من طرف 
لتحديد ما إذا كان سيبقي السودان موحدا أم سيقرر الجنوب الانفصال وتكوين
دولتة المستقلة وهو ماشاهدناه ولاحظناه من خلال تجولنا على اللجان الثلاث
المتواجدة بالقاهرة .
وفيما يبدو أن الجميع مع بدء عملية الاستفتاء يحرص على احتواء أي
مشكلات قد تحدث ويتزامن ذلك مع تعالى فى الاصوات تطالب بفصل الجنوب عن
الشمال والبدء في تكوين دولة الجنوب .
ويعتبر الجنوبيون الذين يصل عددهم الى سته الالاف ونصف متواجدين
بالقاهرة والذى تقدم منهم للتسجيل فى الاستفتاء ثلاثة الالاف وثلاث مئة
وسبعة وخمسين يعتبرون يوم الاستفتاء يوما للخلاص من سنوات التهميش .
ووفقا لتصريحات مسئولى مكتب الحركة الشعبية بالقاهرة فأن عملية
الاستفتاء شهدت إقبالا واسعا من المواطنين الذين استيقظوا مبكرا للصلاة و
للمشاركة في الاقتراع فى سلاسة وهدوء تام .
وقد أكد عماد الخور الامين العام للحركة الشعبية بالقاهرة أنه على
الشماليين أن يقبلوا نتيجة هذا الاستفتاء والاعتراف بالدولة الوليدة حال
قرر الجنوبيون الانفصال كما دعا الى إجراء الاستفتاء بشفافية ونزاهه
رافضا فى الوقت ذاتة قبول هذا الاستفتاء إذا كان مزورا تزويرا واضحا.
وأشار عماد الخور الى أن السلطات المصرية ساهمت فى توفير الحماية
الامنية والشرطية لتأمين عملية الاستفتاء وذلك منعا لحدوث أي تجاوزات
....كما وجه الخور الشكر لمصر حكومة وشعبا على هذا الدعم لاجراء عملية
الاستفتاء المقررة طبقا لاتفاق نيفاشا للسلام بسلالة وفى أمن وأمان.
أما نصر الدين كوشيب رئيس مكتب الحركة الشعبية بالقاهرة فقد قال إن
الاستفتاء ليس نهاية المطاف بل هو بداية مرحلة جديدة مشيرا الى أن
الاستفتاء يعد أهم قرار في حياة الجنوبيين وهو الأكثر حيوية لانهم أصبحوا
على وشك الانتهاء من تنفيذ المسيرة الطويلة لاتفاق السلام.
وبالنظر الى هذا الابتهاج الذى يعيشة الجنوبيين مع بدء عملية
الاستفتاء والذى يعم أرجاء الجنوب كافة الا أن الشماليين لايشاركوهم فى هذا
الابتهاج خاصة فى المنطقتين المضطربتين وهما جنوب كردفان والنيل الازرق
واللذين شاركوا الجنوبيين فى الحرب الاهلية ومع ذلك تم تجاهلهم فى اتفاق
السلام بين الشمال والجنوب ليبقوا غير محددين المصير .
وخلال جولة ميدانية على مراكز الاقتراع المتواجدة بالقاهرة فى منطقة
المعادى ومدينة نصر وعين شمس أكد المسئولون فى مكتب الحركة الشعبية أن
العدد الإجمالى للمسجلين الذين يحق لهم التصويت من أبناء الجنوب ثلاثة
ملايين و309 آلاف و16 شخصا منهم ثلاثة ملايين و753 ألفا و815 فى ولايات
جنوب السودان وأقل من 120 ألفا فى الشمال ونحو 60 ألفا فى ثمان من دول
المهجر و52% من الناخبين المسجلين من النساء .
وأضافوا أن الولايات الشمالية تضم 174 مركز اقتراع فيما تضم ولايات
الجنوب 1500 مركزا بالإضافة إلى المراكز بدول المهجر الثمانى وبينها ثلاثة
فى مصر
وأشاروا الى أن المسجلين فى مصر ثلاثة الالاف وثلاث مئة وواحد وخمسين
موزعين على الثلاثة مراكز وتأتى عين شمس فى المقدمة حيث التواجد والكثافة
السكانية للجنوبيين تليها مدينة نصر ثم تأتى بعدها منطقة المعادى.
وأكد مسئولوا الحركة الشعبية بالقاهرة أنه يلزم مشاركة 60% من
الناخبين المسجلين فى الاستفتاء كى يكون صحيحا وأوضحوا أن المفوضية أصدرت
لائحة لتنظيم عملية الإدلاء بالأصوات وفرزها وإعلان النتائج فى الاستفتاء
تنص على مباشرة عد أصوات الناخبين فى أى من مراكز الاقتراع فور إعلان إغلاق
باب التصويت من جانب موظفى المفوضية القائمين على العملية على أن يكون ذلك
فى نفس المركز الذى أجرى فيه الاقتراع.
كما أشاروا الى أن النتيجة ستعلن داخل المركز ويتم بعد ذلك تجميع كل
نتائج المقاطعات لتعلن كولاية ومن ثم ترفع النتائج الأولية لمفوضية استفتاء
جنوب السودان التى تقدم بدورها إلى رئاسة المفوضية فى الخرطوم لإعلان
النتائج النهائية.
وأوضحوا أنه يجوز الطعن فى النتائج الأولية أمام المحكمة المختصة خلال
ثلاثة أيام وتفصل المحكمة فى الطعون خلال أسبوع حسب قانون الاستفتاء وفى
نهاية هذه العملية تعلن مفوضية استفتاء جنوب السودان النتيجة النهائية
والرسمية للاستفتاء فى الخرطوم, علما بأنه يجب إعلان النتيجة النهائية فى
فترة أقصاها 30 يوما من تاريخ انتهاء الاقتراع