كتمان الشهادة.. جريمة بشعة وكفارتها إعلان الحق
* يسأل القاريء إبراهيم حسن محمود من الإسماعيلية قائلاً: ما حكم الدين فيمن كان حاضراً واقعة وطلب منه الإدلاء بشهادته فرفض؟
** يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور صبري عبدالرءوف استاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر يقول: ان الإسلام أمر المسلم ان يقول الحق وألا يخشي في الله لومة لائم وألا يجامل أحداً علي حساب أحد ولذلك قال الله تعالي: "وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" وهذه الآية الكريمة تؤكد لنا أن الواجب علي المسلم ان ينطق بما رأي وسمع بنفسه وألا يجامل إنساناً لأن المجاملة تؤدي إلي ضياع الحقوق من أجل ذلك نهي الإسلام عن كتمان الشهادة وبين عاقبة ذلك في قوله جل شأنه: "ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه".
والمؤمن النقي لا يقبل علي نفسه أبداً ان يكون قلبه آثماً لأن القلب إن كان آثماً فإن جميع الجسد يكون اثماً ايضاً قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "ان في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ألا وهي القلب" وهذا الإنسان كان عليه ان يتقدم للادلاء بالشهادة حسبة لله تعالي ليشهد بما رأي ليثبت الحق لصاحب الحق فما بالنا إذا لم يتقدم هو من تلقاء نفسه وطلب منه ان يشهد لإحقاق الحق ونحن لا ندري لمصلحة من امتنع عن الادلاء بشهادته فمثل هذا يكون إثماً ولا بركة له في حياته لأنه يكون عوناً للظالمين علي استمرار ظلمهم وابقاء المظلوم مظلوماً ولا يجد من يناصره فإن ترتب علي موقفه هذا وقوع ظلم علي إنسان فقد باء بالأثم وسوء المصير لأن الاعانة علي المعصية معصية وعدم رفع الظلم عن المظلوم معصية ولهذا نناشد كل من يحضر واقعة ان يقول كلمة الحق مهما كانت النتائج عملاً بقول رسول الله صلي الله عليه وسلم: "قل الحق ولو كان مراً. قل الحق ولو علي نفسك".
والله أعلم
ليس هناك كذب أبيض.. إلا في ثلاث
* يسأل القاريء عبدالقادر محمود علي من طنطا- غربية- قائلاً: ما حكم الدين في الكذب الأبيض وهل منه كذب الرجل علي زوجته أو كذب الزوجة علي زوجها؟
** يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور أحمد يوسف سليمان استاذ الشريعة بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة يقول: الكذب هو الاخبار بخلاف الواقع والأصل فيه أنه حرام لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم من حديث ابن مسعود رضي الله عنه: "وان الكذب يهدي إلي الفجور. وان الفجور يهدي إلي النار. وإن الرجل ليكذب حتي يكتب عند الله كذاباً" متفق عليه.. فإن ألجأنه إلي التعريض والتعريض معناه ان يذكر كلمة لها أكثر من معني فيقصد المعني الصحيح وهو منه صادق بينما يفهم مخاطبه معني آخر لموقف سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه عندما كان مهاجراً مع رسول الله صلي الله عليه وسلم فقابله بعض المشركين لأنه كان مشهوراً منهم لمعرفته بالأنساب.. فسألوه عمن معه؟ فقال: هاد فقصد أبو بكر انه النبي الهادي وفهم الخاطب انه هاد يهديه في طريق السفر ولعل السائل يقصد الأمور الثلاثة التي رخص رسول الله فيها الكذب وهي الحرب والصلح بين الناس وحديث الرجل أهله.. فقد روي البخاري ومسلم في صحيحهما عن أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: "ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس" وحديث الرجل أمراته وحديث المرأة زوجها فهذه الأمور الثلاثة هي ما يسميه بعض الناس بالكذب الأبيض وقد رخص فيها رسول الله يعني اجازها لما فيه من مصالح دنيوية ودينية تفوق مجرد ؟ الكذب فيها فالأول ان يخبر أحد المتخاصمين ان خصمه يثني عليه ويذكره بالخير مما يصلح النفوس والثاني: الخديعة في حرب الاعداء والثالث: كأن يخبر الرجل زوجته بانها أحب الناس إليه وأنه يحبها أكثر من غيرها من الناس أو انه لم ولن يحب سواها وكذلك المرأة تحدث زوجها فإن هذا من الكلم الذي يراد به تطييب النفوس وغرس المودة والمحبة بين الزوجين.
