من طرف فى بريطانيا يعتبرون أن ناقل الكفر أشد كفراً من قائله لأنه ببساطة يشعل الفتنة ويزكى نارها بصورة قد يصعب إخمادها. وفى مصر نخوض فى الأعراض والشرف والذمم المالية وحجتنا أن ناقل الكفر ليس بكافر!! وعادة ما يرفع كل منا كتفيه دهشًة ثم يمط شفتيه قائلا الكلمة الشهيرة حاليا " بيقولوا" ثم يسترسل فى ذم من يحدثك عنه معتقدا أنه طالما نسب المقولة إلى آخرين فإنه قد غسل يديه تماما من دماء من اغتاله معنويا بدم بارد باتهامه فى شرفه وذمته ثم سرعان ما ينتهى الآمر وكأن شيئا لم يكن.
ومع انتشار الوقفات الاحتجاجية وما آلت إليه من فوضى فى النهاية وعقب سيل البلاغات التى تكيل الاتهامات للجميع بعضها يبعث على السخرية ويدل على سذاجة كاتبها.. أقول قد يكون بعضها أو حتى غالبيتها به قدر من الصحة ولكن من المؤكد أيضا بنفس المنطق أن البعض الآخر غير صحيح وهو ما ستكشف عنه تحقيقات النيابة التى من المفترض أنها الجهة الوحيدة المختصة بهذا الآمر ولكن المحتجون كان لهم رأى آخر فقد اختار بعضهم أن يقدم بلاغاته على شكل بيانات يشهر فيها بمن يشاء ويقول ما يعن له بلا رقيب ثم يزيل ما اغتاب به الآخرين بتوقيع شرفاء مصر وهى منهم براء.
وللأسف الشديد إلى أن تثبت براءة من طعن فى شرفهم وذمتهم المالية بل وأعراضهم ونالهم من تجاوز البعض إلى الحد الذى طال آباءهم وأمهاتهم بأقذع الألفاظ أمام مقار عملهم وعلى رؤوس الأشهاد سيكون قد مر وقت طويل ولن يقف الناس وقتها عند براءتهم كثيرا وسيتذكرون فقط ما حدث لهؤلاء الأبرياء من إهانة من الصعب على الزمن أن يمحوها.
أقول لمن يبعث بأوراق وشكاوى دون أن يتحقق من صحتها اذا كنت ترى أنها الحقيقة كما تدعى فإن زمن الخوف قد ولى وانقضى فلماذا لا تكتب بياناتك عليها ولماذا لا تواجه من تشكوهم بفروسية وشجاعة طالما أنك من فرسان التطهير حسبما مدحت نفسك؟ أما أن تطعن زملائك فى شرفهم وتسبهم فلابد وأن لديك غرضا آخر فى نفسك ولا شك أن هذا الغرض دنيئا أيضا.
وأقول له أيضا إذا لم يكن لديك دليلا على ما تقول فلماذا تنقله وتوحى لغيرك بأنه الصدق وأنت أول من يعلم أنك تنقل كفرا وقد يكون من تسبه شريفا مثلك إن لم يكن أطهر وأنقى؟!! لا تدع أيا من غضبك أو حقدك يعمى بصيرتك ويضع غشاوة على عينيك فلا ترى إلا سواداً.
ليس لدى ما أنصح به إلا أن تكون الجمعة القادمة هى جمعة العمل وأن نتوقف تماما عن وقفات احتجاجية وترويج إشاعات وتصفية حسابات شخصية فلا سبيل أمامنا الآن للنهضة سوى الولاء للعمل.
والله من وراء القصد.