*نريد تغيير ثقافة عدم انتخاب المسيحي .. واختيار الأكفأ أيا كان دينه.
*لا يوجد قبطي واحد بمجلس نقابة المحامين رغم أن عدد المقيدين بها 20 ألف محام قبطي.
*مصر لن تكون في يوم من الأيام "لبنان" أو "عراق" آخر.
*الخروج من الأزمة يأتي بتوحدنا وليس بشعارات الشجب والإدانة.
رفض إبراهيم إدوار المحامى بالنقض
والقبطي المصرى دعوة الكونجرس الأمريكي بتدويل قضية الأقباط دوليا ، مشددا
فى حواره لـ " موقع المحامين " على رفض التدخل الأجنبي فى شئون مصر
الداخلية، مطالبا الحكومة بتنفيذ مطالب الأقباط المشروعة، بدءا بإقرار
قانون دور العبادة الموحد والعدالة والمساواة فى تعيين المسيحيين فى
الوظائف العامة، مؤكدا أن شعب مصر سيظل نسيجا واحدا على مر العصور.
وإليكم نص الحوار ..
* كيف تقيّم حادث كنيسة القديسين ؟
**
أنا أرى أن حادث كنيسة الإسكندرية منظم وهادف للاعتداء على الأقباط فى مصر
ولكننا نثق فى شعب مصر الأصيل الذى تحرك بكل أطيافه مسلميه قبل مسيحيه
بأنهم سيقفوا جميعاً ضد كل شخص تسول له نفسه الاعتداء على هذا الوطن
الغالي، حيث إننا وأثناء حضورنا بالكاتدرائية المرقسية أمس الخميس فوجئنا
بعدد كبير من فئات الشعب المختلفة ومنهم عادل إمام والفنانة يسرا وأشرف ذكى
نقيب الفنانين ومكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين وبطرس غالى رئيس المجلس
القومى لحقوق الإنسان وعدد كبير من السادة الوزراء الذين جاءوا للعزاء قبل
التهنئة، حيث إن هذا الحادث قد أصاب الوطن فى مقتل، وقد حزن المسلمون قبل
الأقباط على هذا الحادث الأليم، وستظل مصر هى الوطن الذى يحتمى فيه مسيحيه
بمسلميه ومسلميه بمسيحيه ولن يستطيع أى شخص أيا كان أن يخترق هذا الوطن .
* ذكرتم أن الحادث مؤامرة مقصودة .. ترى من المنظم وماذا يهدف ؟
**
الحادث منظم من جماعات متعصبة بهدف الاعتداء على الأقباط وإحداث الفتنة
لزعزعة الاستقرار فى مصر حيث شهدت محافظة الإسكندرية فى الأونة الأخيرة
عدداً كبيراً من المظاهرات التى كانت تحرض على كراهية الأقباط وعدم التعامل
معهم . وأنا أعتقد أن هؤلاء هم قلة لا يمثلون إخواننا المسلمين، وأنا أدعو
جميع الإخوة المسلمين قبل الأقباط أن يقفوا ضد هؤلاء الإرهابيين؛ لأن
الخاسر الوحيد هو مصر وإن لم يقفوا هذه الوقفة سوف تكون مصر هى الخاسر
الأول .
* طالب الكونجرس الأمريكى وعلت أصوات فى الأونة الأخيرة تطالب بتدويل قضية الأقباط بزعم الاضطهاد هل توافق على ذلك ؟
**
لن نسمح بأى حال من الأحوال أن يتدخل أى أجنبى فى شئون مصر الداخلية،
ونرفض تصريحات الكونجرس المطالبة بالتدخل فى شئون مصر؛ لأن شعب مصر قادر
على حماية أبنائه سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين، ولن تكون مصر يوم من
الأيام لبنان أو عراق أو سودان ، فلم تشاهد مصر فى أى عصر من العصور ما
نشاهده فى هذه الأيام ونتمنى أن تزول هذه الغمة على خير .
