معلوماتى المتواضعة تشير إلى أن قطاعاً تحت مسمى ( إدارة الأزمات ) يحتل
موقعاً داخل مجلس الوزراء وفى إعتقادى أن هذا القطاع لابد وأن يخلى مكانه
فوراً لنعلق على بابه ( مغلق للتحسينات ) !! هذا أقل ما يجب أن نفعله فوراً
. وأستطيع أن أقطع أن أى من الكيانات التى كانت تحمل مسمى ( إدارة
الأزامات ) لابد وأن تلغى لأنها أثبتت بما لا يدع أدنى مجال للشك إنها
إدارات لصناعة الأزمات بإستثناء ( القوات المسلحة ) التى أكدت أنها المؤسسة
( الوحيدة ) القادرة على إدارة الأزمات والتعامل معها وصولاً إلى بر
الأمان .
هنا أطرح عدداً من التساؤلات ترى هل إستفدنا من الأحداث الأخيرة ؟ وما هى
النتائج التى خرجنا بها ووضحت من خلال الحشود فى ميدان التحرير ؟ من الواضح
بل ومن المؤكد أن النظام كان أضعف مما إعتقدنا جميعاً لكنه فى الوقت نفسه
تأكد إنه أعقد مما كنا نعتقد بدليل الأزمة التى كنا بصددها ونحن نطالب
بإسقاط النظام ورحيل الرئيس .
إذا كنا قد أسقطنا الأسرة التى حكمتنا رغم إننا جمهورية مع الرؤوس الكبيرة
التى تتولى جهات التحقيق حصرها إلا أن حواريى النظام من قوى الأمن والإعلام
وبعضاً ليس بقليل من القيادات لم تزل تعمل بعد تبديل القناع هذا يعنى
بإختصار شديد أن ( الضرس المسوس ) قد تقتت وبقيت الجذور وهذا أمر خطير لابد
من الإنتباه إليه خصوصاً الإعلام لأنه فى مقدمة القوى المشاركة فى كل
تغيير سياسى .
هنا يتعين أن أشير إلى أن ( الأمن المركزى الصحفى ) لم يتغير كل ما حدث لا
يتعدى إختفاء بعض عيوب الوجوه الأكثر قبحاً مع الإبقاء على ذات أجندات
التليفونات لطلب ذات الضيوف القدامى وفى مقدمتهم غالبية أحزاب المعارضة
التى إرتضت لنفسها أداء دور المحلل !! مكتفية بأن يتم تعيين رؤسائها فى
البرلمان أو أن يسمح لهم ببعض المكاسب التافهة وقد كانوا جميعاً قانعون بما
يؤدوه من أدوار تسهم فى تأكيد مشروعية النظام يضاف لهم ذات النخبة
الثقافية القديمة التى ( تلونت ) سريعاً لتنضم إلى صفوف الثورة وبعضاً من
الإعلاميين الجدد فى الإعلام الرسمى وإعلام رجال الأعمال يستوى فى هذا
المرئى والمكتوب وممثلوا هذه الفئة تحديداً قد يكونون الأخطر لأنهم بنوا
جسراً من الثقة مع الناس عبر إتفاق ضمنى مع النظام الذى إنهار لممارسة
المعارضة بالقطاعى هبشاً فى وزير أو رئيساً للوزراء فى مقابل الإصطفاف فى
طابور الدفاع عندما يتعلق الأمر بأمن النظام ككل .
أثق أن المواطن المصرى فى منتهى الذكاء وأستطاع أن يتعرف على تلك النماذج
التى أقصدها هنا , إلا أن هذه النماذج فضحت نفسها تماماً وتلونت عندما
أدركت وتأكدت أن النظام الذى زرعهم قد هوى ورحل غير مأسوف عليه فإذا بهم
يتحدثون بمنتهى الفخر عن الشعب المصرى وفى طليعته الشباب هذه الفئة سقطت
تماماً وسترحل هى الأخرى لتلحق بمن زرعهم وغير المأسوف عليهم كسادتهم !!
بقلم : رمضان الغندور