كشف القيادي بمجلس شوري الجماعة الاسلامية عصام دربالة أن الجماعة ستعقد
مؤتمرا هو الأول من نوعه في ساحة معابد الاقصر الأثرية يوم الخميس المقبل
لتحديد موقفها من الاقباط وأيضا الآثار التي أثير جدل حولها من بعض
التيارات الاسلامية بدعوي أنها من الأصنام ويجب تحطيمها.
وقال
دربالة إن المؤتمر سيشارك فيه عدد من قيادات الجماعة مثل ناجح إبراهيم
وطارق الزمر وعاصم عبدالماجد لافتا إلي أنهم سيركزون فيه علي وسطية الاسلام
وموقفه من أهل الكتاب انطلاقا من أدبيات المراجعات الفكرية للجماعة.
وأوضح
دربالة أن مكان انعقاد المؤتمر يحمل رسالة مهمة بالمنهج السلمي الذي
تتبناه الجماعة حاليا، وذلك أن الاقصر تحمل ذاكرة سيئة في تاريخ الجماعة
بعد حادث قتل السياح هناك في 1997.
وفيما يتعلق بالشأن الداخلي
للجماعة قال دربالة إن اللجنة المشكلة برئاسة القيادي عبدالآخر حماد
للاشراف علي الانتخابات انتهت من تشكيل وحدات للتنظيم في عدد من المحافظات
بالانتخاب، وقال إن هناك حدا أقصي اسبوعين لإنهاء الانتخابات القاعدية
وبعدها سيعقدون جمعية عمومية للجماعة في الاسبوع الاخير من شهر أبريل بحضور
ممثلي وحدات المحافظات لانتخاب مجلس شوري للتنظيم من تسعة أعضاء.
وقال
دربالة إن الجمعية العمومية ستتخذ قرارا بخصوص تأسيس حزب سياسي للجماعة من
عدمه أو فكرة الاكتفاء بالعمل الدعوي أو الاتجاه إلي تأسيس جمعية خيرية.
من
ناحية أخري أفرجت الاجهزة الامنية مساء أمس الاول عن مجدي سالم قائد تنظيم
طلائع الفتح الجهادي بعد 18 عاما قضاها بالسجن بتهمة قيادة تنظيم جهادي،
وقال المحامي الجهادي نزار غراب إن سالم أفرج عنه تنفيذاً لحكم صدر له في
عام 2010 بالافراج الشرطي بعد قضاء ثلاثة أرباع مدة العقوبة المقررة عليه.
ويعد تنظيم طلائع الفتح من أشهر قضايا التنظيمات الاسلامية في التسعينيات
حيث كان الشباب يسافرون إلي أفغانستان للتدريب ويعودون إلي مصر للقيام
بعمليات عسكرية، وتم إلقاء القبض عليهم في بداية التسعينيات، ووجهت لهم
اتهامات بالانضمام إلي جماعات محظورة والتنظيم لاعمال عسكرية بهدف الاضرار
بأمن البلاد، وظلت القضية منظورة في المحكمة لمدة 3 شهور في بداية عام 1993
وصدر حكم علي سالم بالسجن 15 عاما، ذكر أن مجدي سالم من قيادات الجهاد
التي أيدت مبادرة المراجعات الفقهية التي أعلنتها جماعة الجهاد بقيادة منظر
الجهاد د.سيد إمام.
من ناحية أخري وفيما يخص دعاوي هدم الأضرحة
أكد المشاركون في ندوة الطريقة العزمية أحد أكبر الطرق الصوفية التي عقدت
مساء أمس الأول بعنوان «الإسلام والسياسة والحوار مع الآخر» أن من يقومون
بهدم الأضرحة بلطجية وليسوا تابعين لمنهج السلف، وأن المنتسبين للسلفية
اليوم أو الوهابية اعتدوا علي الأضرحة والآثار النبوية الشريفة، وبدأت
الندوة بعرض فيلم لجرائم السلفيين، واعتزامهم هدم أضرحة آل البيت، كما ركز
فيلم الصوفية علي انتفاضة الحرمين الشريفين التي تستهدف الدعوة لهدم
الأضرحة وتكفر من يقوم بزيارة تلك الأضرحة مشيراً إلي أن السلفيين يهدفون
إلي هدم الضريح النبوي، ويصدرون فتاوي متشددة كفتوي بن باز بحرمة الاختلاط
في الطواف، ودعوتهم بهدم المسجد الحرام كاملاً وبنائه من جديد، أو وضع سيور
كهربائية للفصل بين الرجال والنساء.
