روح القانون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الأستشارات القانونيه نقدمها مجانا لجمهور الزائرين في قسم الاستشارات ونرد عليها في الحال من نخبه محامين المنتدي .. او الأتصال بنا مباشره موبايل : 01001553651 _ 01144457144 _  01288112251

2 مشترك

    لماذا أنا سبب تخلفكم ؟؟ إن كنت كذلك فهلا عدتم لوأدي وأريتموني تقدمكم ؟؟ صرخة صماء

    الشيماء
    الشيماء
    .
    .


    عدد المساهمات : 30
    نقاط : 56
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 02/09/2009

    لماذا أنا سبب تخلفكم ؟؟ إن كنت كذلك فهلا عدتم لوأدي وأريتموني تقدمكم ؟؟ صرخة صماء Empty لماذا أنا سبب تخلفكم ؟؟ إن كنت كذلك فهلا عدتم لوأدي وأريتموني تقدمكم ؟؟ صرخة صماء

    مُساهمة من طرف الشيماء الجمعة أكتوبر 23, 2009 6:05 am

    منذ عدة سنوات وأنا أدرس في المعهد الشرعي مر معي في مادة الخطابة ومن شروط الخطبة الناجحة أنه يجب على الخطيب تخير الموضوع المناسب للمناسبة التي يضطلع فيها بالخطابة فليس من المعقول وفي خطبة زفاف أن يتحدث عن الموت وأشراط الساعة وليس من المناسب في خطبة عزاء أن يتحدث عن عذاب القبر فقط وكأن الميت يتلقى الآن سياط العذاب بل يجب أن يتحدث عن رحمة الله ومغفرته الواسعة وقيمة الصبر لأهل الميت وثوابه الكبير . و يومها ضحكت من هذا المثال وأنا أتخيله وقلت وهل هذا معقول ؟؟ إن في كتاب الله الكريم وسنة نبيه الأمين من المتسع لكل مقال ومقام أليس هو دين لكل زمان ومكان ومناسبة ؟ وفي قوله تعالى : ( ما فرطنا في الكتاب من شيء ) صدق على ذلك .
    ولكن وبعد هذه السنوات اكتشفت أنني ظلمت مؤلف الكتاب وأنه لم يأت بالمثال من عبث بل حقيقة يمكن أن يفعل بعض الخطباء ذلك !!!!!!! نعم يتحدثون في مناسبة الخطبة بغير المناسبة وبعيداً عنها ففي ليلة البارحة كان يوجد أمام منزلي في الشارع مجلس عزاء وباعتباره اليوم الأخير سوف يختتم بخطبة عصماء .
    انتهت تلاوة القرآن الكريم وبدأ هذا الخطيب المفوه بخطبته وبالطبع هو يعتقد أنه كلما علا صوته في هذا الليل البهيم فهذا يضفي عليه مهابة أكثر وبأنه واثق من كلماته عارف لما يقول :
    بدأ يوضح كيف يقدم المرء على ربه بعد الموت إما كالعائد من السفر وإما كالعبد الآبق بعد القبض عليه وبدأ يستفيض قليلاً بهذا النقطة وهنا .... (أمطني ألبي أو قمطني قلبي ) وترجمة قمطني قلبي بالسوري : يعني ـ توجست خيفة ـ فليس من المناسب أن يبدأ بالحديث عن أهوال القبر وكأن الميت ممن هو منهم والعياذ بالله ولكنه ليته توقف عند هذا الحد تسرب منه لعدد أكفان الميت طبعا عرج على الرجل قليلاً وليس هنا بيت القصيد وووصل لعدد أكفان المرأة ووجوب