على القوى التى برزت فى فترة ما بعد ثورة 25 يناير. وتطرقت إلى موقف
السلفيين من ثورة مصر والمطالب الديمقراطية، وقالت إن السلفيين كانوا
يعتبرون الديمقراطية ضد الإسلام حتى وقت قريب، لكن هذا قد تغير الآن بعد أن
أدت مظاهرات ميدان التحرير على إسقاط الرئيس حسنى مبارك، كما يقول كمال
حبيب الذى شارك فى تأسيس جماعة الجهاد ورفيق درب أيمن الظواهرى الرجل
الثانى فى تنظيم القاعدة، ويشير إلى أن ما فشلوا فى تحقيقه على مدار 40
عاماً بالقوة، تمكن الشعب فى فعله فى 18 يوماً دون استخدام العنف.
وتعلق التايم على ذلك قائلة إنه من المغرى احتضان حبيب للسياسة السلمية
باعتبارها انتصار للديمقراطية، فبشكل عام من الأفضل أن يكون جزءاً من
العملية بدلاً من أن يكون خارجها. وبالنسبة لشخص مبتدئ نسبياً فى السياسة،
فهو شخص جيد جدا فى فن اللدغ السليم ويطلق على نفسه لقب "السلفى الحداثى"،
إلا أن القيم التى يدعو إليها لا تبدو حداثية على الإطلاق فهو يريد أن تحكم
الشريعة الإسلامية المجتمع المصرى، وأن تبقى المرأة فى المنزل وأن الرئاسة
من حق المسلم فقط ويجب تطبيق الحدود فى الإسلام.
من ناحية أخرى قالت مجلة التايم إنه لا يوجد ما يقلق الليبراليين فى مصر
أكثر من الإخوان المسلمين. فمنذ اندلاع المظاهرات فى 25 يناير الماضى وضعت
الجماعة تنظيمها الديمقراطى المنضبط فى حالة تأهب قصوى وأصبحت تعقد مؤتمرات
علنية بعد القمع الذى لاقته على يد نظام مبارك.
ونظرا لأنهم غير قادرين على أن امتلاك المهارات التنظيمية مثلهم، فإن
كثيراً من الليبراليين يشكون من أن الإسلاميين قد اختطفوا ثورتهم. وكان أول
اختبار للدهاء بين الليبراليين والإسلاميين فى التعديلات الدستورية التى
تم الاستفتاء عليها وأيدها الإخوان المسلمون ودعوا إلى تأييدها فى الوقت
الذى رفضتها فيه أغلب القوى السياسية الأخرى. وتحققت مخاوف الكثيرين، ولعب
الإخوان بكارت الدين فى حشد التأييد للتعديلات الدستورية. بينما لم يستطع
الليبراليون حشد التأييد للتصويت بـ "لا" لافتقارهم إلى الوحدة.