روح القانون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الأستشارات القانونيه نقدمها مجانا لجمهور الزائرين في قسم الاستشارات ونرد عليها في الحال من نخبه محامين المنتدي .. او الأتصال بنا مباشره موبايل : 01001553651 _ 01144457144 _  01288112251

    الفقراء أولاً.. وهل الشهداء الفقراء ليسوا من ورد مصر؟

    رمضان الغندور
    رمضان الغندور
    مؤسس ومصمم المنتدي والدعم الفني
    مؤسس ومصمم المنتدي والدعم الفني


    عدد المساهمات : 7758
    نقاط : 21567
    السٌّمعَة : 16
    تاريخ التسجيل : 31/05/2009
    العمر : 67
    العمل/الترفيه : محامي حر

    الفقراء أولاً.. وهل الشهداء الفقراء ليسوا من ورد مصر؟ Empty الفقراء أولاً.. وهل الشهداء الفقراء ليسوا من ورد مصر؟

    مُساهمة من طرف رمضان الغندور الثلاثاء يونيو 28, 2011 4:12 am


    الفقراء أولاً.. وهل الشهداء الفقراء ليسوا من ورد مصر؟ Source_1817_egypt02
    قام برنامج أجندة مفتوحة على قناة BBC بدعوة المدون والناشط محمد أبو
    الغيط صاحب تدوينة "الفقراء أولاً يا.."، التي لاقت إعجابًا كبيرًا وصدىً
    واسعًا في المجتمع المصري في الفترة السابقة، والتي تعبر عن الغضب من
    النخبة التي لم يعد لها اهتمام الآن سوى بقضايا مثل الدستور أولا أو
    الانتخابات أولاً، أو كالدولة المدنية أم الإسلامية، ولا يهتمون بمشاكل
    الفقراء والمواطنين البسطاء، هؤلاء الذين قدموا التضحية الكبرى من أجل
    الثورة، مبيناً أنه حتى الشباب البسيط الفقير الذي تطلق عليه النخبة لقب
    "السرسجية"؛ عندما استشهدوا في الثورة لم يأخذوا حقهم ولم يتم تصدير إلا
    صور الشهداء أبناء الطبقة الراقية والوسطى، وكأن هؤلاء الشهداء البسطاء
    ليسوا من الورد اللي فتح في جناين مصر.
    حول موضوع هذه التدوينة وما فجرته من موضوع هام جرت المحاورة، حيث
    استضاف البرنامج الحاج عبد الحميد -من الزاوية الحمرا، عامل في محطة وقود-
    وقد استشهد ابنه محمد يوم 28 يناير، وكان صاحب أول صورة في تدوينة أبو
    الغيط.. وكذلك استضاف البرنامج وائل جمال –مدير تحرير جريدة الشروق.

    والد الشهيد يحكي قصة استشهاده من بين دموعه
    ويحكي
    الحاج عبد الحميد قصة استشهاد ابنه من بين دموعه قائلاً: "استيقظ يريد
    الذهاب إلى التحرير، واتصل بزميله، ماكنتش عايزه يروح لأني شايف الضرب
    والولعة، لو كنت شُفتها سلمية كنت تركته.. المهم وعدني بالذهاب لصديقه
    وأنهم لن يذهبوا للتحرير"، ولكن فجأه اتصلوا به وأخبروه أن ابنه في
    المستشفى ليكتشف أنه قد توفي..
    وقد أوضح محمد أبو الغيط أن الذي يؤيد
    ما ذكره في التدوينة، عدد من الشهادات الخاصة بمن يعتبروا من شباب النخبة
    أو الطبقة الوسطى، والذين لم يحمِهم من بطش الأمن ومحاولات قتلهم إلا
    الشباب البسيط من المناطق الشعبية.

    الشباب البسيط نزل ليحمي شباب الطبقة الوسطى من بطش الأمن
    لقد
    ذكر المدون كيف أن الشباب السلميين خرجوا في التظاهرات هاتفين "سلمية
    سلمية"، فبدأ الأمن في الضرب، ليهتف الشباب "احنا ولادكم احنا إخوتك..
    إلحقونا إلحقونا الأمن بيضربونا"؛ فما كان من شباب المناطق البسيطة إلا أن
    لبوا النداء وهبطوا بالسنج والمطاوي؛ لإغاثة المتظاهرين من القتل.
    لذا فهم قد نزلوا ليحموا الشباب المتظاهر، ولهم جزء كبير من الفضل في نجاح الثورة، وفي انسحاب الأمن يوم 28 يناير.