واعتبر الفيلم أن الوهابية
تريد تحويل مكة إلي دولة كمنهاتن أو باريس، وإزالة كل الآثار النبوية
والصحابة، وهدم المساكن وآثار الصحابة لتنفيذ مشروع مكة الكبري، وهدم قبة
قبر النبي وإعادة بناء المسجد النبوي ليكون القبر خارجه، وإزالة آثار النبي
صلي الله عليه وسلم.
من جانبه قال الشيخ علاء أبوالعزائم شيخ
الطريقة العزمية: لا أعتقد أن يهدم القبور سلفيون، وإنما هم بلطجية وليسوا
سلفية، وسيؤدون إلي دخول مصر لحرب أهلية بين السلفية والصوفية لأن الضريح
يمثل قدوة للرجل الصوفي لأنه عندما نذهب لضريح الحسين في أحداث ثورة 25
يناير، يتذكر الصوفي ثورة الحسين التي قام بها والاقتداء به في أخلاق
ثورته: «موضحًا أن كل البشر مهما اختلفت أديانهم سلفيين لأن الديانات كلها
من السلف، والسلفية اسم يطلق بغباء لحصره علي فئة بعينها.
وأشار
إلي أن خلاف الصوفية مع السلفية في الفروع، وأنه في عام 2007 كان هناك فرصة
للتصالح في رحاب الأزهر من خلال جلسة بين الصوفية وممثلين عن أنصار السنة،
وكان هناك رفض في البداية لكن تمت الموافقة بعد اشتراط شيخ الأزهر السابق،
عرض الأسماء المشاركة علي أمن الدولة، لكن السلفيين رفضوا، وأكدوا عدم
ثقتهم بشيخ الأزهر وأعاقوا الحوار، ثم رفضوه تمامًا، وتبين أن التيار
السلفي لا يريد الحوار أصلاً مع أي جهة.
وأعرب عن تشككه السلفية
والإخوان السيطرة علي البلد، لافتًا إلي أن الطرق الصوفية ستنظم مسيرة يوم
السبت المقبل إلي السفارة السعودية لوقف التمويل للسلفية، وسيشارك مسيحيون
في المسيرة لوقف التهديدات التي جاءت لهم من سلفيين.
من جهته أوضح
الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر السابق، أن ما يردده بعض المحسوبين علي
السلفية في عصرنا من التطاول علي الرسول، وأنه ميت وأن قبره لا فائدة منه
لا يوصف أنه مهتد بل هو فاسق، بوصف الله لهم لمن يتطاول علي الرسول صلي
الله عليه وسلم، فلا يسمح أبدًا القول بأن الرسول مات وانتهي، مؤكدًا أن
القائلين بهدم قبر الرسول صلي الله عليه وسلم لأنه ضريح مشكوك في إسلامه،
والله سيقتص لرسول الله ولآل بيته من كل من تطاول علي مقام رسول الله وآل
بيته.
وانتقد عاشور تلون السلفيين مع الظروف السياسية فقالوا بحرمة
الخروج علي الحاكم وعقب الثورة أقحموا أنفسهم علي المجتمع وقالوا بغزوة
الصناديق.
من جانبه حذر وزير الأوقاف الأسبق د.حمدي زقزوق في تصريحات لـ«روزاليوسف» من حرب أهلية بين الصوفية والسلفية بسبب هدم الأضرحة.
وشدد
زقزوق علي ضرورة أن يتدخل المجلس العسكري للقوات المسلحة لمنع تجاوزات
السلفية وبعض المتشددين لافتًا إلي أن الذهاب إلي الأضرحة وزيارات الأولياء
لا تعد شركًا الله وإنما كل من يذهب إلي هذه الأماكن يعتقد أنها أماكن
طاهرة وتبعث في النفس السكينة والطمأنينة.
وأكد زقزوق حدوث خلافات
بين الفقهاء وشكاوي البعض منهم بعد دخول قبر النبي صلي الله عليه وسلم داخل
الحرم النبوي، ومع ذلك يذهب الملايين من المسلمين إلي هذا المكان كل يوم،
ويحاربون حتي يستطيع أحدهم الصلاة في الروضة الشريفة في المدينة المنورة.
