أكد المفكر الإسلامي جمال البنا أن الإضرابات والاعتصامات والاحتجاجات التي اجتاحت الشارع المصري هي الحل الوحيد، لأنه من الصعب القيام بعصيان مدني منظم، إلا حال أن تكاتفت المعارضة مع جماعة الإخوان المسلمين، رغم إشارته بأنهم منغلقون ويرفضون النصح لكنهم ليسوا صناعة إعلامية، لافتاً إلي أن أمريكا إذا ساندت الإخوان فسوف تلقي معارضة من الصهيونية وإسرائيل فهذا لن يحدث.
وأكد أن فوضي الفتاوي جاءت بسبب ظهور دعاة حسب قانون العرض والطلب، ومع هذا فهم أسوأ من الأصليين، مما يثير كثيراً من ردور الأفعال المتباينة، خاصة إذا كانت هذه التصريحات والآراء متعلقة بالفتاوي الدينية المثيرة للجدل، مشيراً إلي أن السلفية تعبر عن فكر رجال كانوا في عصور مستبدة ومغلقة ووسائل الدراسة والاتصال كانت محدودة، وبالتالي هذه العوامل انعكست علي أحكامهم.
حول كثير من المسائل الجدلية كان هذا الحوار.
- في الآونة الأخيرة كثرت الإضرابات والاعتصامات ولم تأت بحل إلا في حالات نادرة ما تعليقك؟
إلي الآن تعتبر الإضرابات والاعتصامات والاحتجاجات الحل الوحيد فعندما تتكاثر المشكلات، فهي أحد سبل التغيير ووسيلة ضغط للحصول علي الحقوق، لأنه من الصعب القيام بعصيان مدني منظم لأن قيادات المعارضة الموجودة أغلبهم ليسوا علي مستوي الأمانة والاتفاق، بحيث يقومون بتكوين كتلة لهذا العصيان ولكن أكبر مجموعة منظمة وموجودة علي الساحة هي الإخوان المسلمين والمعارضة لن تساندها والحكومة لا تطيقها فلابد للقوي السياسية أن تتكاتف وتطالب بالتغير حتي لو كان للأسوأ وبأي ثمن.
- علي ذكر الإخوان المسلمين الكثير يعول عليها موضوع التغيير فكيف ذلك ؟وماذا تريد أن يفعلوا؟
أن تكاتفت المعارضة مع الجماعة فيمكن أن تتحرك وفي الحقيقة أنا لا أستطيع أن أفهم سياسة الإخوان فهي في منتهي الجبن ومن غير المعقول أن يكون هذا مسلكهم، فليعارضوا بقوة فهم الوحيدون الذين يملكون الشارع فليجمعوا أنفسهم مثلاً عشرون ألف أو أكثر ومستحيل أن الأمن سيضرب هؤلاء جميعاً.
- البعض يشكك في قدرة الإخوان علي فعل شيء ويقول إنهم فقط صناعة إعلامية ؟
الإعلام في حقيقة الأمر دائماً يغلب عليه التأثر بأوامر ونواه وأهمها الانتماء السياسي حيث إن جميع وسائل الإعلام تكون متعاطفة مع اتجاه سياسي وهذا يؤثر علي درجة حياد العرض.. ونحن نلمس تماماً أن الإعلام المصري مربوط بالدولة وسياستها وتخصص معظم نشاطها لخدمة هذه السياسات والإخوان بالطبع تختلف مع سياسة الحزب الوطني لأنهم محسوبون علي التيار المعارض فيتم التضييق عليهم ولهذا فالإخوان ليسوا صناعة إعلامية.