سترها وعدم رؤيتها من الغير وهنا علت وتيرة النبرة واشتدت وكأنه في خطبة جمعة وليس مجلس عزاء فيه سكينة الموت ووقاره وطالت خطبته وأيضاً هذا من محظورات الخطابة و كان ملخصها للرجال الجلوس يستمعون أن يتقوا هذا الشر المطلق ويحرصوا على وأد نسائهم لأنهم سبب كل بلاء لهذه الأمة وأعتقد أنه متابع لآخر الأحداث ويقصد قضية النقاب وليته تحدث عنها بعقلانية وحرية العقيدة والحرية الشخصية بتخير الملبس والرأي وأنه من حق المرأة المسلمة تخير لباسها الذي ترى فيه إرضاء لربها وعقيدتها لكنه ومن خلال كلماته تتخيل المرأة شيطان الأمة وسبب بؤسها وفقرها وفاقتها وإياك أن تظن أن قمع الحريات الفكرية وحظر الأحزاب وتخلف مناهج التعليم التي تعتمد على البصم وإفراغ المعلومات على ورقة الامتحان لترتقي من صف لآخر ونظام التوريث للكرسي و الفساد الإداري والمحسوبيات والرشاوى وقلة وعي المواطن بدوره في بناء وطنه وانتشار الأمية في الأرياف والبطالة وتدني الوضع الاقتصادي إياك إياك أن تظن كل هذه المصائب سبباً في تخلفنا و للأمانة فخطيبنا المفوه قد تمنى تقدمنا العلمي و أنكر علينا عدم وجود مركبة فضائية نمتلكها وأنه ليس مكانة بين الأمم ولكن بفطنته عرف السبب أنها المرأة وتفلتها من أحكام الدين ـ هو بالطبع ـ لا يقصد الالتزام الحقيقي بشرع الله ولكنه صرح بوجوب حجبها كلية عن الحياة والخطيب يرعد ويزبد بكل هذه الخطبة الحماسية حول المرأة ودورها في فساد المجتمع وشريط التاريخ الذي تعلمناه يمر أمام عيني و عندما أتذكر المرأة المسلمة لا يمكن أن أنسى نسيبة المازنية أم عمارة في معركة أحد عندما ترك الرجال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحده في ساح المعركة ساعين خلف الغنائم مخالفين أوامره وهو بين مقاتلي قريش يتناولوه بالسهام والنبال فيلتفت عن يمينه فيجدها يلتفت عن يساره فيجدها أمامه ـ خلفه تزود عنه كالنمور تحميه والرجال منشغلون بالغنائم وكررت وقفتها في معركة اليمامة أتذكر جدتنا صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة الخندق عندما جعل الرسول النساء والأطفال في حصن حسان بن ثابت و بينما كان المسلمون يرابطون على حواف الخندق منشغلين في مواجهة قريش وأحلافها أبصرت صفية رضي الله عنها شبحاً يتحرك في الظلام فأرهفت السمع فإذا هو يهودي جاء متجسساً على الحصن فأدركت ببصيرتها أنهم لو علموا بأن نساء المسلمين وحدهم سيقومون بسبيهم ورق أولادهم وهنا الطامة الكبرى فبادرت لخمارها لفته على رأسها وشدت ثيابها لوسطها مستعدة للشهادة وحملت عموداً كبيراً غافلت به اليهودي المتجسس وضربته ضربة قوية على رأسه حتى وقع وبادرته بضربات متتالية فقضت عليه ثم عمدت لرأسه فاحتزته ورمته يتدحرج لقومه في أسفل الحصن فلما رأوه قال بعضهم لبعض :
