وحرق ضريح سيدى عز الدين بالمنوفية، ثلاث وقائع فرضت نفسها بقوة على المشهد
المصرى خلال الأيام العشرة الأخيرة وطرحت العديد من الأسئلة الهامة فى
نظرة الجماعات الإسلامية وتطلعها إلى تطبيق حدود الشريعة الإسلامية فى مصر
بعد ثورة 25 يناير، تحديدا تطبيق الشريعة الإسلامية فى ملف السياحة،
فالعديد من المواقع الإخبارية والتقارير الصحفية أفادت بأن الجماعات
الإسلامية ستهدم الأضرحة بالمماثلة بما حدث فى طالبان فضلا عن أنها ستمنع
وفود سياح أجانب إلى مصر.
عصام دربالة، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، أكد لـ "اليوم السابع" أن
الجماعة مع السياحة وليست ضدها، مرجعا ذلك لأن السياحة من أهم مصادر الدخل
فى الاقتصاد المصرى وتساعد بشكل كبير فى حل مشكلة البطالة.
ونفى دربالة ما أثير بشأن اعتزام أى شخص بتحطيم أى تماثيل، مؤكدا أن هناك
فارقاً كبيراً بين التماثيل الأثرية التى تسجل المراحل التاريخية التى مرت
بها البلاد سواء أنماط الحكم والمعيشة والاحتفالات، وبين التماثيل التى
تعبد من دون الله.
وأشار دربالة إلى أن مصر لا تتضمن تماثيل تعبد من دون الله ولا يتبع ذلك فى
مصر، إنما مصر تتضمن تماثيل تعد إرثاً حضارياً يجب الحفاظ عليه والاستفادة
منه.
فيما قال ممدوح إسماعيل، عضو مجلس نقابة المحامين، إن ما يثار أن الجماعات
الإسلامية ضد السياحة هو كلام عار تماما من الصحة، مؤكدا أن من يروج لذلك
مجموعة من العلمانيين فى حرب شرسة لتشويه صورة الإسلاميين.
وأضاف إسماعيل أنه يتحدى أى شخص يقدم محضراً رسمياً، يثبت أن من هدم الضريح
بالمنوفية شخص سلفى، مؤكدا أن جميع الصحف والقنوات الفضائية لم تقدم دليلا
واحدًا على ذلك، إنما كلها شائعات يتم إطلاقها على شاكلة أفلام "عبد
الفتاح القصرى"، ويقف وراءها ممولون لزرع الفتنة الطائفية بين البلاد وصنع
انشقاق فى صفوف المجتمع المصرى.
فى نفس السياق أكد محسن راضى، عضو مجلس الشعب السابق عن جماعة الإخوان
المسلمين، أن الإخوان يدعمون السياحة بكل طاقتهم، مشيرا إلى أن حزب الإخوان
خصص قسما خاصا للسياحة ويتولى وضع برامج جديدة للترويج للسياحة المصرية
وجذب سائحين بأعداد وفيرة.
وأشار راضى إلى أن دخل مصر من ملف السياحة يساعد فى توفير اعتمادات مالية
كثيرة للمئات من المشاريع العملاقة فى كافة المجالات تدفع بمصر إلى الإمام،
وأضاف راضى أن الأصل فى جذب السياح إلى مصر هو المعاملة الطيبة من الشعب
المصرى وهو الأمر الذى لابد الاهتمام به فى الفترة المقبلة.