- من وقت لآخر ينشر الإعلام علي فترات بعض اللقاءات السرية بين الإخوان وأمريكا هل بالفعل توجد لقاءات؟ وماذا يحدث بين الطرفين ؟
هذا كذب وافتراء فهذه الاتفاقيات واللقاءات السرية تتم بين الحكومة وأمريكا.. فلا يحدث شيء فأمريكا هي التي غازلت الإخوان وتعبس النبض لأن أمريكا تريد مصلحتها فقط، ومصلحتها في الاستبداد واللاديمقراطية أما إذا ساندت الإخوان فسوف تلقي معارض من الصهيونية وإسرائيل ووهولاء من أكثر الناس تعصباً لإسرائيل ومقاومة للعرب والمسلمين.
- لكنك حضرت لقاءات بين الإخوان وأمريكا.. لماذا تنفيها ؟
الرسول صلي الله عليه وسلم قال : " خلوا بيني وبين الناس " فأنا أحضر عندما يطلبني أحد ولا أرفض هذه اللقاءات وتمت بعدما قال بعض الإخوان في السجو ن كلاماً جيداً عن المرأة وعن الأقباط وبعيداً عن العنف والتطرف فقالوا: لماذا لا تقولون هذا الكلام للإخوان في الخارج لكي يفهموا رأيكم؟ فأرسلت السفارة الأمريكية مبعوثين، لكنهم كانوا من الدرجة الثانية ولم يكن فيهم وزيرات أو سفير بل كان سكرتير أول وسكرتير ثان وتمت دعوتي لهذا اللقاء بما أنني مفكر.
- لكن أمريكا تريد التدخل تريد تعديل المناهج الدينية فهل هذا مقبول ؟
بالفعل وأنا قلت إن مناهج الدراسة الأزهرية محتاجة إلي تعديل، وهو أمر طالب به كل المصلحين، فإذا كان التدخل الأمريكي يؤدي إلي هذا فليس من المعقول أن نرفضه ونحن نطالب به تحقيقاً للمصلحة وتصحيحاً للدين لأنه جاء من أمريكا.
- ألا تخشي أن تؤخد مطالبك هذه علي أنها تهدم التراث ؟
لا بل يمكن أن يؤخذ كلامي علي أنني أعدم التراث وهذا خاطئ لأننا عندنا الأصل وهو القرآن الكريم ويجب أن ألا يستعبدنا التراث وأن يكون التراث في خدمتنا لا أن نكون نحن في خدمة التراث وحفظة التراث فهذا ما يقوم به الذين يحفظون الآثار أماما يخدم الشعب فليس التراث ولكن إعمال العقل والحرية.. إلخ، والمطلوب تحديداً إعادة فتح باب الاجتهاد بالمعني الكامل ولا يقولون شروط المجتهد فنحن لا نضع العربة أمام الحصان والعلم باللغة العربية جيداً.
- ربما يخشي البعض أن أمريكا تريد تغيير مفهوم الجهاد في عقيدة المسلم؟
الجهاد أكبر موضوع، أسيء فهمه والذي أساء إليه الجماعات الرافضة المتشددة والذين اعتبروا أن الجهاد وسيلة لنشر الحاكمية الإلهية وهذا خطأ وأمريكا وعلماؤها وفلاسفتها يجهلون جهلاً مطبقاً لقضية الجهاد وإن كان هوس وانحراف.
- ربما أن الغرب يخشي الجهاد فالشرق سيخشي الصليبية ؟
الصليبية متأصلة في اللاشعور لدي بعض الفئات في المجتمعات الأوروبية والأمريكية كما أن الجهاد أيضاً متأصل لدي بعض الفئات الإسلامية الشاردة، وفي الحالتين فإنهما يقومان علي افتراضات خاطئة .