    لقد علمنا أن محمداً لم يكن ليترك النساء والأطفال من غير حماة .. ثم انصرفوا عن الحصن
    وسجل لها التاريخ أنها أول إمرأة قتلت مشركاً في الإسلام وحمت نساء المسلمين من السبي والرق
    هذا ما تعلمته من التاريخ وما أرنو إليه من نساء قدوة و مثال لأسمو لجزء مما فعلنه فما بالكم يا خطباؤنا تغيرون التاريخ ؟؟؟ وتجعلونا رجس من عمل الشيطان ؟؟
    ........ توقف قليلاً تنفست الصعداء ....... تابع ... ( أمطني ألبي ثانية ) وتابع : وهل تعرفون يا أخواني ما سبب هذه الهجمة الآن أنها هجمة عشواء على أهل السنة والجماعة ...... ها .... الآن دخلنا بمعترك آخر وبدأنا الحديث عن الفضائيات والدش والمشايخ السيئة اللذين قصدهم إبادة أهل السنة والجماعة ويا حدق و يا لبيب افهم وهب لحربهم وقتالهم وإبادتهم قبل أن يبيدوك أنهم أعداؤك اللدد إياك أن تظن عدوك إسرائيل أو أمريكا التي تتغنى بالحريات ليل نهار وتزعم نفسها المسيح المخلص وفي كل يوم تبتكر نوعاً جديداً من السجون والزنزانات الحديثة الفولاذية و صاحبة أشهر معتقل في التاريخ ليست عدوتك .
    وبعد وقت متأخر رحمنا الله وانتهى خطيب الدرجة العاشرة من خطبته العصماء وما سمعت له دعاء بتحنان لهذا الميت المسكين .
    ومنذ تلك اللحظة و في داخلي صرخة صماء :
    لماذا أنا المرأة تعتبروني سبب تخلفكم وفسادكم وانهزامكم ؟؟ لماذا المخرج الوحيد لكل ما تعاني منه مجتمعاتنا هو الحجر على تفكيري وعقلي ورأي وكل ما يأنث في الحياة ؟؟
    إن كنت أنا كذلك فسأعفيكم من هذا العبء وعودوا للوأد ... أؤدوني .... و هذه المرة لن أكتفي بسؤالي بأي ذنب قتلت ؟؟ بل سأسألكم هاأنتم تخلصتم من رجس من عمل الشيطان فأروني أيها الرجال ماذا فعلتم من بعدي من أمجاد وحضارات ؟؟؟ لم يعد هناك نساء تصرخوا لوأدهن فهل صرختم بوجه أنظمتكم هبوا لنجدة الأقصى قبلتكم الأولى والذئاب تنهش بأساسه توهنه ؟؟ أم أن للبيت رب يحميه فلنجلس وقلتم لأخوتكم في فلسطين والعراق كما قال قوم موسى لنبيهم (( فاذهب وأنت وربك فقاتلا إن هاهنا قاعدون )) ؟؟؟ هل اكتفيتم بما وهب الله بلادكم من ثروات غزيرة واستثمرتموها خير استثمار و انتهى زمن استيراد الغذاء والدواء وتسالي لياليكم الطويلة التي أصبحت ملئ بالعلم والبحث ولم تعد المقاهي تغص بالرواد الباحثين عن قتل الوقت إضاعته بالنرد و لعب الورق ؟ هل بدأت وفود طلاب العلم من كل أنحاء العالم تأتي لتنهل من علومكم وجامعاتكم واكتشافاتكم العلمية في كل حين و انتهيتم من الذهاب أنتم إليهم وتعلم تقدمهم العلمي ؟؟
    أروني أمجادكم من بعدي
    محمد راضى مسعود
    محمد راضى مسعود
    المدير العام
    المدير العام