وحذر زقزوق السلفية من التوسع في هدم هذه الأماكن لأنها تعد من التراث
القديم ولا يجوز أن نرجع إلي الوراء بهذه الأفكار المتحجرة.
وفي
نفس السياق أكدت وزارة الأوقاف أن ما يحدث من هدم للأضرحة علي يد بعض
السلفية المتشددين من الأمور الخارج عن الشرع والعرف، ودعت الأوقاف
المصريين مسلمين ومسيحيين ضرورة التصدي لهذا العبث، والضرب بيد من حديد علي
يد هؤلاء «الموتورين» الذين لا يرعون حق الله وحق أوليائه الصالحين الذين
ذكرهم في كتابه العزيز بأنهم لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وأكد البيان أن
حماية الأضرحة واجب شرعي وما يتم حاليًا من تجاوزات اعتداء صارخ علي شرع
الله. من ناحية أخري كشفت د.أماني الطويل مدير وحدة المرأة بمركز الأهرام
للدراسات السياسية والاستراتيجية عن تقدمها ببلاغ للنائب العام ضد «السلفي»
أبواسحق الحويني، بسبب ادعائه في أحد الكليبات علي «الفيس بوك» أن مصر
وقعت علي اتفاقيات دولية تبيح الزني، وتدعو الفتيات لإقامة تجارب قبل
الزواج واصفة تلك التصريحات بأنها رمي للمحصنات.
فيما قالت نهاد
أبوالقمصان مدير المركز المصري لحقوق المرأة إن هناك قواعد تنظيمية حاكمة
يجب أن تؤخذ في الاعتبار عند تشكيل أي لجان أو وزارات لضمان مشاركة المرأة
في العمل السياسي والمدني.
أصبح لقاء الثلاثاء إحدي وسائل استقطاب
مواطني كفر الشيخ بين الإخوان المسلمين والسلفيين. يعقد الإخوان اللقاء كل
يوم ثلاثاء بعد صلاة المغرب بمسجدي الرحمة وسيدي طلحة ومساجد غرب المدينة
كفر الشيخ. كما أصبح الخلاف الوحيد بين السلفيين والإخوان في اختيار
المساجد التي يعقدون فيها اللقاءات أن الإخوان لا يمانعون في عقد لقاءاتهم
بمساجد توجد بها أضرحة.
من ناحيته أكد الداعية محمد حسان في بيان
أمس أن مصر ليست ملكاً للمسلمين دون النصاري.. لا بل هي ملك للأقباط
والمسلمين ولسنا في حاجة لأن يجلس أحد ليعلمنا دروسًا في الوطنية
فالإسلاميون يعلمون علم اليقين كيف يتعاملون مع الآخر.
واستطرد:
يتهم الإسلام بأنه متربص ويقولون «الأيام الآتية أيام سوداء»، وأتمني لو
ذابت الآن هذه الجماعات وأسقطت الآن كل هذه الروايات لنرفع راية واحد ألا
وهي راية الإسلام.
وأشار إلي أن هناك حملة إعلامية شرسة للتخويف من
الإسلام والإسلاميين علي اختلاف طوائفهم وانتماءاتهم وقد انبري لهذه
الحملة عدد كبير من المفكرين والكتاب والأدباء والصحفيين.
وقال: إن
الإسلام ليس متهماً وما كان الإسلام متهماً قط ثم لو أخطأ مثلي أو أخطأ
غيري من المنتسبين إلي الإسلام أو إلي أي تيار إسلامي فليس من العدل ولا من
الإنصاف أن أحاكم وأحاسب الإسلام كدين لمجرد أخطاء بعض الأفراد المنتسبين
إلي هذا الدين فهذا ظلم لا يسمح أبداً أن نتهم طائفة من الطوائف لمجرد خلل
أو خطأ وقع فيه بعض المنتسبين إلي هذه الطائفة، فلماذا يحاكم الآن كدين
رباني ونبوي لمجرد بعض الأخطاء التي يزل فيها بعض المنتسبين إلي هذا الدين
ولو كانوا من العلماء الربانيين والدعاة الصادقين.