يجب أن تراعي كافة الأطراف في هذا البلد.. عنصر الوقت!!
ينطبق ذلك علي الدولة والحكومة.. ومعهما
المتفاوضون.. أو المحتجون.. أو المتظاهرون.. أو.. أو.. القافزون بالمظلات
علي ميدان التحرير..!
***
إن إغفال هذا العنصر الهام.. والمؤثر..
سوف يؤدي تلقائيا إلي هزات دستورية وقانونية ليدخل الوطن في سرداب ضيق لن
يكون الخروج منه سهلاً!!
من هنا.. فإن حسم “القضية” من جانب كل من
عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية. وأحمد شفيق رئيس الوزراء.. ضروري..
ولازم.. وإن كان ذلك سوف يسفر بطبيعة الحال عن ارتفاع الصيحات هنا. وهناك..
لكن ينبغي أن يوضع في الاعتبار دوماً.. تجنيب البلاد.. فوضي عارمة..
لاسيما وأن الناس حاليا لم تعد أعصابهم قادرة علي تحمل المزيد من الضغوط..
بعد أن شهدوا في الآونة الأخيرة.. ما لم يتوقعوه.. أو لم يدر أبداً في
خيالاتهم..!
***
القضية التي أعنيها.. هي تلك التي تتعلق
بتنحي الرئيس مبارك قبل استكمال مدة رئاسته.. حيث أكد د.أحمد شفيق أمس.. أن
هذا أمر مرفوض تشريعياً وقانونياً مشيراً إلي أن الرئيس والطاقم الذي يعمل
معه يقومون بإتمام الإجراءات التشريعية.
ليس هذا فحسب.. بل لقد قال رئيس الوزراء إن استمرار النظام خلال الشهور القادمة يعد ضماناً للاستقرار..!
بديهي.. هذه التصريحات لن تعجب من يهتفون
في ميدان التحرير والذين يطالبون بإسقاط النظام.. هم والذين يركبون موجتهم
دون أن يدرسوا بتأن وروية.. النتائج الحتمية التي يمكن أن تسفر عنها..
الهتافات التي تتسم في أغلب الأحيان.. بعاطفية السلوك.. وليس “تشغيل”
العقول..!
***
في نفس الوقت.. فسوف يجيء من يرددون
تلقائياً بأن النظام قد بدأ يلتقط أنفاسه مما يشجعه علي فرض إرادته من
جديد.. مثلما كان الحال قبل 25 يناير..!
لهؤلاء أقول: أرجوكم لا تشغلوا أنفسكم
بأوهام يستحيل أن تتحقق.. فمهما كانت التطورات والأحداث.. فإن النظام ليس
من السذاجة بمكان.. لكي يفعل ما يمكن أن يؤدي إلي استثارة مشاعر الجماهير
مرة أخري.. خصوصاً وأنه يضم حالياً.. “عمدا”.. ليسوا مثل سابقيهم الذين
طالما أصموا آذانهم.. وأصروا علي أن يعيشوا فوق أرض لا تمت لأرض مصر من
قريب.. أو من بعيد..!
***
.. و.. ولعلها مناسبة.. لكي ننبه أعضاء
الوزارة الجديدة ألا يدلوا بتصريحات سوي تلك التي تتسق مع الواقع خصوصاً
فيما يتعلق بحياة المواطنين المعيشية..!
مثلاً عندما يقال.. إن أسعار السلع
الغذائية قد انخفضت.. فهذا لا يصح ولا يجوز.. لأن الناس ينزلون إلي
الأسواق.. ويلمسون إلي أي مدي تتعرض الأسعار لعدم استقرار بين كل يوم
وآخر..!
***
علي أي حال.. واجبنا جميعاً.. أن نتحمل..
وأن نصبر.. وأن نحكم علي الأمور بما تمليه علينا ضمائرنا من ناحية.. وبما
يؤدي في النهاية إلي إنقاذ السفينة التي طالما زدنا وعدنا.. بأنها سفينة
جميع المصريين بصرف النظر عما يدعيه كل من باراك أوباما ونيكولاي ساركوزي.
ودافيد كاميرون وأنجيلا ميركل..!!
بقلم:سمير رجب