    عدد المساهمات : 7032
    نقاط : 15679
    السٌّمعَة : 118
    تاريخ التسجيل : 26/06/2009
    العمل/الترفيه : محامى بالنقض

    لماذا أنا سبب تخلفكم ؟؟ إن كنت كذلك فهلا عدتم لوأدي وأريتموني تقدمكم ؟؟ صرخة صماء Empty رد: لماذا أنا سبب تخلفكم ؟؟ إن كنت كذلك فهلا عدتم لوأدي وأريتموني تقدمكم ؟؟ صرخة صماء

    مُساهمة من طرف محمد راضى مسعود السبت أكتوبر 24, 2009 1:14 am

    الاخت العزيزه الشيماء ابدا ليس هذا من الدين فى شىء والدين الاسلامى كرم المرأه وحض على احترامها حتى وان امرها بأن تقر فى بيتها فهو من باب تكريمها وتفرغها لان تقيم الاسره السليمه والابناء الاسوياء اليس نبى الاسلام هومن قال لمن سأله من احق بحسن صحابتى قال امك ثلاثا وقال ابوك مره ثم اليس الجنه تحت اقدام الامهات

    ألم يوصى الإسلام باحترام المرأة ورعايتها والحرص على مشاعرها
    فقال عليه الصلاة والسلام ( استوصوا بالنساء خيراً) _متفق عليه_
    1*** ساوى الإسلام بين الرجل في النسب الإنساني البشري بعد ان كانوا يرون المرأة رجسا وخطيئة قال تعالى
    (ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم
    من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيرا ونساءً)



    ***2وساوى الأسلام بين الرجل والمرأة في العمل والجزاء
    قال تعالى0000
    ) فاستجاب لهم ربهم انى لآضيع عمل عامل منكم من ذكر او انثى بعضكم من بعض ( _ ال عمران 195



    _
    3***وساوى ايضا في حق التملك والأكتساب فللمرأة ان تملك الدور والمصانع
    وغيرها والذهب 000سواء كانت زوجة او ام او بنت 0000 قال تعالى

    ( للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن ) _ النساء 23_




    4*** وحدد الإسلام نصيب المرأة من الميراث بعد ان كانت لاترث في الجاهلية
    قال تعالى000
    )للرجال نصيب مماترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما
    ترك الوالدان والأقربون مما قل منه او اكثر نصيبا مفروضا)




    5*** وحذر الأسلام على الزوج من الأضرار بزوجاتهم وامرهم بعشرتهن بالمعروف
    او مفارقتهن بالمعروف 0 قال تعالى
    000( وإذا طلقتم النساء فبلغن اجلهن فامسكوهن بمعروف ولاتمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذالك فقد ظلم نفسة)



    6*** ومن تكريم لإسلام عليها انه منع تزويجها بغير اذنها
    000 فقال رسول الله ( استأمروا النساء في ابضاعهن )




    7*** ومن تكريمه لها انه ارشد الرجال إلى الأقتران بذوات الدين وعدم النظر إلى
    جمال او المال او الحسب 00 قال فقال النبي ( تنكح المرأة لأربع : لمالها ولجمالها وحسبها ودينها فاظفر بذات الدين تربت يداك )




    8***ومن تكريمة عليها انه جعل قذف المحصنة من الكبائر وذلك حفاظا على شرفها وعفافها فقد سئل رجل النبي عليه الصلاة والسلام
    فقال هن تسع 00 وذكر منهن قذف المحصنات 0)




    9*** ومن رحمة المرأة وفي بطنها جنينها كتب الله لها اجر الشهداء
    لقول النبي )(000وفي النفساء يقتلها ولدها جمعاء شهداء00




    10*** جعل الأسلام البنات هبه من الله قال تعالى000
    ( لله ملك السموات والارض
    يخلق مايشاء يهب لمن نشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور ) 0



    11*** وكفل الإسلام للمرأة حق الفراش وهو حقها في الوطْء فللزوجة الحق في طلب الطلاق إذا منعها زوجها هذا الحق او كان لارغبة لهم في النساء 0



    12*** واباح الإسلام للزوجة شكاية زوجها إذا اساء عشرتها فقد ذهبت بعض النساء إلى زوجات النبي عليه السلام يشتكين ازواجهن ليس اولئك بخياركم (




    13*** ومن تكريم الإسلام للمرأة تلك الأمور التي يعدها دعاة التحرير المرأة قيودا
    عليها وهي في الحقيقة قيودا عليهم هم 0




    14*** ومن تكريمة لها انه ارشد إلى اختيار الأسماء الجميلة المناسبة لها فقد ثبت ان الرسول غير اسم عاصيه الى جميلة 000




    00015وايضا انها تحتفظ بأسمها واسم ابيها وعائلتها حتى بعد زواجها لا كما
    يفعل في بلاد الغرب 00





    00016ومن رحمته بها ان جعل الحج والعمرة لها مكان الجهاد في سبيل الله
    وهذا تخفيف عليها 000
    فعن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت يا رسول الله
    على النساء جهاد لاقتال فيه ، الحج والعمرة(

    يقول الشيخ القرضاوي:

    بسم الله ، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد ..

