدم والد العروسة سعر الزواج لها فى ليلة الزفاف، ومن ثم يكون قد رجع مجدداً الى ملكية العريس، سوياً مع مهرها، والذى كان نصيبها بوصفها ابنة. يختلف سعر الزواج إختلافاً كبيراً، حسب وضعية الطرفين، لكنه يكون أعلى من الذى يدفع لشراء عبد. ثبت التشريع أن الوالد، بعد أن يكون قد قبل هدايا الرجل، إذا رفض إعطاء ابنته، عليه أن يعيد الهدايا مضاعفة. حتى إن كان القرار بفعل تشهير من طرف صديق الخطيب المتقدم، فإنَّ التشريع يثبت عدم صلاحية زواج الفتاة من ذلك الصديق غير الوفى. إذا غير الخطيب رأيه فسيخسر هداياه. قد يشمل المهر ضيعة، لكنه عادة يتألف من مستلزمات شخصية وأثاث منزلى. يظل المهر ملكاً للزوجة على مدى الحياة، ويؤول الى أطفالها، إن وجدوا؛ خلاف ذلك يعود الى أسرتها، حينها يجوز للزوج أن يقتطع سعر الزواج إن لم يكن قد سلم لها، أو يرجعه إذا كان قد سلم لها. إحتفال الزواج بما فى ذلك مسك الأيدى والنطق ببعض العبارات الدالة على القبول من جانب العريس، مثل "أنا ابن النبلاء، والفضة والذهب سأملأ أحضانك، فلتكونى زوجة لى، سأكون زوجاً لك. مثل فاكهة البستان سأمنحك نسلى". لا بدَّ أن تجرى الطقوس من قبل شخص حر.

    عادة يذكر عقد الزواج، الذى يثبت التشريع أنه بدونه لا تصبح المرأة زوجة، العواقب التى تترتب على الطرفين فى حالة إنكار أحدهما للآخر. ليس بالضرورة أن تتوافق تلك مع التشريع. العديد من الشروط قد يتم تضمينها فى العقد: مثل أن تعمل الزوجة خادمة لأم زوجها، أو للزوجة الأولى. يؤلف الزوجان وحدة فيما يتعلق بالمسئوليات الخارجية، بخاصة الدين. فالرجل مسئول عن الديون التى تعاقدت عليها زوجته، حتى قبل زواجها، الى جانب المسئولية عن ديونه الشخصية؛ لكنه يستطيع أن يقدمها رهينة لسداد تلك الديون. بالتالى يسمح التشريع بإضافة شرط فى عقد الزواج، بأن لا يستحوذ على الزوجة نتيجة ديون سابقة على زوجها، لكن التشريع ثبت أنه فى تلك الحالة لن يكون الزوج مسئولاً عن ديونها السابقة، وأنهما، فى كل الأحوال، مسئولين سوياً عن كل الديون المتعاقد عليها بعد زواجهما. يمكن للرجل أن يقيم لها مسكناً هيةً، وهو ما يعطيها مصلحة فى جزء من ممتلكاته، وقد يمنحها حق أن تورثه لطفلها المفضل، لكنه لا يمكنها فى أى ظرف أن تتركة لأسرتها. ومع أنها تظل وهى متزوجة عضواً فى منزل والدها، نادراً ما تسمى زوجة فلان، بل عادة بنت فلان أو أم فلان.

    كان الطلاق إختيارياً بالنسبة للرجل، لكن عليه إعادة المهر و، إذا كانت الزوجة قد أنجبت أطفالاً، فإن لها حق رعايتهم. عليه فى هذه الحال أن يخصص لها دخلاً من الحقل، أو البستان، الى جانب البضائع، لتعيل نفسها وأطفالها الى حين أن يكبروا. من ثم تقتسم معهم بالتساوى العلاوة (ويظهر كذلك فى ضيعته عند وفاته) ولها الحرية فى الزواج مجدداً.إذ لم يكن لها أطفال، فإنه يعيد اليها المهر ويدفع لها قيمة تعادل سعر الزواج، أو مينا فضة. الأخير عبارة عن عقوبة مسماة فى عقد الزواج لتنكره لها.

    إذا كانت زوجة سيئة، سمح له التشريع إستبعادها، فى حين يبقى الأطفال ومهرها؛ أو أنه يحق له إنزالها الى وضع جارية فى منزله الخاص، حيث تنال الطعام والملبس. يحق لها أن تقيم عليه دعوى متهمة إياه بالقسوة والإهمال، وإذا أثبتت صحة دعواها، تكسب إنفصالاً شرعياً، وتأخذ معها مهرها. لا ينال الرجل عقاباً آخر. إذا لم تثبت دعواها، لكن أثبتت انها إمرأة سيئة، تغرق فى النهر. إذا تركت بدون ما يعيلها فى أثناء غياب زوجها الإختيارى فيمكنها أن تعايش رجلاً آخر، لكن عليها الرجوع الى زوجها حين عودته، فى حين يبقى الأطفال من المعايشة الثانية مع والدهم الفعلى. إذا كان لديها ما يعيلها، فإنَّ خرق العلاقة الزوجية يعد بمثابة زنا. الهجران الإختيارى، أو النفى، من قبل الزوج يبطل الزواج، وإذا عاد الزوج مجدداً فليس لديه الحق فى إدعاء ملكيتها؛ إحتمالاً حتى ملكيته الشخصية.

