تري، هل هي صدفة أن تحدث مثل تلك الفوضي في مصر بعد الثورة؟ دعونا نتفق أنه
لا شيء صدفة في السياسات، كما أننا لا نريد أن نؤمن بنظرية المؤامرة التي
اعتدنا عليها، كعرب، لكن ما يحدث يثير الانتباه ولابد أن نتوقف عنده لحظة،
لنفكر، تلك الفوضي والبلطجة والشغب لم تكن وليدة مرحلة ما بعد الثورة كما
يدعي البعض، بل وذهب البعض ممن يكرهون الثورة إلي حالة التشفي والضحك
الخبيث ولسان حالهم يقول دي آخرة الثورة.
والحقيقة التي يغفل عنها
هؤلاء، أو يحاولون أن يغضوا البصر عنها، أن كل تلك الحوادث كانت تتم في
حضرة النظام المخلوع، سيارة علي الطريق تصدم بقرة أو طفلاً صغيرًا، يخرج
الأهالي ويدمرون السيارة وصاحبها ويدمرون كل السيارات التالية، ويقطعون
الطريق حتي يتدخل الأمن، وحتي جرائم القتل والمخدرات والنصب - جرائم توظيف
الأموال خير مثال - كلها كانت موجودة وبكثرة في تواجد اليد الحديدية للأمن
تحت مظلة النظام المخلوع، إذن لا جديد، ومازاد فقط هي جرائم الاعتداء علي
السجون وعلي أقسام الشرطة حتي هذه كانت موجودة في حالات التمرد في السجون،
لكن هناك من يقصد عمدًا النفخ في تلك الجرائم لإخافة الكتلة الصامتة في
مصر، ويطالب الجميع بالعودة السريعة للأمن، حتي أن مجلس الوزراء فوض قوات
الشرطة التعامل بحزم مع أعمال البلطجة، وهنا أتذكر رسوم كاريكاتير في صحيفة
النيويورك تايمز بعد أحداث سبتمبر، وملخصها رجل يجلس علي اللاب توب وأمامه
شخصان، الأول يمثل الحرية والثاني يمثل الأمن وخيروا الرجل الجالس علي
اللاب توب أن يختار فيما بينهما، فأشار الرجل علي الأمن وفي انجلترا، عاصمة
الحريات في العالم عندما تم التفجير في محطة مترو الأنفاق وضعت السلطات
الإنجليزية 30 ألف كاميرا مراقبة في جميع شوارع لندن وهو أمر جلل عندهم لو
تعلمون، وفي سياق آخر يبدو بعيدًا عما ذكرناه، يتعرض مرشحو الرئاسة
وتحديدًا الدكتور البرادعي وعمرو موسي لحملة تشويه غريبة الشكل، عمرو موسي
في كل زيارة له لمدن الصعيد تحدث خناقة مما يقلل من هيبة الرجل، بل وهناك
بعض الصحف غمزت ولمزت عن قضايا فساد خاصة بالرجل في تعاملات مع السعودية
ومع ليبيا، إذن الرجل يتعرض لحملة تشويه والدكتور البرادعي هو الآخر يتعرض
لنفس الحملة، قالوا عنه أنه بلا كاريزما ويتهته في حديثه ويبكي، وانضرب في
استفتاء الدستور في المقطم بالبلدي - اتثبت - وهو ما لا يليق برئيس مصر،
بجانب أنه عاش سنوات كثيرة خارج مصر ولا يعرف عنها شيئًا، كما أنه كثير
السفر للخارج وسيدير مصر بالفيديو كونفرانس، وهو ما يقلل فرصة الرجل في
الجلوس علي عرش مصر رئيسًا.
ضع الاثنين بجانب بعضهما رغم أنهما
يبدو للجميع أنهما بعيدان عن بعضهما البرادعي وموسي في جانب، وغياب الأمن
وانتشار البلطجة في جانب آخر لكن في السياسة مثلها مثل لعبة البازل، لابد
أن تضع المكعبات الصغيرة بجانب بعضها لنري الصورة النهائية كاملة، والحقيقة
أن الاثنين لهما رابط واحد فقط، وهو تهيئة المناخ العام لرجل قوي، أو تيار
قوي يستطيع أن يحكم مصر ويقضي علي البلطجة والشغب ويعيد الأمن للكتلة
الصامتة في ربوع مصر، إذن كل من في الساحة الآن من مرشحي الرئاسة لن يعتلوا
عرش مصر، بل وتلاحظ أن الدول الغربية والولايات المتحدة لم تبد انزعاجها
لما يحدث في مصر، بل وأن الولايات المتحدة رفعت حظر السفر إلي مصر الأسبوع
الماضي، إذن عند هؤلاء التطمين الكافي لما هو قادم ويعتلي العرش، وهو موجود
بيننا، ويعدله سيناريو محكم لاكتساب الشعبية كما حدث مع الدكتور عصام شرف
الذي أتي من الميدان، وفي القريب، سيبدأ هذا السيناريو في الظهور، أعتقد
أنه في شهر يوليو القادم لو تمت الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية، ولو
ظهر تأكد أنها ستتم، ولو لم تتم تلك الانتخابات بحجة غياب الأمن وإعطاء
الفرصة للأحزاب الجديدة أن تنزل الشارع ويعرف الشعب برنامجها فتأكد أنه لن
يظهر الآن، هناك أيد خفية تتقن اللعب السياسي ليكون مرشحها هو مطلب شعبي،
وفي القريب سيظهر رجل الأمن وصاحب الكاريزما الذي يعتلي عرش مصر وهو لا
البرادعي ولا عمرو موسي!!! دعونا نتفرج.