    لا توجد قضية التبس فيها الحق بالباطل، واختلط فيها الصواب بالخطأ ووقع فيها الغلو والتقصير، مثل قضية المرأة في مجتمعاتنا الإسلامية. فالحق أنه لا توجد ديانة سماوية أو أرضية، ولا فلسفة مثالية أو واقعية، كرمت المرأة وأنصفتها وحمتها، مثل الإسلام..

    فقد كرم الإسلام المرأة وأنصفها وحماها إنسانًا.

    وكرم الإسلام المرأة وأنصفها وحماها أنثى.

    وكرم الإسلام المرأة وأنصفها وحماها بنتًا

    وكرم الإسلام المرأة وأنصفها وحماها زوجة.

    وكرم الإسلام المرأة وأنصفها وحماها أمًا

    وكرم الإسلام المرآة وأنصفها وحماها عضوا في المجتمع.

    كرم الإسلام المرأة إنسانًا حين اعتبرها مكلفة مسئولة كاملة المسئولية والأهلية كالرجل، مَجْزِيَّة بالثواب والعقاب مثله، حتى إن أول تكليف إلهي صدر للإنسان كان للرجل والمرأة جميعًا، حيث قال الله للإنسان الأول: آدم وزوجه: (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ) (البقرة:35)

    ومما يذكر هنا أن الإسلام ليس في شيء من نصوصه الثابتة في القرآن الكريم أو السنة الصحيحة نص يُحَمِّل المرأة تبعة إخراج آدم من الجنة، وشقاء ذريته من بعده، كما جاء ذلك في "أسفار العهد القديم". بل القرآن يؤكد أن آدم هو المسئول الأول: (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) (طـه:115).، (فَأَكَلا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى )ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى) (طه: 121، 122).

    ولكن بعض المسلمين، للأسف الشديد، ظلموا المرأة ظلمًا كبيرًا، وجاروا على حقوقها، وحرموها مما قرره الشرع لها، باعتبارها إنسانًا، أو أنثى، أو ابنة أو زوجة أو أمًا.

    والعجيب أن كثيرًا مما وقع عليها من ظلم وافتئات وقع باسم الدين وهو منه براء.

    لقد نسبوا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال في شأن النساء " شاوروهن وخالفوهن"، وهو حديث موضوع لا قيمة له ولا وزن من الناحية العلمية.

    هذا مع أن النبي -صلى الله عليه وسلم- شاور زوجته أم سلمة في أمر من أهم أمور المسلمين، وأشارت عليه، فأخذ برأيها راضيًا مختارًا، وكان فيه الخير والبركة.

    ونسبوا إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه قوله: "المرأة شر كلها، وشر ما فيها أنه لا بد منها" وهو قول غير مقبول قط، لا من منطق الإسلام، ولا من نصوصه. كيف والقرآن الكريم يقرن المسلمات بالمسلمين، والمؤمنات بالمؤمنين والقانتات بالقانتين، إلى آخر ما هو معلوم من كتاب الله تعالى؟.

    وقالوا فيما قالوا: إن صوت المرأة عورة، فلا يجوز لها أن تتكلم مع الرجل، غير زوج ولا محرم؛ لأن صوتها بطبيعته الناعمة يغري بالفتنة، ويوقظ في القلب الشهوة. وسألناهم عن الدليل، فلم نجد لهم دليلاً يعول عليه ويستند إليه.

    ترى هل جهل هؤلاء أن القرآن أجاز سؤال أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- من وراء حجاب، رغم التغليظ في أمرهن، حتى حرم عليهن ما لم يحرم على غيرهن؟ ومع هذا قال الله تعالى: (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ) (الأحزاب: 53). والسؤال يقتضي جوابًا، وهو ما كانت تفعله أمهات المؤمنين، حيث كن يفتين من استفتاهن، ويروين الأحاديث لمن يريد أن يتحملها عنهن.

    وقد كانت المرأة تسأل النبي -صلى الله عليه وسلم- في حضرة الرجال ولم تجد في ذلك حرجًا ولا منعها النبي -صلى الله عليه وسلم-.

