الإيرانية أمس الوفد الشعبي المصري الذي يزور طهران حاليا في إطار السعي
إلي تحسين العلاقات المصرية الإيرانية وعودتها إلي طبيعتها، كما التقي
الوفد أمس بالرئيس الإيراني أحمدي نجاد ومن المقرر أن يلتقي اليوم بوزير
الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي.
الوفد ضم سياسيين ورجال دين
وأقباطًا وإعلاميين وقوبل بالورود وكاميرات تليفزيونية وعدد كبير من
الصحفيين ووصف المسئولون الإيرانيين هذه الزيارة بالتاريخية والفاصلة.
من
جانبه قال المستشار محمود الخضيري عضو الوفد إن النظام السابق أطعم
المصريين الخوف وسقاهم الذل، واستطاع أن يفزع رعاياه من دولة إسلامية كبري
مثل إيران، مشيرًا إلي أن الوفد الشعبي ليس متحدثًا باسم الحكومة المصرية
وليس مفوضًا من قبلها، وليس معني قيامه بزيارة طهران أن تتحسن العلاقات بين
عشية وضحاها، لافتًا إلي أن البلدين تتعرضان لضغوط خارجية عاصفة تتصدي لأي
محاولات لرفع مستوي العلاقات بينهما.
منتقدًا تصريحات مساعد وزير
الخارجية الأمريكي جيفري فليتمان التي أطلقها من القاهرة الأسبوع الماضي
حيث قال: «إن العلاقات المصرية الإيرانية محفوفة بالمخاطر، ودعا مصر صراحة
إلي عدم اتخاذ أي خطوة جادة تجاه عودة هذه العلاقات».
وقال السفير
أحمد الغمراوي رئيس جمعية الصداقة المصرية - الإيرانية ورئيس الوفد إنه من
الضروري التعرف علي وجهة نظر الشعب الإيراني بعد الأحداث الأخيرة في مصر
ومدي رغبته في عودة العلاقات مع مصر بوضوح تام لإرساء العلاقات المستقبلية
من أجل التقاء الشعبين لصالح الأمة الإسلامية.
ومن جانبه قال الشيخ
جمال قطب أحد علماء الأزهر إن إسرائيل تعد إيران عدوة لها في المنطقة وتعد
مصر أيضا عدوة لها لكنها لا تعلن عداوتها لمصر كما تفعل مع إيران مشددا
علي أنه بالإضافة إلي أن إيران تربطنا بها علاقات تاريخية وجغرافية ودينية
فهي أيضا متربطة مع مصر في كون عدوهما واحدًا ، مؤكدًا علي أن قوة الإسلام
ستزداد إذا ما اتحدت قوتاه «مصر وإيران».
ومن جانبه قال رئيس
الإذاعة والتليفزيون الإيراني السيد ضرغامي إن الثورة المصرية استطاعت أن
تطيح بأكبر ديكتاتور عرفته المنطقة وأن مصر بلد عربي لا مثيل له، ثورته
جعلته البلد الأوحد القادر علي قيادة المنطقة باقتدار، مشددًا علي أن إيران
لا تمانع أبدًا من قيادة مصر لدول المنطقة.
ووصف ضرغامي ثورة مصر
بـ «تسونامي» الذي زلزل الكيان الصهيوني وعن لقائه الوفد الشعبي قال: إننا
ننتظركم بكل شغف منذ 30 عامًا إلا أن النظام المصري السابق كان يجهض كل
محاولات التقريب إرضاء للولايات المتحدة وإسرائيل، واصفًا ما حدث في الثورة
المصرية بالمعجزة الإلهية.
واحتدم النقاش بين أعضاء الوفد الشعبي
ومسئولين إيرانيين حول تمسك طهران بإطلاق اسم خالد الإسلامبولي علي أحد
شوارع طهران الأمر الذي رفضه أعضاء الوفد المصري، والذين حذروا بأن تزول
آثار الزيارة إذا ما تمسكت إيران بإطلاق اسم الإسلامبولي علي أحد شوارعها
الأمر الذي رد عليه رئيس التليفزيون الإيراني بأن هذه الأمور شكلية ويمكن
حلها بالتفاهم ولفت نظر الحضور خلال اللقاء دموع بعض أعضاء الوفد عقب بث
التليفزيون الإيراني فيلما تسجيليا حمل مشاهد مأساوية لشهداء الثورة بميدان
التحرير. فيما قال مصطفي النجار من شباب الثورة إن الثورة المصرية تختلف
عن ثورة إيران، ففي مصر كانت الثورة إنسانية وليست دينية وبدأها الشباب
وقام بها الشعب وحماها وأتمها الجيش الذي أبي أن يتخلي عن أبنائه.
ورد
القائم برعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة مجتبي أماني بأن مسألة تشبيه
الثورتين لا تعني أن إيران تسعي إلي تديين الثورة المصرية، مشيرًا إلي أنه
عندما يشبه مسئول إيراني الثورة المصرية بالثورة الإيرانية فإنه يشبهها
بأغلي شيء في حياته وهي ثورة إيران.
فيما كشف وائل الإبراشي عن
معلومات لديه بشأن خلاف بين الدبلوماسية المصرية والأجهزة الأمنية شأن عودة
العلاقات المصرية - الإيرانية، لافتًا إلي ضرورة أن يخرج هذا الملف من
حوزة الأجهزة الأمنية، داعيا أن يتم تغيير اسم شارع خالد الإسلامبولي إلي
اسم شهداء الثورة المصرية كهدية إيرانية وبادرة خير وقال إنه لا يوجد أي
مبرر حاليا لقطع العلاقات بين البلدين.