- فوضي الفتاوي بماذا تفسرها ؟
الفتاوي تعكس حالة المجتمع وأزمة الفقه الإسلامي لأنه في قبضة مجموعة من شيوخ الأزهر ويحسبون أنفسهم أوصياء علي الإسلام مع أن ثقافتهم تقليدية ولا قيمة لها ومع هذا يضيقون بكل من يتكلم عن الإسلام كأنه حرفة أو مهنة أو صنعة والشعب سئم هذه الوجوه فأخذ يبحث عن دعاة جدد فظهروا حسب قانون العرض والطلب ومع هذا فهم أسوأ من الأصليين وهذا انعكاس لأزمة الفقه الإسلامي سواء بالنسبة للمؤسسة التي تدعي تمثيل الإسلام أم بالنسبة للجماهير التي تتبعها.
- ولكن لك فتاوي دائماً ما تصطدم بالمؤسسة الدينية وغير مقبولة اجتماعياً ؟
المؤسسة الدينية طارئة علي الإسلام والمجتمع الإسلامي ليس بحاجة إلي مؤسسة دينية ولا إلي كنيسة وليس فيه لاهوت ولا رجال دين وإن كان كل هذه أمور مستحدثة أسيئ استخدامها وكان الأصل الخامس من أصول النهضة لدي الشيخ " محمد عبده " قلب السلطة الدينية والإتيان عليها من أساسها.. ثم إنني أولاً لا أفتي وأنا أنأي بنفسي عن أن أكون مفتياً، وأنا أدعو المستفتي لأن يستفتي نفسه، أما فكره فاسألوا الفقيه فهذه قضية ارتزاق بفرض الجهالة من الآخرين.
-ولكنك لك فتاوي مثل الصدمة.. مثل دفاعك عن القبلات بين الشباب؟
لكل فعل رد فعل وهذه القبلة هي رد فعل نتيجة الظروف الصعبة التي لا تمكن الشباب من الزواج وهذه الصعوبات أوجدها الآباء والأمهات مما جعل الشباب تائه وضائع ومستعدون لبيع أنفسهم في الدول العربية والأوروبية مع أن الإسلام وضع مبدأ للزواج وهو الارتضاء بدين الشباب وليس بفقره أو غناه.. وإذا كان الإسلام قد وضع حداً من حدوده ضد أي شيء غير مقبول فلابد للمجتمع أن يوفر الحلول العادلة لهؤلاء الشباب قبل أن يضيق عليهم الحدود !!
- لكن الفقهاء اعترضوا بشدة علي هذه القبلة؟
الفقهاء يحتجون علي كل شيء ويقولون هذا الكلام نفسه بأن القبلة مقدمة لأشياء أخري فهؤلاء الفقهاء لا يريدون للشباب أن يخطئون أبداً معتقدين أنه لو قبل أمرأة فسوف يتطرق ويصل إلي ما بعد ذلك وهذا أسلوب مرفوض لأنه استفزازي حقيقي لأن الأسلوب الإسلامي الحقيقي جاء به القرآن فعندما أفترض أن المسلم سيخطئ وأن الله يقول "إن الحسنات يذهبن السيئات " أي بعد الخطأ يقوم بعمل طيب مثل الصدقة والصيام أي عمل من أعمال الخير أما منطق الفقهاء فهو منطق سلبي عقيم وهو السائد الآن.
- فتاويك الدينية وضعتك علي قائمة الاغتيالات ألا تخشي هذا؟
توجد تهديدات لي بالفعل ،ولكني لم آخذها مأخذ الجد ولا في اعتباري ولا أعيرها أي اهتمام ولو حدثت وصدقتهذه التهديدات وتم قتلي لتحقق أمل حياتي بأن أموت شهيداً وهذه حقيقة فأنا لا أتمسك بالحياة ولا أحب الحياة وما أفكر فيه هو الشهادة.. وإذا جاء أحد وأنهي حياتي فسوف يكلل عملي وإذا مت فسوف استريح ولكن المشكلة ستكون لمين بعدي فماذا سيفعلون في كتبي التي قمت بتأليفها ونشرها ؟
- لك رأي في الاختلاط بين الذكور والإناث بإنه ضرورة حتي لو حدثت بعض الأخطاء .. إلي أي مدي يتقبل مجتمعنا هذه الأخطاء ؟
الاختلاط هو الوضع الطبيعي والفطري، أما الفصل فهو التكلف، وإذا كان للاختلاط آثار سيئة فإن للفصل آثار أكثر سوءاً ولكنها تتم في السر ، ومجتمعنا سيتقبل الاختلاط رغم أنفه ومحاولات منعه ستبوء بالفشل كما باءت من قبل عندما أقام الدنيا وأقعدها عندما سمحت الجامعة المصرية دخول طالبات بها أو عندما قام " قاسم أمين " بتأليف كتابه " تحرير المرأة ".
