قالت لجنة تقصي الحقائق ان الداخلية استأجرت بلطجية لقتل الثوار في ميدان
التحرير في موقعة الجمل واليكم نص ما قالته اللجنة بهذا الشأن:
• في صباح يوم الأربعاء الموافق 2/2/2011 وحتى فجر الخميس 3/2/2011 وقعت
أحداث دامية في معظم محافظات مصر خاصةً في ميدان التحرير ، الذي أصبح رمزاً
لثورة 25 يناير ، ومكاناً لتجمع الثوار من كافة أنحاء القطر ، وقد أطلق
على ذلك اليوم " الأربعاء الدامي "و نرصد في هذا الجزء ما حدث في ميدان
التحرير .
فمنذ الصباح تجمعت أعداد من مؤيدي النظام في ميدان مصطفى محمود بشارع
الجامعة العربية ، و ذلك بناءً على توجيهات من بعض قادة الحزب الوطني حسبما
جاء في مداخلة لقيادة من قيادته في أحد البرامج في قناة تلفزيونية
كما تجمع آخرون من مؤيدي الرئيس السابق ، توافدوا من بعض أحياء القاهرة و
تمركزوا في الشوارع المؤدية إلى ميدان التحرير يسدونها بهدف منع المتظاهرين
المناهضين للنظام من الوصول إلى الميدان ومحاصرة المتظاهرين داخله ، بينما
أندس بعض مؤيدي النظام من الشرطة السرية بين المتظاهرين داخل الميدان ،
واعتلت طائفة أسطح المنازل المطلة على الميدان و في منتصف اليوم بدأت أعداد
غفيرة منهم في اقتحام الميدان خاصةً من ناحية ميدان عبد المنعم رياض و
كوبري 6 أكتوبر ومن مدخل ميدان التحرر من شارع طلعت حرب ،
وألقوا الحجارة وقطع الرخام وزجاجات حارقة ( المولوتوف ) على المتظاهرين
وفي ذات الوقت أطلقت الشرطة الأعيرة النارية و المطاطية و الخرطوش و
القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين وقام بعض القناصة بإطلاق الأعيرة
النارية من أعلى الأبنية المطلة على الميدان وبعدها هجم على الميدان مجموعة
من الرجال يركبون الجياد و الجمال ومعهم العصي وقطع الحديد والتي حضرت
معظمها من منطقة نزلة السمان و اجتمعت في ميدان مصطفى محمود واتجهت إلى
ميدان التحرير واخترقوا الحواجز الحديدية التي وضعها الجيش لتأمين
المتظاهرين و انهالوا ضرباً في جموع المتظاهرين ، فأحدثوا بهم إصابات أدت
بعضها إلى الوفاة و ظل هجوم المؤيدين للنظام بإلقاء الأجسام الصلبة وقطع
الحجارة والرخام على المتظاهرين . ولم يجد المتظاهرون سوى الدفاع عن أنفسهم
بتكسير أرصفة الميدان وتبادل قذف الحجارة مع المعتدين ، وظل الوضع على هذا
النحو حتى الصباح الباكر من يوم 3/2/2011.
تمكن المتظاهرون من التحفظ على بعض راكبي الجمال ومن المندسين بينهم من
مؤيدي النظام السابق – الذين كانوا يعتدون على المتظاهرين – وتبين من
الإطلاع على هوياتهم الشخصية أنهم من رجال الشرطة بالزى المدني ومن
المنتمين للحزب الوطني ، وتم تسليمهم للقوات المسلحة لاتخاذ الإجراءات
القانونية حيالهم . وقد خاطبت اللجنة القوات المسلحة للاستعلام عن هوياتهم
وعن الإجراءات التي اتخذت قبلهم ، ولم تستقبل اللجنة رداً .
ولما كانت اللجنة قد حققت في الأجزاء السابقة لوقائع اعتداء الشرطة على
المتظاهرين بالأسلحة النارية والمطاطية و الخرطوشة والقنابل المسيلة للدموع
وبالقنابل ، وبالدهس بالسيارات ، فقد رئي أن يقتصر البحث في هذا الجزء على
أعمال البلطجة بما فيها من استعمال الخيول والحجارة في إرهاب المتظاهرين و
الاعتداء عليهم .
وقد سمعت اللجنة عدداً من الشهود يكفي للقول بأن بعضاً من رموز الحزب
الوطني وأعضاء مجلسي الشعب والشورى المنتمين للحزب وبعض رجال الشرطة –
خاصةً من المباحث الجنائية – وبعض رجال الإدارة المحلية قد دبروا للمظاهرات
المؤيدة للرئيس السابق في 2/2/2011 والتي انطلقت من أحياء القاهرة
والجيزة صوب ميدان التحرير ، وهي مزودة بالعصي والحجارة والمواد المشتعلة
والأسلحة البيضاء ، وأن عدداً من أعضاء الحزب الوطني ورجال الشرطة بالزى
المدني قد شارك مع البلطجية المأجورين وراكبي الجياد والجمال في الاعتداء
على المتظاهرين في ميدان التحرير ، على النحو المبين سلفاً .
