نشر موقع مركز القدس للدراسات الإستراتيجية مقالاً للسفير الإسرائيلي
الأسبق بالقاهرة والخبير في الشئون المصرية تسيبي مزائيل، يرى فيه أن قضية
الجاسوس الإسرائيلي إيلان جربيل يجب أن تدقّ ناقوس الخطر في إسرائيل، إزاء
ما يتعلق بمستقبل العلاقات بين مصر وإسرائيل.
ويقول إنه على الرغم من أن بعض الإسرائيليين ينتابهم وهْم أن روح الحرية
والديمقراطية التي سرت في أرواح الشباب المصري بميدان التحرير ستؤدي إلى
خلق شرق أوسط جديد يشهد قبول الآخر -فما فيه إسرائيل- والتأكيد على حقوق
الإنسان وحرية التعبير والمساواة بين النساء والأقليات القومية والدينية،
إلا أن الواقع حتى الآن هو واقع محبط –حسب المحلل الإسرائيلي- حيث يرى أنه
لم يتغير الكثير سواء على الساحة السياسية أو في أسلوب التفكير المصري.
ويضيف
مزائيل أن إسرائيل والغرب يجب أن يضيئا الضوء الأحمر بعد أن قامت جميع
وسائل الإعلام المصرية دون استثناء بنشر الاتهامات الموجّهة لإيلان، وعدم
قيام أي من وسائل الإعلام تلك بالتشكيك في تلك التهم الموجّهة إليه، علاوة
على قيام بعض الصحف المصرية بالمطالبة بإلغاء اتفاقية تصدير الغاز المصري
لإسرائيل؛ رداً على هذه القضية.
وهنا يؤكد السفير الإسرائيلي الأسبق
بالقاهرة أن العداء لإسرائيل لم يقتصر على وسائل الإعلام المصرية فقط، بل
امتدّ إلى الحكومة المصرية الجديدة الثورية الديمقراطية، من خلال تصريحات
نائب رئيس الوزراء يحيى الجمل التي اتهم فيها إسرائيل بأنها تعمل على إثارة
الفتنة في البلاد.
كما يشير مزائيل إلى أن هذه الممارسات المصرية
تدل على طبيعة سياسات النظام المصري الجديد ضد إسرائيل، وهي السياسات التي
تتمثل في العزلة المتواصلة بين زعماء الدولتين. فمنذ خلع مبارك من منصبه في
الحادي عشر من فبراير الماضي والعلاقات تُدار بين الدولتين على مستوى
الأعمال في وزارتي الخارجية والدفاع، وذلك على الرغم من وجود العديد من
القضايا المصيرية الخطيرة بين البلدين، التي يجب مناقشتها على مستوى رؤساء
الوزراء والوزراء، ولكن بدلاً من ذلك وجدنا أن العلاقات بين مصر وإسرائيل
آخذة في التدهور.
وفي النهاية يقول السفير الإسرائيلي الأسبق
بالقاهرة تسيبي مزائيل إن الثورة المصرية لا تزال عالقة وغير واضحة
المعالم، ولا تسير في أي اتجاه محدد.