من
المعروف أن الصلاة قد كتبت على الذين آمنوا حتى يبقوا على صله بالله ولا
يحتاج العبد إلى وسيط بينه وبين الله في موضوع الصلاة، ويظل الإنسان المؤمن
هو الذي يسعى إلى الصلاة التي من مفادها أن يتقرب بها من الله، وان تجعل
الإنسان يتجنب المحرمات لأنه على صلة بالله، ولذلك قال تعالى:
((اتْلُ
مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ
الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ
أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)) سورة العنكبوت آية 45.
أي
بدون الصلاة والحفاظ عليها يصبح الإنسان عرضة لفعل المحرمات، أو يقع فيها،
لأنه ليس بينه وبين الله صلة مستمرة، ولذلك فرض الله الصلاة على الناس
لحمايتهم من الوقوع في المحظور، يقول تعالى:
((فَإِذَا
قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى
جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ إِنَّ
الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً)) سورة
النساء آية 103.
وكتابا
موقوتا هنا تعني وقت الصلاة أن تؤديها في وقتها، ولم يطلب الله من الذين
آمنوا أن يؤدوها أو يذكروا بعضهم بها عن طريق إرهاب الناس أو تقوم مجموعه
ضالة بضرب الناس من أجل الصلاة، هذا أمر لا يقبله الله، ولا يقبل الله
الصلاة من الإنسان الذي يصلي تحت القهر لأنه يصلي خوفاً من هؤلاء وليس
خوفاً من الله، وإن صلاة الخوف في القران هي الخوف من الفتنة، يقول تعالى:
((وَإِذَا
ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ
مِنَ الصَّلاَةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنَّ
الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوّاً مُّبِيناً)) سورة النساء آية 101.
إذن
ما تقوم به جماعة الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف تجاه الناس بما يخص
الصلاة ليس من الإسلام في شيء، لأن المؤمن لا يحتاج إلى هذا النوع من
التذكير، وأن الصلاة لم تفرض على المؤمن بالقوة، والذي لا يصلي لا يجوز أن
يكره على الصلاة، يقول تعالى:
((وَلَوْ
شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ
تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ)) سورة يونس آية 99.
ثم أن الله تعالى يقول عن المؤمنين:
((إِلَّا
الْمُصَلِّينَ{22} الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ{23}
وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ{24} لِّلسَّائِلِ
وَالْمَحْرُومِ{25} وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ{26}
وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ{27} إِنَّ عَذَابَ
رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ{28} وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ
حَافِظُونَ{29} إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ
أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ{30} فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء
ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ{31} وَالَّذِينَ هُمْ
لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ{32} وَالَّذِينَ هُم
بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ{33} وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ
يُحَافِظُونَ{34} أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ {35})) سورة المعارج.
يتبين
من هذه الآيات الكريمة أن المؤمن لا يقطع الصلاة ويتمسك بما يقربه إلى
الله ويبتعد عن المحرمات، أما الذي يصلي خوفا من الناس أو ينفق من ماله من
أجل إرضاء الناس فقد قال عنهم الله تعالى:
((وَمَا
مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ
كَفَرُواْ بِاللّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ
وَهُمْ كُسَالَى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ)) سورة التوبة
آية 54.
وهذا
يعني وجود المنافقين بين المسلمين في كل زمان، ثم كيف للإنسان أن يصلي
خوفا من جماعة ما ويذهب إلى الصلاة دون وضوء؟!.. وقد فرض الله على الذين
آمنوا الإعداد للصلاة قبل الصلاة وهو الوضوء، قال سبحانه وتعالى:
((يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ
وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ
وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُواْ
وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ
الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء
فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم
مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن
يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ
تَشْكُرُونَ)) سورة المائدة آية 6.
