استمرارًا
للحرب الكلامية بين الجانبين، اتهم الدعاة السلفيون، العلمانيين بشن حرب
شديدة ضد التيار الإسلامي في مصر، وأنهم يعملون خصوصا على محاولة تشويه
صورة السلفيين ويسعون لمحو هوية مصر الإسلامية، في الوقت الذي قدموا فيه
اعتذارا عن أخطاء وقع بعض من رموزهم.
وأكد مجموعة من علماء الدعوة
السلفية بالإسكندرية في المؤتمر الذي عقد مساء الجمعة بمسجد عمرو بن العاص،
أنهم يرغبون في إجراء حوار مع أصحاب التوجهات والديانات الأخرى، لكن
الآخرين لا يرغبون الدخول في هذا الحوار.
وأضاف برهامي، إن الحرب
على التيار الاسلامى شديدة وفي أوجها الآن، متهما العلمانيين بقيادة هذه
الحرب لأنهم شعروا بقوة التيار الإسلامي بعد الاستفتاء الذي جرى مؤخرا على
التعديلات الدستورية، مطالبا الإسلاميين جميعا سواء كانوا "إخوان مسلمين"
أو سلفيين أو غيرهم بالاتحاد والعمل معا خلال هذه المرحلة.
وأكد أن
السلفيين منفتحون على الجميع ويرغبون فى إقامة حوار مع الآخرين أيا كانت
توجهاتهم أو دياناتهم، سواء كانوا علمانيين أو أقباط، لكن هؤلاء ينأون
بأنفسهم عن هذا الحوار.
ونفى برهامي أية علاقة للسلفيين بالحوادث
المتفرقة التي تتحدث عنها وسائل الإعلام من إقامة الحدود أو الاعتداء على
ممتلكات الناس أو هدم الأضرحة أو التهديد باختطاف المتبرجات، محذرا من مخطط
قال إنه يستهدف تشويه صورة السلفيين وتخويف الناس منهم، ومن فلول للنظام
السابق التي تريد أن تعبث بأمن البلاد عن طريق إشعال الفتنة.
من
جهته، اعتبر الدكتور محمد إسماعيل المقدم أن الهجوم الشرس على الدعوة
السلفية خير ومنفعة لها، وقال إن العلمانيين يحقدون على التيار الاسلامى،
لأنهم وجدوا أن لا مكان لهم بين عامة الناس، وعاشوا بأبراجهم العاجية ولم
يعوا أن الوازع الديني لدى المصريين أكبر من أي وسائل إعلام يمتلكونها أو
يتحكمون فيها.
وأقر بأن السلفيين مثل أي فئة يمكن أن يخطأ أحد
أقطابها بدون قصد، واعتذر عما بدر من الشيخ محمد حسين يعقوب بإطلاقه لفظ
"غزوة الصناديق" على الاستفتاء السابق، كما اعتذر عما بدر عن الداعية الشاب
حازم شومان من هجوم شديد على الدكتور محمد البرادعي المرشح لرئاسة
الجمهورية.
بدوره، وصف الدكتور أحمد فريد العلمانيين والليبراليين
بأنهم هم الخطر الآن على مصر، واتهمهم ببذل الغالي والنفيس من أجل محو هوية
مصر الإسلامية، لكنه قال أن معركتهم خاسرة بالرغم من ما يمتلكونه من وسائل
إعلام.
واعتبر أن الغرض من هذه الهجمات هو الإسلام وليس السلفيين،
لكنهم – أي المهاجمين – لا يصرحون فيتوارون خلق الهجوم علي السلفيين، وقال
إن هؤلاء يخافون أن تشرق شمس الشريعة فتموت خفافيشهم.
وأضاف: بعض
الصحف اتهمت السلف بأنهم أخطر من اليهود ووصفوهم بالنازية، وهو اعتداء علي
الإسلام، لأن السلف هم الصحابة وتابعوهم من أهل القرون الثلاثة الأول، وما
كان الإسلام ليصل إلينا إلا بجهودهم.
وتابع: السلفية ليست وصفا
لمدينة بعينها أو لأشخاص بعينهم، فهي ليست فقط بالإسكندرية ولكن يتصف بها
كل من ثبت علي السنة. واستدرك: "فالمنهج معصوم لكن الأشخاص ليسوا معصومين،
ولا يهمنا أن نحكم بالشريعة ولكن يهمنا أن نتحاكم إلى الشريعة ومن حكم
بغيرها فقد خرج علي الله، فالناس يخافون الإسلاميين لأنهم حُكموا بمن لا
يتقي الله وحاربوهم".
واعتبر فريد أنه "آن للأمة أن ترجع إلى كتاب
الله"، وانتهى بقوله: "أما آن للأمة أن تسلم قيادتها لمن يقول ربنا الله
ومن على شاكلة عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز"؟.