    ليس المجرم من حاول الدفاع عن ذاته ضد الرصاص بل المجرم من أطلقه
    وحول
    تساؤل عن أن الكثيرين سيرون في تصرفات الفقراء والطبقة البسيطة أنها ليست
    بطولة، بل اعتداء على الشرطة يحق ضربهم وقتلهم من أجلها؟ رد وائل جمال
    قائلاً: "الحقيقة أن المظاهرات ظلت سلمية تماماً حتى في السويس -التي قتل
    بها أفراد- حتى يوم 28، ولكن ضرب الناس بدأ بالفعل من الأقسام في خطة شاملة
    واضحة مثلما حدث في تونس من ضرب النار وإخراج البلطجية وغيرها من تصرفات؛
    مما دفع الناس للدفاع عن نفسها، وفجر لديهم الرغبة الشديدة في إزالة رمز
    التعذيب والإهانة.. لذا فالثورة في هذه اللحظة لم تقتصر على السياسيين فقط
    بل امتدت لمن يعتبرون من المهمشين أو الفقراء. وهكذا؛ فرد فعل البسطاء ليس
    إجراميًا، بل المجرم هو من أخرج البلطجية وفتح السجون وضرب المتظاهرين
    بالنار".

    أنا ماخدتش حق ابني.. أنا عايز بس أشوف اللي قتله
    وفي
    سؤال للحاج عبد الحميد هل يشعر بأنه أخذ حق ابنه؟ أجاب: "ماخدتش حق ابني،
    ماخذتش حاجة، أنا ابني بسيط ولكن كان نفسه يبقى حاجة، أحنا كنا عايشين
    وخلاص، أنا ماخدتش حاجة، بس أنا نفسي أشوف بس اللي ضرب ابني، بلاش الحكومة
    تحكم بس يورهولي، ولاّ أنا اسيب شغلي وأروح أدور عليه؟؟"

    هناك مصابون ساحت وجوههم وآذانهم بالمولوتوف ولا يجدون العلاج
    وفي
    مداخلة هاتفية مع الناشطة "نشوى حافظ" –عضو في مؤسسة نبني- التي تسعى
    لعلاج المصابين، وفي سؤال عن عدد حالات المصابين، أوضحت نشوى: "عالجنا 2260
    مصابًا، وهناك حالات لا يمكن أن تعالج في مصر، وهم كانوا 10 حالات 2 منهم
    أخذتهم الحكومة الفرنسية للعلاج على نفقتها، ولكن الحالات كلفتهم بشكل
    كبير؛ لذا أكتفوا بهؤلاء، وهذه الحالات بأكملها أصحابها محترقون بقنابل
    المولوتوف، وهم بلا وجه أو أذن، والأذرع قد ساحت، ولقد تصرفنا في حالتين،
    ولدينا الآن 6 حالات، المشكلة أننا ليس لدينا رفاهية الوقت؛ فقد بدأت
    الأنسجة في التعفن ويجب اللحاق بها، ولقد حاولنا التوجه إلى وسائل الإعلام،
    ولكن الأمن طالبنا بعدم فعل ذلك لعدم زعزعة الأمن".
    وقد سأل مذيع
    البرنامج الحاج عبد الحميد عن معاش الشهيد الذي صُرف له عن وفاة ولده، فكان
    رده: "المعاش الذي أخذته عن ابني مالوش لازمة هل يساوي ابني شوية فلوس؟
    أريد محاكمة من قتلوه، لازم حسني مبارك يتحاكم، هو الأساس في اللي حصل، ليه
    ماسابش البلد عندما طالبوه بالتنحي عن الحكم؟ كان عايز إيه؟؟"