- كيف تري المفهوم السلفي وفيم اختلافك معه؟
المفهوم السلفي هو الإيمان والأخذ بالمذاهب الأربعة فقط ويرفض أن يوجد مذهب خامس ويؤمن بتفسير القران كما فسره الطبري والقرطبي وابن كثير وابن عباس ويؤمن بما يسمي بعلوم القرآن الناسخ والمنسوخ ويؤمن بتصنيف الأحاديث كما وضعها إبن حنبل ونقول: إن هذا الفهم لا يصلح فليس شرطاً أن نلتزم بمذهب من المذاهب لأن الله لم ينزلهم وليسوا من أسس العقيدة والسلفيين اعتمدوا علي حديث " من بدل دينه فاقتلوه " مع أن القرآن : قال " لا إكراه في الدين " ففهم السلفيين للقرآن خاطئ وتفسيرهم له خطأ ولا يتقبلوا مناقشة الرأي الآخر.
- وما الضرر من الأخذ بالرأي السلفي؟وهل يوجد حالياً من نأخذ بعلمه ونترك مثلاً " أبو حنيفة "؟
المناهج الدراسية الدينية تمثل القواعد والأحكام التي وضعها الفقهاء منذ أكثر من ألف عام وهم رجال مؤمنون، لكنهم كانوا في عصور مستبدة ومغلقة ووسائل الدراسة والاتصال كانت محدودة، وبالتالي هذه العوامل انعكست علي أحكامهم والمعارضون يريدون أن يسحرونا عندما يقولون هل أنتم مثل أبو حنيفة النعمان أو ابن حنبل أو مثل ذلك ؟ فكنا نصمت ولا نرد ولكن عندما أكثروا قلنا نعم بل نحن أفضل فلدينا علم هؤلاء الفقهاء ثم لدينا فيوضاً من المعرفة والثقافة ووسائل البحث والدراسة والمناهج الدراسية الدينية أهملت كل هذا وتأخذ برأي الفقهاء الأربعة.
- ماذا بينك وبين الأستاذ محمد حسنين هيكل فأنت تضيف من أعداء هيكل ؟
هيكل صحفي عريق وموهوب فقد أصبح رئيس تحرير مجلة " آخر ساعة " وهو في سن صغيرة وكان من الذكاء لأنه راهن علي جمال عبد الناصر في المرحلة الأولي من الثورة عندما راهن الآخرون علي " محمد نجيب " ولكنه تقرب إلي عبد الناصر بذكائه الحاد.. لكنه كان شريك متضامن مع عبد الناصر في كل ما آلت إليه البلاد من كوارث وفساد وإنه عندما كان ينشر مقالاته الذائعة في الأهرام " بصراحة "كان هيكل أبعد الناس عن الصراحة لأنه كان يعبر عن إرادة عبد الناصر، ولهذا فهو كان شريكاً لعبد الناصر في كل الأخطاء التي وقع فيها التي أدت إلي كارثة 5 يونية 1967 فهيكل لم يستطع أن يوجه عبد الناصر توجيهاً موضوعياً بإيضاح الخطأ في كثير من قراراته مثل قرارات التعذيب وموقف عبد الناصر من " مصطفي أمين " وتعذيبه وهيكل كان يعلم كل شيء عن التعذيبات التي كانت تتم في عصر عبد الناصر لخصوم عبد الناصر أو لخصوم رجاله ولضحاياهلكنه لم يستطع عمل شيء أيضاً حتي عندما تم سن مديرة مكتبه لأن عبد الناصر كان يفعل ذلك بأي
دكتور / خالد غازي
وأكد أن فوضي الفتاوي جاءت بسبب ظهور دعاة حسب قانون العرض والطلب، ومع هذا فهم أسوأ من الأصليين، مما يثير كثيراً من ردور الأفعال المتباينة، خاصة إذا كانت هذه التصريحات والآراء متعلقة بالفتاوي الدينية المثيرة للجدل، مشيراً إلي أن السلفية تعبر عن فكر رجال كانوا في عصور مستبدة ومغلقة ووسائل الدراسة والاتصال كانت محدودة، وبالتالي هذه العوامل انعكست علي أحكامهم.
