حالة من الاضطراب والترقب الشديد شلت أرجاء المقر البابوي صباح أمس خشية نجاح المظاهرة التي دعا إليها ناشطون علي الفيس بوك للمطالبة بمحاكمة البابا شنودة الثالث وعزله بعد صلاة الجمعة من مسجد النور بالعباسية احتجاجاً علي ما اعتبروه خروجا منه على القانون والدستور وخطف المسلمات الجدد وحبسهن بالأديرة والكنائس والاستيلاء على أراضى الدولة وذبح من يشهر إسلامه على يد مليشيات مسيحية مدعومة كنسيا" – بحسب بيان صادر عن الناشطين .
واستشهدوا بحادث اغتيال الشاب ياسر خلف، الذي قتلته "مليشيات مسيحية" فى القليوبية، وكذلك اختطاف السيدة ياسمين من منزلها بحي الطالبية بالهرم على يد 20 من فرق الكشافة المسيحية، لإجبارها على العودة إلى المسيحية، على حد تعبيرهم ، كما دعا النشطاء إلى الكشف عن مصير السيدة كاميليا شحاتة زوجة كاهن دير مواس التي اعتنقت الإسلام وقامت الكنيسة بتسلمها بعد عثور الأمن عليها، وكذلك وفاء قسطنطين التي "خطفتها" الكنيسة سنة 2004 ورجح البعض قتلها، بعد تسليمها في أعقاب موجة الجدل التي أثارها الأقباط احتجاجا على إسلامها .
وقبيل ساعات من صلاة الجمعة حرص مسئولو الأمن علي طمأنة البابا شنودة بأنهم لن يدعوا شخص واحد يخرج من مسجد النور للتظاهر ضده مهما كلفهم الأمر ، كما تم تكثيف القوة المنوطة بحراسة الكاتدرائية خوفاً من خروج المتظاهرين من مسجد النور القريب من الكاتدرائية .
في مسجد النور لم يختلف المسجد كثيراً فمنذ الساعات الأولي من صباح أمس تحول المسجد إلي " ثكنة عسكرية " حيث تم الاستعانة بمئات من جنود الأمن المركزي فضلا عن حوالي 20 عربة ترحيل كبيرة علاوة علي سيارتين " أتاري " وتم تمشيط المنطقة المحيطة بالمسجد تماماً واستبعاد أي شخص يشتبه أن يكون ضمن المتظاهرين وحرمانه من صلاة الجمعة وبدون إبداء أسباب وتفتيش كل الحقائب ، كما انتشر جنود الأمن المركزي بشكل لافت داخل ساحة المسجد قبل بدء الصلاة و تخلل الصفوف ضباط مباحث أمن الدولة للحيلولة دون تنظيم المظاهرة وبمجرد انتهاء الصلاة ، وصلاة الجنازة علي 3 سيدات تم إخلاء المسجد تماماً فضلاً عن اخلاء الإطار المحيط بالمسجد بعد نشر الحواجز المعدنية أمام السيارات وإجبارها علي عدم الوقوف أمام المسجد ، وعندما سأل المصلون من قاطني المنطقة أحد قيادات الأمن " هو في مظاهرة ولا إيه " رد عليهم " محدش يقدر يعمل مظاهرات .. البلد مش مستحملة ، ولو سمحتوا اطلعوا بره " .. وعليه فقد تم إجهاض المظاهرة تماماً .
و بمجرد إنجاز المهمة تم إبلاغ البابا شنودة بالأمر ، مما حدا به للاتصال بأحد قيادات الحزب الحاكم لشكره علي الاستجابة لمطالبه بضرورة إجهاض المظاهرة.
وليس هذا فحسب بل قام موقع الفيس بوك أمس بحذف " صفحة " الدعوة للمظاهرة بدون إبداء أسباب .