ومن هنا بدأت الأزمة وبدأ اللعب علي المكشوف حيث أعلن سامح عاشور حصوله علي تفويض من ضياء الدين داوود رئيس الحزب للقيام بمهام عمله ، وبعدها بيومين أعلن عن الدعوة لمؤتمر عام طارئ للحزب ، الأمر الذي قابلته الأمانة العامة للحزب بعقد إجتماع لها قبيل المؤتمر بيوم واحد شكلت فيه لجنه للنظر في شأن الثلاثة الداعون للمؤتمر في حال عقده وتجميد عضويتهم ، وبدأت الوساطة بين الجبهتين بقيادة أحمد الجمال نائب رئيس الحزب والذي لم يفلح في إقناع عاشور ومحمد أبو العلا وتوحيد البنهاوي في التراجع عن عقد المؤتمر الطارئ ، فعقد المؤتمر وقرر عدة قرارات قمنا بنشرها من قبل ، فردت اللجنة المشكلة للنظر في أمر الثلاثة بتجميد عضويتهم .حول تلك المشكلات والمصادمات التي حدثت في الآونة الأخيرة والتي كان الجميع يحول دون قيامها أو علي الأقل تجميد الوضع علي ما هو عليه ، إلا أنها حدثت وكان لابد وأن تحدث .. التقت " مصر الجديدة " بالأمين العام للحزب الناصري أحمد حسن عضو مجلس الشورى وكان لنا معه هذا الحوار
مصر الجديدة : بداية اللائحة الداخلية للحزب تنص علي أن غياب أي عضو بالأمانة العامة لمدة ثلاث إجتماعات متتالية يتم تحويله للجنة نظام تمهيداً لفصله ، فلماذا لم تطبق اللائحة علي سامح عاشور رغم غيابه أكثر من ثلاث إجتماعات ؟
أحمد حسن : أولا سامح عاشور لم يأتي للحزب إلا بعد فشله في إنتخابات نقابة المحامين وتصور أن الحزب سيكون مطية له لتحقيق أغراض شخصية وهذا الكلام لا يمكن أن نسمح به ونحن كنا نسعى للحفاظ علي شكل الحزب أمام الناصريين ، كما أنني كنت أنأي بنفسي عن تطبيق اللائحة حتى لا يقال أن هذا الأمر متعمد مني أو يتهمني أحد بأنني أقوم بتصفية حساباتي مع سامح عاشور ، وكنت أري أننا نصبر علي سامح عاشور ، وبالفعل فقد صبرنا عليه لمدة ثلاث سنوات كان مشغولاً فيها بانتخابات النقابة .
مصر الجديدة : وماذا عن التفويض الذي أظهره مؤخرا مؤكداً أنه من رئيس الحزب ؟
أحمد حسن : لو أن سامح عاشور يعرف القانون جيداً فلماذا التفويض ؟ مع العلم بأن صلاحيات رئيس الحزب محددة وواضحة في اللائحة وكذلك إختصاصات الأمين العام للحزب وكافة مؤسساته ، وأنا أري أن ذلك التفويض لا يساوي ثمن الحبر الذي كتب به ، الأمر الثاني وهو الأهم أن الحزب الناصري لا يدار بتفويضات ، لأن قيادات الحزب جاءت بالانتخابات ولا يمكن أن تتم إدارتها بتفويض فهذا الأمر يصلح في محل بقاله أو في جمعية دفن الموتى لكنه لا يصلح في حزب سياسي .
مصر الجديدة : ماذا عن المؤتمر العام الطارئ للحزب الذي عقد مؤخرا وكان عاشور هو من دعا لعقده وقال أنه تلبية لطلب ثلث أعضاء المؤتمر ؟
أحمد حسن : هذا المؤتمر غير شرعي لأن المؤتمر العام لكي يتم عقده لابد أن تكون مؤسسات الحزب هي التي تدعو له ، كما أن المؤتمر تتم الدعوة لغير أعضاء الحزب للحضور فيه وليس من هم غير أعضاء المؤتمر ، كما أن هناك طريقين لا ثالث لهما لدعوة الحزب للإنعقاد الأولي هي أن تدعو اللجنة المركزية أو الأمانة العامة لعقد مؤتمر عام طارئ لمناقشة أمر خطير في الحزب ، وهي من تحدد الشخص الذي يدعو لعقد المؤتمر ، الطريق الثاني هو أن ثلث أعضاء المؤتمر العام يطلبوا عقد المؤتمر الطارئ لمناقشة أمر خطير في الحزب ، ولكي يطلبوا ذلك لابد وأن تصل الطلبات إلي مؤسسات الحزب للتأكد من عضوية مرسلو الطلبات وهل هم أعضاء في المؤتمر العام ، وهل التوقيعات صحيحة أم لا ، ومن السبب الذي تقدمت من أجله الطلبات ، وبعد ذلك تناقش مدي جدية الموضوع المدعو من أجله عقد المؤتمر وتقرر عقد المؤتمر من عدمه وما عدا ذلك فهو باطل.
