نحن نحتاج إلي أن نعود للقرآن؛ لنتعلم منه كيف يكون الحوار ؛ ولابتعادنا عنه وهجره أصبح كل منا يتهم الآخر ومع كل حوار نقول : إن الاختلاف لا يفسد للود قضية ـ وهو فقط لايفسد قضيه فسد قضية الود بل يتعداها أحيانا ليصل إلي التهديد ومابعده ...
والرجوع إلي القرآن بمعني قراءته والتمعن في آياته وعدم استبداله بكتب بشرية " قد تصيب أحيانا ولكن الخطأ والتناقض يكونا من نصيبها في معظم الأحيان " في الوقت الذي نكون فيه بعيدين عن كتاب الله سبحانه وتعالى"
وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ـ 30 الفرقان " ولنا
في آيات القرآن خير قدوة لنتعلم منها الأدب الرفيع في الحوار ففى قوله تعالى " وإنا أو إياكم لعلي هدي أو في ضلال مبين ـ 24سبأ " يخاطب رب العزة الإنسان ويحث علي التأمل واستخدام عقله؛
ليقتنع اقتناعا يقينيا لا محل فيه للظن ويتخلي عن إنكاره للبعث يقول
تعالي " ياأيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من
نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة.. ـ 5 الحج" هذا مع أنه الخالق سبحانه للكون ومافيه من دابة فمابالك بالإنسان الذي يحاور أخاه الإنسان الند له .
ثم
انظر معي إلي جمال الحوار في قوله تعالي مخاطبا المنكرين " كيف تكفرون
بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون ـ
28 البقرة".
ولأهمية قضية التوحيد نجد أن القرآن قد أفرد لها آيات كثيرة لاقناع المخالفينوالمعارضين بالحجج التي تخاطب عقولهم يقول تعالى :
وانظر إلي حواره جل وعلا مع الملائكة وكيف أقنعهم"
وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد
فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم مالا تعلمون . 30
البقرة".
إلا أن حوار القرآن الكريم مع بني إسرائيل يتكرر في آيات كثيرة .نتناول فيما يلى بعضا منها" يابني إسرائيل
اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أُوف بعهدكم وإياي فارهبون"
إلي أن يقول " وإذ قلتم ياموسي لن نصبر علي طعام واحد فادعوا لنا ربك يخرج
لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها قال أتستبدلون الذي هو أدني بالذي هو خير اهبطوا مصر فإن لكم ماسألتم وضربت عليهم الذلة والمسكنةــ الآيات من 40 إلي 61 البقرة " .
إلا
أن الحوار مع بني إسرائيل لم ينته من بعد نبي الله موسي عليه السلام فيحكي
لنا القرآن حوارا دار بين بني إسرائيل ونبي لهم جاء بعد موسي قال تعالي
"ألم تر إلي الملأ من بني إسرائيل
من بعد موسي إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله قال هل
عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا قالوا ومالنا ألا نقاتل في سبيل
الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا
منهم والله عليم بالظالمين . وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت
ملكا قالوا أنا يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من
المال قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي
ملكه من يشاء والله واسع عليم ـ 246،
247 البقرة" ويتضح من الحوار السابق في الآيات والتي تليها ، وجود حرية
المناقشة بين النبي من جهة والملأ من جهة أخري مما نفتقر له اليوم .
وحوار نبي الله إبراهيم مع أبيه آذر يدل علي الأدب الجم في الحوارمع أنه يخالفه عقائديا إلا أن إبراهيم يُنهي حواره مع أبيه بالسلام ويعده بالإستغفار له مع الاحتفاظ بحقه في اعتزال مايدعون من دون الله قال تعالي " إذ قال لأبيه ياأبت لم تعبد مالا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا . ياأبت إني قد جاءني من العلم مالم يأتك فاتبعن أهدك صراطا سويا. ياأبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا. ياأبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا . قال أراغب أنت عن آلهتي ياإبراهيم
لإن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليا . قال سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان
بي حفيا .وأعتزلكم وماتدعون من دون الله وأدعوا ربي عسي ألا أكون بدعائي
ربي شقيا. الآيات من 42 إلي 48 مريم" .
وإبراهيم
بعقله الراجح ومنطقه السليم وتفكيره الصائب بهت الذي كفر . 258 البقرة "
وحوار نبي الله نوح مع قومه وكيف رد القوم عليه رغم خوفه عليهم "أن
لاتعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم أليم . فقال الملأ الذين كفروا
من قومه مانراك إلا بشرا مثلنا ومانراك إتبعك إلا الذين هم أراذلنا .. إلي
أن يقول " قال يا قوم أرأيتم إن كنت علي بينة من ربي وآتاني رحمة من عنده
فعميت عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون ." إلي قوله تعالي " قالوا يانوح
قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين." ألآيات
من26 : 32 هود .
والحوار
مع أهل الكتاب له طريقة يعلمها إيانا القرآن قال تعالى فى ذلك
"ولاتجادلوا أهل الكتاب إلا بالتى هى أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا
آمنا بالذي أنزل إلينا وإنزل إليكم وإلاهنا وإلاهكم واحد ونحن له مسلمون
.العنكبوت46"
"قل يا أهل الكتاب تعالوا إلي كلمة سواءبيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاولايتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون 63 آل عمران".
وبعد فإن الدعوة أو الحوار تكون بالحكمة والموعظة الحسنة بدون اتهامات أو تهديد أو تكفير"ادعوا إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن.125 النحل" ثم يكون الاحتكام لله تعالي في النهاية . "إن الذين آمنوا والذين هادواوالصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله علي كل شيْ شهيد.17 الحج".
