هند صبرى: الشعب التونسى كان «مختطفا» لمدة ٢٣ عاما.. والثورة جاءت فى وقتها
كتب أحمد الجزار ١٨/ ١/ ٢٠١١
«لا تطلقوا النار».. رسالة تحذيرية أطلقتها هند صبرى لزين العابدين، قبل هربه، مع سقوط أول شهيد فى تونس، وطالبت الحكومة بإعادة النظر فى كثير من الأمور، منها إعادة توزيع الثروة، وتوفير فرص عمل، ومنح الثقة للشعب التونسى.
كتبت هند رسالتها وقلبها يرتجف من الخوف فى ظل نظام قامع لا يقبل النقد، وأنهت رسالتها التى وجهتها للملايين، عبر موقع «فيس بوك» بهذه الكلمات: «أكتب هذه المقالة والخوف يعترينى، الخوف من أن أفهم خطأ، الخوف من أن تتعرض أسرتى فى تونس للمضايقة، الخوف من عدم قدرتى على العودة. وذلك على الرغم من أنه لا يوجد شىء فى هذه المقالة يشير إلى ما يسىء إلى الوطن، بل على العكس فهذه بادرة حب للوطن الأكبر، وطننا، دون حقد وبكل الاحترام والمنطق. بادرة يحلم بها الملايين من الشباب. ولهذا لم أخف؟
هذا الخوف يعرفه الشعب التونسى عز المعرفة وقد آن الأوان أن نقول له جميعا وداعا حتى نتمكن من التقدم نحو تونس أفضل وأكبر فى قامة شعبها».
الآن، تخلصت هند من خوفها بعد أن رحل ما كان يهددها ويهدد كل تونسى طوال الـ٢٣ عاما الماضية، واستردت حريتها، التى كانت تبحث عنها طويلا مثل ملايين التونسيين.
«هند» التى تعيش حالة من الترقب والأمل ممتزجة بمشاعر فرحة وحزن، خصت «المصرى اليوم» بأول حوار لها بعد تحرير تونس، ولم يأخذ الحوار الشكل التقليدى بل هو عبارة عن فيض من المشاعر خرج منها دون انتظار أسئلة.
قالت: سعيدة وفخورة بما حققه الشعب التونسى لأنه حقق ما يريده بعد أن عشنا لفترة طويلة فى خوف ورعب، وأرغمنا على السكوت فى كل شىء لدرجة أننى فوجئت مؤخرا بوجود اسمى ضمن قوائم تأييد الرئيس المخلوع لفترة رئاسية جديدة دون أن يؤخذ رأيى، وأرغمت على ذلك، وعندما اعترضت قوبل ذلك بقلة أدب ومعاملة سيئة للغاية.
أضافت: طوال الـ٢٣ عاما الماضية، أرغمنا على الصمت وعشنا فى خوف بسبب النظام الأمنى الذى لم يعط الفرصة لتقول رأيك، لأنه كان من أبشع الأنظمة القمعية على مستوى العالم، وما حدث الآن فى تونس هو نتاج الخوف الذى سيطر على ١١ مليون تونسى طوال السنوات الماضية، وبعد أن نهبت وسرقت أموال الدولة. ولا أنكر أننى كتبت رسالتى عبر «فيس بوك» وكان الخوف لايزال مسيطرا على لأننى كتبتها فى ظل النظام الحاكم السابق، وأعترف بأنه لم يكن لدى الجرأة بأن أقول المزيد لأننى وقتها كنت سأتعرض للعديد من المشكلات، ولكن الآن، فنحن نعيش أولى ليالينا كأحرار.
وعن أهلها قالت: لا أنكر أننى خائفة على أهلى، لأنهم لايزالون داخل تونس، ولكنى فى الوقت نفسه فخورة بهم، حتى إن والدى كان فى فرنسا، وسافر أمس إلى تونس ليعيش مع الشعب هذه اللحظة التاريخية، ولولا أن حملى فى الأشهر الأخيرة، لكنت سافرت إلى تونس وشاركت فى الحملات واللجان الشعبية التى تقودها الأسر اليوم لحماية أحيائهم ومنازلهم دون أى إعانة من أحد، لأنهم يريدون أن يحققوا الحرية بأيديهم، وهذا التضامن جعلنى فخورة بحق أننى تونسية، ولا أنكر أنه قد يكون هناك انفلات أمنى، ولكنها أيام قليلة وسينتهى كل ذلك ولن يرهبنا أحد.
