علينا ان نبدأ من اليوم فى محاكمة من باعوا الثورة وخانوها ، ولعبوا ادوارا قذرة طوال فترة حكم مبارك .
كما تبدأ فى نشر وثائق من نهبوا ثروات مصر ، ومصوا دم الشعب المصري ، وحققوا ثروات طائلة نتيجة اقترابهم من السلطة .
و تؤكد انها لن تدع لصوص المال العام ، ولصوص الاراضى ، والمتاجرون
بدماء الشعب ، يهربون بجرائمهم .. او ينعمون بثرواتهم التى جمعوها من دم
الشعب ..
سنصنع لهم محاكمات شعبية .. سنضع لهم المشانق فى كل شارع وكل حارة .. لن يهربوا .. ولن يفلتوا بجرائمهم ..
نناشد كل مصري شريف ان يمدنا بما لديه من مستندات .. وما لديه من وثائق .. وما لديه من معلومات ..
ولنبدأ بالوزير انس الفقي الذى صلل الشعب المصري كله ..
فرض قيودا على الاعلام العربي والاجنبي .. اغلق مكتب الجزيرة بالقاهرة حتى
لاتنقل الاحداث .. اعتقل مراسليها .. اوقف بثها على النايل سات رغم انها
تسدد الاموال للشركة دون تاخير ..
الفقي لم يكتفى بذلك بل جند كل "زبانية النظام" من الصحفيين الحكوميين
والاعلاميين واصحاب الراى لتصليل الشعب .. منع ظهور ضاحب اى راى معارض
للنظام البائد ..
اعطى اوامره بان تركز الصور الحية للتلفزيون العقيم على كوبري اكتوبر وهو خالى من المتظاهرين ..
تجاهل ان هناك ثورة فى ميدان التحرير ...
التغطية الاعلامية الفاسدة لثورة الشعب جعلت الشرفاء من المذيعين
والمسئولين فى ماسبيرو يستقيلون غير آسفين على مراكزهم او حتى مصدر ارزاقهم
الفقي يجب ان يحاكم .. الفقي يجب ان يساءل عن ثروته .. وعن الملايين المنهوبة من ماسبيرو ..
الفقي لايجب ان يغادر البلاد قبل ان يقدم لمحكمة الشعب ..
هذا بلاغ الى النائب العام بان يفتح ملف الوزراء الذين خانوا وباعوا الشعب ، وهبشوا امواله ، وباعوه لحفنة من الفاسدين .
لقد لعب الاعلام الحكومى ( ماسبيرو ) و الإعلام الخاص بقنواته ( دريم
والمحور والحياة ومودرن ) والتى انتشرت مؤخرا دورا غربيا بعيدا عن المعايير
المهنية للميديا والتى التزمت بها مكاتب القنوات العالمية والعربية
بالقاهرة.
ظل التليفزيون الحكومى حتى قبل رحيل مبارك بساعات قليلة يشن حملة عدائية ضد
المتظاهرين فى ميدان التحرير ، وأطلق مذيعو ومراسلو قطاع الأخبار وقناة
مصر الإخبارية لأول مرة جملا انشائية تصف المتظاهرين بالعملاء والخونة وأن
بعضهم ينفذ أجندة أجنية من الخارج، مستشهدا بأن بعض المتظاهرين يحصلون على
وجبات كنتاكي و50 دولار من جهات خارجية .
ووجه الإعلام الحكومى انتقادا شديدا للأحزاب السياسية وجماعة الإخوان
والبرادعى فى الوقت الذى غابت هذه الحركات جميعها من الظهور على شاشات
التليفزيون الرسمى .
