وأشار المتحدث إلى أن فعاليات الثورة ستستمر، ليس فقط عبر وسائل التظاهر السلمى والاعتصام، وإنما أيضا من خلال كافة الأنشطة الشرعية والتحركات الثورية على المستويين قريب وبعيد المدى، مؤكدا على تمسك الثوار بـ"الشارع" وبـ"الميدان"، سواء فى القاهرة وفى مختلف محافظات مصر، باعتبار أن كلا من الشارع والميدان هما الركيزتين الأهم والأقوى تأثيرا، وذلك فى مواجهة قوى الثورة المضادة، التى بدأ تأثيرها يطغى على الإعلام الرسمى مؤخرا، وهو ما ظهر واضحا فى التغطية الإعلامية لتليفزيون الدولة الذى تناول ثورة الغضب الثانية بكثير من التهوين من شأنها، بادعاء أن أعداد المشاركين فيها يقدرون بالمئات، بينما الحقائق تؤكد أنهم بلغوا فى بعض الأوقات أكثر من ربع مليون متظاهر وثائر غاضب بسبب التباطؤ الشديد من جانب المجلس العسكرى فى محاكمة الفاسدين، وبسبب سقوط عديد من الثوار "أسرى" الاعتقال بالسجون الحربية، أو تعرضهم للانتهاكات الجسدية، فى استمرار لأحداث مماثلة فى وقعت أثناء فض اعتصام التاسع من مارس، وكذا وقائع السبت الدامى فى التاسع من أبريل الماضيين، أو ما جرى من اعتداءات غاشمة من جانب بعض قوات الشرطة العسكرية والأمن المركزى ضد شباب الثورة، اثناء احتجاجات الشباب السلمية أمام سفارة العدو الصهيونى.
فى سياق مختلف، وبشأن قرار بعض قيادات جماعة "الإخوان المسلمين" بالانسحاب من ائتلاف شباب الثورة، فقد أكد المتحدث باسم الجبهة أن العمل الجماعى كان ولابد أن يبقى بمثابة المادة الأولى من دستور غير مكتوب بين جميع القوة الثورية، وأنه إذا كانت هناك خلافات بين الفصائل الثورية أو القوى السياسية التى شاركت فى الثورة، فلابد أن تبقى طى الكتمان، ولا يتم تحويلها إلى مادة خصبة للجهات الإعلامية، خاصة تلك التى مازالت تمارس دورها فى الخفاء والعلن، سعيا لتشويه وجه الثورة البيضاء، واستغلال أية خلافات تنشب بين رفقاء السلاح، عبر تهويلها وتحويلها لوسيلة لؤأد جذوة الثورة فى نفوس المصريين.
وأعلن المتحدث ترحيبه التام بدعوة حركة 6 أبريل لتوحيد كافة الجهود من جانب جميع القوى والحركات التى شاركت فى الثورة، من مسلمين وأقباط وليبراليين ويساريين وغيرها من قوى سياسية، بهدف إعادة ضخ الدماء فى شرايين الثورة التى لم تنجح إلا بتوحيد صفوف كل أبناء الشعب المصرى.