والله أعلم
* يسأل القاريء إبراهيم حسن محمود من الإسماعيلية قائلاً: ما حكم الدين فيمن كان حاضراً واقعة وطلب منه الإدلاء بشهادته فرفض؟
** يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور صبري عبدالرءوف استاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر يقول: ان الإسلام أمر المسلم ان يقول الحق وألا يخشي في الله لومة لائم وألا يجامل أحداً علي حساب أحد ولذلك قال الله تعالي: "وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" وهذه الآية الكريمة تؤكد لنا أن الواجب علي المسلم ان ينطق بما رأي وسمع بنفسه وألا يجامل إنساناً لأن المجاملة تؤدي إلي ضياع الحقوق من أجل ذلك نهي الإسلام عن كتمان الشهادة وبين عاقبة ذلك في قوله جل شأنه: "ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه".
والمؤمن النقي لا يقبل علي نفسه أبداً ان يكون قلبه آثماً لأن القلب إن كان آثماً فإن جميع الجسد يكون اثماً ايضاً قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "ان في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ألا وهي القلب" وهذا الإنسان كان عليه ان يتقدم للادلاء بالشهادة حسبة لله تعالي ليشهد بما رأي ليثبت الحق لصاحب الحق فما بالنا إذا لم يتقدم هو من تلقاء نفسه وطلب منه ان يشهد لإحقاق الحق ونحن لا ندري لمصلحة من امتنع عن الادلاء بشهادته فمثل هذا يكون إثماً ولا بركة له في حياته لأنه يكون عوناً للظالمين علي استمرار ظلمهم وابقاء المظلوم مظلوماً ولا يجد من يناصره فإن ترتب علي موقفه هذا وقوع ظلم علي إنسان فقد باء بالأثم وسوء المصير لأن الاعانة علي المعصية معصية وعدم رفع الظلم عن المظلوم معصية ولهذا نناشد كل من يحضر واقعة ان يقول كلمة الحق مهما كانت النتائج عملاً بقول رسول الله صلي الله عليه وسلم: "قل الحق ولو كان مراً. قل الحق ولو علي نفسك".
والله أعلم
ليس هناك كذب أبيض.. إلا في ثلاث
* يسأل القاريء عبدالقادر محمود علي من طنطا- غربية- قائلاً: ما حكم الدين في الكذب الأبيض وهل منه كذب الرجل علي زوجته أو كذب الزوجة علي زوجها؟
** يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور أحمد يوسف سليمان استاذ الشريعة بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة يقول: الكذب هو الاخبار بخلاف الواقع والأصل فيه أنه حرام لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم من حديث ابن مسعود رضي الله عنه: "وان الكذب يهدي إلي الفجور. وان الفجور يهدي إلي النار. وإن الرجل ليكذب حتي يكتب عند الله كذاباً" متفق عليه.. فإن ألجأنه إلي التعريض والتعريض معناه ان يذكر كلمة لها أكثر من معني فيقصد المعني الصحيح وهو منه صادق بينما يفهم مخاطبه معني آخر لموقف سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه عندما كان مهاجراً مع رسول الله صلي الله عليه وسلم فقابله بعض المشركين لأنه كان مشهوراً منهم لمعرفته بالأنساب.. فسألوه عمن معه؟ فقال: هاد فقصد أبو بكر انه النبي الهادي وفهم الخاطب انه هاد يهديه في طريق السفر ولعل السائل يقصد الأمور الثلاثة التي رخص رسول الله فيها الكذب وهي الحرب والصلح بين الناس وحديث الرجل أهله.. فقد روي البخاري ومسلم في صحيحهما عن أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: "ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس" وحديث الرجل أمراته وحديث المرأة زوجها فهذه الأمور الثلاثة هي ما يسميه بعض الناس بالكذب الأبيض وقد رخص فيها رسول الله يعني اجازها لما فيه من مصالح دنيوية ودينية تفوق مجرد ؟ الكذب فيها فالأول ان يخبر أحد المتخاصمين ان خصمه يثني عليه ويذكره بالخير مما يصلح النفوس والثاني: الخديعة في حرب الاعداء والثالث: كأن يخبر الرجل زوجته بانها أحب الناس إليه وأنه يحبها أكثر من غيرها من الناس أو انه لم ولن يحب سواها وكذلك المرأة تحدث زوجها فإن هذا من الكلم الذي يراد به تطييب النفوس وغرس المودة والمحبة بين الزوجين.
والله أعلم نقلا عن جريدة الجمهورية 28/1/2010