المؤكد أنه من مواليد عام 1928، وعمل طياراً في بداية حياته، فيما يتردد
أن سالم كان ضابطاً بالمخابرات العامة المصرية قبل حرب 67 . كما يحتفظ
الرجل بعلاقة قوية مع بدو سيناء، التي ينتمي إلي إحدي قبائلها. عام 1986
شهد بداية تردد اسمه في الحياة العامة، عندما قام (علوي حافظ) عضو مجلس
الشعب آنذاك بتقديم طلب إحاطة عن الفساد في مصر، مستنداً في جزء منه إلي
اتهامات خاصة، وردت في كتاب 'الحجاب'، للكاتب الصحفي الأمريكي (بوب ودوورد)
مفجر فضيحة 'وترجيت' الشهيرة، التي أطاحت بالرئيس الأمريكي نيكسون في
بداية السبعينات من القرن الماضي. ذلك الكتاب الذي زعم خلاله (ودوورد)، أن
شركة (الأجنحة البيضاء) التي تم تسجيلها في فرنسا، هي المورد الرئيسي
لتجارة السلاح في مصر، وأن هذه الشركة تتضمن أربعة مؤسسين. وبعد هذه
الواقعة بدأت التساؤلات حول حجم ثروة حسين سالم التي تتجاوز ميزانية الدولة
في عام، ومع ذلك فقد ورد اسمه في بعض قضايا التهرب من قروض البنوك، ومنها
قضية أسهمه في إحدي شركات البترول العالمية، التي أخذ بضمانها قرضاً من أحد
البنوك ورفض سداده، وانتهت القضية بحلول البنك الأهلي محله في الشركة،
لتمر الحكاية في هدوء. سالم هو الأب الروحي لشرم الشيخ، حتي وإن كان ذلك
علي سبيل المبالغة، لأنه يعد أول المستثمرين في المنطقة منذ عام 1982،
وبالتالي لم يكن مستغرباً أن يملك الرجل (خليج نعمة) بالكامل من فنادق إلي
كافيتريات وبازارات، وغني عن القول أن خليج نعمة كان أهم أهداف تفجيرات
شرم الشيخ الأخيرة. كما يعد 'موفنبيك جولي فيل'، من أكبر المنتجعات
السياحية في المنطقة، وقد أوصي صاحبه حسين سالم عند بنائه بإقامة قصر علي
أطرافه، تم تصميمه وتجهيزه علي أحدث الطرز العالمية؛ ليفاجئ الجميع بإهدائه
إلي الرئيس مبارك، ليصبح المصيف البديل لقصر المنتزه. كما أقام مسجد
السلام بشرم الشيخ علي نفقته الخاصة، والتي بلغت تكلفته 2 مليون جنيه، خلال
أقل من شهرين، عندما علم أن الرئيس سيقضي أجازة العيد في المنتجع الشهير،
ويعد حسين سالم صاحب وراعي فكرة مسابقات الجولف العالمية، والتي تقام سنويا
في شرم تحت رعايته شخصيا. وعلي جانب آخر، يعد حسين سالم المسئول الثاني
'غير الرسمي' (بعد يوسف والي) عن ملف التطبيع مع إسرائيل، وخير شاهد علي
ذلك الحفل الذي أقيم مساء الإثنين 8 أغسطس 2005 بمنزل السفير الإسرائيلي
بالمعادي، بمناسبة توقيع الاتفاق النهائي بشان بيع الغاز المصري لإسرائيل،
متحديا مشاعر الشارع المصري، الذي أعلن رفضه لهذا الأمر منذ تفجير القضية
في شهر مايو الماضي. ومن المعروف إن شركة 'emg'، التي قامت بتوقيع الشراكة
مع إسرائيل، تشارك فيها الحكومة المصرية ب 10% فقط، في حين يمتلك الجانب
الإسرائيلي، المتمثل في رجل الإعمال 'يوس ميمان' 25%، فيما يملك سالم باقي
الأسهم. وتنص بنود الاتفاقية علي أن تقوم الشركة بتصدير 120 مليار متر
مكعب من الغاز الطبيعي إلي إسرائيل مقابل 28 مليار دولار فقط، كما ذكرت
صحيفة 'يديعوت أحرونوت' الإسرائيلية، وهذا هو الاتفاق الأول من ضمن ثلاث
اتفاقات لم يتم التصريح عنها بعد