أعتبر أحمد حسن الأمين العام للحزب الناصري أن الانتفاضة الشعبية التي
انطلقت في 25 يناير الماضي تمثل حافزا لكل الأحزاب والحركات السياسية
لإعادة النظر في توجهاتها، وأعلن تأييده الكامل لأهداف الانتفاضة التي
حددها شباب مصر، معتبرا أنهم يمثلون ضمير الشعب، معولا أن تصنع هذه الثورة
الشبابية غدا أفضل لمستقبل أبناء الوطن.
وفي تصريحات له اليوم، قال الأمين العام فلنكن جميعا درعا واقيا وحاميا
لهذه الثورة وشبابها بكل السبل، من أجل الحفاظ على مكتسباتها، فالشباب هم
من صنعوا التغيير الذي لم يقده حزب أو حركة بعينها، فهي انتفاضة شعبية
للحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فرياح التغيير هبّت بالفعل ولا
يمكن إيقافها، كما أن عجلة الزمن لن تعود إلى الوراء.
وأعرب حسن عن ثقته في المؤسسة العسكرية بعد أن أصبح الجيش شريكا وعنصرا
أساسيا في صياغة القرار السياسي من خلال ضمانه للأهداف السياسية التي
أعلنها نظام مبارك، الذي تنحي بفضل الإرادة الشعبية، والمتمثلة في الغاء
حالة الطوارئ وتعديل الدستور والانتخابات الحرة النزيهة.
وأضاف أن ثورة الشباب التي خرجت بمنأي عن الإيديولوجيات دحضت الادعاءات
الذي بُنيت طيلة العقود الثلاثة الماضية بأن حركات الإسلام السياسي وحدها
تملك القوة التنظيمية لتحدي النظام والسلطة، مشيرا إلى أن قضايا البطالة
والفقر والجوع والحريات العامة كان لها صدى أكبر وأكثر فعالية في تفعيل هذا
الحراك الشعبي الجارف.
وتابع أن المجتمع العربي وفي قلبه مصر يمر بمرحله مفصليه خطيرة قد يترتب
عليها إما السعي لإنجاز مشروع تنموي ونهضوي للمحافظة علي تراثنا الإنساني
وإما السير في فلك الرأسمالية العالمية التي تسعي لتكريس كل أشكال التخلف
والتبعية.
وأشار إلى أن أحداث الأيام القليلة الماضية أظهرت أن الدولة لا تستطيع أن
تحمي الأغنياء من غضب الطبقات الوسطى والفقيرة إذا ما تم تهميشها، موضحا
أنه يجب توسيع قاعدة التنمية الاقتصادية - الاجتماعية، وأن على أصحاب
القرار الوقوف على أهمية أن يشمل النمو سائر طبقات وشرائح المجتمع، بعيدا
عن الاحتكارات والأرباح الفلكية المستفزة.
وشدد أحمد حسن على أن الواقع السياسي الجديد الذي فرض شروطه لم يعد يعترف
سوى بمصلحة الوطن بعيدا عن الأكاذيب والدعاية الزائفة، خاصة وأن الجيل
الجديد أثبت أنه أكثر جرأة وقدرة على اتخاذ القرارات المصيرية وفق رؤاه
وتطلعاته، بعيدا عن المتآمرين والمزايدين والانتهازيين.
وقال ألأمين العام للحزب الناصري أنه بعد مرور نحو 40 عاما على رحيل الزعيم
جمال عبد الناصر لا يزال الباحثون عن العدل الاجتماعي والحرية يرفعون صوره
في الشوارع والميادين، وهو ما شاهده الجميع مؤخرا، باعتباره رمزا خالدا
لثورة عظيمة رغم أنف المتآمرين والحاقدين.
حفظ الله مصر وحماها، ودائما على طريق الحرية والاشتراكية والوحدة.