ساءنى بشدة تطاول الصحافة الإسرائيلية على شخص الرئيس مبارك ووصفه بالمتطرف، لأنه رفض الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، وان ذلك يقضى على عملية السلام نهائيا، مع أن هذه الوقاحة والسفالة ليست جديدة أو غريبة على هذه الصحف العنصرية التى لا تعرف المعنى الحقيقى للعمل الصحفى، ولا أبسط قواعد الديمقراطية وحقوق الإنسان والقانون الدولى.
إن ما قاله أمنون روبينشتايين رئيس مركز هيرتزليا البحثى ووزير التعليم الإسرائيلى الأسبق، يدل على جهل كامل بقواعد السياسة، ويثبت التعصب الأعمى الذى يتميز به المسئولون الإسرائيليون وتحيزهم للباطل دائما، وهو الأمر الذى يعوق عملية السلام فى المنطقة، ويجعل من إسرائيل دولة منبوذة وسط جيرانها.
وأقول لهؤلاء الشتامين: إن ما وصفتم به الرئيس مبارك لهو فخر له ولنا، وإن مجرد هجومكم الوقح عليه، إنما هو دليل جديد على صلابة موقف الرئيس ورأيه الصائب تجاه القضية، الأمر الذى نال الاهتمام الدولى، وكان الدافع الرئيسى لاختيار الرئيس الأمريكى باراك أوباما مصر منبرا لإلقاء خطابه منها، تقديرا لدورها فى المنطقة ودور رئيسها المهموم بقضايا وطنه وأمته فى صنع السلام العادل.
وفى هذه المرة يأتى الهجوم على شخص الرئيس، كأبلغ رد على بعض المدعين والأفاقين، الذين اتهموا مصر ورئيسها فى مواقف سابقة بمجاملة إسرائيل على حساب فلسطين، إبان ضرب غزة وقضية فتح المعابر، بعد أن أثبتت الأيام حصافة رأى الرئيس مبارك، وبعد نظره فى هذه المسألة التى تمثل قضية أمن قومى لمصر وللمنطقة كلها، وأثبت الوقت سوء نية المتاجرين بالقضايا القومية والعربية.
إن هذا الهجوم المستفز، يتطلب رد فعل قوىا وسريعا، خاصة أن الأمر يتعلق برمز الدولة، ولا يجوز التساهل أو غض الطرف عن إهانته، لأنها إهانة لكل المصريين، وإنا لمنتظرون.