وعن عمليات النهب والسرقة التى تحدث فى تونس الآن، قالت: ما يحدث ليس من الشعب التونسى، بل تقوم به ميليشيات تركها النظام، وهذه رسالة من كل التوانسة لأننا شعب اختار الحرية، وهذه الأشلاء هدفها إفساد ما حدث حتى يظهروا للعالم أننا فشلنا فى أن نسيطر على بلادنا، وأعتقد أن كل ذلك كان مخططاً، لكننا قادرون على أن نعيد الحياة إلى تونس قريبا، وسنقوم بفتح مدارسنا ومحالنا، وستكون هناك انتخابات حرة ونزيهة، لأن الشعب الذى نجح فى أن يخرج رئيسه من البلاد فى الليل، قادر على أن يطيح بهذه الميليشيات.
وأكدت «هند» أن هناك تونسيين خائفون مما يحدث الآن، خائفون من غد، ولكنها تقول لهم: لا تخافوا وغداً سيكون بالتأكيد أفضل من الأمس، وسيكون بالتأكيد أفضل من الـ٢٣ عاما، التى عشناها فى قمع وخوف غير موجود فى أى نظام آخر، وأعرف أن القلق من المستقبل طبيعى جدا، لأن ما حدث ثورة شعبية نادرة فى تاريخ الشعوب، وأى انفلات أمنى متوقع نتيجة زعزعة ثوابت النظام المنقضى الذى كان مسيطرا على الأمن، خصوصا أن هناك تعليمات بزعزعة الأمن حتى إذا رحلوا، ولكن لن يحدث ذلك مهما حاولوا، فقد انتهى الأمر ونجح التونسيون فى أن يسجلوا أنفسهم فى التاريخ، فهذا الشعب طوال عمره مسالم وقوى وراجل وغير مؤذ رغم أنه تأذى كثيرا.
وأوضحت «هند»: الحرية لها ثمن، ونحن نعلم ذلك ومستعدون لتحمل أى نتائج خلال هذه الفترة، لأن الفترة الانتقالية ستكون صعبة، ولكن لابد أن تكون لدينا أولويات أهمها التخلص من الانفلات الأمنى لأن هناك مشاكل تخص مد المنازل بالطعام بسبب غلق المحال والمصانع، ولكن الصورة لم تكن سوداوية كما يسعى البعض لإظهارها، كما أننا لابد أن نفكر فى بناء مجتمعنا من جديد لأن الشعب التونسى لم يعش الحرية من قبل، ولا يعرف ماذا تعنى المعارضة أو مرشح فى مواجهة مرشح آخر أو تعددية حزبية، لأن المعارضة التى كانت موجودة كانت مجرد ديكور للنظام وتعيش فى تمثيلية، ورغم ذلك لا نستطيع أن نحكم عليها، لأن كل التونسيين كانوا يعيشون فى حالة رعب من النظام.
وصفت «هند» الثورة بأنها «جاءت فى وقتها»، وأضافت: نسبة البطالة وصلت إلى ٣٠%، ونسبة الحقد على سبع عائلات، هى المسيطرة على تونس بالكامل، زادت إضافة إلى عدم وجود أى حريات للمواطنين، ولدينا إحساس بأننا شعب مختطف أى ١١ مليون تونسى مختلفون فى بلدهم، ولم يكن لدينا حرية حوار أو حتى أن نقول كلمة «لا» على شىء .
أكدت «هند» أن دم شهداء تونس لن يذهب هباء، وقالت: ضرب الشعب بالنار كان غلطة النظام الكبرى لأن ذلك فجر الغضب لدى الكثير وحثهم على القيام بهذه الثورة لأنه يجب ألا تقتل شعبك بالرصاص، وهذا ما جعل الشعب يرفض رفضا باتا أن يستمر هذا الرجل أكثر من ذلك على كرسى الحكم، لأن دم الشعب التونسى ليس رخيصاً، ولا دم أى شعب فى العالم، ولن أترك حق هؤلاء الشهداء الأبطال، لأننا لم تكن لدينا الجرأة فى أن نفعل مثلهم، وعلى رأسهم محمد بوعزيزى أول شهداء المظاهرات، لأن هؤلاء الأبطال هم أصحاب هذا الإنجاز لا المثقفون ولا النخبة ولا أى جهة أخرى، ولا أحد يستطيع أن يقول غير ذلك، أو ينسب هذه الثورة له لأنها ثورة الشعب، وبفضلهم استردت تونس كرامتها.
