قرر 17 مرشحا لم يحالفهم التوفيق رفع دعوي قضائية لإلغاء نتيجة الانتخابات
وإبطالها وتحدد لها جلسة 2 يوليو المقبل وظهركارت سحب الثقة من جديد ليمثل
الورقة الأخيرة التي يلعب عليها التياران الأباظي والبدوي في مناوراتها.
يقوم حاليا عدد كبير من أنصار البدوي الذين لم يحالفهم التوفيق في
الانتخابات الأخيرة بحملة لتجميع 500 توقيع من لجان المحافظات لسحب الثقة
من الهيئة العليا الجديدة بدعوي تزوير الانتخابات ووجود العديد من
المخالفات التي تكفي لإبطالها إلا أن الدوافع الحقيقية وراء رغبة أنصار
البدوي تتمثل في إزاحة 26 عضوا من المنتمين لجبهة أباظة داخل الهيئة
الجديدة. في المقابل يتبني أعضاء التيار الأباظي حملة توقيعات علي مستوي
المحافظات تقوم علي ثلاثة محاور أولها سحب الثقة من رئيس الحزب بدعوي أنه
مسئول عما شاب العملية الانتخابية من مخالفات والثاني متعلق بحذف 360 اسما
جديدا تم إضافتها مؤخرا لكشوف الجمعية العمومية من الموالين لرئيس الحزب
علي أن تتم العودة إلي العدد الأصلي للجمعية العمومية والذي لا يتجاوز 2300
عضو ويتركز المحور الأخير علي إجراء انتخابات علي منصب رئيس الحزب وعضوية
الهيئة العليا تحت إشراف المجلس القومي لحقوق الإنسان ولجنة محايدة من
الشخصيات العامة. تجدر الإشارة الي أن حملات سحب الثقة لاقت تأييدا من بعض
الجبهات الوفدية حيث كشف ممدوح رياض أحد مؤسسي جبهة وفديون مع التغيير ان
جميع جبهات الوفد اتفقت علي انطلاق حملتي سحب الثقة من الهيئة العليا
الجديد ود.السيد البدوي رئيس الحزب يوم الأحد القادم، موضحا أن الرغبة في
سحب الثقة من رئيس الحزب تعود إلي ضعف الخطاب السياسي للوفد في عهده وعدم
بروز دور واضح للحزب منذ 25 يناير وحتي الآن. مضيفا أن الحملتين ستعتمد علي
تجميع 500 توقيع من لجان المحافظات سيتم فيها استقطاب الكتلة الوفدية
الصامتة للتوقيع، موضحا أن الحملة ستستغرق شهرا، وقال رياض إن عدد
التوقيعات التي تم تجميعها حتي الآن 50 توقيعا من لجان الإسكندرية وسوهاج
والدقهلية. وردا علي محاولات سحب الثقة من الهيئة العليا أكد المستشار
مصطفي الطويل الرئيس الشرفي للوفد أن حملات سحب الثقة مرفوضة تماما ولن
تؤتي بثمارها فمن الصعب تجميع 500 توقيع، وحتي لو تمكن القائمون علي الحملة
من تجميع الـ 500 توقيع فالوفديون لن يعدلوا عن اختيارهم وفيما يتعلق بما
شاب الهيئة الانتخابية من تزوير رد قائلا : ليس لنا مصلحة في التزوير فجميع
أعضاء الهيئة العليا متطوعون. تجدر الإشارة إلي أن لعبة سحب الثقة هي
الثانية خلال فترة وجيزة تبني شباب الوفد من انصار البدوي قبل ثلاثة أشهر
حملة لسحب الثقة من الهيئة العليا السابقة بحجة ضعفها ومسئوليتها عن دور
الوفد أثناء ثورة يناير صاحبها بالتوازي حملة لسحب الثقة من رئيس الحزب خطط
لها قادة التيار الأباظي الأمر الذي دفع البدوي إلي أخذ قرار بإعادة طرح
نفسه علي الهيئة الوفدية وحدد موعدًا رسميا في 18 مارس الماضي إلا أن الأمر
انتهي بصفة متبادلة بين البدوي وأعضاء الهيئة العليا في عملها حتي نهاية
المدة في مايو الماضي. قضية سحب الثقة لم تكن المشهد الوحيد اللافت للنظر
داخل الوفد طوال الأسبوع الماضي، وانما ظهور تيار جديد ينادي بإعادة نعمان
جمعة رئيس الوفد الأسبق إلي رئاسة الحزب وتبني ذلك التيار طارق الديب رئيس
لجنة الوفد ببنها الذي أكد أنهم يطالبون بعودة نعمان جمعة باعتباره الرئيس
الشرعي للوفد فشرعية الوفد مغتصبة من 2006 بمعاونة النظام السابق علي حد
وصفه مضيفا أن انقسام الوفديين لجبهتين متصارعتين هو ما دفعنا لتكوين تيار
وفدي بين لجان المحافظات للمطالبة بإعادة نعمان جمعة ليكون علي رأس مجلس
يقود الوفد لفترة انتقالية موضحا أن عددا كبيرا من المرشحين الذين لم
يحالفهم الحظ في الهيئة العليا الأخيرة مؤيدين لذلك التيار، كاشفا عن أن
نعمان جمعة علي استعداد للاستجابة لمطالبهم إذا كانت هذه ارادة الوفديين.
واكتمالا للرؤية انتقلت الأنباء الدولية للطرف الآخر حيث أكد د.نعمان جمعة
الرئيس الأسبق للوفد في تصريحاته أنه يعتبر نفسه رئيسا للحزب منذ سبتمبر
2000 ولم تنته رئاسته إلي الآن قائلا: رغم حصولي علي أحكام قضائية بإعادتي
إلا أنني لم أستخدمها فلا أريد تنفيذها بالقوة، وكشف أنه في طريقه إلي
تقديم الأحكام الصادرة لصالحه إلي لجنة شئون الأحزاب والمجلس العسكري
ووزارة الداخلية لتنفيذ تلك الأحكام مؤكدا أنه ما زال علي اتصال دائم بجميع
لجان الوفد وإن تمكن الوفديون من فرض إرادتهم وتنقية الوفد من الذين
سيطروا عليه مؤخرا.