* هل ترى أن تهديدات القاعدة كانت سبباً فى الحادث على خلفية إسلام كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين ؟
**
ممكن أن تكون القاعدة وراء الانفجار واستخدمت أفرادا داخل البلاد
للتنفيذ، لكن موضوع كاميليا ووفاء حجة استغلوها لتبرير أعمالهم الإجرامية،
فضلا عن أن إسلام كاميليا ووفاء ثم عودتهما لدينهما هو شىء من قبيل حرية
العقيدة المكفولة فى الدستور المصرى، وسواء أسلم مسيحي أو تنصر مسلم فلن
يقدم أو يؤخر أحدهما فى الديانتين شيئا.
* لقد شهدت مصر احتقانا طائفيا فى الفترة الماضية .. ما أسبابه من وجهة نظرك ؟
**
لأن الأقباط فى مصر محرومون من كافة حقوقهم ومن هذه الحقوق التعيين فى
الوظائف والمراكز القيادية مثل وظيفة المحامى العام . ودائماً وأبداً يتم
تعيينهم فى مجلس الشعب ولا يأتون بالانتخاب، وهذا يمثل لهم إحساسا بالظلم
فى حين كان منذ قديم الأزل القبطى مكرم عبيد نقيبا للمحامين بالانتخاب،
وبطرس غالى وزيرا للخارجية بالكفاءة، لكن الآن لا يوجد قبطى واحد فى مجلس
نقابة المحامين فى حين أن بها عشرين ألف محام قبطى لكن تعدادهم لا يستطيع
انتخاب عضو قبطى إلا بتأييد المحامين المسلمين.
* ألا ترى أن الأقباط أحيانا لا يشاركون فى الانتخابات ولا يرشحون أنفسهم وذلك هوسبب عدم تواجدهم ؟
**
لا .. لأن سبب عدم ترشيحهم أنفسهم ومشاركتهم فى الانتخابات هو معرفتهم
بالنتيجة مسبقا بعدم النجاح. فلذلك يفضلون الإحجام على المشاركة حتى تتغير
ثقافة عدم انتخاب المسيحي لأنه مسيحي في الوقت الذى يكون هو الأكفأ.
* وكيف نقضى على هذا الاحتقان الطائفي من وجهة نظرك ؟
**
أولا بإقرار قانون دور العبادة الموحد الذى دائماً وأبداً ما يواجه
العراقيل، وفى كل أزمة تتكرر المطالبة وأخرها فى أحداث كنيسة العمرانية
التى تدخل فيها المحافظ فى حين أن المفترض عدم وضع العراقيل أمام دور
العبادة، وأن تكون هناك عدالة ومساواة بين جميع المصريين من أجل استمرار
توحد المصريين يدا واحدة " لأن دى بلدنا"، والإسلام قال " لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ " ، وآيات القرآن قالت
"وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ
قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ
وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ" " ، والرسول قال" من أذى ذمي فقد أذاني " ، وأوصى بأقباط مصر حين قال "وأوصيكم خيرا فى أقباط مصر فإن لنا فيهم نسبا " ، ونحن كمصريين يجب أن نهتدي بهذه التعاليم.
* وكيف نخرج من هذا المأزق ؟
**
الخروج يأتي عندما نتوحد بصدق وليس بالشعارات، وعبارات الشجب والإدانة،
فلابد أن نتوحد من أجل مصر ومن أجل الوطن لأنه لو لم نتوحد سيحترق اليابس
وسيأكل الأخضر، وأقول أفيقوا يا شعب مصر من أجل الحفاظ على هذا الوطن
.ونتمنى من الحكومة فى المرحلة القادمة أن تضع نصب أعينها هذا لأن أى تخاذل
منها سيؤدى إلى حريق هذا الوطن وخاصة بعدما خرجت مظاهرات قبطية فى أرجاء
مصر كلها فى آن واحد لأن الكبت يولد الانفجار، وهو ما دعا البابا شنودة
بمطالبة الأقباط بالهدوء ، وأطالب المسلمين والأقباط بضبط النفس حتى لا
نخسر أنفسنا .
أجرى الحوار : أيمن عامر