السيناريو القديم
ستنتشر الدعوة بين الشباب على الفيس بوك وأوساط المثقفين بوسط البلد، ولن
يعلم عنها الناس العادية الكثير، وحتى لو علموا عن طريق برامج " التوك شو"
سيفضل كل منهم أن "يمشي جنب الحيط ويسمع للزيط" كالعادة.
سينزل شباب مصر الحر إلى الشوارع في حين سيجلس رؤوس المعارضة ورؤوس
المثقفين أمام شاشات التليفزيون والكمبيوترات في كافيات 5 نجوم او في
بيوتهم الدافئة، والنتيجة هي ضرب وسحل مجموعة من أشرف وأنظف شباب مصر، وجر
الباقي على الأقسام والمعتقلات بتهمة تكدير الأمن العام في يوم عيده، وأيضا
لتعليمهم الأدب واستخدامهم في المستقبل كجواسيس على زملائهم.
لتصبح القضية الأساسية في الأيام التالية هي : دعوات الإفراج عن المعتقلين
والناشطين في سجون مبارك. ويتم وأد الثورة من قبل حتى ولادتها.
السيناريو المرعب
أن تزيد حدة الوضع بإنتحار شاب وراء شاب، وتنتشر الدعوة، ويقرر الناس
بالفعل النزول إلى الشارع، وتمتلأ شوارع القاهرة والاسكندرية وباقي
المحافظات بجموع البشر، ويقرر النظام أن يستخدم حيلته الغبية في التجمعات
الكبري بدس أشخاص بملابس مدنية بين المواطنين، وتبدأ الخلافات والتحرشات،
وتبدأ الجموع الغفيرة في الدفاع عن نفسها، وفي ظل الجهل والجوع تبدأ
مجموعات في أعمال النهب والسرقة وتكسير السيارات واقتحام المحلات التجارية
والمصالح الحكومية، الفوضى العارمة التي ستجعل عمل النظام ينقلب عليه فبعد
أن أحاط كل منطقة راقية ومنظمة بأكثر من منطقة عشوائية لكي يظل صعوده من
خلال الجهل والرشاوى في الانتخابات مضمونا.
سيظهر غباءه وقتها عندما يهاجم جياع بولاق وميت عقبة شوارع المهندسين
والزمالك، وعندما يغلق بلطجية دار السلام شوارع المعادي، وعندما يهجم فقراء
الدويقة ومنشية ناصر على المقطم والتجمع الخامس، وعندها ستشتعل مصر فعليا.
وقد يتحول بالفعل كما تقول الواشنطن بوست إلى ثورة هائلة، ليست فقط على
الرئيس أو حاكم ولكن على كل أشكال التميز الطبقي وعلى تجويع الملايين لصالح
الغنى الفاحش لمجموعة صغيرة منهم.
ولا أعرف وقتها أين سيكون الإسلاميين من هذا ؟! فلقد رأيت بعيني آلالاف
مؤلفة من المصريين الفقراء يرتدون الحجاب ولا يحفظون حتى آية، فرغم الصيت
الذي يحظى به الإخوان والتيار الإسلامي في مصر إلى أني مازلت مصرة أنه لا
يستطيع ولن يستطيع السيطرة على الشارع المصري لا في هدوءه أو في غليانه.
ربما قد يُحل الأمر بتدخل الجيش ولكن هذا سيضع مصر تحت طائلة حكم عسكري جديد وقد سئمنا منه بالفعل ؟؟!!
السيناريو الوردي
والبعض قد يظنونه حلم مستحيل التحقق لكن ربنا قادر على كل شئ، يقف المخلصين
من رؤوس المعارضة وراء دعوة للتظاهر السلمي في كل أنحاء مصر في أماكن
محددة وبمطالب محددة، يوم يخرج فيه الجميع بشرط ألا يعودوا حتى تجاب
مطالبهم.
يستجيب لها الشعب بشكل كبير ويجتمع في كل المحافظات في الزمان والمكان
المتفق عليهم، مع حالة وعي تام بإحتمالية وجود ناس للقيام بالتخريب أو
الشغب، يتصدى لهم الثوار ولا يبقى لهم أي فرصة ، عندما تتناقل وسائل
الإعلام ووكالات الأنباء أخبار ملايين المصريين الراغبين في الحرية
والتغيير.
وعندما يهز صوت هؤلاء الملايين في هتافهم أو غنائهم مضجع صانعي القرار، سيأتي البيان الرسمي بالإستجابة لمطالب الشعب.
بعد أيام سيتضح جيدا أي من هذه السيناريوهات هو الذي سيتحقق وربما يفاجئنا
القدر بأشياء جديدة لم تكن أبداً في الحسبان، ولكن في كل الحالات أرجو من
الله ألا يكون لحلم الثورة الكثير من الضحايا، فهذا الشعب قد ذاق بالفعل
الكثير من الألم ولم يعد يحتمل المزيد