    كأرملة، تأخذ الزوجة مكان زوجها فى الأسرة، تعيش فى منزله وتربى الأطفال. يمكنها أن تتزوج مجدداً فقط بإستشارة قانونية، حينها يتوجب على القاضى أن يجرد ممتلكات الزوج المتوفى ويسلمها لها ولزوجها الجديد بوصفها أمانة للأطفال. لا يمكنهما استبعاد أية أداة. إذ لم تتزوج ثانية، فإنها تعيش فى منزل زوجها وتأخذ نصيب طفل فى حالة تقسيم الممتلكات، عندما يكبر الأطفال. تظل تحتفظ بمهرها وأى عقار وهبه إياها زوجها. الملكية ترجع الى أطفالها. إذا تزوجت مجدداً، يشترك معها بالتساوى كل أطفالها فى مهرها، لكن هبة الزوج الأول تعود الى أطفاله أو الى من تختارهم هى من بينهم، إذا كان مخولاً لها.

    كان الزواج المونوجامى (الأُحادى) هو السائد، وإمرأة بلا طفل يمكنها أن تمنح زوجها جارية (لاتكون زوجة) لتنجب له أطفالاً، يعدون أطفالاً لها هى لا للجارية. تظل هى سيدة على جاريتها وقد تعيد إنزالها الى مرتبة العبودية فى حالة وقاحتها، لكن لا يمكنها بيعها إذا كانت قد أنجبت لزوجها أطفالاً. إذا فعلت الزوجة ذلك، فإنَّ التشريع لا يسمح للزوج بإتخاذ محظية. إذا لم تفعل، فيمكن له أن يقتنى محظية. المحظية هى زوجة، لكنها ليست فى المرتبة نفسها؛ ليس للزوجة الأولى سلطة عليها. المحظية إمرأة حرة، يدفع لها مهر زواج، ويكون أطفالها شرعيون. يمكن تطليقها فقط بذات شروط تطليق الزوجة. إذا أصبحت الزوجة معاقة إعاقة دائمة، فيتوجب على الزوج أن يبقيها فى المنزل الذى أسساه سويا، إلا إذا فضل ان تأخذ مهرها وترجع الى منزل والدها؛ لكن له الحرية فى أن يتزوج ثانية. فى كل تلك الحالات يكون الأطفال شرعيون ولهم حق الإرث قانوناً.

    ليس هناك عائق يمنع الرجل من أن ينجب أطفالاً من جارية. يكون أولئك الأطفال، على كل حال، أحراراً ولايمكن بيع والدتهم، مع أنها يمكن رهنها، وتصبح حرة بوفاة سيدها. أولئك الأطفال يمكن تثبيت شرعيتهم بإعتراف والدهم أمام شهود، ويتم عادة تبنيهم. بذلك يصبح لهم الحق المتساوى فى ممتلكات والدهم، لكن إذ لم يتم تبنيهم، فإنَّ أطفال الزوجة يقتسمون الممتلكات وتكون لهم فرصة الإختيار الأولى.

    الراهبات العذارى لا يفترض أن يكون لديهن أطفال، مع ذلك يمكنهن ذلك وكثيراً ما يتزوجن. يشير التشريع الى أن زوجة من هذا النوع يمكنها أن تمنح زوجها جارية كما أسلفنا. يمكن للمرأة الحرة أن تتزوج عبداً ويقدم لها مهر. يكون الأطفال أحراراً، وبموت العبد تأخذ الزوجة مهرها ونصف ما إقتنته هى وزوجها، ويأخذ سيد العبد النصف الآخر بوصفه وريثاً لعبده.

    يكون للوالد السلطة على أطفاله الى حين أن يتزوجوا. له الحق فى مردود عملهم نظير إعالتهم. يمكن أن يؤجرهم ويقبض مرتباتهم، ويرهنهم سداداً لدين، بل حتى بيعهم مباشرة, للامهات الحقوق نفسها فى حالة غياب الأب، حتى الإخوة الكبار عندما يكون الوالدان متوفيان. الأب لا إدعاء له على الأطفال المتزوجين فى المساعدة، لكنهم يحتفظون بحق وراثته بعد موته.

