قد نختلف مع جماعة الإخوان وقد نتفق،لكن هل ينكر أحد أن كل يوم تزداد شعبية الإخوان من حيث المنضمين إليها أو من محبيها أو المتعاطفين معها رغم شروطهم القاسية المتمثلة فى الأركان العشرة التى وضعها النظام الإخوانى ليكون عضو الإخوان فى أعلى مراتب العضوية،والأركان العشرة هى " الفهم،الإخلاص،العمل،الجهاد،التضحية،الطاعة،الثبات،التجرد،الإخوة،الثقة" وهذه الأركان العشرة تفضل مشكورا الأستاذ "وحميد حامد" ونشرها وأذاعها وبثها وشاهدها وسمعها الملايين من البشر وكأنه يقول للناس بدون قصد هذه شروط الدخول فى جماعة الإخوان المسلمين فمن تتوفر فيه الشروط فليسرع للانضمام إلى الجماعة يعنى إعلان عن شروط الدخول إلى جماعة "الإخوان المسلمون" وهذه من إيجابيات المسلسل التى تم وضعها فى الحلقات -على كره منه تقريبا والكره هنا سهوا لا عمدا- والتى من شأنها تسهيل مهمة الجماعة فى دعوة الناس إليها،ولا أبالغ إذا قلت أن مكاسب الجماعة من هذا المسلسل ستكون على المدى البعيد لا سيما وأن جماعة الإخوان هى الحركة السياسية الوحيدة فى مصر والعالمين العربى والإسلامى هى التى تستفيد من أخطائها وتقوم بتقويمها دون إبطاء وهذا ما لا يتوفر فى معظم الحركات والأحزاب السياسية التى تعمل بطريقة "إنت وحظك" التى تهتم بالكم لا بالكيف،والحقيقة بعد أن شاهدت هذا الفتى وهو يقول: الأركان العشرة سألت نفسى سؤال هل يتوفر بعض شروط هذه الأركان لدى أى جماعة أو حركة سياسية أو أى حزب سياسى لا أعتقد ذلك ويكفى أن تجد ركنا واحدا يعتبر أهم أركان تلك الأركان العشرة وهو "التجرد" الذى يعد صنوان للإخلاص،وهنا أجد نفسى مضطرا لأن أطرح سؤالا يفرض نفسه لماذ نجد البعض ينشق على جماعة الإخوان المسلمين هل لأنهم يريدون الإصلاح لا أعتقد ذلك فالذى يريد الإصلاح لا يشنع بالجماعة التى ينتمى أو كان ينتمى إليها،لكن أغلب الذين أعلنوا حالة العصيان فى جماعة الإخوان لم يستطيعوا أن يطبقوا الأركان العشرة المتعارف عليها فى الجماعة وأهمها التجرد والإخلاص والثقة ولو ارتفعنا قليلا فى الأركان لنصل إلى مرحلة الجهاد والثبات لرأينا أن كل عضو أو قيادة فى جماعة الإخوان الأمر بالنسبة له ليس بالهزل وهو يعمل من أجل مشروع دولة بغض النظر عن اختلافنا واتفاقنا مع ماهية تلك الدولة،حينما قرر الإمام البنا أن يخوض الانتخابات فى مواجهة الوفد رأينا مشهدا غير دقيق وغير حقيقى فالطريقة التى ظهر بها الإمام البنا تتناقض حتى مع ما يريد أن يظهره المسلسل من دقة وقوة الإخوان فليس من المعقول أن نجد رجلا بنى جماعة قوية يكون هذا شأنه أمام رئيس حزب هو الذى استدعاه ولم يهرول له البنا،والواقع يؤكد عكس هذا المشهد الذى أظهر لنا الشيخ حسن البنا وكأنه ذليل أمام الزعيم مصطفى النحاس على الرغم من اعتراف النحاس باشا بأن حسن أفندى أخذ منه مكاسب أكثر مما أخذ هو،وكان يمكن للمسلسل أن يضلل المشاهد لو أن تلك الجماعة قد قضى عليها وليست موجودة بين الناس بل وبقوة لم يصل إليها أى تنظيم أو أى حزب سياسى،وجاء توقيت إذاعة المسلسل ليس كما يتصور البعض لأن شهر رمضان فيه تذاع المسلسلات الجديدة،لكن فيه سبب أهم وهو أن انتخابات مجلس الشعب على الأبواب وبدأت الهرولة من رؤساء أكبر الأحزاب إلى مقر الإخوان بالمنيل قبل الهنا بسنة ثم نجد هذا التجنى على الإخوان وصل إلى حد الفجر فى الخصومة،على الرغم من أن الإخوان بيننا وفى شوارعنا بل وفى بيوت معظمنا إلا أن مسلسل الجماعة جعل البعض ينظر إلى الجماعة بمنظار آخر يسألون أنفسهم ما هو حجم الإخوان الآن منذ أن أسسها العبقرى الشاب "حسن البنا" وما هو حجم غيرهم من التيارات والحركات والأحزاب لا وجه للمقارنة فضلا عن الانتهاكات التى تمارس ضدهم منذ عهد الملك وحتى عهد الرئيس مبارك وشعارهم أن الضربة التى لم تقصم ظهرك تقويه،
سر نجاح الأخوان المسلمين عن غيرهم
رمضان الغندور- مؤسس ومصمم المنتدي والدعم الفني
- عدد المساهمات : 7758
نقاط : 21567
السٌّمعَة : 16
تاريخ التسجيل : 31/05/2009
العمر : 67
العمل/الترفيه : محامي حر
- مساهمة رقم 1