«هند» فخورة بتضامن الجيش مع الشعب، ووصفت الجيش التونسى بأنه تحول إلى مواطن حقيقى، ورفض أن يأخذ الحكم وطلب أن يحمى المواطنين فقط، وقالت: سأتبرع من أجل بناء هذا البلد مرة أخرى، لأنه يجب أن نتحدث عن البناء ويكفينا خوفاً لأننا خفنا بما فيه الكفاية، وقد آن الآوان لنعرف حقوقنا وواجباتنا حتى لا يذهب دم الشهداء هدراً، وواجبنا الآن أن نحافظ على ما حققناه لأنه لا يجوز أن يأتى شخص الآن ويخطف ما حققناه أو ما فعله «بوعزيزى»، ولا أنكر أن هناك محاولات من بعض أنصار الرئيس المخلوع لشل حركتنا، وبدلا من أن نفكر فى الانتخابات، نفكر فى حماية منازلنا،
وأؤكد للجميع أننا لن نتأخر وستكون لدينا انتخابات حرة ونزيهة، وعلى كل مواطن الآن أن يحدث بطاقته الانتخابية حتى نشارك فى الانتخابات، ونشارك فى انتخاب رئيسنا المقبل ونتعرف على المرشحين ونختار الأنسب من بين الأحزاب المختلفة، لأن الحقيقة أن أصحاب هذه الثورة فى وسط تونس وجنوبها لا يعرفون وجه الوزير الأول فى الحكومة السابقة، فما بالك بالأحزاب وأعضائها، وكل ما يريده التوانسة الكرامة والعمل لأن بوعزيزى حرق نفسه من أجل كرامته ولقمة عيشه.
ووصفت «هند» قرار الحكومة الفرنسية بتجميد أرصدة بعض المسؤولين التوانسة فى تونس بأنه جاء متأخرا، وقالت: القرار فى حد ذاته جيد لأن هناك أموالاً تونسية كثيرة راحت مع من رحل، ولكن ليست هناك مشكلة لأن لدينا إصرارا على البناء مرة أخرى.
كتب أحمد الجزار ١٨/ ١/ ٢٠١١
«لا تطلقوا النار».. رسالة تحذيرية أطلقتها هند صبرى لزين العابدين، قبل هربه، مع سقوط أول شهيد فى تونس، وطالبت الحكومة بإعادة النظر فى كثير من الأمور، منها إعادة توزيع الثروة، وتوفير فرص عمل، ومنح الثقة للشعب التونسى.
كتبت هند رسالتها وقلبها يرتجف من الخوف فى ظل نظام قامع لا يقبل النقد، وأنهت رسالتها التى وجهتها للملايين، عبر موقع «فيس بوك» بهذه الكلمات: «أكتب هذه المقالة والخوف يعترينى، الخوف من أن أفهم خطأ، الخوف من أن تتعرض أسرتى فى تونس للمضايقة، الخوف من عدم قدرتى على العودة. وذلك على الرغم من أنه لا يوجد شىء فى هذه المقالة يشير إلى ما يسىء إلى الوطن، بل على العكس فهذه بادرة حب للوطن الأكبر، وطننا، دون حقد وبكل الاحترام والمنطق. بادرة يحلم بها الملايين من الشباب. ولهذا لم أخف؟
هذا الخوف يعرفه الشعب التونسى عز المعرفة وقد آن الأوان أن نقول له جميعا وداعا حتى نتمكن من التقدم نحو تونس أفضل وأكبر فى قامة شعبها».
الآن، تخلصت هند من خوفها بعد أن رحل ما كان يهددها ويهدد كل تونسى طوال الـ٢٣ عاما الماضية، واستردت حريتها، التى كانت تبحث عنها طويلا مثل ملايين التونسيين.
«هند» التى تعيش حالة من الترقب والأمل ممتزجة بمشاعر فرحة وحزن، خصت «المصرى اليوم» بأول حوار لها بعد تحرير تونس، ولم يأخذ الحوار الشكل التقليدى بل هو عبارة عن فيض من المشاعر خرج منها دون انتظار أسئلة.