    الابنة ليست تحت سيطرة والدها فيما يتعلق بالزواج فحسب، لكنه يحق له تكريسها لخدمة إله ما كراهبة أو جارية معبد، أو يقدمها محظية. لا خيار لها فى تلك المسائل، والتى تقرر كثيراً منذ طفولتها. قد ترغب الفتاة أن تصبح منذورة، إحتمالاً بدلاً عن زواج غير مناسب، ويبدو أن أباها لايمكنه رفض رغبتها. فى كل تلك الحالات فإن الأب يعطيها مهرها. إذا لم يفعل، فإنه يتوجب على إخوتها بعد وفاة والدهم أن يفعلوا ذلك، بإعطائها نصيب طفل كامل إذا كانت زوجة أو محظية أو راهبة عذراء، ولها ثلث نصيب طفل إذا كانت جارية معبد أو كاهنة لمردوك. الأخيرة لها إمتياز الإعفاء من مستحقات الدولة والتصرف المطلق فى ممتلكاتها. كل البنات الأخريات لهن حق الإستفادة فى حياتهن من مهورهن، والتى ستعود الى الأسرة، إذا لم ينجبن أطفالاً، أو تذهب الى أطفالهن أن كان لهن أطفال. يحق للأب أن ينفذ وصية تمنح البنت سلطة ترك ممتلكاتها الى أخ مفضل أو أخت مفضلة. ملكية الابنة عادة ما يرعاها أخوانها، لكن إذا لم يرضها ذلك فلها حق تعيين وكيل. إذا تزوجت يصبح زوجها مديراً على ممتلكاتها.

    يبدو أن الابن هو الآخر ينال نصيبه حين يتزوج، لكنه لا يترك دائماً منزل والده، بل قد يأتى بزوجته اليه. كان هذا عادياً فى حالة زواج الأطفال.
    محمد راضى مسعود
    محمد راضى مسعود
    المدير العام
    المدير العام


    عدد المساهمات : 7032
    نقاط : 15679
    السٌّمعَة : 118
    تاريخ التسجيل : 26/06/2009
    العمل/الترفيه : محامى بالنقض

    قانون حمورابي ملك بابل       (حوالى 1780 ق.م.) منقول Empty رد: قانون حمورابي ملك بابل (حوالى 1780 ق.م.) منقول

    مُساهمة من طرف محمد راضى مسعود الخميس نوفمبر 25, 2010 10:08 pm

    كان التبنى أمراً شائعاً، بخاصة عندما يكون الأب (الأم) بلا أطفال أو عاش ليشاهد كل ابناءه يتزوجون ويرحلون بعيداً عنه. يتم تبنى الابن عندها ليرعى أبويه كبار السن. يتم ذلك عن طريق عقد، يحدد عادة ما على الأبوين أن يتركاه له وأى خدمات متوقعة. الأطفال الحقيقيون، إن وجدوا، يكونون عادة أطراف قبول لترتيب يستبعد تطلعاتهم. إذا فشل الطفل المتبنى فى القيام بمهامه يمكن الغاء العقد عن طريق محكمة قانونية. العبيد كثيراً ما يتم تبنيهم وفى حالة فشلهم يتم إنزالهم مجدداً الى مرتبة العبودية.

    عادة ما يتبنى الحرفى ابناً ليعلمه المهنة. يستفيد بعمل الابن. إذا فشل فى تعليم ذلك الابن المهنة، فإن للابن الحق فى مقاضاته والغاء العقد. كان هذا نوع من الصنعة، وليس واضحاً إن كان للصانع أى علاقة أبوية.

    الرجل الذى يتبنى ابناً، ويتزوج فيما بعد وتكون له أسرته الخاصة، يمكنه أن يفسخ العقد لكن عليه أن يعطى الطفل المتبنى ثلث نصيب طفل من البضائع، لكن ليس من الممتلكات الثابتة. ذلك يمكن أن يجئ اليه من الأسرة التى لم يعد منتمياً اليها. الراهبات العذارى كثيراً ما يتبنين بناتاً، عادة راهبات، وذلك لرعايتهن فى شيخوختهن.

    والتبنى يجب أن يتم بالتشاور مع الأبوين الحقيقيين، الذين عادة ما يكونان قد قدما للطفل خدمة، وبالتالى ما عاد يمتلك إدعاءً تجاههما. إلا أن الراهبات، وجاريات المعبد، وبعض موظفى القصر والعبيد لا حقوق لهم على ابنائهم ومن ثم فلا مشكلة تواجههم. اللقطاء والأطفال غير الشرعيون لا آباء لهم ليعترضوا على مسألة تبنيهم. إذا اكتشف الطفل المتبنى والديه الحقيقيين وأراد الرجوع اليهما، فإن لسانه قد يقطع أو تقلع عينه. الطفل المتبنى وريث كامل، وقد يحدد له العقد موقع الابن الأكبر. عادة ما يكون هو الوارث المتبقى.

