تنوعت مظاهر فساد نواب الحزب الوطني خلال العقدين الماضيين، حيث شملت بيع
فرص العمل وتأشيرات الحج وشقق الدولة المخصصة لمحدودي الدخل، والأراضي،
إضافة إلى استخراج تراخيص محطات الوقود ومستودعات الغاز والمخابز البلدية
وقرارات العلاج علي نفقة الدولة وتهريب السلع والبضائع.
وكشف تقرير لصحيفة "الجمهورية" اليوم الأربعاء بعض من تفاصيل هذا الفساد،
الذي احتمى بعضوية الحزب الحاكم والحصانة البرلمانية، فمن خلال ذلك تمكن
واحد من أشهر نواب ذلك الحزب بمحافظة قنا وهو "ع. غ" من الاستيلاء علي 12
ألف متر مربع في أفضل الأماكن بمدينة الغردقة بمساعدة أحمد المغربي وزير
الإسكان السابق، حيث تم تسجيلها باسم ابن أخيه وزوج ابنته الذي يعمل ضابطاً
بشرطة كهرباء الغردقة ويدعي "م. . ع" كما استولى النائب علي عشرات الشقق
السكنية وشوادر الخضار الي سجلت باسم شقيقاته وأزواجهن.
كما استولي أيضاً هو وأولاده وأزواج بناته علي آلاف الأفدنة من الأراضي
الجيدة بمنطقة المناصرة بنجع حمادي والمراشدة والنوبارية وصحراء
الإسماعيلية مع أن هذه الأراضي كانت مخصصة للشباب بعد استصلاحها بملايين
الجنيهات.
وحصل "ع. غ" أيضاً علي عمولات من جمعية مزارعي القصب تتجاوز 100 مليون جنيه
علي مدار 20 عاما حيث كان يقوم بخصم جنيه عن كل طن يتم توريده من
المزارعين حتي وصلت ثروته إلى أكثر من 300 مليون جنيه. وأنشأ النائب عشرات
المخابز ومستودعات الغاز ومحطات الوقود بأسماء بناته "ن. ع. ل" بنواحي قنا
ونجع حمادي.
وتمكن آخر هو "أ. س" النائب عن إحدى دوائر البحيرة من جمع ثروة قدّرها
البعض بأكثر من عشرين مليون جنيه مع أنه لم يكن يملك شيئاً لأنه مجرد موظف
بمجلس المدينة. وكان النائب يبيع تأشيرات الوظائف، كما أنشأ 6 محطات بنزين
علي الطريق الزراعي إحدها لم يستكمل إنشاؤها حاليا.
واستولي "أ. ش" نائب شوري من الإسكندرية علي مئات الأفدنة من أراضي
العامرية، بالتعاون مع مجموعة من مسئولي جهاز المدينة.. وهذا النائب اضطر
إلي دفع أموال كان قد حصل عليها من بعض المواطنين في قضايا نصب لمنعهم من
تقديم بلاغات ضده.
حصل نائب البحيرة الشهير عن الحزب الوطني "ح. ع" علي أكثر من 500 فدان
بالدقهلية و400 فدان ببورسعيد بمساعدة موظف من عائلته يدعي "ع. م. ن" وكذلك
ثلاثة مستودعات للبوتاجاز فضلاً عن مصانع للمواد الغذائية حرر ضدها
العشرات من محاضر الغش التجاري ولكن لم يتم التحرك بشأنها فالنائب الذي
يمتلك مصنعا شهيرا لإنتاج سلعة غذائية مهمة جمع الملايين من الغش التجاري
علي مدار عشرين عاماً ولم يحاسبه أحد.
وفي 6 أكتوبر احتكر "ع. د" النائب السابق في مجلس الشعب هو وأنجاله
مستودعات البوتاجاز في البدرشين والعياط والواحات، وتمكن من استخراج عشرات
التراخيص للمخابز والمستودعات ومحطات الوقود، وكان عدد كبير منها من نصيب
نجلته "ج. د".
ومن الدقهلية يطالب الأهالي بفتح ملف النائب "خ. أ" وابن عمه "ع. م" موظف
مجلس المدينة حيث تمكن النائب من جمع أكثر من مائتي مليون جنيه بعد
استيلائه علي 400 فدان في بحيرة المنزلة وأكثر من 1000 فدان في سيناء بخلاف
العقارات والمباني، وذلك بخلاف الملايين التي حصل عليها من مشروعات
المطاحن والمخابز والمستودعات وتوزيع الخبز.
وجمع قريبه "ع. م" الذي لم يكن سوي مجرد موظف بمجلس مدينة بمحافظة الدقهلية
ملايين الجنيهات فبعد حياة الكفاف مع أسرته الفقيرة تمكن منذ عدة أسابيع
قبل الثورة من شراء عشرة فدادين بمبلغ 15 مليون جنيه. وفي محافظة أكتوبر
يطالب الأهالي أيضاً بسؤال النائب "ع. خ" كيف تمكن من إنشاء ثلاثة مستودعات
للبوتاجاز والسيطرة مع عدد قليل علي اسطوانات البوتاجاز بالمحافظة.