أرسل
المستشار حسن عيسى رئيس محكمة استئناف المنصورة، وهو القاضى الذى سبق له
التقدم ببلاغ للمجلس العسكرى ضد وزير العدل السابق ممدوح مرعى طالبا
محاكمته أمام محكمة الغدر لدوره فى تزوير الانتخابات الرئاسية فى عام
2005، أرسل إلى رئيس اللجنة العليا للانتخابات المستشار عبدالمعز إبراهيم
خطابا يحذره فيه من مغبة الاستمرار فى سير العملية الانتخابية. وطالب عيسى
بتعطيل أعمال اللجنة العليا للانتخابات اعتراضا على عدم قيام الأجهزة
الأمنية حتى الآن بمعاقبة كل من تعدى على القضاة خلال الفترة الماضية.
وأعلن القاضى عن اعتذاره رسميا عن الإشراف على الانتخابات التى ستجرى
الشهر الحالى وعن أية انتخابات أخرى فى المستقبل. «حتى تعاد لنا هيبتنا،
وحقنا المهدر بالقبض على كل من اخطأ وبلطج وأجرم ليس فى حقنا كأشخاص، بل
فى حق قضاء مصر العظيم. لأن فاقد الشىء لا يعطيه»، تبعا لعيسى.
وأكد
فى خطابه على أنه لا يستبشر خيرا بنتائج العملية الانتخابية «لكون رئيس
الامانة الفنية للجنة العليا للانتخابات حاليا هو أحد أرباب وزير العدل
السابق والذى كان خاضعا ذليلا للرئيس المخلوع وأشرف على الانتخابات
الرئاسية المؤسفة عام 2005»، على حد قوله.
وقال
لرئيس العليا للانتخابات فى خطابه «إنك تلقى بالقضاة فى النار فى هذه
الانتخابات ولابد أن ترفض الاستمرار فى مهمتك حتى يتم رد الاهانة التى
لحقت بنا وبشيوخ مهنتنا. ألم تسمع ذلك السليط اللسان الذى اتهم شيوخ القضاة
وممثليهم بقلة الأدب. فلا يجب أن ترضى بأقل من القبض على الغوغاء
والدهماء والمنتفعين. والغريب أنهم معروفون وتم تصويرهم بالفعل. ومع ذلك
لم تقم أجهزة الأمن بالقبض عليهم. ألم ينتفض جسدك من هول ما حدث؟».
وإذا
كانت وزارة الداخلية والقوات المسلحة وانضممت سعادتكم والسيد رئيس
الامانة الفنية لهم تؤكدون جميعا انه سوف يتم حماية العملية الانتخابية
بحزم فكيف لم ينجحوا فى تمكيننا وحمايتنا من أجل أداء رسالتنا داخل
محاكمنا. فكيف سيحمونا فى المقار الانتخابية؟. وما أدراك ما هى والتى قد
تكون فى احدى المدارس فى قلب قرية صغيرة لا تستطيع سيارة الوصول اليها. فهل
يضمن لنا أحد من أجهزة الشرطة أو من الجيش منع البلطجية والدهماء من
التعدى علينا فى تلك الاماكن. «فلن تطمئنا جلسات الشاى وكاميرات المصورين
وكلمات وزير عدل تقاعس عن اداء دوره فى حمايتنا. انى احذرك أيها القاضى
الجليل ان تشارك من خان الامانة وتقاعس عن اداء دوره فى حماية قضاة مصر».
وقال فى خطابه «أرجو أن تعيد التفكير، وتقف وقفة حق وتعلق اعمال لجنتك
حتى يتم القبض على الدهماء والسوقة الذين يقفون وراء جريمة العار فى حق
العدالة». مذكرا بموقف «شيخنا حسام بك الغريانى حين حاول النظام البائد كسر
كرامتنا التى هى كل ما نملك هدد بعدم الاشراف على الانتخابات»
الشروق