كل
إنسان مسئول عما يقوم به من عمل صغُر أم كبُرَ قال تعالى"وكل إنسان
ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشورا اقرأ
كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً ..الآية 13، 14 من سورة الإسراء.
والرجوع إلي القرآن بمعني قراءته والتمعن في آياته وعدم استبداله بكتب بشرية " قد تصيب أحيانا ولكن الخطأ والتناقض يكونا من نصيبها في معظم الأحيان " في الوقت الذي نكون فيه بعيدين عن كتاب الله سبحانه وتعالى"
وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ـ 30 الفرقان " ولنا
في آيات القرآن خير قدوة لنتعلم منها الأدب الرفيع في الحوار ففى قوله تعالى " وإنا أو إياكم لعلي هدي أو في ضلال مبين ـ 24سبأ " يخاطب رب العزة الإنسان ويحث علي التأمل واستخدام عقله؛
ليقتنع اقتناعا يقينيا لا محل فيه للظن ويتخلي عن إنكاره للبعث يقول
تعالي " ياأيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من
نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة.. ـ 5 الحج" هذا مع أنه الخالق سبحانه للكون ومافيه من دابة فمابالك بالإنسان الذي يحاور أخاه الإنسان الند له .
ثم
انظر معي إلي جمال الحوار في قوله تعالي مخاطبا المنكرين " كيف تكفرون
بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون ـ
28 البقرة".
ولأهمية قضية التوحيد نجد أن القرآن قد أفرد لها آيات كثيرة لاقناع المخالفينوالمعارضين بالحجج التي تخاطب عقولهم يقول تعالى :
وانظر إلي حواره جل وعلا مع الملائكة وكيف أقنعهم"
وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد
فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم مالا تعلمون . 30
البقرة".
إلا أن حوار القرآن الكريم مع بني إسرائيل يتكرر في آيات كثيرة .نتناول فيما يلى بعضا منها" يابني إسرائيل
اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أُوف بعهدكم وإياي فارهبون"
إلي أن يقول " وإذ قلتم ياموسي لن نصبر علي طعام واحد فادعوا لنا ربك يخرج
لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها قال أتستبدلون الذي هو أدني بالذي هو خير اهبطوا مصر فإن لكم ماسألتم وضربت عليهم الذلة والمسكنةــ الآيات من 40 إلي 61 البقرة " .
إلا
أن الحوار مع بني إسرائيل لم ينته من بعد نبي الله موسي عليه السلام فيحكي
لنا القرآن حوارا دار بين بني إسرائيل ونبي لهم جاء بعد موسي قال تعالي
"ألم تر إلي الملأ من بني إسرائيل
من بعد موسي إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله قال هل
عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا قالوا ومالنا ألا نقاتل في سبيل
الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا
منهم والله عليم بالظالمين . وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت
ملكا قالوا أنا يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من
المال قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي
ملكه من يشاء والله واسع عليم ـ 246،
247 البقرة" ويتضح من الحوار السابق في الآيات والتي تليها ، وجود حرية
المناقشة بين النبي من جهة والملأ من جهة أخري مما نفتقر له اليوم .
وحوار نبي الله إبراهيم مع أبيه آذر يدل علي الأدب الجم في الحوارمع أنه يخالفه عقائديا إلا أن إبراهيم يُنهي حواره مع أبيه بالسلام ويعده بالإستغفار له مع الاحتفاظ بحقه في اعتزال مايدعون من دون الله قال تعالي " إذ قال لأبيه ياأبت لم تعبد مالا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا . ياأبت إني قد جاءني من العلم مالم يأتك فاتبعن أهدك صراطا سويا. ياأبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا. ياأبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا . قال أراغب أنت عن آلهتي ياإبراهيم
لإن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليا . قال سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان
بي حفيا .وأعتزلكم وماتدعون من دون الله وأدعوا ربي عسي ألا أكون بدعائي
ربي شقيا. الآيات من 42 إلي 48 مريم" .
وإبراهيم
بعقله الراجح ومنطقه السليم وتفكيره الصائب بهت الذي كفر . 258 البقرة "
وحوار نبي الله نوح مع قومه وكيف رد القوم عليه رغم خوفه عليهم "أن
لاتعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم أليم . فقال الملأ الذين كفروا
من قومه مانراك إلا بشرا مثلنا ومانراك إتبعك إلا الذين هم أراذلنا .. إلي
أن يقول " قال يا قوم أرأيتم إن كنت علي بينة من ربي وآتاني رحمة من عنده
فعميت عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون ." إلي قوله تعالي " قالوا يانوح
قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين." ألآيات
من26 : 32 هود .
والحوار
مع أهل الكتاب له طريقة يعلمها إيانا القرآن قال تعالى فى ذلك
"ولاتجادلوا أهل الكتاب إلا بالتى هى أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا
آمنا بالذي أنزل إلينا وإنزل إليكم وإلاهنا وإلاهكم واحد ونحن له مسلمون
.العنكبوت46"
"قل يا أهل الكتاب تعالوا إلي كلمة سواءبيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاولايتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون 63 آل عمران".
وبعد فإن الدعوة أو الحوار تكون بالحكمة والموعظة الحسنة بدون اتهامات أو تهديد أو تكفير"ادعوا إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن.125 النحل" ثم يكون الاحتكام لله تعالي في النهاية . "إن الذين آمنوا والذين هادواوالصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله علي كل شيْ شهيد.17 الحج".
كل
إنسان مسئول عما يقوم به من عمل صغُر أم كبُرَ قال تعالى"وكل إنسان
ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشورا اقرأ
كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً ..الآية 13، 14 من سورة الإسراء.