حول كثير من المسائل الجدلية كان هذا الحوار.
- في الآونة الأخيرة كثرت الإضرابات والاعتصامات ولم تأت بحل إلا في حالات نادرة ما تعليقك؟
إلي الآن تعتبر الإضرابات والاعتصامات والاحتجاجات الحل الوحيد فعندما تتكاثر المشكلات، فهي أحد سبل التغيير ووسيلة ضغط للحصول علي الحقوق، لأنه من الصعب القيام بعصيان مدني منظم لأن قيادات المعارضة الموجودة أغلبهم ليسوا علي مستوي الأمانة والاتفاق، بحيث يقومون بتكوين كتلة لهذا العصيان ولكن أكبر مجموعة منظمة وموجودة علي الساحة هي الإخوان المسلمين والمعارضة لن تساندها والحكومة لا تطيقها فلابد للقوي السياسية أن تتكاتف وتطالب بالتغير حتي لو كان للأسوأ وبأي ثمن.
- علي ذكر الإخوان المسلمين الكثير يعول عليها موضوع التغيير فكيف ذلك ؟وماذا تريد أن يفعلوا؟
أن تكاتفت المعارضة مع الجماعة فيمكن أن تتحرك وفي الحقيقة أنا لا أستطيع أن أفهم سياسة الإخوان فهي في منتهي الجبن ومن غير المعقول أن يكون هذا مسلكهم، فليعارضوا بقوة فهم الوحيدون الذين يملكون الشارع فليجمعوا أنفسهم مثلاً عشرون ألف أو أكثر ومستحيل أن الأمن سيضرب هؤلاء جميعاً.
- البعض يشكك في قدرة الإخوان علي فعل شيء ويقول إنهم فقط صناعة إعلامية ؟
الإعلام في حقيقة الأمر دائماً يغلب عليه التأثر بأوامر ونواه وأهمها الانتماء السياسي حيث إن جميع وسائل الإعلام تكون متعاطفة مع اتجاه سياسي وهذا يؤثر علي درجة حياد العرض.. ونحن نلمس تماماً أن الإعلام المصري مربوط بالدولة وسياستها وتخصص معظم نشاطها لخدمة هذه السياسات والإخوان بالطبع تختلف مع سياسة الحزب الوطني لأنهم محسوبون علي التيار المعارض فيتم التضييق عليهم ولهذا فالإخوان ليسوا صناعة إعلامية.
- من وقت لآخر ينشر الإعلام علي فترات بعض اللقاءات السرية بين الإخوان وأمريكا هل بالفعل توجد لقاءات؟ وماذا يحدث بين الطرفين ؟
هذا كذب وافتراء فهذه الاتفاقيات واللقاءات السرية تتم بين الحكومة وأمريكا.. فلا يحدث شيء فأمريكا هي التي غازلت الإخوان وتعبس النبض لأن أمريكا تريد مصلحتها فقط، ومصلحتها في الاستبداد واللاديمقراطية أما إذا ساندت الإخوان فسوف تلقي معارض من الصهيونية وإسرائيل ووهولاء من أكثر الناس تعصباً لإسرائيل ومقاومة للعرب والمسلمين.