    وقد ردت المرأة على عمر رأيه، وهو يخطب على المنبر، فلم ينكر عليها، بل اعترف بصوابها وخطئه، وقال: "كل الناس أفقه من عمر".

    وقد رأينا الفتاه ابنة الشيخ الكبير المذكورة في صورة القصص تقول لموسىSadإِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا). (القصص: 25).

    كما تحدثت إليه هي وأختها من قبل حين سألهما: (مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ). (القصص: 23).

    كما حكى لنا القرآن ما جرى من حديث بين سليمان -عليه السلام- وملكة سبأ، ومثل ذلك بينها وبين قومها من الرجال. وشرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد ما ينسخه من شرعنا، كما هو المذهب المختار.

    كل ما يُمنع هنا هو التكسر والتميع في الكلام، الذي يراد به إثارة الرجل وإغرائه، وهو ما عبر عنه القرآن باسم "الخضوع بالقول" وذلك في قوله تعالى: (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً) (الأحزاب:32)

    فالمنهي عنه هو هذا "الخضوع" الذي يطمع الذين أمرضت قلوبهم الشهوات، وهذا ليس منعًا للكلام كله مع الرجال كلهم، بدليل قوله تعالى تتمة للآية: (وقلن قولاً معروفًا).

    ومن الأحاديث التي أساءوا فهمها ما رواه البخاري عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "ما تركت بعدي فتنه أضر على الرجال من النساء ".

    فقد توهموا وأوهموا أن الفتنة هنا تعني أنهن شر ونقمة، أو مصيبة يبتلى بها الإنسان كما يبتلى بالفقر والمرض والجوع والخوف، وغفلوا عن شيء مهم، وهو: أن الإنسان إنما يفتن بالنعم أكثر مما يفتن بالمصائب. وقد قال تعالى: () وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً)(الأنبياء: 35)

    وليس أدل على ذلك من اعتبار القرآن الأموال والأولاد، وهما من أعظم نعم الحياة الدنيا وزينتها، فتنة يحذر منها، كما قال تعالى في كتابه العزيز: (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ ) (التغابن: 15)، (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ ). (الأنفال: 28).

    وفتنتها أنها قد تلهي الإنسان عن واجبه نحو ربه، وتشغله عن مصيره، وفي هذا يقول الله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) (المنافقون:9)

    وكما يخاف على الناس أن يفتنوا بالأموال والأولاد، يخاف عليهم أن يفتنوا بالنساء، يفتنوا بهن زوجات يثبطنهم عن البذل والجهاد، ويغرينهم بالاشتغال بالمصالح الخاصة عن الواجبات العامة، وفي هذا جاء التحذير القرآني: (إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ). (التغابن: 14).

    ويفتنوا بهن إذا أصبحن أدوات للإثارة، وتحريك الشهوات، وتأجيج نيران الغرائز في صدور الرجال، وهذا هو الخطر الأكبر، الذي يخشى من ورائه تدمير الأخلاق، وتلويث الأعراض، وتفكيك الأسر والجماعات.

    والتحذير من النساء هنا كالتحذير من نعمة المال والرخاء وبسطة العيش وهو ما جاء في الحديث الصحيح: "والله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم فتتنافسوها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم". (متفق عليه من حديث عمرو بن عوف الأنصاري).

    فلا يعني هذا الحديث أن الرسول يعمل على نشر الفقر، وهو الذي استعاذ بالله منه، وقرنه بالكفر، ولا أنه يكره لأمته السعة والرخاء والغنى بالمال، وهو الذي قال: "نعم المال الصالح للمرء الصالح " (رواه أحمد 4/197 و202 والحاكم في المستدرك 2/2 وصححه على شرط مسلم ووافقه الذهبي). إنما هو يضيء الإشارات الحمراء للفرد المسلم والمجتمع المسلم أمام المزالق والأخطار حتى لا تَزِلَّ أقدامه ويسقط في الهاوية من حيث لا يشعر، ولا يريد.

    والله أعلم.

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 7:00 am