روح القانون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الأستشارات القانونيه نقدمها مجانا لجمهور الزائرين في قسم الاستشارات ونرد عليها في الحال من نخبه محامين المنتدي .. او الأتصال بنا مباشره موبايل : 01001553651 _ 01144457144 _  01288112251

    الغندور وحكاوينا

    فاطمة سعد
    فاطمة سعد
    المراقبه العامه
    المراقبه العامه


    عدد المساهمات : 875
    نقاط : 2615
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 20/03/2011

    الغندور وحكاوينا Empty الغندور وحكاوينا

    مُساهمة من طرف فاطمة سعد الجمعة يونيو 03, 2011 11:40 pm

    جاءتني رسالة من صديق من الإخوان، يلومني على كلمات قلتها بحق الإخوان، كتب صديقي ما نصّه: "لماذا لا نضع التيارات الأخرى تحت المجهر مثلما نضع الإخوان؟! ولماذا نضخّم أخطاء الإخوان ولا نكاد نذكر أخطاء غيرهم؟! أعتقد أنه توجّه إعلامي بحت.. من وجهة نظري المتواضعة أن هناك حرباً على الإسلام من جانب كارهي الفكرة الإسلامية متمثلة في الحرب على أي جماعة تبنّت هذا الفكر وضحّت من أجله، وأيضاً تصيّد الأخطاء للعاملين في التيارات الإسلامية المختلفة. أخشى عليك أستاذنا الفاضل أن تكون من مشاركي هؤلاء في حملتهم دون قصد.. أتمنى وضع النصيحة في مكانها الصحيح".
    يلومني صديقي على مجاراة الهجوم على الإخوان الذي تتبناه جهات تكره الفكرة الإسلامية وتسخّر إعلامها لمحاربتها، وتتصيد الأخطاء للعاملين في التيارات الإسلامية المختلفة.. ويبرئني صديقي من تهمة تعمّد حرب الفكرة الإسلامية، وينصحني بألا أشارك فيها دون قصد.. من باب النصيحة..
    والحقيقة أن ما فعله صديقي معي من نصيحة وإبداء للرأي المخالف رغم صداقتنا الحميمة، هو هو ما أفعله أنا مع جماعة الإخوان المسلمين، من ذات المنطلق وبنفس الطريقة، من منطلق الحب والخوف على صديق، وبأسلوب النصيحة وإن جاءت قاسية؛ فليس للمنصوح إلا أن ينتصح كما أعلم ويعلم صديقي أن الواجب تقبّل النصيحة في أي صورة..
    لا ينكر مُنصف أن الإخوان ظهرت لهم أخطاء في الفترة الأخيرة، قد نختلف في تقدير حجمها؛ البعض يراها هفوات والبعض يراها قاتلة.. وكل يرجع لخلفيته الفكرية في تقدير ذلك، والأذكى من يستبق الحاضر ليبني المستقبل، والأغبى بالطبع من يعيش في وهم الماضي.. والثورة المصرية غيّرت كل شيء، وسبقت كل النخب، وأحدثت ثورة سياسية يجب أن تواكبها ثورة فكرية وتنظيمية.. بما يستلزمه ذلك من تحديث الاستراتيجيات وتفعيل الوسائل والآليات، وتطوير الأهداف والطموحات.. لتواكب المأمول من ثورة حققت الحلم، لم يبق إلا الرتوش.
    وخرج جواد الإخوان المسلمين من الثورة لم يُصبه العرق، حين كان الجميع يلهثون، بل خرج الإخوان محتفظين بلقب الأقوى والأكثر تنظيما وقدرة على المنافسة، ولا يُعيّرهم بتنظيمهم وتماسكهم رغم كل ما مرّ بهم من محن وصعوبات إلا متحامل حقود، إذ يشهد التاريخ أن الإخوان كانوا أكثر الفئات التي احتفظت بعداء النظام السابق والذي قبله والذي قبله، وهو ما قيّد حركاتهم وصعّب عليهم الخطو في متابعة وملاحقة أمنية ترقب كل حركة وسكنة، ولكنهم احتفظوا بتماسك بنائهم وبثوابتهم، في حين فشل الآخرون في هذا..
    قد تبدو هذه شهادة يلذّ للإخوان سماعها وترديدها، ولكن الواقع السياسي يحتاج إلى التدليل الحقيقي على هذا النظام، والإثبات الفعلي لهذا التماسك، والمحاولات الحقيقية للحفاظ على هذا التاريخ وهذه التضحيات، وبالتالي فالمأمول من الإخوان أكثر من المأمول من غيرهم، ونجاحهم يُلقي عليهم تبعات أكبر، ويجعل تعرضهم للضوء وبالتالي للنقد أكثر.. من جانب الكارهين ومن جانب الراغبين كذلك؛ إذ إن هناك من يحب للإخوان أن يتلافوا أخطاءهم التي اعترف بها صديقي، ويقوم بتضخيمها؛ حتى لا تستمر الجماعة في نزيف أخطاء يُفقدها مصداقيتها تدريجيا..
    ما أريد أن أقوله لصديقي ولجميع الإخوان أن النقد كما نردد دائما نوعان؛ نقد هدّام ونقد بنّاء، وفي الحالتين على المنتقَد أن ينظر في نفسه بعد أن يوجّه له النقد، فإن وجد خطأ فليعدّله، وإن وجد نصيحة فليأخذ بها أو يفكر فيها على الأقل؛ حيث "الحكمة ضالة المؤمن أنّى وجدها فهو أولى الناس بها" كما يقول الحديث الشريف.
    وأريد أن يعلم صديقي وجميع الإخوان أن المرحلة الحالية مفصلية بكل المقاييس، وعلى الجميع أن يعلم مدى دقتها؛ لأنها تحدد مصير وطن لن نجامل عليه ولن نحابي أحدا على حسابه، ويجب أن يحاسب الجميع نفسه ويتقبل من يحاسبه، ويبدو أن كلمات قلتها ذات مرة كانت فاصلة بدرجة كبيرة أحب أن أذكّر بها هنا: "أنا سعيد جدا بالهجوم الحاد الذي يتعرض له الإخوان على جميع الأصعدة في الوقت الحالي.. ليس لأني ضد الإخوان، ولكن لأنه سيدفع الجماعة دفعا إلى الممارسة الحقيقية للسياسة، والتخلص من الأمراض الثلاث:
    * اللعب على وتر التعاطف.
    * مبدأ الكلاب تعوي والقافلة تسير.
    * إنشائية الخطاب السياسي..."
    وهنا أقول إن الإخوان نجحوا في تجاوز بعضها، وما زالوا يحتاجون في البعض الآخر إلى التذكير المستمر الذي قد يصل لحد الطرق بالمطرقة..
    نجاح الإخوان يا صديقي هو السبب في وضعهم تحت المجهر، والتوجه الإعلامي ضدهم موجود بالفعل، ولكني مع الأسف لن أريحك بأن تجعله شماعة التراخي في فترة لا يُقبل فيها التراخي، وبالنسبة لتضخيم أخطائهم وعدم ذكر أخطاء الآخرين فمع الأسف أيضا أنت مهما ذاكرت واجتهدت، فأنت في نظر والديك -أقرب الناس إليك- مقصّر يُخشى عليك الرسوب، وتأتي حالة الرضا بالأداء قبل مرحلة السقوط مباشرة. أرجو أن تكون فهمت المثال.. والله بالتأكيد من وراء القصد..

    حكاوي الغندور
    الغندور وحكاوينا 1-20

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 4:45 am