قالت: سعيدة وفخورة بما حققه الشعب التونسى لأنه حقق ما يريده بعد أن عشنا لفترة طويلة فى خوف ورعب، وأرغمنا على السكوت فى كل شىء لدرجة أننى فوجئت مؤخرا بوجود اسمى ضمن قوائم تأييد الرئيس المخلوع لفترة رئاسية جديدة دون أن يؤخذ رأيى، وأرغمت على ذلك، وعندما اعترضت قوبل ذلك بقلة أدب ومعاملة سيئة للغاية.
أضافت: طوال الـ٢٣ عاما الماضية، أرغمنا على الصمت وعشنا فى خوف بسبب النظام الأمنى الذى لم يعط الفرصة لتقول رأيك، لأنه كان من أبشع الأنظمة القمعية على مستوى العالم، وما حدث الآن فى تونس هو نتاج الخوف الذى سيطر على ١١ مليون تونسى طوال السنوات الماضية، وبعد أن نهبت وسرقت أموال الدولة. ولا أنكر أننى كتبت رسالتى عبر «فيس بوك» وكان الخوف لايزال مسيطرا على لأننى كتبتها فى ظل النظام الحاكم السابق، وأعترف بأنه لم يكن لدى الجرأة بأن أقول المزيد لأننى وقتها كنت سأتعرض للعديد من المشكلات، ولكن الآن، فنحن نعيش أولى ليالينا كأحرار.
وعن أهلها قالت: لا أنكر أننى خائفة على أهلى، لأنهم لايزالون داخل تونس، ولكنى فى الوقت نفسه فخورة بهم، حتى إن والدى كان فى فرنسا، وسافر أمس إلى تونس ليعيش مع الشعب هذه اللحظة التاريخية، ولولا أن حملى فى الأشهر الأخيرة، لكنت سافرت إلى تونس وشاركت فى الحملات واللجان الشعبية التى تقودها الأسر اليوم لحماية أحيائهم ومنازلهم دون أى إعانة من أحد، لأنهم يريدون أن يحققوا الحرية بأيديهم، وهذا التضامن جعلنى فخورة بحق أننى تونسية، ولا أنكر أنه قد يكون هناك انفلات أمنى، ولكنها أيام قليلة وسينتهى كل ذلك ولن يرهبنا أحد.
وعن عمليات النهب والسرقة التى تحدث فى تونس الآن، قالت: ما يحدث ليس من الشعب التونسى، بل تقوم به ميليشيات تركها النظام، وهذه رسالة من كل التوانسة لأننا شعب اختار الحرية، وهذه الأشلاء هدفها إفساد ما حدث حتى يظهروا للعالم أننا فشلنا فى أن نسيطر على بلادنا، وأعتقد أن كل ذلك كان مخططاً، لكننا قادرون على أن نعيد الحياة إلى تونس قريبا، وسنقوم بفتح مدارسنا ومحالنا، وستكون هناك انتخابات حرة ونزيهة، لأن الشعب الذى نجح فى أن يخرج رئيسه من البلاد فى الليل، قادر على أن يطيح بهذه الميليشيات.
وأكدت «هند» أن هناك تونسيين خائفون مما يحدث الآن، خائفون من غد، ولكنها تقول لهم: لا تخافوا وغداً سيكون بالتأكيد أفضل من الأمس، وسيكون بالتأكيد أفضل من الـ٢٣ عاما، التى عشناها فى قمع وخوف غير موجود فى أى نظام آخر، وأعرف أن القلق من المستقبل طبيعى جدا، لأن ما حدث ثورة شعبية نادرة فى تاريخ الشعوب، وأى انفلات أمنى متوقع نتيجة زعزعة ثوابت النظام المنقضى الذى كان مسيطرا على الأمن، خصوصا أن هناك تعليمات بزعزعة الأمن حتى إذا رحلوا، ولكن لن يحدث ذلك مهما حاولوا، فقد انتهى الأمر ونجح التونسيون فى أن يسجلوا أنفسهم فى التاريخ، فهذا الشعب طوال عمره مسالم وقوى وراجل وغير مؤذ رغم أنه تأذى كثيرا.
