منهما فالأول لطارق رمضان رئيس تحرير موقع "ايجى ميديا " والثانى لعلى عبد
العال صحفى مصرى متعمق فى دراسة السلفية والأول يتكلم عن سيطرة الأخوان على
الإعلام المصرى بينما يتحدث الثانى عن غياب التيار السلفى عن الإعلام وهما
مقالان جديران بالقراءة وننشرهما معاً فى صفحة واحدة بما يكمل الفائدة .
(ا )
طارق رمضان يكتب: الإخوان يسيطرون على إعلام مصر
سيطر الإخوان المسلمون علي القنوات الفضائية والرسمية حيث وضح أكثر في
معدلات الظهور في برامج التوك شو الفضائية أو الأرضية خلال الأيام الماضية
فقد ظهر الأخوان أكثر بنسبة 90% في برامج القنوات الفضائية وشغلوا95% من
برامج القنوات التليفزيونية الرسمية مما جعل نسبة القضايا التي يقومون
بمناقشتها أكثر من 80% في موضوعات القنوات الفضائية والأرضية
وقام برنامج الحلم المصري المعروض علي القناة الأولي في حلقات الخميس
منه بعرض مشاكل وأزمات الأقباط والمسلمون بنسبة 70% من موضوعاته مما اثر
بالسلب علي العلاقة بين الطرفين حيث وضح من أسلوب البرنامج انه مخصص
لمناقشة قضايا الأقباط بدون النظر إلي مشاكل المصريين ومع ذلك ظهر فيه
الأخوان وبعض السلفيين في اغلب الحلقات ووان كان البرنامج قد ساهم بشكل او
باخر في الازمات الطائفية الاخيرة خاصة انه فتح باب الظلم والاضطهاد لذي
يتعرض له الاقباط في مصر حسب زعم مقدميه
ولم يكتفي التليفزيون بذلك فقط انما عرض لقطات طويلة وكثيرة عن
التظاهرات والتصدمات مع الشرطة في اطار محاولاته لإصلاح صورته وهو لايعرف
انه بذلك يعطي الفرصة لمن يحاول اثارة الفتنه وقالت المصادر ان نسبة ظهور
الاخوان باسمائهم وصورتهم زادت في تليفزيون مصر في البرامج الحوارية والتوك
شو الي اكثر من 90% بالمقارنة بعدم الظهور اطلاقا قبل 25 يناير واحتلت
قضية كاميليا شحاته نسبة100% في برامج الحوار وبعض البرامج الاجتماعية في
التليفزيون المصري بينما تجاوزت هذه النسبة خلال الايام الماضية علي جميع
الشاشات لدرجة أن الموضوع ومظاهرات السلفيين أمام الكنائس يوم الجمعة هو
الخبر الأول في جميع نشرات الأخبار الأرضية وبرنامج الحياة الآن الإخباري
وبرامج قنوات اون تي في؛ كما خصصت أكثر من 1500 ساعة يوميا لمناقشة القضية
علي جميع القنوات مما أدي إلي المزيد من الاحتقان والي المزيد من التظاهرات
وظهر قيادات السلفيين والإخوان في جميع البرامج يتحدثون عن كاميليا
شحاته ؛ كما خصص أكثر من 1000 تقرير إخباري عرض علي جميع القنوات الفضائية
وهو حجم ضخم من التركيز الإعلامي في موضوع طائفي وأضافت المصادر ان سيطرة
الأخوان والسلفيين علي القنوات الفضائية جعل الموضوع يزيد ويشتعل في الشارع
المصري مما ادي إلي الأحداث الأخيرة التي حدثت في إمبابة
وليس هذا فقط إنما قام الأخوان بتمويل العديد من القنوات الفضائية
التي أصبحت تعمل بوضوح وتعلن عن تمويلها مثل قناة مصر 25 يناير التي يمولها
الأخوان بوضوح ؛ بالإضافة إلي مشاركات في بعض القنوات الاخري مثل مودرن
حرية التي يشارك فيها الاخواني الكبير جمال حشمت بتقديم برنامج أحنا