- لكنك حضرت لقاءات بين الإخوان وأمريكا.. لماذا تنفيها ؟
الرسول صلي الله عليه وسلم قال : " خلوا بيني وبين الناس " فأنا أحضر عندما يطلبني أحد ولا أرفض هذه اللقاءات وتمت بعدما قال بعض الإخوان في السجو ن كلاماً جيداً عن المرأة وعن الأقباط وبعيداً عن العنف والتطرف فقالوا: لماذا لا تقولون هذا الكلام للإخوان في الخارج لكي يفهموا رأيكم؟ فأرسلت السفارة الأمريكية مبعوثين، لكنهم كانوا من الدرجة الثانية ولم يكن فيهم وزيرات أو سفير بل كان سكرتير أول وسكرتير ثان وتمت دعوتي لهذا اللقاء بما أنني مفكر.
- لكن أمريكا تريد التدخل تريد تعديل المناهج الدينية فهل هذا مقبول ؟
بالفعل وأنا قلت إن مناهج الدراسة الأزهرية محتاجة إلي تعديل، وهو أمر طالب به كل المصلحين، فإذا كان التدخل الأمريكي يؤدي إلي هذا فليس من المعقول أن نرفضه ونحن نطالب به تحقيقاً للمصلحة وتصحيحاً للدين لأنه جاء من أمريكا.
- ألا تخشي أن تؤخد مطالبك هذه علي أنها تهدم التراث ؟
لا بل يمكن أن يؤخذ كلامي علي أنني أعدم التراث وهذا خاطئ لأننا عندنا الأصل وهو القرآن الكريم ويجب أن ألا يستعبدنا التراث وأن يكون التراث في خدمتنا لا أن نكون نحن في خدمة التراث وحفظة التراث فهذا ما يقوم به الذين يحفظون الآثار أماما يخدم الشعب فليس التراث ولكن إعمال العقل والحرية.. إلخ، والمطلوب تحديداً إعادة فتح باب الاجتهاد بالمعني الكامل ولا يقولون شروط المجتهد فنحن لا نضع العربة أمام الحصان والعلم باللغة العربية جيداً.
- ربما يخشي البعض أن أمريكا تريد تغيير مفهوم الجهاد في عقيدة المسلم؟
الجهاد أكبر موضوع، أسيء فهمه والذي أساء إليه الجماعات الرافضة المتشددة والذين اعتبروا أن الجهاد وسيلة لنشر الحاكمية الإلهية وهذا خطأ وأمريكا وعلماؤها وفلاسفتها يجهلون جهلاً مطبقاً لقضية الجهاد وإن كان هوس وانحراف.
- ربما أن الغرب يخشي الجهاد فالشرق سيخشي الصليبية ؟
الصليبية متأصلة في اللاشعور لدي بعض الفئات في المجتمعات الأوروبية والأمريكية كما أن الجهاد أيضاً متأصل لدي بعض الفئات الإسلامية الشاردة، وفي الحالتين فإنهما يقومان علي افتراضات خاطئة .
- فوضي الفتاوي بماذا تفسرها ؟
الفتاوي تعكس حالة المجتمع وأزمة الفقه الإسلامي لأنه في قبضة مجموعة من شيوخ الأزهر ويحسبون أنفسهم أوصياء علي الإسلام مع أن ثقافتهم تقليدية ولا قيمة لها ومع هذا يضيقون بكل من يتكلم عن الإسلام كأنه حرفة أو مهنة أو صنعة والشعب سئم هذه الوجوه فأخذ يبحث عن دعاة جدد فظهروا حسب قانون العرض والطلب ومع هذا فهم أسوأ من الأصليين وهذا انعكاس لأزمة الفقه الإسلامي سواء بالنسبة للمؤسسة التي تدعي تمثيل الإسلام أم بالنسبة للجماهير التي تتبعها.