تلقى البريد الالكتروني الخاص بلجنة التحقيق و تقصى الحقائق رسالة من شخص
يدعى محمد سقا من البريد الالكتروني خاصته و الذي يحمل عنوانه
mm_sakka@hotmail.com تفيد أنه قد استلم رسالة نصية على الموبايل خاصته
موقعة باسم أحباء مصر ( Egypt lovers ) تضمنت دعوة المصريين لتنظيم مظاهرات
تأييد لمبارك تنطلق من ميدان مصطفى محمود و تم استلام هذه الرسالة في
تمام الساعة الحادية عشر مساء يوم الثلاثاء 1/2/2011 كما قررت تليفونيا
سلوى أبو النجا ، من تليفون رقم 0101100480 ، أنها تلقت ذات الرسالة فى ذات
التاريخ علما بأن خدمة الرسائل النصية كانت مقطوعة عن مصر كلها حتى ذلك
الوقت ، و أرسل الشاهد المذكور مع تلك الرسالة فيديو بمطالعة ما تضمنه من
أحداث تبين انه مصور أمام البنك الوطني المصري في ميدان مصطفى محمود
المهندسين وذلك يوم 2/2/2011 حيث ظهر حشود من المتظاهرين المؤيدين للرئيس
المصري السابق محمد حسنى مبارك ملتفين حول أحد الشخصيات المعروفة الذي
تحدث إليهم من خلال مكبر صوت مقررا لهم أن المأجورين أمثال البرادعى و
المزور أيمن نور هم الذين افسدوا البلد و أن المتظاهرين المتواجدين بميدان
التحرير غير محترمين و خونه و أنهى حديثه إلى المتظاهرين في ميدان لبنان
طالبا منهم التوجه فورا إلى ميدان التحرير لان ميدان التحرير للشرفاء و ليس
للمرتزقة محرضا المتظاهرين على ضرورة تحرير الميدان من الخونة الذين
يريدون الخراب لمصر .
أرسل إلى الصفحة الرئيسية للجنة التحقيق و تقصى الحقائق بموقع facebook
فيديو بمشاهدته تبين انه يتضمن قيام بعض الأشخاص بالتعدي على آخرين
بالأسلحة البيضاء أمام بوابة أحد القصور و يبين من الحوار الذي دار بين
هؤلاء الأشخاص أن سبب التعدي عليهم هو تحذيرهم من ذكر واقعة استئجارهم من
قبل أحد الأشخاص ــ والذي ظهرت صورته بنهاية التسجيل ــ للتعدي على
المتظاهرين في ميدان التحرير وورد بالتعليق على ذلك الفيديو أن الشخص الذي
ظهر بنهايته أحد أعضاء مجلس الشعب السابق.
تسجيلات لبعض أحداث 2/2/2011 و المقدمة إلى اللجنة على اسطوانة (CD) ،
تبين من خلال مشاهدتها أنها تحتوى على ستة أفلام فيديو الأول يبدأ بتصوير
مجموعة من المتظاهرين المؤيدين للحزب الوطني بجوار مركز التجارة العالمي و
فندق كونراد متجهين إلى ميدان التحرير بعضهم يستقل سيارات و البعض مترجل و
هم يحملون عصى و أسلحة بيضاء .
الفيديو الثاني يبدأ بتصوير لمجموعة من المتظاهرين المؤيدين للحزب الوطني
الديمقراطي أسفل تمثال عبد المنعم رياض و في مواجهتهم سيارة مصفحة محترقة
يعتليها احد الأشخاص و يقومون بإلقاء الحجارة على المتظاهرين مما أدى إلى
انسحاب عدد من المتظاهرين . الفيديو الثالث و الرابع يظهر فيهما تبادل
إلقاء الحجارة بين المتظاهرين بميدان التحرير و الموجودين بميدان عبد
المنعم رياض. الفيديو الخامس و السادس للمتظاهرين المؤيدين للحزب الوطني و
المتواجدين بميدان عبد المنعم رياض يحثون بعضهم على البقاء بالميدان و صورة
لعدد من الأشخاص اعلي العقارات المواجهة للمتحف المصري يلقون بالحجارة على
المتظاهرين بميدان التحرير.
صور لبعض أحداث 2/2/2011 و المقدمة إلى اللجنة على اسطوانة (CD) بمشاهدتها
تبين أنها تحتوى على صور لبعض أنصار الرئيس السابق محمد حسنى مبارك يقومون
بإلقاء كميات كبيرة من الطوب تجاه المتظاهرين بالتحرير و صور أخرى لسالفي
الذكر يحملون عصى و أسلحة بيضاء و سيوف و صور لاشتباكات ما بين أنصار
الرئيس السابق القادمين من ميدان عبد المنعم رياض في اتجاه ميدان التحرير و
بين المتظاهرين المتجهين من ميدان التحرير في الاتجاه المعاكس .
انتقل فريق من الامانه الفنية للجنة التحقيق و تقصى الحقائق من المنتدبين
من المركز القومي للبحوث الاجتماعية و الجنائية إلى منطقة نزلة السمان
للتقصي عن حقيقة الأحداث التي وقعت يوم 2/2/2011 وذلك في ضوء امتناع العديد
من اهالى نزله السمان من الإدلاء بشهادتهم خشيه إيذائهم .
قدم للجنة صورة ضوئية لوثيقة معنونه"وزارة الداخلية مكتب الوزير " وعليها
الشعار الخاص بوزارة الداخلية ، ثابت بها عبارة سرى و هام للغاية تحمل رقم
تعميم 1-60 /ب/م ت، تضمنت أمرا بتوظيف عدد من البلطجية ، و إعطائهم مبالغ
مجزية ، مع إبلاغهم بوقت التحرك لإشاعة الفوضى .