    يقتسم الابناء الشرعيون بالتساوى ممتلكات الأب بعد وفاته، مع الإبقاء فى الإحتياطى سعر الزواج للابن غير المتزوج، والمهر للبنت أو الملكية الممنوحة للأطفال المفضلين من جانب الأب. ليس هناك وضعية مميزة للابن الأكبر بحق الميلاد، لكنه عادة ما يكون المنفذ وبعد أن يقدر ما ناله كل واحد يقوم بمساواة الأنصبة. بل قد يقدم منحاً من نصيبه الفائض الخاص الى الآخرين. عندما تكون هناك والدتان، فإنَّ الأسرتين تقتسمان ممتلكات الأب بالتساوى حتى أزمان متأخرة لاحقة حيث أضحت الأسرة الأولى تأخذ الثلثين. البنات، فى حالة غياب ابناء، تكون لهن حقوق الابناء. يقتسم الأطفال أيضاً ممتلكات والدتهم، لكن لا نصيب فى ذلك لزوجة الأب.

    فى الأزمان المبكرة كان يحق للأب أن يحرم ابناً من الميراث بدون قيود، لكن التشريع أصرَّ على وجوب إستشارة قانونية ويشترط فى ذلك عقوق الابن. فى الأزمان المبكرة كان مثل هذا الابن المحروم من ميراث والده يتعرض لقص شعر مقدمة رأسه، ووضع وسم العبودية على ذراعه، ويمكن بيعه عبداً؛ فىحين أنه إذا أنكر أمه فيقص شعر مقدمة رأسه، ويفرض عليه الدوران حول المدينة مثالاً وعليه أن يهجر المنزل، لكنه لا ينزل الى مرتبة العبودية.

    تعاقب الخيانة الزوجية بالموت للطرفين عن طريق الإغراق فى النهر، لكن إذا كان الزوج راغباً فى العفو عن زوجته، يمكن للملك أن يتدخل للعفو عن العشيق. ممارسة النكاح المحرم مع الأم يؤدى الى حرق الطرفين حتى الموت؛ ومع زوجة الأب يعاقب عليه بحرمان الابن من الميراث: ومع الابنة ينفى الرجل؛ ومع زوجة الابن بإغراق الأب؛ ومع خطيبة الابن بتغريم الأب. المرأة التى تسعى لموت زوجها من أجل عشيقها تعدم. الخطيبة التى يغويها والد خطيبها، تأخذ مهرها وتعود الى أسرتها، ولها الحرية فى أن تتزوج بإختيارها.

    المبدأ الأساسى فى القانون الجنائى هو العين بالعين، والسن بالسن، والطرف بالطرف فى حالة الإعتداء على أميلو. تمثل نوع من الإنتقام فى معاقبة الجانى فى قطع اليد التى تمتد على الأب أو تمتد لسرقة أمانة؛ وفى قطع ثدى ممرضة مرضعة تستبدل طفل أوكل اليها بآخر؛ وفى قطع لسان من ينكر أباه أو أمه (فى العقود العيلامية احتفظ بالعقوبة ذاتها للحنث بالقسم)؛ وفى فقدان العين التى تحدق فى أسرار محظورة. فقدان يد الجراح التى تسببت فى فقدان حياة أو طرف أو يد العبد عند إزالة وسم العبودية، أمور مطابقة. العبد الذى يضرب حراً أو ينكر سيده، يفقد أذناً، وهى عضو السمع ورمز الطاعة. تعريض آخر لخطر الموت بفعل تهمة زور يعاقب بالموت. التسبب فى فقدان الحرية أو الممتلكات بفعل شهادة زور يعاقب الشاهد بنيل ذات العقوبة التى كان سينالها المجنى عليه.

    كانت عقوبة الموت تنفذ على السرقة والجرائم الأخرى التى تعد ضمن البند نفسه، وعلى السرقة التى تتصل بدخول قصر أو خزينة معبد، وعلى الشراء غير القانونى من شخص دونى أو عبد، وعلى بيع بضائع مسروقة أو إستلامها، وعلى السرقة عموماً فى مكان عام، وعلى الإدعاء زوراً ملكية بضاعة، وعلى الإختطاف، وعلى المساعدة فى إخفاء العبيد الهاربين، وعلى أسر عبيد هاربين أوتخصيصهم، وعلى اللصوصية، وعلى الإحتيال فى بيع الخمور، وعلى السلوك الفوضوى فى حانة، وعلى سرقة الضرائب، وعلى إضطهاد مستأجرى الأرض، وعلى التسبب فى موت صاحب المنزل بفعل البنيان الخاطئ. طريقة الموت غير محددة فى تلك الحالات. تنطبق عقوبة الموت أيضاً على السلوك الذى يعرض شخص آخر لخطر الموت. شكل محدد من عقوبة الموت نجده فى الحالات الآتية: الإعدام (فى ذات المكان الذى ارتكبت فيه الجريمة)، وفى حالة السرقة، وفى أزمان متأخرة فى حالة إنتهاك الطريق الملكى، وفى حالة إزالة وسم العبودية، وفى حالة محاولة قتل الزوج؛ وتكون عقوبة الحرق لمن ينكح أمه، وللراهبة التى تفتتح حانة أو تدخلها، وللسرقة فى حينها؛ وتكون غقوبة الموت بالغرق علىالخيانة الزوجية، وعلى اغتصاب جارية مخطوبة، والزواج من أكثر من إمرأة فى وقت واحد، والسلوك غير السوى للزوجة، وإغواء زوجة الابن.