المصريين ؛ كما لديهم تواجد كبيير في قناة الجزيرة القطرية بالقاهرة بداية
من مدير المكتب عبدالفتاح فايد الي بعض المراسلين خاصة بعض إنهاء عقود
المراسلين المعروفين بانتمائهم إلي تيارات سياسية لاتتفق مع تواجهاتهم
السياسية ؛ مثل مصطفي كفافي ودينا سمك رغم الكفاءة والخبرة والمعرفة لكن
سيطرت الاخوان علي قناة الجزيرة الإخبارية جعلتهم يرفضون تواجدهم ؛ وليست
الجزيرة فقط بل وضح في المشاركة بنسبة كببيرة في قناة التحرير المصرية حيث
يعد احمد ابو هيبة احد كوادر الاخوان المعروفين وهو الذي احد اهم المؤسسيين
في قناة التحرير والذين يضعون سياستها التحريريه للبرامج وتواجهاتها
وبالتالي تعمل التحرير بوضوح في اتجه واضح وصريح وهي عدم مناقشة اي امر
يشارك فيها الاخوان ويبتعدون عن الأمور الدينية الشائكة والتي قد تشير الي
سيطرة فعليه من التيار الاخواني
الاخوان يعرفون قيمة واهمية الاعلام وخطورته وقسوته فكان اهم قرار السيطرة عليه
(2 )
علي عبدالعال يكتب : السلفيون في الإعلام
صُمت آذننا من كثرة تكرار النظام السابق مقولة الجماعة "المحظورة"،
التي كان يراها ترتكب كل المخالفات، وتقف خلف كل مصيبة تقع في مصر. فما كنا
نتصفح جريدة أو مجلة حتى نمل من كثرة ترداد "المحظورة" فيما نقرأ ونطالع
أو نسمع من شاشات التلفزة.
كان يرددها الحالمون من الصحفيين، والمنتفعون من كُتاب النظام،
والمثقفون الرسميون، والمتصدرون للمشهد الإعلامي في عهد مبارك، وكانت هي
وسيلتهم للتقرب ونيل الرضا والحظوة.. ظلت تطاردنا هذه المترادفة حتى أكرمنا
الله بالثورة، فانتهت دون رجعة.
لكن ولما كان لكل عهد "فزاعة" أو قل "شماعة" فقد اختار المتحولون من
نخبتنا هذه الأيام أن يكون "السلفيون" هم شماعة العهد الجديد وفزاعته.. فهم
الذين قطعوا أذن القبطي بقنا، وهم الذين هدموا الأضرحة في الدلتا، وهم
الذين يعتدون على غير المحجبات في القاهرة، وهم الذين يريدون تهجير الأقباط
من مصر، وهم الذين صوتوا وحدهم بنعم للتعديلات الدستورية، وهم الذين
يريدون تطبيق الحدود، وينفذون مخططا سعوديا لإحداث فتنة طائفية في البلاد
بسبب محاكمة مبارك، ولولاهم لما كان هناك مشكلة بين المسلمين والأقباط بسبب
"كامليا شحاتة" و"وفاء قسطنطين" ولا حتى "عبير فخري".
وغيرها الكثير والكثير من الاتهامات بالتخريب والإفساد تخرج بها علينا
صباح كل يوم مواقع وصحف وقنوات مسماة زورًا بـ "المستقلة" وهي في حقيقتها
مفارخ للأكاذيب، غارقة في الانحياز، تدار بأموال عدد من أصحاب الأجندات
والمصالح الخاصة من رجال الأعمال، الذين يسوقون من خلالها ما يراد للمجتمع
أن يصدقه.
الغريب أنه وأمام كل اتهام وشائعة يقسم السلفيون بكل الأيمان أنهم لم
يفعلوا ذلك، ولن يفعلوه، ولا يفكرون في فعله، لأن هذا ليس في أجندتهم، ولا
من وسائلهم في التعامل مع مشكلات وقضايا المجتمع، ولا في منهجهم الفكري
والدعوي.. ثم تجد تحقيقات للقضاء تبرأهم، وشهود عيان يقولون ليس لهم علاقة،
وأدلة قاطعة تدين غيرهم، لكن هيهات هيهات.
