روح القانون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الأستشارات القانونيه نقدمها مجانا لجمهور الزائرين في قسم الاستشارات ونرد عليها في الحال من نخبه محامين المنتدي .. او الأتصال بنا مباشره موبايل : 01001553651 _ 01144457144 _  01288112251

    نظرة حول حالات الأنتحار

    مفيده عبد الرحمن
    مفيده عبد الرحمن
    مدير عام المنتدي
    مدير عام المنتدي


    عدد المساهمات : 3455
    نقاط : 9937
    السٌّمعَة : 9
    تاريخ التسجيل : 17/06/2009

    نظرة حول حالات الأنتحار Empty نظرة حول حالات الأنتحار

    مُساهمة من طرف مفيده عبد الرحمن السبت يناير 22, 2011 1:37 pm

    للموت حرمته أيا كانت أسبابه‏,‏ ولا نستطيع إزاءه سوي التحلي بالخشوع‏,‏
    حتي لو جاء انتحارا‏.‏ التغطيات الإعلامية لحوادث الانتحار التي جرت منذ
    سقوط النظام في تونس استغنت عن الخشوع واستبدلته بالتسييس‏
    ففي مصر التي يسجل فيها سنويا ما يزيد علي الأحد عشر ألف حالة انتحار‏,‏
    يعرف القليل منها فقط طريقه للنشر في وسائل الإعلام‏,‏ فإن حوادث الانتحار
    التي وقعت خلال الأسبوع الأخير كانت جميعها خبرا علي الصفحة الأولي في
    صحفنا‏,‏ والسبب في ذلك معروف‏:‏ البحث عن الشرارة التي قد تطلق في مصر ما
    سبق له أن جري في تونس‏.‏
    وقعت محاولة الانتحار الأولي وتبعتها ثانية وثالثة‏,‏ ولم يحدث شيئا‏.‏
    انزعج البعض من المتربصين الذين تمنوا لو أن احتراق بعض المصريين سيطلق
    الشرارة التي ينتظرونها‏,‏ فراحوا يرجون أي حالة انتحار جديدة علها تقوم
    بالمطلوب‏.‏ أحدهم انتحر بإلقاء نفسه من فوق سطح بيتهم بعيدا عن أي مقرات
    لسلطة الدولة‏,‏ فوضعوا أخباره في الصفحة الأولي‏,‏ وآخر انتحر داخل غرفته
    مشنوقا‏,‏ فنشروا قصته أيضا‏.‏
    ضغوط الفقر والحاجة هو التفسير المعتمد في الإعلام لكل حالات الانتحار‏.‏
    بعض المنتحرين كانت لهم مطالب شخصية من نوع الترقية أسوة بالزملاء‏,‏ أو
    تمكينه من الحصول علي حصته من الخبز المدعوم في مكان جديد انتقل إليه وليس
    في مكان سابق اعتاد علي العيش فيه‏.‏ أحدهم فرت ابنته مع شاب وفشل في
    استعادتها‏,‏ فذهب لحرق نفسه أمام مجلس الشعب علهم يعيدونها إليه‏.‏
    لا أستبعد وجود قدر من الاضطراب النفسي في كل هذه الحالات‏,‏ ومن منا ليس
    مضطربا نفسيا بهذا القدر أو ذاك‏.‏ الضغوط تدفع للانتحار‏,‏ ولكن المضطربين
    جدا هم فقط الذين يصلون بالأمر لمراحله الأخيرة‏.‏ لو أن كل الفقراء
    ينتحرون‏,‏ لانتحر المليار نسمة الذين يعيشون تحت خطف الفقر في هذا
    العالم‏.‏ لو أن الأمر يخصنا وحدنا دون غيرنا من بلاد الدنيا‏,‏ لانتحر
    العشرين بالمائة من المصريين الأكثر فقراء‏.‏
    الانتحاريون يفعلونها من أجل قضية ولو مغلوطة‏.‏ هكذا هي حال أتباع أسامة
    بن لادن‏,‏ والجنود اليابانيين في الحرب العالمية الثانية‏,‏ أو المقاتلين
    في سبيل حرية الوطن في فلسطين وغيرها‏.‏ يصعب وصف هؤلاء بالمضطربين نفسيا
    حتي لو اختلفنا معهم‏.‏ المنتحرون لدينا ليست لديهم قضية‏,‏ ولا نعرف عن أي
    منهم أنه كانت له واحدة في يوم من الأيام‏,‏ وأظن أنه من قبيل العبث إفساح
    المجال لقصصهم أو ترجي الخير لبلد من ورائها‏.‏

    بقلم‏:‏ جمال عبد الجواد

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 2:53 am