- ولكن لك فتاوي دائماً ما تصطدم بالمؤسسة الدينية وغير مقبولة اجتماعياً ؟
المؤسسة الدينية طارئة علي الإسلام والمجتمع الإسلامي ليس بحاجة إلي مؤسسة دينية ولا إلي كنيسة وليس فيه لاهوت ولا رجال دين وإن كان كل هذه أمور مستحدثة أسيئ استخدامها وكان الأصل الخامس من أصول النهضة لدي الشيخ " محمد عبده " قلب السلطة الدينية والإتيان عليها من أساسها.. ثم إنني أولاً لا أفتي وأنا أنأي بنفسي عن أن أكون مفتياً، وأنا أدعو المستفتي لأن يستفتي نفسه، أما فكره فاسألوا الفقيه فهذه قضية ارتزاق بفرض الجهالة من الآخرين.
-ولكنك لك فتاوي مثل الصدمة.. مثل دفاعك عن القبلات بين الشباب؟
لكل فعل رد فعل وهذه القبلة هي رد فعل نتيجة الظروف الصعبة التي لا تمكن الشباب من الزواج وهذه الصعوبات أوجدها الآباء والأمهات مما جعل الشباب تائه وضائع ومستعدون لبيع أنفسهم في الدول العربية والأوروبية مع أن الإسلام وضع مبدأ للزواج وهو الارتضاء بدين الشباب وليس بفقره أو غناه.. وإذا كان الإسلام قد وضع حداً من حدوده ضد أي شيء غير مقبول فلابد للمجتمع أن يوفر الحلول العادلة لهؤلاء الشباب قبل أن يضيق عليهم الحدود !!
- لكن الفقهاء اعترضوا بشدة علي هذه القبلة؟
الفقهاء يحتجون علي كل شيء ويقولون هذا الكلام نفسه بأن القبلة مقدمة لأشياء أخري فهؤلاء الفقهاء لا يريدون للشباب أن يخطئون أبداً معتقدين أنه لو قبل أمرأة فسوف يتطرق ويصل إلي ما بعد ذلك وهذا أسلوب مرفوض لأنه استفزازي حقيقي لأن الأسلوب الإسلامي الحقيقي جاء به القرآن فعندما أفترض أن المسلم سيخطئ وأن الله يقول "إن الحسنات يذهبن السيئات " أي بعد الخطأ يقوم بعمل طيب مثل الصدقة والصيام أي عمل من أعمال الخير أما منطق الفقهاء فهو منطق سلبي عقيم وهو السائد الآن.
- فتاويك الدينية وضعتك علي قائمة الاغتيالات ألا تخشي هذا؟
توجد تهديدات لي بالفعل ،ولكني لم آخذها مأخذ الجد ولا في اعتباري ولا أعيرها أي اهتمام ولو حدثت وصدقتهذه التهديدات وتم قتلي لتحقق أمل حياتي بأن أموت شهيداً وهذه حقيقة فأنا لا أتمسك بالحياة ولا أحب الحياة وما أفكر فيه هو الشهادة.. وإذا جاء أحد وأنهي حياتي فسوف يكلل عملي وإذا مت فسوف استريح ولكن المشكلة ستكون لمين بعدي فماذا سيفعلون في كتبي التي قمت بتأليفها ونشرها ؟
- لك رأي في الاختلاط بين الذكور والإناث بإنه ضرورة حتي لو حدثت بعض الأخطاء .. إلي أي مدي يتقبل مجتمعنا هذه الأخطاء ؟
الاختلاط هو الوضع الطبيعي والفطري، أما الفصل فهو التكلف، وإذا كان للاختلاط آثار سيئة فإن للفصل آثار أكثر سوءاً ولكنها تتم في السر ، ومجتمعنا سيتقبل الاختلاط رغم أنفه ومحاولات منعه ستبوء بالفشل كما باءت من قبل عندما أقام الدنيا وأقعدها عندما سمحت الجامعة المصرية دخول طالبات بها أو عندما قام " قاسم أمين " بتأليف كتابه " تحرير المرأة ".