    امتداد غامض للعقوبة هو موت ابن الدائن لتسبب الأب فى موت ابن المدين المرهون لديه؛ وموت ابن البناء لتسبب الأب فى موت ابن صاحب المنزل بفعل سوء البناء: وموت ابنة الرجل بسبب أن والدها تسبب فى موت ابنة رجل آخر.

    العقود فى العادة لا تهتم بمثل قضايا الجرائم هذه الموضحة بعاليه، لكن عقود الزواج تحدد الموت شنقاً، وغرقاً، ودفعاً من برج أو قمة معبد أو بسيف حديدى فى حالة نبذ زوجة لزوجها. لا نملك أية بينة على الطريقة التى نفذت بها تلك العقوبات.

    نفذ حكم النفى على جريمة النكاح المحرم مع الابنة، والحرمان من الميراث فى حالة النكاح المحرم مع زوجة الأب أو السلوك العاق المتكرر. الإعتداء العنيف على من يرأس الفرد، فى حالة أن يكون الجانى والمجنى عليه من الاميلو، كانت عقوبته ستون جلدة بصوت من جلد الثور. وكان الوسم (إحتمالاً المساوى للإنزال الى مرتبة العبودية) العقوبة المقررة على الإفتراء على إمرأة متزوجة أو راهبة. الفصل من المنصب مدى الحياة كان هو عقوبة القاضى المفسد. الإسترقاق كان عقوبة تطبق على الزوجة المبذرة والأطفال العاقين. كان الحكم بالسجن شائعاً، لكنه غير معترف به طبقاً للتشريع.

    العقوبة الأكثر شيوعاً كانت هى الغرامة. يطبقها التشريع على الإصابات الجسدية التى تلحق بالموسكينو أو العبد (تدفع لسيده)؛ بالنسبة للأضرار التى تلحق بالممتلكات، ولنقض العقد. إعادة البضائع المستولى عليها، أو المشتراة بطريقة غير قانونية أو التى أصابها ضرر أو لحق بها إهمال، وعادة ما تتبعها غرامة. هذه يمكن أن تكون مضاعفة أو ثلاثة أو أربعة أو خمسة أو ستة أو عشرة أضعاف أو اثنى عشرة أو ثلاثين ضعفاً، طبقاً لضخامة الجرم.

    إعترف التشريع بأهمية القصد. الرجل الذى يقتل آخراً فى مشاجرة يجب أن يقسم على أنه لم يفعل ذلك عمداً، وفى هذه الحال يغرم فقط وفقاً لمرتبة المتوفى. لا يقول التشريع ماهى عقوبة القتل، لكن الموت عادة ما يكون الجزاء فى حالة التسبب فى الموت. إذا نتج عن الإعتداء إصابات وكانت غير متعمدة، فإن المعتدى فى الشجار عليه واجب دفع أجر الطبيب. أخصائى الوسم، الذى يتم اللجوء اليه لإزالة وسم العبودية، عليه أن يقسم بجهله ومن ثم يعفى. مالك الثور الذى ينطح شخصاً فى الطريق يكون مسئولاً عن الأضرار التى تلحق بالمتضرر إذا، كان الثور معروف لديه بأنه شرس، حتى إذا تسبب فى الموت. إذا مات الرهينة موتاً طبيعياً فى يد الدائن، سيطلق الدائن حراً. تعدد الزوجات مسموح به فى حالة هروب الزوجة.

    من جانب آخر كانت العقوبة على الإهمال رادعة، مثل حالة الطبيب غير الماهر، إذا أدت الى فقدان الحياة أو فقدان طرف فإن يدى الطبيب ستقطعان، ووضع يدى عبد بديلاً عنهما؛ الطبيب البيطرى الذى يتسبب فى موت ثور أو حمار يدفع ربع قيمة الحيوان؛ البناء الذى يتسبب إهماله فى الموت، يفقد حياته أو يفدى نفسه بموت ابنه بدلاً عنه، أو يدفع عبداً وبضائع، وعلى كل عليه أن يعيد بناء المنزل أو يرمم كافة الأضرار الناتجة عن سوء البناء. بانى السفن عليه إصلاح كل عطب أو خلل فى البناء خلال السنة المحددة ضماناً.