مصر الجديدة : وما سبب الدعوة لعقد مؤتمر طارئ بالرغم من أن الموعد الطبيعي للمؤتمر التنظيمي الخامس يوم 23 ديسمبر ؟
أحمد حسن : نحن لا ندري سبب الدعوة لذلك المؤتمر لكنه مؤتمر تخريبي يهدف لهدم مسيرة الحزب وإستقراره ، لكن بخصوص الموعد فقد قررنا عقد المؤتمر في شهر أبريل القادم وذلك لعدم تمكننا من عقده في موعده الذي كان مقررا في 23 ديسمبر الجاري لعدم عقد الإنتخابات القاعدية للحزب ، وذلك بسبب إنشغال أعضاء الحزب بخوض الإنتخابات البرلمانية التي أجريت مؤخراً .مصر الجديدة : البعض أشاع أنكم كنتم تخططون للإطاحة بسامح عاشور وجبهته قبل أن يقوموا بعقد المؤتمر العام الطارئ ؟أحمد حسن : لم نخطط لأي شيء من هذا القبيل وقد سألتني من قبل عن سبب عدم فصل سامح عاشور بالرغم من أن اللائحة تنص علي فصله هو وأي عضو بالأمانة العامة يتخلف عن حضور ثلاث إجتماعات للأمانة وقلت لك أنني لا أسعي لتصفية الحسابات ولا أتخلص من أي شخص ينتمي للناصرية ، فلماذا أقرر الآن التخلص منه ولماذا إذن التخطيط والمؤامرات وهو لائحيا يمكن فصله عن الحزب ؟
مصر الجديدة : في اللقاء الذي جمع سامح عاشور بالمندوب الأمريكي سئل عن الأمين العام للحزب الناصري الذي يهاجم أمريكا فقال لن يكون هناك وجود لأحمد حسن في الفترة المقبلة فماذا كان ردكم ؟
أحمد حسن : هذا اللقاء نشر في عام 2007 ومن بين ما وجه لسامح عاشور غير نقابة المحامين ما رأيك في الأمين العام للحزب الناصري الذي يهاجم سياسات الولايات المتحدة فقال بالنص هذا الموضوع سننتهي منه وسوف تتم تصفية الحزب من ذلك التواجد ، وردي عليه كان بتجاهل ما قال فسامح عاشور لا يقدر علي فصلي من الحزب الناصري فأنا من مؤسسي ذلك الحزب منذ أن كان فكرة ، لكن عاشور لم يكن من ضمن الحركة الناصرية في أي وقت من الأوقات ، لكن مردود هذا أن عاشور يتلقي تعليمات من الأمريكان وما يقوم به من تخريب للحزب هو ما تريده أمريكا .
مصر الجديدة : البعض يري أنك صبرت علي سامح عاشور كثيراً ؟
أحمد حسن : أنا لست من هواة التصفية فأنا قد تربيت سياسيا في عصر الزعيم جمال عبد الناصر ، كما أنني تربيت تنظيمياً بشكل جيد وأسعى دائماً للم الشمل بين الناصريين ولا أريد إقصاء أي ناصري من الحزب ، لكن عاشور لم يكن من بين الحركة الناصرية لا في الجامعة ولا غيرها فهو شخص دخل الحزب الناصري لكنه ليس من مؤسسيه كما هو حال كل مؤسسى الحزب الذين يسعون للحفاظ علي الناصرية .
مصر الجديدة : ألا تري أن الحزب يتجه نحو التجميد كما يردد البعض من داخل الحزب بسبب الإنقسامات الداخلية ؟
أحمد حسن : طبعا الشواهد والسوابق السياسية التي حدثت في أحزاب أخري هي التي تدعو إلي القلق من هذا وتجعل البعض يردد هذا الكلام ، لكن طالما أن مؤسسات الحزب متماسكة وهي الأمانة العامة والمكتب السياسي واللجنة المركزية والمؤتمر العام ، فلا يمكن أن نسمح بحدوث مثل ذلك الأمر في الحزب العربي الناصري ، ليس من أجلنا ولكن من أجل كل الناصريين.
مصر الجديدة : هل ستتم إجراء تعديلات علي اللائحة الداخلية للحزب في حالة إختيارك رئيساً للحزب في المؤتمر العام ؟
أحمد حسن : الموضوع ليس موضوع كوني رئيساً للحزب من عدمه وتعديل اللائحة أمر مطلوب من عدد كبير من أعضاء الحزب وأعضاء المؤتمر العام ، حيث أن هناك بعض البنود التي نري أنها تحتاج للتعديل وقد تم عرضها علي لجان المحافظات منذ أكثر من سنة لنأخذ رأيها فيها قبل مناقشتها في المؤتمر العام القادم للحزب ، ومنها تحديد مدة بقاء القيادات في مواقعهم ومنها رئاسة الحزب بمدتين فقط لا تجوز ترشيح نفسه بعدها علي أن تكون كل مده عبارة عن أربع سنوات ، وهي معروضة حتى الآن وستتم مناقشتها في المؤتمر العام القادم .
مصر الجديدة : ماذا عن إستقالة عبد الله السيناوي رئيس تحرير جريدة الحزب من منصبه وهل قمتم بإختيار رئيس آخر للتحرير ؟
أحمد حسن : علاقتنا بالسيناوة جيدة جدا وطلبنا منه البقاء ووعدنا بالبقاء حتى إنتهاء جميع المشكلات الخاصة بالحزب وليس لدينا وقت للبحث عن رئيس تحرير جديد
مصر الجديدة : هل دعوتم بالفعل مصطفي بكري وحمدين صباحي للإنضمام للحزب في ظل إنتماءاتهم الناصرية ؟
أحمد حسن : أنا لم أدعوا بكري أو حمدين ولم أتصل بهم من أجل الإنضمام للحزب لكنهما صديقين عزيزين وباب الحزب مفتوح لهما ولجميع الناصريين للدخول والمشاركة في أنشطة الحزب ، لكنني لم أقم بالإتصال بهما لهذا الغرض .
مصر الجديدة : في النهاية هل تنوي الترشح لإنتخابات الرئاسة في العام المقبل ؟
أحمد حسن : هذا أمر يخص مؤسسات الحزب وهو غير مطروح في الفترة الحالية لكنه سيتم طرحه في حينه وستجري مناقشة ذلك الأمر وتحديد إمكانية مشاركة الحزب في تلك الإنتخابات من عدمه