ولا أحد في العالم يستطيع تحصين شعبة تماما من الإرهاب
إستقبل كل من اللواء حبيب العادلى والدكتور أحمد نظيف وعددا من الوزراء وقيادات وزارة الداخلية الرئيس حسنى مبارك صباح اليوم بمقر أكاديمية مبارك للأمن بمناسبة الاحتفال بعيد الشرطة ، وفى بداية الاحتفال التقطت للرئيس مبارك صورا تذكارية مع رئيس الوزراء أحمد نظيف وعدد من قيادات الداخلية كما سبق خطاب الرئيس كلمة اللواء حبيب العادلى والتي أعلن خلالها تورط تنظيم جيش الإسلام الفلسطيني المرتبط بالقاعدة في تفجيرات كنيسة القديسين .
هذا وقد أكد مبارك في كلمته حول العمل الإرهابى الذي تعرضت له مصر مؤخرا أنه حذر مرارا ممن يحاولون إشعال الفتنة بين جناحي الأمة ، قائلا : حذرنا من الإرهاب ومخاطرة فلم يستمع احد ، وأستهدف الإرهاب المصريين في أرواحهم فراح ضحيته الأبرياء ، كما استهدف الإرهاب المصريين في أرزاقهم بضرب قطاع السياحة ، وكذلك استهدف الإرهاب مصر في أمنها القومي واستقرارها ، ووجه جهاز الشرطة ضربات موجعة لقوى الإرهاب والتطرف .
كما تحدث عن العملية الإرهابية بالإسكندرية موضحا أنها مثلت محاولة يائسة للإرهاب ، وأن العملية الإرهابية حاولت الوقيعة بين الأقباط والمسلمين ، ومصر ستنتصر مرة أخرى في معركتها مع الإرهاب ولن نسمح للإرهاب بزعزعة استقرارنا أو ترويع شعبنا .
مضيفا أثبتنا أننا شعب تصقل معدنة وتوحده المخاطر والتحديات والعمل الإرهابي الأخير جاء ليذكرنا جميعا أننا في خندق واحد.
وقال أن الطائفية ظاهرة ممقوتة يدفعها الجهل والتعصب حيث أرسى دستورنا المواطنة كأساس وحيد المساواة بين المصريين ، ولن نتهاون مع أية تصرفات ذات أبعاد طائفية من الجانبين ، وأقول للقلة من دعاة الإستقواء بالأجنبي أن دعواهم مرفوضة ، وأن زمن الوصاية قد ذهب ، ولن نقبل ضغوطا أو تدخلا في الشأن المصري ، وسنمضي في حربنا على الارهاب بقوة القانون وحسمه ، وسوف نتصدى لدعاة الفتنة ونحاسب المروجين لها ،لآن أمن مصر القومي يصونة مجتمع متماسك ، ولن نسمح لقوى التطرف والارهاب بأن تعرقل مسيرتنا وتنتزع منا هذه الامال والتطلعات ، لأن لا أحدا في العالم يستطيع تحصين شعبة تماما من الإرهاب .
كما تحدث عن الشرطة ودور الأجهزة الأمنية مؤكدا أن الشرطة وأجهزتنا الأمنية ستظل في اقصى درجات التأهب والاستعداد ، وأتعهد أن وعي شعبنا سيقف دعما للدولة في معركتها مع الإرهاب ، سنمضي في طريقنا صفا واحدا نحمي أمن مصر وأمان شعبها مسلمين وأقباط .
هذا وقد إختتم الرئيس كلمته بالدعاء بأن يحفظ مصر وأمنها وشعبها وأن يحفظها دائما أمنة مستقرة.
قال الرئيس محمد حسني مبارك إن الذين يروجون لوجود اضطهاد فى مصر يصدرون
وينشرون تقارير لا تستند إلى حقائق وإنما إلى أكاذيب وأضاليل وشائعات دون
سند أو دليل..
وأضاف الرئيس مبارك فى حوار لمجلة الشرطة بمناسبة الاحتفال بعيد الشرطة أن
هناك من يروج للطائفية ولكنها ليست نبتا طبيعيا للبيئة والثقافة المصرية ,
وتأتى على خلاف مشاعر وقناعات الغالب الأعم من المسلمين والأقباط , ومظاهر
ذلك واضحة فى كافة أنشطة الحياة الإجتماعية اليومية وهذا ليس أمرا مستجدا
وإنما هو تراث وطنى راسخ للعيش المشترك الآمن يمتد لقرون طويلة.
وأكد أن الدولة مسئولة عن التصدى لمحاولات المساس بالوحدة الوطنية ولن
تتهاون فى تطبيق القانون على الجميع بكل الحسم دون تردد فضلا عن مسئوليتها
فى تعزيز مبدأ المواطنة قولا وعملا وتطبيقا وعلى المستويين التشريعى
والتنفيذى.
وقال الرئيس مبارك أن الشرطة المصرية لم تنفصل يوما عن معارك مصر بل ظلت فى
قلب العمل الوطنى أوقات الحرب والسلام ولاتزال على إيمانها وعقيدتها تحدث
قدراتها وتعظم جهودها وتضاعف طاقتها وإمكانياتها لحراسة تحرس أمن الوطن
الذى يواجه أنماطا مستحدثة من أشكال الجريمة المنظمة والعديد من التحديات
والتهديدات والمخاطر.
وقال الرئيس مبارك - - إن أعيادنا الوطنية ليست مجرد أيام فى التاريخ تستحق
أن نتوقف لاستعادتها والاحتفاء بها لما تحمله من أحداث وذكريات , فقيمتها
الحقيقية فى أنها علامات وطنية فى تاريخ مصر تضىء الطريق لأجيالنا الجديدة
وتطرح أمام شبابنا نماذج لقيم الفداء وروح التضحية والبذل التى واكبت مسيرة
مصر وشعبها.
وشدد على أن أمن مصر القومى يمثل أولوية قصوى "فهو قضية وطن وشعب ووجود
ومصير , فمصر تمارس دورها فى بيئة إقليمية ودولية مليئة بالأزمات
والمتغيرات والمشكلات والتحديات وتتحرك لحماية أمنها القومى بمفهومه
الإستراتيجى الشامل وعلى كافة دوائره العربية والأفريقية والمتوسطية وبكافة
أبعاده بما فى ذلك ما يتعلق بأمن إمدادات المياه وأمن الطاقة والأمن
الغذائى".
وقال الرئيس مبارك "إن حدودنا مؤمنة بدرع قوى هو جيش مصر الذى يشكل الدعامة
الأساسية فى حماية أمننا القومى وسيبقى إيماننا راسخا بأن حماية السلام لا
تتحقق إلا بقوات مسلحة قوية وقادرة على ردع العدوان , ولهذا ظل فى قلب
أولوياتنا توفير أفضل الإمكانيات لجيشنا تدريبا وتسليحا وعتادا".
وحول تطورات الأوضاع فى تونس , قال الرئيس مبارك إن مصر تحترم إرادة الشعب
التونسى وخياراته , معربا عن تمنياته بأن تعبر تونس هذه المرحلة الدقيقة من
تاريخها فى أسرع وقت وأن تستعيد الهدوء والاستقرار تحقيقا لتطلع شعبها
للديمقراطية والتنمية والتقدم.