من طرف 
قال الشيخ صفوت حجازي إن مايجري في قنا ليس فتنة طائفية . وليس فتنة ينظمها
السلفيون أو الإخوان المسلمين . ولكنه فتنة المصالح الخاصة التي يمثلها
أعضاء البرلمان السابقين ..
ولم يفصح الشيخ صفوت حجازي عن سماء أو جماعات المصالح بالأسم والعنوان .
ولكنه تحدث عن طبيعة التكوين السكاني لمحافظة قنا . فهي محافظة شديدة
المحافظة ، وتضم عددا من القبائل الكبري مثل الأشراف والهوارة . ولهذه
القبائل كلمة مسموعة علي الجميع
وقال في حوار معلوماتي مع الإعلاميين عمرو أديب ومحمد شردي علي شاشة
القاهرة اليوم : إن الوفد الذي ذهب الي المحافظة لإستجلاء أزمة تعيين
المحافظ عماد ميخائيل ، قام بالمهمة متطوعا . ولم يكلفه أحد . لم يكلفه لا
مجلس الوزراء ، ولا المجلس الأعلي للقوات المسلحة ..
وضم الوفد عددا كبيرا من الشخصيات من بينهم الشيخ محمد حسان ومصطفي بكري ..
وقال إن المهمة بدأت بلقاء نحو ٣٦ شخصية من المحافظة تمثل المسلمين
والأقباط . وبينهم أعضاء هيئة تدريس في الجامعات ومهندسين وأطباء وعمال
عاديين ..
هكذا كان التمثيل ديموقراطيا الي أبعد الحدود .
وإكتشفنا للوهلة الأولي : إن الخلاف حول عماد مخائيل له ثلاثة أبعاد :
الأول : أن عماد ميخائيل ضابط شرطة . وكان مديرا للأمن في محافظة الجيزة
إبان الثورة . وفي هذا السياق سمعنا تعليقات منها مثلا هل يجوز إجبارنا علي
قبول ضابط كان مكلفا بقتال الثوار أثناء الثورة .
البعد الثاني : أن القضية ليس الإختيار بين مسلم ومسيحي . ولكن قراءة
التاريخ توحي بالنتيجة . كان لدينا محافظا مسلما له إنجازات عظيمة ، هو
اللواء عادل لبيب . هذا الرجل رفع إسم قنا عاليا . وأضفي علي المدينة جمالا
وبهاء ، تباهي به آهل قنا .
ورغم صرامة الرجل ، لكنه كان عادلا بين الجميع ...
التجربة التالية كانت سيئة الي أبعد الحدود . فقد رأت الحكومة تعيين محافظ
قبطي . وجاء الرجل بمعيار غير عادل ، وهو مجاملة المسلمين علي حساب
المسيحيين . وفي هذا السياق قال مسيحي . كنت أذهب الي المحافظة لإنتهاء من
بعض أوراقي ، وأخشي أن أذكر إسمي بالكامل حتي لا يكتشفوا مسيحيتي ، فتتعطل
الأوراق .
البعد الثالث : أن نظام مبارك أراد أن يرسل رسالة الي العالم الخارجي ،
إننا نختار المسيحيون للمناصب العليا في البلد . وإختار لمحافظة قنا
محافظا مسيحيا . وجاءت حكومة الثورة ، وسارت علي نفس الدرب ، وكأنها تكرس
واقعا : أن قنا من كوتة المسيحيين ..
وهذا المبدأ يرفضة المسلمون والمسيحيون ..
أضاف الشيخ صفوت حجازي : إنتقلنا بعد ذلك الي مؤتمر جماهيري ..
ونجحنا في إقناع الجماهير بأن من حقكم التظاهر والإحتجاج . لكن حرام عليكم
تعطيل مصالح الآخرين . إنكم ترتكبون إثما بقطع الطرق وأغلاق السكك الحديدية
.
وقد وافقت الجماهير علي الإستمرار في الإعتصام والحوار ومحاولة إيجاد حل
للأزمة . ووافت أيضا علي فتح الطرق والسكك الحديدية . وفجأة ظهر تصريح
للدكتور يحي الجمل ، قال فيه أن المحافظ الجديد سوف يتوجه الليلة ( ليلة
الثلاثاء ) لإستلام منصبه صباح الأربعاء ..
هاجت الجماهير . وتبين أن التصريح مدسوس ( هكذا تلعب المصالح ) . وإتصل
الأستاذ مصطفي بكري بمجلس الوزراء . وتبين أن الجمل لم يدلي بهذا التصريح
علي الإطلاق ..
وخلال ليلتنا الطويلة نجحنا في الإتفاق علي فتح الطرق البرية . وتلقينا
وعدا بفتح السكك الحديدية يوم الأربعاء وهي عبارة علي ثلاثة مزلقانات . وقد
علمت قبل أن أطل علي برنامج القاهرة اليوم أن أهالي قنا فتحوا إثنين من
المزلقانات . وباقي واحد سيتم فتحه فجر الخميس ..
هذا لا يعني أن المشكلة قد إنتهت . المشكلة لم تنتهي . هناك مليونية يوم
الجمعة في قنا . وقد إستبدل أهالي قنا إسم ميدان المحافظة بميدان التحرير .
إذن هم يستعدون لتنظيم مليونية يوم الجمعة لإعلان مطالبهم الكاملة .
وسوف يظل الإعتصام مع التحاور الي أن يتم الإتفاق علي تسوية للأزمة ..