في ذات يوم سبق المأمور الى محكمة الجنح وكان المامور متهما بتعذيب الاهالي لاسباب سياسيه فلم يراعي رئيس الجلسه ارهاقه وعرض للمتهم في ايان شهادة الشهود مما جعله يبتسم فصاح فيه الرئيس ((بتتبسم ))وكانما بهت الذي ابتسم لكن الرئيس بهت اكثر عندما قال له الهلباوي في هدوء ((لاياسعادة الرئيس 00ده مش بيبتسم 00ده بيتنفس))
*نصيحتة للمحامين
ينصح المحامين بان يكونوا واسعي الاطلاع شجعانا في ابدا الراي والمرافعه ومميزات المحامي لديه هو المحامي الذي لديه مقدره ان يدلي بادلته ووجوه رايه دون ان يبعد عن جو الرضاء وحسن اصغا القاضي ومقدرته على تذليل العقبات التي تعترضه في هذا السبيل وان لايخشى ان تنتشر سحابه امام القاضي فتصرف اذنه عن حسن الاصغا ومن مالخطا ما لايخفى فاذا كان لسان الدفاع في موكله فهي في نفس الوقت وسيطه لدى القضاء فيجب ان لايفوته ان يظهر بمظهر الاستاذيه وهو يدلي بالحقائق والمعارف وان يكون في نفس الوقت طالبا حسن السياسه ومن الواجب عليه ان يجمع بين هذين الامرين لايضيع بينهما
وينصح المترافعين بان يحتفظوا بالاستقلال في الراى وفي تقديم الدفاع دون ان يتقيدو براى ياتيهم من السامعين امامهم او من ورائهم ولاا يهتموا بالبحث عن عبارات اكثر المصلحه فيها تمليق الجماهير او تمليق ذوي السلطان او تمليق السامع
وليعلم المترافعون : ان اسمى مراتب المحاماه واعلى معانيها هوان يقفوا الى جانب مظلوم تحالفت عليه القوه وان يتحملوا معه شطر مما يقاسيه فهذه هي حقيقة المحاماه
*من اشهر مرافعات الاستاذ الهلباوي
والمرافعه في قتل بطرس غالي باشا وسوف اكتب لكم الخاتمه فقط ..
(( خدمة نحو الخامسه والعشرين عاما محاميا ولم يخطر ببالي يوما ان اسال او اقرا سبب اختيار الرداء الاسودحله رسميه للمحامي الذي يتشرف بالدفاع بين يدي القضاه ولاسبب انتخاب اللون الاخضر للوسام الذي تزان به صدور من عهد اليهم اصدار الاحكام النهائيه 0
اما الان وقد ابعت عن قلبي هذه القضيه كل راحه وجعلتني مراه لتلك القلوب المتفطره كام المتهم وشقيقته وباقي اهله قلت ان كان مختا رهذه الالوان اراد باللون الاسود رمز الحداد والمصائب للمحامي الذي يمثل القائم هو الدفاع عنه ولاللون الاخضر الذي يتحلى به صدر القاضي الرمز الى الطاووس ذى الريش الاخضر وهو مثال ملائكه الرحمه فنعم الاختيار0
كاننا نحن هنا في هذه القاعه امام اولئك القضاه المشتبهين بملائكة الرحمه على سطح هذه الارض نقوم – على نوع ما – بماموريه شبيهه بمامورية تلك الاحبار في هياكلهم الذين اتخذوا مثلنا ثياب الحداد وهم تضرعون الى مبدع السموات والارض بان يفيض على الارواح الذاهبه الى دار الخلود سحب رحمته وغفرانه0
نحن هنا نقول لكم انكم تذكرون انه ليس دائما بمقدور لهذا الانسان الضعيف ان يحمي نفسه من الخطر والزلل وان يعيش معيشة الملائكه فتقبلوا داءنا في طلب الرحمه للاحياءكما يتقبلها من اقامكم حكما في عباده والذي علمنا ان كما ان من صفاته العدل فان من صفاته الرحمه وعلمنا فوق هذا ان الرحمه فوق العدل
الان لي كلمتان اوجههما الى المتهم بين يدي القاضي :
الاولى ....اني اذا كنت قاسيا عليه في نعته فلاني خاضع لقانون ليس دائما – من سوء البخت – ملتئما في احكامه مع ماتوصي به الذمه والضمير لانه مضطر في احوال كثيره –رعاية لسلامة المجتمع البشري وصيانة- ان ينظرنظرا اخر في تعريف الحل والحرام ونحن المحامين احق الناس بالادب والخضوع لهذا القانون فاذا قبل الدفاع عذرك ايها المتهم وعرضه على قاضيك فعليك انت ايضا ان تتقبل قبولا حسنا عذرالدفاع فيما خلفك فيه من عقائد ك السياسيه الثاني اني اذا انزلتك منزلة المحرمين العاديين طلبت لك الرحمه والغفران , فلان ذلك واجب ايضا يقتضيه الدفاع ولكن اذا ابت نفسك ان تعيش بين السلاسل والاعلال وان تعيش معاملا معامله الاشقياء وقطاع الطريق فارفع نفسك عن هذا السبيل واقبل نبال الموت بقلب البواسل فالموت ات لا راد له ان لم يكن اليوم فغدا اذهب الى لقاء الله الذي لايرتبط الا بعدالته المجرده عن الظروف الزمان والمكان اذهب مودعا منا بالقلوب والعبرات اذهب فقد يكون في موتك بقضاء البشر عظه لامتك اكثر من حياتك اذهب فان قلوب العباد اذا ضاقت رحمتها عليك فرحمة الله واسعه
اذا كانت قلوب العباد قد ضاقت رحمتها من المتهم فانه يرجو من قضاته ان تتسع رحمتهم له واذا لم يسعفه لا هذا ولا ذلك فان رحمة الله واسعه وسعت كل شيء))
منقووووول