    فى كل التشريع وضعية محترمة خصصت للمكانة الإجتماعية.
    والشك ما كان كافياً. المجرم يجب أن يقبض متلبساً، على سبيل المثال الزانى، والمغتصب الخ. الشخص لا يمكن إدانته بالسرقة إلا إذا وجدت المسروقات فى حوزته.

    فى حالة الدعوى يقدم المدعى إلتماسه الخاص. لا يوجد أثر دال على وجود محامين، لكن الإلتماس لا بدَّ أن يكون مكتوباً ولا شكَّ أن كاتب قضائى ساعد فى صياغته. ينظر القاضى فى الإلتماس، ويستدعى الأطراف الأخرى للمثول أمامه ويطلب الشهود. إذا لم يتواجد الشهود يؤجل النظر فى القضية الى حين احضارهم، ويحدد زمن يمتد الى ستة شهور. يمكن إشتراط تقديم ضمانة لإحضار الشهود فى اليوم المحدد للنظر فى القضية. القضايا الأكثر أهمية، بخاصة تلك المتعلقة بالحياة والموت، تحاكم من قبل مجلس قضاة. مع القضاة يوجد جسم من الشيوخ، الذين يشتركون فى القرار، لكن وظيفتهم الفعلية غير واضحة. الإتفاقات، والتوثيقات والقضايا غير الخلافية عادة ما يشهد عليها قاض واحد واثنا عشرة من الشيوخ.

    الأطراف المعنية والشهود يضعون تحت القسم.العقوبة على الشهادة بالزور عادة ما تتساوى مع العقوبة التى يمكن أن توقع بالمجرم المتهم. فيما يتعلق بالمسائل الخارجة عن معرفة البشر، مثل ذنب أو براءة متهم بالسحر أو زوجة متهمة، استخدم حكم محنة (إختبار) الماء. يقفز المتهم الى النهر المقدس، ويسبح البرئ فى حين يغرق المذنب. المتهم قد يبرئ نفسه بالقسم عندما تكون معرفته هو فقط المتوفرة. المدعى قد يقسم على خسارته من قبل قطاع الطرق، فيما يتعلق بالبضاعة المدعاة، السعر الذى يدفع نظير العبد المشترى من الخارج أو المبلغ المفترض له. لكن تشديداً كبيراً وضع على ضرورة تقديم بينة كتابية. كان فقدان وثيقة أمراً جاداً. يمكن أن يكتفى القضاة بإقرار وجودها ويعتمدونها طبقاً لبينات الشهود عنها، ومن ثم يصدرون أمراً بتقديمها متى ما تم العثور عليها. العقود الملغية يصدر أمر بفكها. قد تقوم المحكمة بمعاينة الملكية ويحمل القضاة معهم الرموز المقدسة التى يؤدى عليها القسم.

    القرار الذى يصدر عن المحكمة يكون مكتوباً، ومختوماً وبشهادة القضاة، والشيوخ، وشهود والكاتب. يمكن للنساء أن يمتلكن كل تلك الصلاحيات. يؤدى أطراف النزاع القسم، المجسد فى الوثيقة، بالإلتزام بموجهاته. يأخذ كل من الأطراف نسخة من الحكم ويحتفظ كاتب المحكمة بنسخة للحفظ فى الأرشيف.

    الإستئناف للملك مسموح به ومشهود. يبدو أن القضاة فى بابل شكلوا محكمة عليا بالنسبة لمحاكم المدن الإقليمية، لكن يحق للمتهم أن يختار المثول أمام محكمة محلية ويرفض المحاكمة فى بابل.

    أخيراً نقول بأن التشريع الى جانب وثائق أخرى من بابل حمورابى تسمح بإعادة تركيب السمات العامة للحياة الاقتصادية. ففى دولة كبيرة وممركزة مثل المملكة البابلية فإن السلطة العليا، بالإعتماد على المساحات الهائلة من الأراضى المتمركزة فى يدها، أصبحت تتدخل فى الحياة الاقتصادية محاولة توجيه تطورها بما يخدم إحتياجاتها الدائمة للمواد الخام لأعمال البناء الصروحى وإقامة شبكة الرى الإصطناعى. وتشير الوثائق فى هذا الخصوص الى أن الملك يتخذ سلسلة من الإجراءات الهامة الهادفة الى حماية الغابات التى قسمت الى "قطاعات" خاضعة لإدارة مشرفى غابات متخصصين يتبعون لمشرف أعلى للغابات. فعلى سبيل المثال وجدت وثيقة تحمل تعليمات صادرة من الملك الى مشرف الغابات الأعلى إبليانوم ومساعده سينماجير تأمرهما بالتعرف على من قطع الأشجار: هل هم من مشرفى الغابات أم "أيدى غريبة". وينص التشريع على مسئولية مشرفى الغابات عن حمايتها بل ويحدد عقوبة الموت فى حالة إهمالهم لمهامهم.