وأوضحت «هند»: الحرية لها ثمن، ونحن نعلم ذلك ومستعدون لتحمل أى نتائج خلال هذه الفترة، لأن الفترة الانتقالية ستكون صعبة، ولكن لابد أن تكون لدينا أولويات أهمها التخلص من الانفلات الأمنى لأن هناك مشاكل تخص مد المنازل بالطعام بسبب غلق المحال والمصانع، ولكن الصورة لم تكن سوداوية كما يسعى البعض لإظهارها، كما أننا لابد أن نفكر فى بناء مجتمعنا من جديد لأن الشعب التونسى لم يعش الحرية من قبل، ولا يعرف ماذا تعنى المعارضة أو مرشح فى مواجهة مرشح آخر أو تعددية حزبية، لأن المعارضة التى كانت موجودة كانت مجرد ديكور للنظام وتعيش فى تمثيلية، ورغم ذلك لا نستطيع أن نحكم عليها، لأن كل التونسيين كانوا يعيشون فى حالة رعب من النظام.
وصفت «هند» الثورة بأنها «جاءت فى وقتها»، وأضافت: نسبة البطالة وصلت إلى ٣٠%، ونسبة الحقد على سبع عائلات، هى المسيطرة على تونس بالكامل، زادت إضافة إلى عدم وجود أى حريات للمواطنين، ولدينا إحساس بأننا شعب مختطف أى ١١ مليون تونسى مختلفون فى بلدهم، ولم يكن لدينا حرية حوار أو حتى أن نقول كلمة «لا» على شىء .
أكدت «هند» أن دم شهداء تونس لن يذهب هباء، وقالت: ضرب الشعب بالنار كان غلطة النظام الكبرى لأن ذلك فجر الغضب لدى الكثير وحثهم على القيام بهذه الثورة لأنه يجب ألا تقتل شعبك بالرصاص، وهذا ما جعل الشعب يرفض رفضا باتا أن يستمر هذا الرجل أكثر من ذلك على كرسى الحكم، لأن دم الشعب التونسى ليس رخيصاً، ولا دم أى شعب فى العالم، ولن أترك حق هؤلاء الشهداء الأبطال، لأننا لم تكن لدينا الجرأة فى أن نفعل مثلهم، وعلى رأسهم محمد بوعزيزى أول شهداء المظاهرات، لأن هؤلاء الأبطال هم أصحاب هذا الإنجاز لا المثقفون ولا النخبة ولا أى جهة أخرى، ولا أحد يستطيع أن يقول غير ذلك، أو ينسب هذه الثورة له لأنها ثورة الشعب، وبفضلهم استردت تونس كرامتها.
«هند» فخورة بتضامن الجيش مع الشعب، ووصفت الجيش التونسى بأنه تحول إلى مواطن حقيقى، ورفض أن يأخذ الحكم وطلب أن يحمى المواطنين فقط، وقالت: سأتبرع من أجل بناء هذا البلد مرة أخرى، لأنه يجب أن نتحدث عن البناء ويكفينا خوفاً لأننا خفنا بما فيه الكفاية، وقد آن الآوان لنعرف حقوقنا وواجباتنا حتى لا يذهب دم الشهداء هدراً، وواجبنا الآن أن نحافظ على ما حققناه لأنه لا يجوز أن يأتى شخص الآن ويخطف ما حققناه أو ما فعله «بوعزيزى»، ولا أنكر أن هناك محاولات من بعض أنصار الرئيس المخلوع لشل حركتنا، وبدلا من أن نفكر فى الانتخابات، نفكر فى حماية منازلنا،
وأؤكد للجميع أننا لن نتأخر وستكون لدينا انتخابات حرة ونزيهة، وعلى كل مواطن الآن أن يحدث بطاقته الانتخابية حتى نشارك فى الانتخابات، ونشارك فى انتخاب رئيسنا المقبل ونتعرف على المرشحين ونختار الأنسب من بين الأحزاب المختلفة، لأن الحقيقة أن أصحاب هذه الثورة فى وسط تونس وجنوبها لا يعرفون وجه الوزير الأول فى الحكومة السابقة، فما بالك بالأحزاب وأعضائها، وكل ما يريده التوانسة الكرامة والعمل لأن بوعزيزى حرق نفسه من أجل كرامته ولقمة عيشه.
ووصفت «هند» قرار الحكومة الفرنسية بتجميد أرصدة بعض المسؤولين التوانسة فى تونس بأنه جاء متأخرا، وقالت: القرار فى حد ذاته جيد لأن هناك أموالاً تونسية كثيرة راحت مع من رحل، ولكن ليست هناك مشكلة لأن لدينا إصرارا على البناء مرة أخرى.