لا شيء صدفة في السياسات، كما أننا لا نريد أن نؤمن بنظرية المؤامرة التي
اعتدنا عليها، كعرب، لكن ما يحدث يثير الانتباه ولابد أن نتوقف عنده لحظة،
لنفكر، تلك الفوضي والبلطجة والشغب لم تكن وليدة مرحلة ما بعد الثورة كما
يدعي البعض، بل وذهب البعض ممن يكرهون الثورة إلي حالة التشفي والضحك
الخبيث ولسان حالهم يقول دي آخرة الثورة.
والحقيقة التي يغفل عنها
هؤلاء، أو يحاولون أن يغضوا البصر عنها، أن كل تلك الحوادث كانت تتم في
حضرة النظام المخلوع، سيارة علي الطريق تصدم بقرة أو طفلاً صغيرًا، يخرج
الأهالي ويدمرون السيارة وصاحبها ويدمرون كل السيارات التالية، ويقطعون
الطريق حتي يتدخل الأمن، وحتي جرائم القتل والمخدرات والنصب - جرائم توظيف
الأموال خير مثال - كلها كانت موجودة وبكثرة في تواجد اليد الحديدية للأمن
تحت مظلة النظام المخلوع، إذن لا جديد، ومازاد فقط هي جرائم الاعتداء علي
السجون وعلي أقسام الشرطة حتي هذه كانت موجودة في حالات التمرد في السجون،
لكن هناك من يقصد عمدًا النفخ في تلك الجرائم لإخافة الكتلة الصامتة في
مصر، ويطالب الجميع بالعودة السريعة للأمن، حتي أن مجلس الوزراء فوض قوات
الشرطة التعامل بحزم مع أعمال البلطجة، وهنا أتذكر رسوم كاريكاتير في صحيفة
النيويورك تايمز بعد أحداث سبتمبر، وملخصها رجل يجلس علي اللاب توب وأمامه
شخصان، الأول يمثل الحرية والثاني يمثل الأمن وخيروا الرجل الجالس علي
اللاب توب أن يختار فيما بينهما، فأشار الرجل علي الأمن وفي انجلترا، عاصمة
الحريات في العالم عندما تم التفجير في محطة مترو الأنفاق وضعت السلطات
الإنجليزية 30 ألف كاميرا مراقبة في جميع شوارع لندن وهو أمر جلل عندهم لو
تعلمون، وفي سياق آخر يبدو بعيدًا عما ذكرناه، يتعرض مرشحو الرئاسة
وتحديدًا الدكتور البرادعي وعمرو موسي لحملة تشويه غريبة الشكل، عمرو موسي
في كل زيارة له لمدن الصعيد تحدث خناقة مما يقلل من هيبة الرجل، بل وهناك
بعض الصحف غمزت ولمزت عن قضايا فساد خاصة بالرجل في تعاملات مع السعودية
ومع ليبيا، إذن الرجل يتعرض لحملة تشويه والدكتور البرادعي هو الآخر يتعرض
لنفس الحملة، قالوا عنه أنه بلا كاريزما ويتهته في حديثه ويبكي، وانضرب في
استفتاء الدستور في المقطم بالبلدي - اتثبت - وهو ما لا يليق برئيس مصر،
بجانب أنه عاش سنوات كثيرة خارج مصر ولا يعرف عنها شيئًا، كما أنه كثير
السفر للخارج وسيدير مصر بالفيديو كونفرانس، وهو ما يقلل فرصة الرجل في
الجلوس علي عرش مصر رئيسًا.
ضع الاثنين بجانب بعضهما رغم أنهما
يبدو للجميع أنهما بعيدان عن بعضهما البرادعي وموسي في جانب، وغياب الأمن
وانتشار البلطجة في جانب آخر لكن في السياسة مثلها مثل لعبة البازل، لابد
أن تضع المكعبات الصغيرة بجانب بعضها لنري الصورة النهائية كاملة، والحقيقة
أن الاثنين لهما رابط واحد فقط، وهو تهيئة المناخ العام لرجل قوي، أو تيار
قوي يستطيع أن يحكم مصر ويقضي علي البلطجة والشغب ويعيد الأمن للكتلة
الصامتة في ربوع مصر، إذن كل من في الساحة الآن من مرشحي الرئاسة لن يعتلوا
عرش مصر، بل وتلاحظ أن الدول الغربية والولايات المتحدة لم تبد انزعاجها
لما يحدث في مصر، بل وأن الولايات المتحدة رفعت حظر السفر إلي مصر الأسبوع
الماضي، إذن عند هؤلاء التطمين الكافي لما هو قادم ويعتلي العرش، وهو موجود
بيننا، ويعدله سيناريو محكم لاكتساب الشعبية كما حدث مع الدكتور عصام شرف
الذي أتي من الميدان، وفي القريب، سيبدأ هذا السيناريو في الظهور، أعتقد
أنه في شهر يوليو القادم لو تمت الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية، ولو
ظهر تأكد أنها ستتم، ولو لم تتم تلك الانتخابات بحجة غياب الأمن وإعطاء
الفرصة للأحزاب الجديدة أن تنزل الشارع ويعرف الشعب برنامجها فتأكد أنه لن
يظهر الآن، هناك أيد خفية تتقن اللعب السياسي ليكون مرشحها هو مطلب شعبي،
وفي القريب سيظهر رجل الأمن وصاحب الكاريزما الذي يعتلي عرش مصر وهو لا
البرادعي ولا عمرو موسي!!! دعونا نتفرج.