    وقد قام الرعى بدور كبير فى حياة البلاد الاقتصادية ومن ثم ركز التشريع على تنظيم حقوق ملكية القطعان. مراجعة متأنية للمواد الخاصة بتلك الحقوق ستوضح بجلاء إهتمام المشرع بحماية ملكية الأثرياء من ملاك القطعان بصفة خاصة. فقد أوضحنا أنه طبقاً للتشريع يتحمل مستأجر القطعان أمام المالك كامل المسءولية عن المستأجر من القطعان وعليه تعويض المالك فى حالة تعرضها لأية أضرار (الموت، أو الإعاقة، أو الإصابة فى العين أو القرن أو الذيل). التشديد على شروط إستئجار القطعان إنما تشير الى تمركز ملكية القطعان فى أيدى قلة من الأثرياء يقومون بتأجيرها للفقراء. وهماك مواد أخرى أشرنا اليها تثبت مسئولية الرعاه تجاه ما يعهد اليهم من قطعان لأخذها الى المراعى.

    ساعدت التربة الغرينية للجزيرة الفراتية على تطور الزراعة والتى حافظت على دورها الريادى فى العهد البابلى. تشير كلمات وردت فى وثيقة بابلية الى تلك الأهمية للزراعة حيث كتب أحدهم فى نص رسالة "أو لا تعلم بأنَّ الحقول هى حياة البلاد". تطور الإقتصاد الزراعى إعتمد على الرى الإصطناعى وهو ما وجد إنعكاساً له فى إهتمام حمورابى بتطوير شبكة الرى وإفتخاره بأنه "جعل البلاد صالحة للزراعة مثل شونة، مكتظة بالحبوب... جمع فى أرض سومر وأكاد السكان المشتتين، سقاهم وأطعمهم، جعلهم يعيشون فى وفرة وسعادة". بأمر حمورابى حفرت القناة التى سميت نارحمورابى - ثراء الشعب التى تجلب الكثير من المياه الى سومر وأكاد، لتحيل ضفافهما الى مناطق حضرية ممتلئة بأكوام من الحبوب، وتوفر المياه بإستمرار لسكان سومر وأكاد".

    سلطة الدولة فى شخص الملك لم تهتم فحسب بتوسيع شبكة الزراعة، بل عملت للحفاظ عليها منظمة تنظيماً دقيقاً. هكذا تشير الوثائق الى أن الملك يصدر بإستمرار تعليماته الى كبار الموظفين المحليين فى الأقاليم مشيراً الى ضرورة العمل على تنظيف قنوات الرى وتنفيذ كافة الأعمال المرتبطة بالزراعة والرى. لكن إذا كان الإهتمام بمجمل شبكة الرى وظيفة من وظائف الدولة الأساسية، فإن الحفاظ على كل قسم منفصل منها كان فى المقام الأول من واجب المشتركات القروية. تشير الى ذلك مواد التشريع 53-56 التى تنص على مسئولية كل عضو فى المشترك القروى فى الحفاظ على القسم المحدد من الشبكة بحيث أنه إذا فاض القسم وغمر أرض الجار فإن عضو المشترك القروى الذى تسبب بإهماله فى ذلك يتوجب عليه تعويض محصول جاره الذى دمرته المياه. بل تؤكد المادة 54 على أنه إن لم يكن فى وضع يسمح له بدفع التعويض فستوقع عليه عقوبة بيع ممتلكاته يل حتى بيعه شخصياً تعويضاً للخسارة التى تسبب فيها. وجدت سلسلة كاملة من الوثائق التى تشير الى مدى السيطرة القوية التى تفرضها السلطة المركزية على شبكة الرى. هكذا نجد أنه فى حال وصول معلومةالى القصر بأنَّ هذه أو تلك من المناطق تواجه أزمة مياه للرى فإنَّ التعليمات تصدر مباشرة وبصورة فورية الى الموظف المحلى المسئول لإتخاذ التدابير اللازمة لتوفير المياه الى الحقول. فى المقام الأول كان لا بدَّ بالضرورة توفير المياه للمستأجرين لأراض تابعة للملك، فى حال عدم توفر المياه للمستأجرين لتلك الأراضى كان يتوجب على الموظفين المحليين إما توفير المياه لهم أو إستبدال قطعة الأرض المؤجرة لهم غير المروية بأخرى مروية. الكثير من الرسائل الملكية يشير الى مثل تلك المشكلات وتضع كامل المسئولية على عاتق الموظفين لتأمين رى الأراضى المستأجرة التابعة للملك. فى حال عدم حصد محصول جيد نتيجة سوء الرى فى تلك الأراضى على الموظف المحلى المسئول أن يتحمل شخصياً دفع الإيجار للخزينة الملكية بدلاً عن المستأجر.