تجد على الجانب الآخر إصرارا عجيبا على توريطهم والزج بهم.. كأن
العالمون ببواطن الأمور في بلادنا اطلعوا على جينات السلفيين فوجدوهم
مخربين بالفطرة، ليس لهم هم سوى تدمير مصر، وتهجير الأقباط، وقطع الأيدي
والآذان؛ وهكذا حتى كدنا نصدق أن السلفيين يتنفسون تحت الماء، ويطيرون في
الهواء.
كتب أحد السلفيين ساخرًا من حالهم في ظل هذه الاتهامات والشائعات التي
لم تعد تكف عن مطاردتهم، يحكي في قصة "تخيلية" نشرها بالمنتديات ومواقع
التواصل الاجتماعي كيف بات الترويج للاتهامات سهلا في وسائل الإعلام
المصرية، التي لم تعد تكلف نفسها ما تقتضيه أمانة المهنة من التحقق من صحة
ما ينشر.. يقول بلهجة دارجة:
"نصراني داس علي قشرة موز واتزحلق ورجله انكسرت، سأل "مين اللي رما (ألقى) الموزة دي؟"
قالوا: الواد بولس، طيب مين اللي اداله (أعطى له) الموزة؟ الرد: أبوه.
طيب من أين اشترى الموز؟ من عند حنا الفكهاني (بائع الفاكهة).
...اممم طيب حنا الفكهاني بيتعامل مع أي تاجر؟ بيتعامل مع مايكل من شبرا.
طيب مايكل بيتعامل مع أي تاجر؟
بيتعامل مع الشيخ أحمد السلفي. يا نهار أسود السلفي كان هيموتني".
الأخبار في وسائل الإعلام: "سلفي يكسر رجل مسيحي بسبب قشرة موز".
هكذا لم يجد السلفيون سوى السخرية من هذا الواقع الاتهامي من حولهم،
لأنه واقع لن تجدي معه سوى السخرية منه ـ برأيهم ـ وهي سخرية معبرة إلى حد
كبير عن حقيقته.
لكن في إطار البحث حول أسباب هذه الإشكالية (المتمثلة في نفي السلفيين
عن أنفسهم وإصرار الآخرين على اتهامهم) يبرز عدد من الأسباب التي ينبغي
أخذها في الاعتبار عند محاولة تفسير الظاهرة:
1ـ سيطرة القوى المناوئة للإسلاميين عامة والسلفيين خاصة على وسائل
الإعلام في مصر، وهي قوى متعددة، وقد تكون مختلفة في الكثير فيما بينها إلى
حد التناقض، لكنهم جميعا اتفقوا على معاداة السلفيين باعتبارهم جزء كبير
من الطيف الإسلامي. ويمكن حصر هذه القوى كالتالي: النخب العلمانية
واليسارية، ثقافية كانت أو سياسية حزبية أو إعلامية، الموالين للكنيسة من
رجال الأعمال الأقباط، الأصوات المؤيدة لأقباط المهجر في الداخل، النشطاء
الشيعة الموالين لإيران وحزب الله، وقد أعلن هؤلاء عدائهم السافر
للإسلاميين في أكثر من موقف آخرها خلال الوقفة الاحتجاجية التي نظموها أمام
السفارة السعودية الثلاثاء 10 مايو بالتعاون مع مركز "الكلمة" القبطي، هذا
إلى جانب بقايا النظام السابق وأجهزته الأمنية ممن لازال لهم سيطرة على
بعض القنوات الإعلامية.
2ـ فشل الإسلاميين إعلاميا، وخاصة السلفيين الذين ليس لهم صحيفة واحدة
تدافع عنهم ويردوا من خلالها على ما يوجه لهم، أو قناة تليفزيونية غير
القنوات الدينية الوعظية؛ وعلى عكس الإخوان يبدو العجز كبير لدى السلفيين
في الكوادر الإعلامية والمتحدثين لوسائل الإعلام على حد سواء.