ثم
انه ليس في الإسلام وظيفة أو مهنة تحث الناس على الصلاة في وقتها، وأن
الرسول المكلف من الله بنشر الإسلام لم يؤسس جماعة لكي تجوب في الشوارع وفي
الأسواق ليحث الناس على الصلاة بالقوة، وكان في زمن الرسول من يؤدي الصلاة
في وقتها ومن لا يصلي، ولم يرسل الرسول لهم من يحاسبهم على ذلك، وأن ما
تقوم به جماعة الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف كما يطلقون على أنفسهم لا
علاقة له بالإسلام، وأن علاقته الوحيدة هو لإرهاب الناس من السلطات في
السعودية باسم الدين، أي أن سلطة هؤلاء في السعودية لا فرق بينهم وبين
السلطة المصرية في تطبيق قانون الطوارئ في مصر، ومن المعروف في الإسلام أنه
ليس هناك سلطة دينيه، يؤمن الإنسان أو يكفر، يصلي أو لا يصلي، هذه حرية
العقيدة في الإسلام ولا يمكن أن يقبل الله من الناس الصلاة أو الإيمان إلا
إذا كان لهم رغبه حقيقية في عبادة الله والإخلاص لله دون خوف من أحد، وأن
الله هو الغني عن الناس أجمعين، أي أن الله ليس بحاجة للناس، وأن الناس هم
من بحاجة الله، يقول تعالى:
((يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)) سورة فاطر آية 15.
ثم يقول تعالى:
((لاَ
إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ
يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ
بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)) سورة البقرة آية 256.
والله لا يريد من الناس أن يؤمنوا كرهاً أو يصلوا كرهاً، يقول تعالى:
((إِن
تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ
الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ
أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ
تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)) سورة الزمر آية 7.
أي
أن الله لا يرضى لعباده الكفر، ولكن الناس هم الذين يبحثون عن الكفر أو
الإيمان، وطالما نحن ما زلنا في الحياة الدنيا سوف يستمر البشر في كل شيء
من إيمان وكفر وصلاة وعدم صلاة والتزام من بعض الناس وعدم التزام من البعض
الآخر ونفاق من آخرين إلى أن يحكم الله بين الناس يوم القيامة.
المعروف أن الصلاة قد كتبت على الذين آمنوا حتى يبقوا على صله بالله ولا
يحتاج العبد إلى وسيط بينه وبين الله في موضوع الصلاة، ويظل الإنسان المؤمن
هو الذي يسعى إلى الصلاة التي من مفادها أن يتقرب بها من الله، وان تجعل
الإنسان يتجنب المحرمات لأنه على صلة بالله، ولذلك قال تعالى:
((اتْلُ
مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ
الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ
أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)) سورة العنكبوت آية 45.
أي
بدون الصلاة والحفاظ عليها يصبح الإنسان عرضة لفعل المحرمات، أو يقع فيها،
لأنه ليس بينه وبين الله صلة مستمرة، ولذلك فرض الله الصلاة على الناس
لحمايتهم من الوقوع في المحظور، يقول تعالى:
((فَإِذَا
قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى
جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ إِنَّ
الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً)) سورة
النساء آية 103.
وكتابا
موقوتا هنا تعني وقت الصلاة أن تؤديها في وقتها، ولم يطلب الله من الذين
آمنوا أن يؤدوها أو يذكروا بعضهم بها عن طريق إرهاب الناس أو تقوم مجموعه
ضالة بضرب الناس من أجل الصلاة، هذا أمر لا يقبله الله، ولا يقبل الله
الصلاة من الإنسان الذي يصلي تحت القهر لأنه يصلي خوفاً من هؤلاء وليس
خوفاً من الله، وإن صلاة الخوف في القران هي الخوف من الفتنة، يقول تعالى:
((وَإِذَا
ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ
مِنَ الصَّلاَةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنَّ
الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوّاً مُّبِيناً)) سورة النساء آية 101.
إذن
ما تقوم به جماعة الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف تجاه الناس بما يخص
الصلاة ليس من الإسلام في شيء، لأن المؤمن لا يحتاج إلى هذا النوع من
التذكير، وأن الصلاة لم تفرض على المؤمن بالقوة، والذي لا يصلي لا يجوز أن
يكره على الصلاة، يقول تعالى:
((وَلَوْ
شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ
تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ)) سورة يونس آية 99.