    الى جانب زراعة الحبوب والرعى نالت إنتشاراً واسعاً زراعة البساتين مما جعل بلاد الرافدين تبدو بستاناً مزدهرا، ولا غرو أنه هنا بالتحديد نشأت أسطورة الفردوس السماوى الذى تنمو فيه أشجار الفاكهة المدهشة. وكما دافعت الدولة عن مصالح ملاك الأراضى فإنها فعلت الشئ نفسه بالنسبة لملاك البساتين. وفقاً لأحدى مواد التشريع فإنه فى حال قطع شجرة فى بستان لا يخص الشخص فإن العقوبة التى تنزل بالجانى تصل الى غرامة باهظة: نصف مينا من الفضة (حوالى 252.5 جرام).

    أسهم موقع بابل الجغرافى الملائم على النمو الملحوظ للتجارة. للأسف فإن التشريع لم يحتفظ سوى بالقليل من الإشارات عن نوعية السلع والبضائع التى شكلت الموضوع الرئيس للتجارة. لكنه يمكن الإعتقاد بأنَّ بابل، بوصفها بلداً زراعياً، قامت لتصدير المنتجات الزراعية. ورَّد فى المادة 104 من التشريع تعداد بعض السلع مثل القمح، والأصواف، والزبدة. وفى المادة 237 أضيفت الى تلك المنتجات الزراعية التمور. اتخذت تجارةبابل أشكالاً مختلفة. كانت الصادرات من مدينتى بابل وسيبار، وهماالمدينتان الأكبر فى المملكة واللتين عدتا أهم المراكز التجارية، الى البلدان المجاورة قد اشتملت على بضائع متنوعة. كانت مدينة سيبار فى تلك الفترة أكبر مركز لصناعة المنسوجات الصوفية، لكنها صدرت فوق ذلك، بخاصة الى عيلام، التمور والزبدة والحبوب. الواردات الأساسية من عيلام الى المملكة البابلية تمثلت فى خام المعادن (النحاس والفضة). أقامت المدن البابلية تجارة رائجة مع آشور التى تم إستيراد الرصاص منها سلعة رئيسة الى جانب معادن أخرى. الأختام البابلية الأسطوانية التى تم العثور عليها فى الساحل الفينيقى وفى جزيرة كريت قد تسمح بطرح فرضية وجود صلات تجارية بين بابل والمدن الفينيقية. ضرب خاص من التجارة تمثل فى بيع الأرقاء حيث تشير بعض الوثائق الى جلب العبيد من جوتيوما الجبلية المجاورة. ففى أحد النقوش سجل أن تاجراً تاجر فى الزبدة نظير جلب الرقيق الأبيض البشرة من جوتيوما.

    الى جانب التجارة الخارجية راجت كثيراً التجارة الداخلية بإستخدام السفن التى تمخر عباب دجلة والفرات وتبحر فى القنوات محملة بمختلف أنواع السلع : المنتجات الغذائية، والأصواف، والأخشاب، والطوب، والمعادن وغيرها. الى جانب بابل وسيبار إشتركت المدن السومرية الكبيرة مثل لارسا ونيبور فى حركة التجارة الداخلية. التجارة كبيرة الحجم تمركزت فى يد الدولة بصورة أساسية، وجزئياً فى أيدى بعض الأثرياء المتفرقين والذين عرفوا بإسم "داماكارى". زاول هؤلاء الداماكارى التجارة بأنفسهم متحملين كافة ما يترتب عليها من مخاطر ومخاوف، وفى حالات قاموا بذلك بتكليف من الحكومة التى سيطرت على مجمل التجارة الخارجية. وزاول الداماكارى التجارة بإشراف موظفين مختصين أطلق عليهم إسم "وكيل داماكارى". شملت هذهالتجارة الحكومية المتسعى كل المنتجات والسلع الأساسية فى البلاد، بخاصة الأصواف والأسماك. والى جانب تجار الجملة وجد تجار القطاعى الذين زاولوا تجارتهم الصغيرة عن طريق استلام السلع والقروض من كبار التجار الأثرياء أو من المعبد. راعى التشريع مصالح الملاك الأثرياء ونص فى مواد محددة على ضمانات لتاجر الجملة لتحقيق ربح قانونى كبير. طبقاً للمادة 101 فإن الذى يأخذ قرضاً من تاجر كبير عليه إسترجاع ما استلفه مضاعفاً، حتى لو اضطر الى عصر أرباحه. المبرر الوحيد الذى يحرر المستلف من سداد القرض كانت هى العملياتالعسكرية (المادة 103)


      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 7:56 am