- كيف تري المفهوم السلفي وفيم اختلافك معه؟
المفهوم السلفي هو الإيمان والأخذ بالمذاهب الأربعة فقط ويرفض أن يوجد مذهب خامس ويؤمن بتفسير القران كما فسره الطبري والقرطبي وابن كثير وابن عباس ويؤمن بما يسمي بعلوم القرآن الناسخ والمنسوخ ويؤمن بتصنيف الأحاديث كما وضعها إبن حنبل ونقول: إن هذا الفهم لا يصلح فليس شرطاً أن نلتزم بمذهب من المذاهب لأن الله لم ينزلهم وليسوا من أسس العقيدة والسلفيين اعتمدوا علي حديث " من بدل دينه فاقتلوه " مع أن القرآن : قال " لا إكراه في الدين " ففهم السلفيين للقرآن خاطئ وتفسيرهم له خطأ ولا يتقبلوا مناقشة الرأي الآخر.
- وما الضرر من الأخذ بالرأي السلفي؟وهل يوجد حالياً من نأخذ بعلمه ونترك مثلاً " أبو حنيفة "؟
المناهج الدراسية الدينية تمثل القواعد والأحكام التي وضعها الفقهاء منذ أكثر من ألف عام وهم رجال مؤمنون، لكنهم كانوا في عصور مستبدة ومغلقة ووسائل الدراسة والاتصال كانت محدودة، وبالتالي هذه العوامل انعكست علي أحكامهم والمعارضون يريدون أن يسحرونا عندما يقولون هل أنتم مثل أبو حنيفة النعمان أو ابن حنبل أو مثل ذلك ؟ فكنا نصمت ولا نرد ولكن عندما أكثروا قلنا نعم بل نحن أفضل فلدينا علم هؤلاء الفقهاء ثم لدينا فيوضاً من المعرفة والثقافة ووسائل البحث والدراسة والمناهج الدراسية الدينية أهملت كل هذا وتأخذ برأي الفقهاء الأربعة.
- ماذا بينك وبين الأستاذ محمد حسنين هيكل فأنت تضيف من أعداء هيكل ؟
هيكل صحفي عريق وموهوب فقد أصبح رئيس تحرير مجلة " آخر ساعة " وهو في سن صغيرة وكان من الذكاء لأنه راهن علي جمال عبد الناصر في المرحلة الأولي من الثورة عندما راهن الآخرون علي " محمد نجيب " ولكنه تقرب إلي عبد الناصر بذكائه الحاد.. لكنه كان شريك متضامن مع عبد الناصر في كل ما آلت إليه البلاد من كوارث وفساد وإنه عندما كان ينشر مقالاته الذائعة في الأهرام " بصراحة "كان هيكل أبعد الناس عن الصراحة لأنه كان يعبر عن إرادة عبد الناصر، ولهذا فهو كان شريكاً لعبد الناصر في كل الأخطاء التي وقع فيها التي أدت إلي كارثة 5 يونية 1967 فهيكل لم يستطع أن يوجه عبد الناصر توجيهاً موضوعياً بإيضاح الخطأ في كثير من قراراته مثل قرارات التعذيب وموقف عبد الناصر من " مصطفي أمين " وتعذيبه وهيكل كان يعلم كل شيء عن التعذيبات التي كانت تتم في عصر عبد الناصر لخصوم عبد الناصر أو لخصوم رجاله ولضحاياهلكنه لم يستطع عمل شيء أيضاً حتي عندما تم سن مديرة مكتبه لأن عبد الناصر كان يفعل ذلك بأي
دكتور / خالد غازي