    هل سيبقى حق الناس ضائعًا قبل وبعد الثورة؟
    وقد
    أوضح أبو الغيط أنه في تدوينته يعيب على النخبة اهتمامهم فقط بالمطالب
    السياسية، أما الاجتماعية وأمور الفقراء فلا اهتمام مطلقاً، فما زالت
    الرشوة كما هي، والأسعار كما هي، والنخبة إما أن تصمت عن المطالب الفئوية
    ومطالب الفقراء، أو تجدهم يتعالون عليها.. متسائلاً هل سيبقى حق الناس
    ضائعًا قبل الثورة وبعد الثورة؟؟

    لا مطالب اجتماعية بمعزل عن السياسية؟
    وقد
    قام زياد العليمي -عضو المكتب التنفيذي لائتلاف شباب الثورة- بمداخلة
    هاتفية معبراً عن رأي النخبة التي تتهمها التدوينة.. موضحاً أن النخبة تهتم
    بالفقراء؛ بدليل أن مليونية 27 مايو كان من ضمن مطالبها استعادة الأموال
    المنهوبة كي تعود الأموال التي نهبت لهم، وكذلك وقف المحاكمات العسكرية
    التي تختص بالفقراء وراحوا ضحيتها فقط، مؤكداً أنه ليس هناك حديث عن مطالب
    اجتماعية بمعزل عن المطالب السياسية.
    وقد رد عليه وائل موضحاً:
    "أريد عكس المقولة،فلا مطالب سياسية بمعزل عن المطالب الاجتماعية، فمثلاً
    هناك مظاهرات الآن في اليونان التي بها ديمقراطية سليمة، ولكن هناك مشاكل
    تضغط على الفقراء؛ ولذا فإن التظاهرات الآن هناك تخص مطالب المواطن
    والفقراء، ولا يجب عدم الفصل في مصر الآن بين رغبة البشر البسطاء في العيش
    حياة شريفة ومنتجة، وبين اختيار من يحكمهم فهذه أمور مرتبطة"..

    الكل يقول كلام بلا تنفيذ.
    وعلق
    أبو الغيط: "الكل يقول كلام، فقط كلام، ولكن لا أحد يركز عليه حقاً،
    مليونية 27 وحتى لو قيل بها مطالب على الهامش للفقراء؛ فقد خرجت مانشتات
    الصحف اليوم التالي تقول الشعب يريد الدستور أولاً ولم تذكر شيئًا عن
    الفقراء".
    وأوضح زياد العليمي: "نحن جزء من حركة عامة، والدستور
    الذي نطالب به هو ما سيجعل السلطة التنفيذية لا تتجاهل مثلاً الحكم بحد
    أدنى للأجور الذي يصب في مصالح الفقراء".

    الجبنة غليت واللبن غلي وماحدش واخد حقه
    وأكد
    الحاج عبد الحميد أن المواطنين البسطاء لا أحد يهتم بهم، ومن حقهم
    الاعتصام والاعتراض قائلاً: "كل حاجة غليت، اللبن غلي والجبنة غليت.. محدش
    فينا واخد حقه، لو الناس خدت حقها هتروح"
    موضحاً أن 700 جنيه كحد أدنى للأجور للعائلة غير كافٍ، ولكنها تكفي لفرد واحد.
    وفي
    سؤال له عن إن كان يشعر بفائدة للثورة وللتضحية بابنه؟ قال عبد الحميد:
    "التضحية بابني جت بفايدة، إن الناس صحيت وعرفت ليها إيه.. أنا لما بامشي
    جنب ضابط مابحسش أنه جنب مني لأني مش خايف منه، ولو الضباط كانوا كويسين
    من الأول كان زمنّا كلنا كويسين".
    وفي النهاية قرر محمد أبو الغيط
    أن فكرة "الفقراء أولا" هي قرار سياسي ومسئولية الدولة في المقام الأول،
    ولكن لا بأس بأن يساهم المجتمع وأن يحاول كل منا المشاركة.
    وقد اتفق
    معه وائل مضيفا: "أنا متفق مع محمد في أن يتحول مطلب الفقراء أولا لمطلب
    سياسي.. ويجب اتخاذ إجراءات ضد المحتكرين؛ لذا يجب وجود قوى سياسية تهتم
    بالمهمشين في مصر".

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 4:26 am