لا ادرى لماذا تعاطفت مع هذا الرجل واكاد ان ابكى عندما رايته يتحدث فى برنامج ادب السجون فى قناة الجزيره وبمجرد ان ذكرنا الاخ الزميل / احمد بمحمد الماغوت وجدت نفسى استرجع بعض المعلومات عن هذا الرجل .
في قرية استولى عليها الرومان يوماً ما، ونظموا فيها أقنية للري، وهُدِمَت مرات كثيرة، وكانت معقلاً للقرامطة، وعاشت على تخوم البادية والريف، وذات نزعة ثقافية مميزة، وذات بيئة إشكالية تتراوح في الثلاثينات بين أمراء وفلاحين، تدعى السلمية.. هناك وُلِدَ محمد الماغوط في العام 1934، وأبوه اسمه أحمد عيسى وأمه ناهدة الماغوط حيث أن الأب والأم من نفس العائلة، وكان الابن الأكبر في عائلة تضم ستة أخوة.
وهو يذكر أنه حين كان في السابعة من عمره خرج أول مرة ليرعى الخراف.
ولما كان ابناً لفلاح، وبالتالي لم يكن له مدرسة بل ما يُسَمّى بـ«الكتّاب» حيث كانت مدرسته الابتدائية تحت شجرة وارفة الظل يتمع عندها أبناء الفلاحين مع «الخطيب» ليعلمهم القراءة والكتابة.
وعلى الرغم أن الماغوط يذكر أن والده كان مسالماً وفقيراً، وقضى حياته في الحصاد، وعمل أجيراً في أراضي الآخرين، فإننا نسمعه يقول: «كان أبي لا يحبني كثيراً، يضربني على قفاي كالجارية.. ويشتمني في السوق». أما أخوه الأستاذ إسماعيل الماغوط فنسمعه يقول عن أخيه أنه كان متمرداً منذ الطفولة.
وفي الواقع، نجد أن محمد الماغوط بدأ التدخين منذ التاسعة من عمره، حتى أنه كان يلتقط أعقاب السجائر ويدخنها، وعكس هذا شيئاً من روح التمرد لديه، هذه الروح التي اصطدمت بالسلطة الأبوية التي يملكها أبوه الذي حاول توجيه ابنه وكبح جماحه ولكن دون جدوى.
وروح التمرد هذه التي ظهرت مبكراً لديه تجلّت أيضاً بشكلها الواضح حين أتى أحد الأمراء وهو فارس ليرمي حنطة للفقراء، وذلك أثناء دفن أحدهم، فكان أن الماغوط الطفل أمسك بحجر وضرب الأمير الفارس به، و يذكر الماغوط بعد سنين طويلة أن آثار سوط الأمير بقيت على جلده.
إذن، بعد «الكتّاب» دخل الماغوط في المدرسة الزراعية في السلمية، وفي طفولته الباكرة هذه تعلم الماغوط قراءة القرآن الكريم الذي أصبح فيما بعد مرجعيته الأولى في اللغة العربية. وظلّ عالقاً في ذاكرته رائحة صفحات القرآن العتيقة وكيسه القماشي.
استمرت هذه الفترة العصيبة من حياة الماغوط في السجن وخارج السجن، ففي فترة الوحدة بين سورية ومصر كان الماغوط مطلوباً في دمشق، فقرر الهرب إلى بيروت في أواخر الخمسينات، وكان دخوله لبنان بطريقة غير شرعية سيراً على الأقدام، وأخيراً انضمّ الماغوط إلى جماعة «شعر» حيث تعرف على الشاعر يوسف الخال الذي احتضنه في مجلة «شعر»، ويذكر الماغوط أن أول من اكتشفه كشاعر كان أدونيس وذلك في إحدى جلسات مجلة «شعر» فقرأ قصيدته «القتل» بحضور يوسف الخال، وأنسي الحاج، والرحابنة، دون أن يعلن عن اسمه، فتركهم يتخبطون (بودلير؟.. رامبو؟) إلى أن أشار أدونيس إلى الماغوط، وقال «هذا هو الشاعر».
................................
هو يقول عن نفسه:
أنا محمد الماغوط أبي اسمه أحمد عيسى وأمي ناهدة الماغوط الأب والأم من نفس العائلة كنا فقراء كثير نحن كنت بخرابو هون في الشام أبي الله يرحمه بعث رسالة أن يرأفوا بحالي لأنني فقير علقوها في لوحة الإعلانات بالمدرسة والرايح والجاي يقرأها ويضحك ومن يومها هربت من المدرسة، ما كان يخطر لي في يوم من الأيام أني أكون أن أصل للذي وصلت له، كنت كل أحلامي كابن ضيعة أتزوج بنت خالتي بنت عمي وأجيب أولاد وعيش بالضيعة وأدفع بدل عسكرية وأخلص، انقلبت الآية دخلت بحزب لم أقرأ مبادئه وصرت من سجن إلى سجن حتى وصلت لعند حضرتك الآن، كانت الدنيا برد وشتوية كان في حزب البعث والحزب القومي حزب البعث في حارة بعيدة وَحْل وكلاب تعوي وجانب بيتنا الحزب القومي وفيه صوبيا دخلت فيه.
ما ان ارى ورقة رسمية على عتبةأو قبعة من فرجة بابحتى تصطك عظاميودموعي ببعضهاويفر دمي مذعورا في كل اتجاهكأن مفرزة أبدية منشرطة السلالاتتطارده من شريان الى شريان
..............................
آه يا اميلو كانت الحرية ثلجالنمت طوال حياتي بلا مأوى
.مثلاً كان عندنا بالسجن سجانين واحد من دير الزور لئيم كثير وواحد من حوران يده حجمها حجم سهل البقاع خبطته لا توجع هداك لكزته مثل السم، مرة بالسجن جايبين عشان الصلاة راديو وميكروفون.. تعرفي أول أغنية طلعت فيه وهم عم يجربوه يا ظالم لك يوم.. أقسم بالله صرخوا أغلقوا الراديو.. كثير أحبه {وَالنَّجْمِ إذَا هَوَى} ما أحلاها. الآن في الساعة الثالثة من القرن العشرين حيث لاشيء يفصل جثث الموتى عن أحذية المارة سوى الإسفلت، سأتكئ في عرض الشارع كشيوخ البدو ولن أنهض حتى تُجمع كل قضبان السجون وإضرابات المشبوهين في العالم وتوضع أمامي لألوكها كالجَمَل على قارعة الطريق حتى تفر كل هرّاوات الشرطة والمتظاهرين من قبضات أصحابها وتعود أغصاناً مزهرة مرة أخرى في غاباتها. الجوع والخوف والعار والفشل وأنا مع الإمام علي لما يقول الفشل
شكل من أشكال الموت
آه يا حبيبتي
عبثا استرد شجاعتي وبأسي
المأساة ليست هنا
في السوط أو المكتب أو صفارات الانذار
انها هناك
في المهد .....في الرحم
فانا قطعا
ما كنت مربوطا الى رحمي بحبل سرة
بل بحبل مشنقة
.............................
محمد نبيه / اكاديمى قانونى
شكل من أشكال الموت
آه يا حبيبتي
عبثا استرد شجاعتي وبأسي
المأساة ليست هنا
في السوط أو المكتب أو صفارات الانذار
انها هناك
في المهد .....في الرحم
فانا قطعا
ما كنت مربوطا الى رحمي بحبل سرة
بل بحبل مشنقة
.............................
محمد نبيه / اكاديمى قانونى
عدل سابقا من قبل محمد نبيه في الأحد أغسطس 09, 2009 3:16 pm عدل 1 مرات