وانساقت القنوات الخاصة التى يفترض بها ان تنافس وأن تلعب دورا مهنيا
مختلفا وراء توجهات ماسبير وأجهزة الأمن ، وتم منع قنوات المحور والحياة من
إذاعة أى أحاديث مسجلة من ميدان التحرير تطالب برحيل النظام والرئيس مبارك
فى 3 برامج توك شو هى" 90 دقيقة" و"48 ساعة" و" الحياة اليوم "باستثناء
برنامج" مباشر مع عمرو اديب" الذى ظهر لسحب البساط من تحت أقدام قناة
الجزيرة وتغطيتها الموسعة للأحداث وعقب قرار وقف بث القناة عبر النايل سات
وظهر مقدم البرنامج بين المتظاهرين وهم يرددون هتاف الثورة " الشعب يريد
اسقاط النظام ".
قناة المحور الفضائية التى يمتلكها رجل الأعمال حسن راتب عضو الامانة
العامة للحزب الوطنى استضاف برنامجها 48 ساعة فتاه قالت خلال الحلقة مع
المذيعين سيد على وهناء السمرى أنها تقاضت أموالا امريكية من أجل تدبير هذه
الأحداث، وأعيد نشر الحلقة بالكامل على شاشة التلفزيون الرسمي، فى الوقت
الذى لم يظهر متظاهر واحد على شاشة كل البرامج الحوارية فى القناة ، وهو
الأمر الذى أدى لاعلان احدى المذيعات استقالتها على صفحتها على الفيس بوك.
مقدمو البرامج " توك شو " ( معتز الدمرادش – عمرو اديب – شريف عامر – لبنى
عسل وشوبير،وخيري رمضان وتامر أمين ) حاولوا بلا استثناء " لملمة الحديث من
الضيوف الذى ظهرت نواياهم للحديث عن الرئيس خلال الاسبوعين الأوائل بعد
اندلاع ثورة ال 25 من يناير ، وتركزت الحوارات الدائرة عن الأحداث على
حكومة اللواء أحمد شفيق وشكل التعديلات الدستورية ومجلسى الشعب والشورى دون
الخوض فى لب الازمة وهو المطالبة برحيل الرئيس مبارك ، والذى كانت اقالته
أولى مطالب ثورة الشباب.
مراسلو القنوات الفضائية الذين كانوا يصورون فى ميدان التحرير ويسجلون
اللقاءات مع المتظاهرين تم حجبها عن المشاهدين فيما قنوات الجزيرة والعربية
التف حولهما ملايين المصريين لمتابعة الاخبار.
لم يفلت من حالة التوجيه الاعلامى إلا محمود سعد لرفضه الظهور في برنامج
مصر النهارده تضامنا مع المتظاهرين يوم 25 يناير و برنامج العاشرة مساء
التى تقوده الاعلامية منى الشاذلى ، حيث عدلت منى من موقفها المرتبك خلال
الأيام الأولى للثورة ، حتى أنها رفضت املاءت أمنية كثيرة بل كانت تفضحها
على الهواء مباشرة ، حينما اتصل بها أحد رجال الأمن ليطلب منها أن تعلن أن
عدد المتظاهرين في الميدان لا يتجاوز أعدادهم العشرات بينما كانوا قد تعدوا
مئات الآلاف، ورفضت الخروج بحلقة يوم الأربعاء الثانى للثورة وكشفت ذلك فى
حوارها مع المدون وائل غنيم، عقب تطور أحداث الثورة.
المدرسة الاعلامية لماسبيرو التى شكلت الاعلام المصرى الرسمى والخاص انهارت
وانكشفت امام ملايين المصريين كما لو أنها تستمد قوتها من النظام السياسى
للرئيس مبارك المخلوع ، ولاشك أن الاعلام المصرى فى المرحلة المقبلة يحتاج
بشكل واضح للتفكير بطريقة مختلفة ، و دعوة إلى فلسفة حرة للاعلام الحديث
بعيدا عن قيادته البالية التى أصبحت سبة فى جبين الإعلام المصرى والمطلوب
رحيلها مع رحيل النظام الذى ظلوا يراهنون عليه ويرسمون عقول المشاهدين طبقا
لوصفاته الفاسدة.