رساله
مانديلا | يشرح مانديلا هذه النصيحة المفاجئة بقوله: "إن الشعب التونسي
والمصري عليهما أن يتذكروا أن أتباع النظام السابق في النهاية مواطنون
ينتمون لهذا البلد، وأن احتواءهم ومسامحتهم هي أكبر هدية للبلاد في هذه
المرحلة، أعلم أن مما يزعجكم أن تروا ذات الوجوه التي كانت تنافق للنظام
السابق تتحدث اليوم ممجدة الثورة، لكن الأسلم أن لا تواجهوهم بالتبكيت إذا
مجدوا الثورة، بل شجعوهم على ذلك حتى تحيِّدوهم،... وثقوا أن المجتمع في النهاية لن ينتخب إلا من ساهم في ميلاد حريته".
وينهي المناضل الذي قضى سبعة وعشرين عامًا في سجون الظلم والتجبر رسالته
بقوله: "إن النظر إلى المستقبل والتعامل معه بواقعية، أهم بكثير من الوقوف
عند تفاصيل الماضي المرير، أذكر جيدًا أني عندما خرجت من السجن كان أكبر
تحدٍّ واجهني، هو أن قطاعًا واسعًا من السود كانوا يريدون أن يحاكموا كل
من كانت له صلة بالنظام السابق، لكنني وقفت دون ذلك، وبرهنت الأيام أن هذا
كان الخيار الأمثل، ولولاه لانجرفت جنوب إفريقيا إمَّا إلى الحرب الأهلية
أو إلى الديكتاتورية من جديد".
هذه وجهة نظر مانديلا، وهو شخصية لا
يمكن التعامل مع رسالتها إلا بكل احترام وجدية، حتى وإن اختلفنا مع بعض
تفاصيلها؛ لأنه المناضل الذي أذهل العالم بصلابته رغم كل ما مورس عليه من
تنكيل وقهر ومن ضغوط ومن مساومات، حتى خرج من السجن إلى رئاسة الجمهورية،
ثم قاد بلاده بعد انتصاره إلى الديمقراطية في ظروف أصعب كثيرًا من ظروف
مصر وتونس.
قطعًا هناك تفاصيل لم تكن تحتملها الرسالة، ولكل مجتمع
خصوصياته، ولا يمكن التسامح مع من ارتكب جرائم مثبتة في حق الوطن، خاصة
الجرائم التي تعلقت بأرواح البشر أو المال العام، ولكني أتصور أن بعض ما
ورد في رسالة مانديلا يمكن أن يضع أيدينا على مفاتيح مهمَّة، تعيد الاتزان
والاعتدال والإيجابية والإحساس العالي بالمسئولية إلى الثورة المصرية..
والله أعلم.
مانديلا | يشرح مانديلا هذه النصيحة المفاجئة بقوله: "إن الشعب التونسي
والمصري عليهما أن يتذكروا أن أتباع النظام السابق في النهاية مواطنون
ينتمون لهذا البلد، وأن احتواءهم ومسامحتهم هي أكبر هدية للبلاد في هذه
المرحلة، أعلم أن مما يزعجكم أن تروا ذات الوجوه التي كانت تنافق للنظام
السابق تتحدث اليوم ممجدة الثورة، لكن الأسلم أن لا تواجهوهم بالتبكيت إذا
مجدوا الثورة، بل شجعوهم على ذلك حتى تحيِّدوهم،... وثقوا أن المجتمع في النهاية لن ينتخب إلا من ساهم في ميلاد حريته".
وينهي المناضل الذي قضى سبعة وعشرين عامًا في سجون الظلم والتجبر رسالته
بقوله: "إن النظر إلى المستقبل والتعامل معه بواقعية، أهم بكثير من الوقوف
عند تفاصيل الماضي المرير، أذكر جيدًا أني عندما خرجت من السجن كان أكبر
تحدٍّ واجهني، هو أن قطاعًا واسعًا من السود كانوا يريدون أن يحاكموا كل
من كانت له صلة بالنظام السابق، لكنني وقفت دون ذلك، وبرهنت الأيام أن هذا
كان الخيار الأمثل، ولولاه لانجرفت جنوب إفريقيا إمَّا إلى الحرب الأهلية
أو إلى الديكتاتورية من جديد".
هذه وجهة نظر مانديلا، وهو شخصية لا
يمكن التعامل مع رسالتها إلا بكل احترام وجدية، حتى وإن اختلفنا مع بعض
تفاصيلها؛ لأنه المناضل الذي أذهل العالم بصلابته رغم كل ما مورس عليه من
تنكيل وقهر ومن ضغوط ومن مساومات، حتى خرج من السجن إلى رئاسة الجمهورية،
ثم قاد بلاده بعد انتصاره إلى الديمقراطية في ظروف أصعب كثيرًا من ظروف
مصر وتونس.
قطعًا هناك تفاصيل لم تكن تحتملها الرسالة، ولكل مجتمع
خصوصياته، ولا يمكن التسامح مع من ارتكب جرائم مثبتة في حق الوطن، خاصة
الجرائم التي تعلقت بأرواح البشر أو المال العام، ولكني أتصور أن بعض ما
ورد في رسالة مانديلا يمكن أن يضع أيدينا على مفاتيح مهمَّة، تعيد الاتزان
والاعتدال والإيجابية والإحساس العالي بالمسئولية إلى الثورة المصرية..
والله أعلم.