ثم أن الله تعالى يقول عن المؤمنين:
((إِلَّا
الْمُصَلِّينَ{22} الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ{23}
وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ{24} لِّلسَّائِلِ
وَالْمَحْرُومِ{25} وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ{26}
وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ{27} إِنَّ عَذَابَ
رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ{28} وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ
حَافِظُونَ{29} إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ
أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ{30} فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء
ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ{31} وَالَّذِينَ هُمْ
لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ{32} وَالَّذِينَ هُم
بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ{33} وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ
يُحَافِظُونَ{34} أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ {35})) سورة المعارج.
يتبين
من هذه الآيات الكريمة أن المؤمن لا يقطع الصلاة ويتمسك بما يقربه إلى
الله ويبتعد عن المحرمات، أما الذي يصلي خوفا من الناس أو ينفق من ماله من
أجل إرضاء الناس فقد قال عنهم الله تعالى:
((وَمَا
مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ
كَفَرُواْ بِاللّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ
وَهُمْ كُسَالَى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ)) سورة التوبة
آية 54.
وهذا
يعني وجود المنافقين بين المسلمين في كل زمان، ثم كيف للإنسان أن يصلي
خوفا من جماعة ما ويذهب إلى الصلاة دون وضوء؟!.. وقد فرض الله على الذين
آمنوا الإعداد للصلاة قبل الصلاة وهو الوضوء، قال سبحانه وتعالى:
((يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ
وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ
وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُواْ
وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ
الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء
فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم
مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن
يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ
تَشْكُرُونَ)) سورة المائدة آية 6.
ثم
انه ليس في الإسلام وظيفة أو مهنة تحث الناس على الصلاة في وقتها، وأن
الرسول المكلف من الله بنشر الإسلام لم يؤسس جماعة لكي تجوب في الشوارع وفي
الأسواق ليحث الناس على الصلاة بالقوة، وكان في زمن الرسول من يؤدي الصلاة
في وقتها ومن لا يصلي، ولم يرسل الرسول لهم من يحاسبهم على ذلك، وأن ما
تقوم به جماعة الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف كما يطلقون على أنفسهم لا
علاقة له بالإسلام، وأن علاقته الوحيدة هو لإرهاب الناس من السلطات في
السعودية باسم الدين، أي أن سلطة هؤلاء في السعودية لا فرق بينهم وبين
السلطة المصرية في تطبيق قانون الطوارئ في مصر، ومن المعروف في الإسلام أنه
ليس هناك سلطة دينيه، يؤمن الإنسان أو يكفر، يصلي أو لا يصلي، هذه حرية
العقيدة في الإسلام ولا يمكن أن يقبل الله من الناس الصلاة أو الإيمان إلا
إذا كان لهم رغبه حقيقية في عبادة الله والإخلاص لله دون خوف من أحد، وأن
الله هو الغني عن الناس أجمعين، أي أن الله ليس بحاجة للناس، وأن الناس هم
من بحاجة الله، يقول تعالى:
((يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)) سورة فاطر آية 15.
ثم يقول تعالى:
((لاَ
إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ
يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ
بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)) سورة البقرة آية 256.
والله لا يريد من الناس أن يؤمنوا كرهاً أو يصلوا كرهاً، يقول تعالى:
((إِن
تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ
الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ
أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ
تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)) سورة الزمر آية 7.
أي
أن الله لا يرضى لعباده الكفر، ولكن الناس هم الذين يبحثون عن الكفر أو
الإيمان، وطالما نحن ما زلنا في الحياة الدنيا سوف يستمر البشر في كل شيء
من إيمان وكفر وصلاة وعدم صلاة والتزام من بعض الناس وعدم التزام من البعض
الآخر ونفاق من آخرين إلى أن يحكم الله بين الناس يوم القيامة.